أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكريا السقال - كي لا نحصد الخيبة















المزيد.....

كي لا نحصد الخيبة


زكريا السقال

الحوار المتمدن-العدد: 4088 - 2013 / 5 / 10 - 09:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كي لا نحصد الخيبة

بدخول الثورة السورية عامها الثالث ، علينا كلنا أن نقف مع أنفسنا قليلا ، وعلى المعارضة التي أصبحت عبئاً على الثورة أن تقف أو توقف.
لم يرد الشعب السوري من ثورته إلا أن يخلص من عبء هزيمة طال أمدها . منذ عهد الإستقلال والشعب العربي عموماً يهزم وتتقهقر بناه ، بحيث وصل الى مرحلة الإستباحة، وما كان لهذه الهزيمة ان تتم لو قدر لإنسانه ان يتمتع بشيئ من الحرية والكرامة.
فقد قدر لهذا المواطن ان تتسلط عليه أنظمة فاجرة ، أنظمة أدركت مصالحها في أن تكون مرتبطة ووكيل لهذا الغرب وأمريكا ، تسهل له سرقة ونهب خيرات المنطقة مقابل ان تسيطر على هذه المساحات وتستغل كل شيء وتحويل مجمل المواطنين لعبيد ،، مرابعين ،، لدى هذه السلطات الغاشمة ، حيث لا يمكن تمرير الهزائم والسرقات والنهب إلا بتشويه كل شيء وإفساد كل شيء ، ولهذا درجت هذه الأنظمة على سياسة السحق والترهيب والترغيب ، سياسة شراء الذمم والضمائر ، وضرب العرى الإجتماعية لدرجة ساد الشيطان وتغلغل فسادا وتخريبا وتشويها لكل شيء.
أجهض عصر الثورات ، عصر الجماهير الثائرة والزاحفة ، مسخت حركات التحرر ، اشتري الكُتَّاب وقزمت الأقلام . السجن والمعتقل لكل شريف، وكثر من باعوا انفسهم مقابل المكتب والسيارة والتهريج والتبريج لهؤلاء الحكام. بمعنى أصبح رغيف الخبز مجهول الصنع وحاجة لسد الأفواه ، حاجة ممكنة مع الصمت أو التصفيق للهزيمة وصانعيها ، وبقدر تبرير هذه الهزائم ودفع مواجهتها للمجهول كان الدفع والإستيلاء على المناصب والنفوذ .
الكفاءات مهمشة ، مهجرة ممزقة . نجح منطق السوق والتسليع لكل شيء ، منطق أودى بالجدران والأوطان . سقط الفيل السوفيتي أمام قطعة همبرغر وبنطال من الجينز ، انفلتت الشياطين بكل الإتجاهات والغيلان الشرقية تحديدا في منطقتنا ، ضرب الفساد أعتى الشروش ، اطلق عالم الغيبيات ، عالم الشعوذة والإتكال ، عالم الفتوى لكل وبكل شيء ، عالم مسخ الإنسان وتحويله لوحش مفترس ، إنسان جشع وفاقد للقيم.
في منطقتنا كل شيء قابل للبيع ، طالما أن الإنسان أصبح أرخص سلعة في عالم الإستبداد لهذا فكل شيء منخور وملوث.
جاء الربيع العربي ليدخل وهذه الصورة جاثمة وقائمة في وطننا العربي من محيطه لخليجه
1 ـ لا مشروع تحرر تتداوله البشر ، ولاطريق تتلمس به الخلاص.
2 ـ قوى شائخة ، مستهلكة ، تجتر خيباتها وذكرياتها .
3 ـ أنظمة أعلنت فجورها وصلفها جهارا نهارا، وقالت هل من مزيد .
4 ـ جماهير نهضت لا خبرة ولا تجربة تعينها ، سحقها الذل والهوان والتهميش والفقر. جماهير لعنت قهرها وكفرت فجأة بكل شيء، بعدما أدركت ووجدت نفسها عارية ، فقيرة مسحوقة ومهانة ، فهبت تقتحم السماء دون تردد.
باستطاعتنا القول ان الربيع العربي ، امتلك ويمتلك كل المقدمات والأسباب التي تصنع ثورة ، ثورة تغلي من الغضب قادره على سحق مستبديها ، ثورة تبني أوطانها من خلال استعادة إنسانها المهمش وشروط تأهيله أو المقدمات التي تعيد لهذا الإنسان كرامته وإنسانيته.
شروط تأهيل الانسان في عجالة تبلور الحدث وللأسف لم تكن متوفرة :
إلا الأهم والمزري بأن واحد هو غياب قيادة لها رؤية ومفاهيم ، قيادة تعي شروط الحاجة وقدرة على خوض الصراع من خلال إدراكها ووعيها لجبهة أعدائها ، قيادة تحدد كل خطوة تخطيها لتعرف التي تليها ، قيادة لا تسلس قيادتها لأعدائها وترتهن لهم . قيادة تعي أهمية الشعوب وماذا يمكن ان تفعل اذا ما صهرت وتجمعت على المستقبل الذي يعيد حريتها وكرامتها ، وتؤمن لها مسارا آمنا بعيدا عن كل المطبات والحفر التي يمكم ان تواجهه .
لهذا أفتقد الشعب الى قيادة تدرك أن مهمتها التاريخية هي في ايصال الشعب لأهدافه وحقوقه ، وتدرك ان العصر لا يعود للوراء ، ولا يمكن لفكر الهزيمة أو الهزائم ان ينتصر . قيادة تعي أهمية الدولة الجامعة ودورها في تسييج المجتمع بكل مكوناته.
وبما ان الثورة ليست فعلاً أرادوياً ، ولا يمكن ان تكون جاهزة ناجزة ، إلا ان قيادة تعي الواقع وتعرف ما تريد تبقى ضرورة لكي تعمل وتناضل ، تصوب وتصحح المسار وتحميه من أي انجرار أو انزياح وتشتت، قيادة فاعلة تناضل ولا تثرثر ، قيادة تجوع وتجرح وتستشهد مع جماهيرها ، وليس قيادة تتلطى وراء عجزها وخيباتها . قيادة حاسمة وبشكل قاطع مع أعدائها ويشكل هذا الحسم وعيا أصيلا عندها ، تدرك كيف تتقدم هنا وتتنازل هناك، تعرف متى عليها ان تتصلب ومتى يمكنها ان تساوم ، قيادة تعي كيف تدير الدفة ولاتساوم على المستقبل . قيادة تضع جماهيرها وتقاسمهم كل الأمور . قيادة موجودة بضمائر الناس عطاء وتضحية ، قيادة تجسد ضمانة الوصول الى الغد المأمول .
للأسف لا يوجد قيادة بالمواصفات المذكورة، وليس هناك إرادة ومناخ هيأته هذه المعارضة كي تنبثق هكذا قيادة من بين صفوفها ، بمعنى لا يوجد لغاية الآن إلا عقول تعتقد انها تمتلك الرؤية ، ومكشوف عنها الحجاب ، لكنها لا تعي الصديق من العدو ، نسمع منها طنيناً وحماقات ،،، والواقع يمشي وينحدر صوب هاوية التشرذم وغياب الرؤيا وشعبنا في المقابل يقدم ويقاوم بأغلى ما عنده لكي تنتصر ثورته.
من القضايا الواضحة والثابتة والتي لا نقاش بها.
1 ـ ان نظاما فاجرا مثل النظام السوري يتحمل المسؤولية كاملة عما يحصل
2 ـ ان النظام يؤكد تمسكه بهذا الصلف والفاشية ولو أطيح بالبلد وبكل من فيها.
نظام عمل لكي يتدخل الجميع بوطننا والتآمر على تحطيمه ، ومازال هذا قائما ، مازال مشروع تحطيمه قائما ومطروح أقليميا وعالميا.
مقابل معارضة تتفرق ولا تجتمع ، معارضة لا برنامج لديها ولا تحكمها وثائق ولا مواثيق ولا رؤية ، مثقفين من الهزالة والتسطيح لدرجة الفجيعة.
لاشيئ ،،، لاشيئ ،،، مجموعات مسلحة تقاتل ، يختلط بها الوطني بالتاجر باللص وبالأبله .
من يقاتل يريد كسبا ، اسقاط نظام أواسقاط نفسه وبالحالين يمكن ان يسقط النظام ، ولكننا دون رؤية وبرنامج واتفاق على مستقبل واجماع على ماذا نريد .
بعدها سننتقل لنسقط أنفسنا من خلال معارك الإسقاط التي ستتوالى .
لالالالالالالالالالالالا شيء هناك ،، اسقاط النظام ضرورة وطنية ،، ولكن من أجل بناء دولة وطنية دولة مواطنة دولة السوريين جميعا.
كان من الضرورة بعد عامين ونيف ، ان نصارح شعبنا ونقول ، اذا استمرت الأمور هكذا فلا شيئ يمكن حصاده سوى الخيبة والأفق المجهول .
ولا شيئ واضح سوى الهزيمة
ملاحظة،،،،
وضع المثقفين العرب واليسار العربي والقوميين والليبراليين ،، من الهشاشة والسخف واسقاطهم لا يقل ضرورة عن اسقاط الأنظمة .
مثقفين آخر زمن ، مثقفي الخيبة ومبرريها!



#زكريا_السقال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار وعقل الهزيمة
- نحن أمام مرحلة تتطلب وعيا خاصا


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكريا السقال - كي لا نحصد الخيبة