الاعلان الدستورى والعودة للمربع صفر

ممدوح نخلة
محام

الحوار المتمدن-العدد: 4154 - 2013 / 7 / 15 - 04:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    

لقد كان السبب الرئيسى لقيام ثورة 25 يناير 2011 هو رغبة الشعب المصرى فى ان يحكموا بدستورعصرى يقوم على اساس المواطنه الحقه وتفعيل مبدا المساواة وليس مجرد رفعها كشعار فى احدى مواده ولكن تاتى الرياح بما لا تشتهى السفن فالشباب الثائر الذين صنعوا تلك الثورة قفزت عليها جماعات فاشية متسربله بالدين فلم يتحقق اى من مطالب الثورة لاعيش ولا حرية ولاعدالة اجتماعية ولاحتى دستور عصرى او ديمقراطى بل صاغوا له دستورا عنصريا لايتناسب مع طموحات الشعب المصرى ومتطلبات العصر الحديث فكان ذلك المبرر لقيام الثورة الثانية فى خلال عامين ففى يوم 30 يونيو2013 خرج اكثر من 33 مليون مصرى بحسب جوجل ايرث يطالبون باسقاط النظام الاخوانى وحلفائة من التيارات الدينية المتاسلمه ونجحت الثورة وسقط هذا النظام سريعا فى اقل من 48 ساعه ولكن للمرة الثانية يصاب المصريين بخيبة امل فى صدور الاعلان الدستورى المؤقت الذى يكرس للدولة الدينية تلك الدولة التى يعارضها اكثر من 90% من الشعب المصرى وهو اكثر الشعوب تدينا فقد نصت المادة الاولى من هذا الاعلان على ( ان جمهورية مصر العربية دولة نظامها ديمقراطى يقوم على اساس المواطنه والاسلام دين الدولة واللغه العربية لغتها الرسمية ومبادئ الشريعه الاسلامية التى تشمل ادلتها الكلية وقواعدها الفقهية والاصولية ومصادرها المعتبرة عند مذهب اهل السنه والجماعه المصدر االرئيسى للتشريع ) وهى تكرارللمواد الاولى والثانية و 219 من دستور 2012 والذى تم تعطيله والذى ذهب بعض الفقهاء الدستورين الى حد وصفه بانه دستور طالبانى –والذى اثلج ذلك ( التعطيل ) صدور المصريين املا فى الغاء هذه المواد العنصرية الذى تفسر الشريعه الاسلامية تفسيرا واسعا فتجعل من مجرد الاراء الفقهية ( وهى عاداة لا تتناسب مع الزمان والمكان الذى نعيش فيه ) مصدرا رئيسيا للتشريع والاخطر من ذلك نص المادة السابعة من الاعلان والتى نصت على ان تكفل الدولة حرية العقيدة وممارسة الشعائر الدينية لاصحاب الشرائع السماوية ومن ثم فان البهائين على سبيل المثال لايتمتعون باى حرية دينية او حقهم فى ممارسة شعائرهم الدينية باعتبار ان عقيدتهم ليست من الشرائع السماوية وذلك كله رضوخا لابتزاز حزب النور السلفى المتحالف مع جماعة الاخوان المسلمين الذى اصر على وضع هذه المواد فى الاعلان الدستورى لكى يقبل بالمشاركة فى الحكومة الانتقالية فى الوقت الذى يقوم اتباعة بالتظاهر فى ميدان رابعة العدوية تأييدا للرئيس المعزول فى عملية مكشوفة لتوزيع الادوار بينهما !!!
لذا فان المصريين لن يخضعوا هذه المرة ولاى ابتزاز باسم الدين ولن يسمحوا لاى احد باختطاف ثورتهم التى زرعوها بدمائهم فيجنى ثمارها من رفضوا الاشتراك معهم وسيواصلون نضالهم السلمى من اجل دولة علمانية ديمقراطية حديثة

#ممدوح_نخلة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات