أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - جماعة الاخوان وعندما تتولى الحمير المناصب الرفيعة















المزيد.....


جماعة الاخوان وعندما تتولى الحمير المناصب الرفيعة


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 4149 - 2013 / 7 / 10 - 18:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحكى أنه كان فى قديم الزمان فى احد الممالك الصغيرة ... ملك يعشق الصيد فى الغابات وكان لهذا الملك وزير مختص بحالة الطقس..فإذا ما أراد الملك أن يخرج للصيد أمر الوزير أن ينظر فى أمر الطقس فيذهب الوزير ويضرب الرمل والودع ويقرأ مسارات النجوم ثم يعود للملك فيخبره إذا كان الطقس مناسبا للخروج أو غير ذلك ....حتى جاء يوم أراد الملك أن يخرج للصيد وقرر أن يصحب معه الأميرة والملكة حتى يشاهدا براعته فى الصيد ....وأمر الوزير أن يخبره عن حال الطقس...فقال الوزير الطقس رائع ومناسب جدا يا مولاى !!..فخرج الملك فى موكبه بصحبة الأميرة والملكة وما أن أوغلوا فى قلب الغابة حتى إنقلب الجو فجأة رياح وأعاصير وسحب وأمطار وأتربة وجزع موكب الملك وسقطت الأميرة والملكة فى الطين والوحل وغضب الملك غضبا شديدا ونقم على وزير الطقس أيما نقمة ...وبينما هم عائدون إذ رأى على أطراف الغابة كوخا لأحد الحطابين يخرج منه الدخان فطرق الباب فخرج إليه الحطاب فسأله الملك .... لماذا لم تخرج لجمع الحطب ؟...فأجابه الحطاب كنت أعرف أن الطقس سيكون اليوم سيئا فلم أخرج فاندهش الملك وقال وكيف عرفت ذلك ؟ فقال الحطاب عرفت من حمارى هذا !! فقال الملك : كيف ذلك ؟....قال الحطاب : عندما أصبح أنظر إلى حمارى هذا فإن وجدت أذناه واقفتان عرفت أن الجو سيئ وإن وجدت أذناه نازلتان عرفت أن الجو مناسب !!..فنظر الملك إلى وزيره وقال له : أنت مفصول وأمر بصرف راتب شهرى للحطاب وأخذ منه حماره ...وأصدر الملك مرسوما ملكيا بتعيين الحمار وزيرا للطقس !!! ومنذ ذلك الحين صارت الحمير تتولى المناصب الرفيعة...

الخلاصة من هذه القصة : عندما لا تكون هناك قواعد منطقية يُرجع اليها للحكم على الاشياء ... و عندما يعتمد الحكم فقط على الاهواء ... عند ذلك توقع اى شيء !!.. هذه القصة توضح بجلاء حال جماعة الاخوان الغير مسلمين حيث لم يكن لديهم اى رؤية سياسية ولا منطقية لادارة بلد بحجم مصر !! فعينوا الحمير الاخوانية فى المناصب الرفيعة فزادوا الطين بله !! فأثبتوا محدودية فكر الجماعة، وحداثتها في ممارسة السياسة الى جانب سوء الإدارة، وتراجع الأداء في تسيير أمور المواطنين !!.. ومن أبرز أخطاء الجماعة هي تصورها أنها في كل مرة تستطيع تمرير ما تريد من قوانين وإجراءات ودستور في ظل تظاهرات خافتة تخرج ثم تختفي، وتصورت أنها بالاعتماد في كل مرة على لغة التهديد والوعيد تردع الآخرين حتى لو كانت المؤسسة الأمنية، وتصورت وفقًا لذلك بشكل دائم أن ثمة مؤامرة تُدَار ضدها دون أدلة كافية، وهو ما أدخل الجماعة في خندق الدفاع الدائم عن النفس من خلال أوهام لا وجود لها، انشغلت بها، وبتحقيق مآربها السياسية، على حساب معالجة بعض أخطاء النظام السابق لتوضح للناس أنها قد تكون مختلفة....ومنذ أن صارت الحميرالاخوانية تتولى المناصب الرفيعة لم يدرك هؤلاء الحمير أن الإعلان الدستوري قد جمع أطياف المعارضة المدنية كلها ضد الجماعة ، ومدى التراجع المستمر في شعبيتها ورؤيتها لدى العامة ...وأن تقسيم مصر إلى فلسطين لن يصب في النهاية لصالح الجماعة التي ربما ضخمت في مدركاتها من حجم شعبيتها قياسًا بالنتائج الانتخابية التي لم تعكس حقيقة التنوع الكائن في مصر.... حتى هبط سقف تأييد الجماعة إلى أنصارها ومن يسير على شاكلتها، سواء أيديولوجيًّا أو مصلحيًّا، من التيارات الإسلامية الأخرى !!.. لقد انعزل حمير الجماعة شعبيا ومادي وشعوريا من خلال ترسيخ و إذكاء الفتنة الطائفية من خلال تصريحات مسئولي الإخوان والتهجير القصرى لهم في بعض المحافظات الى جانب عدم تقنين وضع جماعة الإخوان المسلمين على أنها جماعة دعوية دينية وليست سياسية لأن ذلك يجعل الأمور تختلط يبعضها، والتشكيك في مصداقية وحياد الأجهزة السيادية والأمنية،بالإضافة إلى الاستقواء بما اطلقوا عليه ميلشيات إسلامية وغض الطرف عن تجاوزاتها، وترسيخ فلسفة الإفلات من العقاب وعدم محاسبة المخطئين آيا كانت انتماءاتهم !!..


الحمير الاخوانية التى تم تعيينها فى المناصب الرفيعة ارتموا فى احضان الإدارة الصهيوأمريكية في الوقت الذي يتهمون فيه قوى المجتمع المدني بالعمالة إلى الغرب....أين حمرة الخجل ونتنياهو يقول: مرسى حليف ولن نتخلى عنه وندعم الشرعية؟ أين حمرة الخجل وأنتم تتصلون بالغرب تطلبون منهم الضغط على الشعب والجيش المصرى؟ ... أين حمرة الخجل وقد وقعتم على وثيقة الوطن البديل؟! وتقاضيتم ما تقاضيتم، ولازلتم تتحدثون عن الدين والشرف والشرعية، وفاتكم إن الشريفة تجوع ولا بفرجها ولا اثدائها ... الحمير الاخوانية التى تم تعيينها فى المناصب الرفيعة لا تعلم ان ثورية الإسلام في التغيير هي الإصلاح لا الثورة !!.. لقد كان ما فعله نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا إسلاما أكثر مما فعله الإخوان والسلفيون في مصر لانه سلك طريق الاصلاح ... هذه الحمير الاخوانية التى تم تعيينها فى المناصب الرفيعة شوهوا صورة الاسلام من خلال اصرارهم الغريب على الاستغباء والغباء السياسى فى نفس الوقت !!... حيث كان استعجال حركة الإخوان المسلمين في الوصول إلى سدة الحكم في مصر بعد أن زال حكم مبارك كانت أهم أسباب سرعة زوال حكمهم ... اذ كان من الحكمة التأني في التصدي للمسؤولية الجسيمة التي ألقاها الشعب المصري على من يريد الحكم بعد مبارك،فمشاركة هذه المسؤولية وتحميلها لأكبر عدد من التيارات السياسية ذات الوزن في الساحة المصرية وقتها لن يكون الإخوان وحدهم على الأقل في وجه النيران والغضب الشعبى ضدهم ولن يتحمل الإخوان وحدهم وزر الفشل أو البطء في الإصلاح (هذا ما حدث الآن)!! الى جانب اكتساب قدر كبير من الخبرة في إدارة شئون الدولة وتسيير مؤسساتها.... وهذا ما ثبت افتقارهم له !...

مما لاشك فيه إن استعجالهم ولهفتهم على الحكم هي من أهم ما سرع بزوال حكمهم....الحمير الاخوانية التى تم تعيينها فى المناصب الرفيعة اعتقدوا إن فوزهم بأصوات الناخبين هو بمثابة صك مالى أو شيك على بياض يمكنهم الصرف منه كيفما شاءوا وهذا ما ثبت فشله على أرض الواقع !!! فشرعوا في أخونة الدولة المصرية متعددة المشارب والأهواء، مما أثار حفيظة قطاعات كبيرة من الشعب المصري واستشعروا خطره مما دعاهم للعمل في الاتجاه المعاكس! ...الحمير الاخوانية التى تم تعيينها فى المناصب الرفيعة تسابقوا هم وقياداتهم فى تسريع وتيرة الاستعداء السريع والشديد للقضاء والجيش و الشرطة والقوى العلمانية والليبرالية !!..و تصور هؤلاء الحمير الاخوانية أنهم وحدهم يمكنهم أحداث نهضة في البلاد، والحقيقة طمعهم في نسبة هذه النهضة لهم وحدهم هو ما زين لهم هذا الاعتقاد ! .. هذه الحميرالاخوانية التى تم تعيينها فى المناصب الرفيعة وتعمل على الملف الاقتصادى لاتتمتع بالمؤهلات العلمية والتقنية اللازمة التي تسمح لمصر بالتخلي عن نظام مساعدات حالي يأكل مدخول الدولة، إلى نظام يحتوي على آليات تسمح للفقراء بإيجاد عمل يؤمّن لهم باب خروج من الفقر !!..هذه الحمير الاخوانية لم يكن لهم تصور واضح ومفهوم للازمة الاقتصادية والنهوض بالدولة، كل ما كان لديهم مجرد الاعتقاد بأفكار هلامية من قبيل (الحكم بالشريعة) و(الإسلام هو الحل ) وكلها افكار غير كفيلة بالنهوض باقتصاد متعثر لدولة على وشك الافلاس والانهيار ! ... ومن هذه الحميرالاخوانية التى تم تعيينها فى المناصب الرفيعة هذا الحمار الغبى المسمى محمد مرسى حيث تجده حمارا ضعيف الشخصية لا توجد لديه كاريزما مما اضعف موقفه وموقف الإخوان عامة ومنذ الإعلان عن حملة "تمرد" في أواخر شهر إبريل الماضي ارتأت الجماعة أن ما تقوم به "تمرد" مراهقة سياسية، ولم تنظر إليه إلا من زاوية أنه لا يشكل حجة قانونية ضد الرئيس، حتى بلغنا يوم 30 يونيو الذي قرأته الجماعة بشكل خاطئ، سواء في أهدافه، أو في رسائله، أو في درجة الاستعداد والاحتشاد له !!..


شهدت الساحة المصرية تغييرات سياسية فارقة بعد إعلان القوات المسلحة تضامنها مع الموجة الثورية في 30 يونيو، وعزل الرئيس محمد مرسي، وإعلان القوات المسلحة -بمشاركة قوى سياسية ودينية- عن خارطة طريق جديدة تسلم بمقتضاها رئيس المحكمة الدستورية العليا "عدلي منصور" مهام منصبه كرئيس مؤقت للبلاد...ويُعد هذا التطور تحولا هائلا في مسار ثورة 25 يناير بعد عامين ونصف من انطلاقها، ومرورها بمرحلة انتقالية قاد البلاد فيها المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ثم المرور بحكم جماعة الإخوان المسلمين الذي أنهته الموجة الثورية في 30 يوليو بخروج الملايين للمطالبة بإسقاط حكم الإخوان، ورحيل الرئيس المنتخب محمد مرسي بعد عام كامل من ولايته، واستكمال أهداف الثورة الأولى... لايختلف اثنان أن هناك ثمة خصائص لاحتجاجات 30 يونيو تتمثل في حجمها، حيث خرج المصريون بالملايين للشوارع، فضلا عن انتشارها، خاصة وأنها وصلت إلى المحافظات المصرية، وبالتالي فقدت القاهرة وميدان التحرير مركزيتيهما برغم قوة الحشد فيهما https://www.facebook.com/photo.php?v=567942736580388&set=vb.100000940002502&type=2&theater....هذا الانتشار الأفقي شمل محافظات ومدن الدلتا والصعيد المحسوب دائمًا على القوى الإسلامية، مع العلم، بأن هذه المدن كانت هي مسرح المواجهات الأخيرة بين الإخوان ومناوئيهم..... من ناحية أخرى، انتشرت الموجة الثورية لـ30 يونيو رأسيًّا، فهذه المرة كانت عابرة للطبقات والشرائح الاجتماعية، فقد شملت الريف والبرجوازيات وأجزاء من أرستقراطيات المدن الكبرى.... اللافت أيضًا هو مشاركة رجال الشرطة وفئات من غير المسيسين، أو ما يطلق عليه حزب الكنبة في 30 يونيو....إن خروج فئات متنوعة إلى الشارع ومساندة القوات المسلحة لها جاء تدليلا على تعثر حكم الإخوان، وإثارته السخط لدى قطاعات عريضة ربما لم يستفزها حتى فساد نظام مبارك....ولا يغيب عن المشهد الحشد المؤيد للسلطة المعتصم منذ أحداث الجمعة 28 يونيو في ميداني رابعة العدوية في مدينة نصر، والنهضة في الجيزة، غير أن تركيز الإخوان على مركزية الحشد، في مقابل انتشار المعارضين أضعف من تكتيكات الإخوان في إجهاض 30 يونيو....كما أن تعامل هذا الحمار الاخوانى المسمى مرسي الذي استخف بالمعارضين واعتبرهم مجرد ثورة مضادة للفلول أسهم في عدم قدرته على إدارة الأزمة، وبدا ذلك في خطابات مرسي الذي اكتفى بتوجيه اتهامات، وتفسير التظاهرات على أنها مجرد مؤامرة..... في الوقت نفسه، غلب على خطاب جماعة الإخوان حالة الإنكار وربما الصدمة التي سببتها ضخامة الحشود وراديكالية مطالبها، فضلا عن حالات العنف التي وجهت لمقار الجماعة وحزب الحرية والعدالة.... وهذا العنف هو استمرار لحالة الاحتراب المتصاعدة منذ أحداث الاتحادية في نوفمبر 2012 وهو لم ينقطع إلا لفترات بسيطة...

لقد دفع الرد السلبي لمؤسسة الرئاسة على احتجاجات 30 يونيو المؤسسة العسكرية إلى التحرك بإعلانها في بيانها يوم 1 يوليو إمهالها جميع الأطراف 48 ساعة للاستجابة لمطالب المتظاهرين في إطار حمايتها للشرعية الشعبية... وهو ما كان يعني ضمنًا تنحي محمد مرسي عن الرئاسة بطريقة أو بأخرى....ومع اقتراب مهلة المؤسسة العسكرية من الانتهاء، واستمرار التظاهرات الرافضة لحكم الإخوان، ودفع الجماعة بمؤيديها يوم 2 يوليو إلى الشارع، وجاءت كلمة محمد مرسي ليؤكد فيها تمسكه بالشرعية الانتخابية، ورفضه إنذار الجيش، بل وتلويحه بالعنف ضد الرافضين للشرعية، وهو ما دفع الوضع إلى التأزم مع وجود عنف متبادل، وسقوط قتلى وجرحى.... فاستبقت القوات المسلحة انتهاء المهلة باجتماعها بالقوى الوطنية والسياسية والأزهر لتتخذ قرارات 3 يوليو التي أسست لمرحلة جديدة في الثورة المصرية.... قد لا يعني عزل محمد مرسي، وخروج جماعة الإخوان المسلمين من حكم مصر انتهاء ظاهرة الإسلام السياسي، التي تنوعت مصادرها بين تيارات إسلامية مختلفة، سواء كانت سلفية متمثلة في ذراعيها السياسيتين، حزبي النور والوطن، أو الجماعة الإسلامية، متمثلة في ذراعها السياسية حزب البناء والتنمية، أو جماعة الإخوان المسلمين التي خرجت أخيرا من السلطة.... فمن المتوقع، وفقا لقراءة المشهد المصري بعد 30 يونيو، أن تتخذ ظاهرة الإسلام السياسي أيا من المسارين التاليين:المسار الأول: المشاركة المحدودة ، وتعني أن ظاهرة الإسلام السياسي ستظل قائمة، ما دامت العوامل المنتجة لها باقية.... فالقوة التنظيمية، والدعم المادي والمعنوي للتيار السلفي، بسبب موقفه العام من نتائج استكمال ثورة 25 يناير في 30 يونيو، ومبادراته في عدم التحريض على العنف، وقبوله لتعديل مسار الثورة، قد تؤدي إلي استمرار وجود أحزاب للتيارات الإسلامية متوافقة مع المرحلة الجديدة، حتى ولو اقتصرت على المشاركة البرلمانية المحدودة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، بغض النظر عن توجهات ومواقف الجماهير من تيارات الإسلام السياسي، بسبب العنف الذي ارتكبته جماعة الإخوان المسلمين في الشارع المصري بعد عزل رئيسها، الأمر الذي يعني أن مشهد الإسلام السياسي في مصر مكتمل بدون الإخوان، حتى لو رفضوا المشاركة السياسية...المسار الثاني: الانحسار النسبي، وهو يتعلق بحدوث تراجع نسبي لظاهرة الإسلام السياسي لفترة زمنية طويلة ما بين 5 و10 سنوات، على غرار ما حدث للتيارات الإسلامية في الجزائر. بيد أن تفادي هذا المسار يتوقف على سرعة إدراك جماعة الإخوان المسلمين لأخطائها، ونبذها للعنف، والتحاور مع الشارع السياسي ، إذ إن استمرار خطاب الإخوان في دفع المشهد للعنف ينعكس سلبا على موقف الشارع المصري من كافة جماعات الإسلام السياسي، حتى التي شاركت في تفاصيل وبنود المرحلة الانتقالية الجارية بعد 30 يونيو، خاصة حزب النور .


إن تحديد أي من المسارين المحتملين(المشاركة المحدودة، أو الانحسار النسبي) قابلا للتحقق على أرض الواقع، يتوقف على مدى إدراك جماعة الإخوان المسلمين لأزمتها بعد عزل مرسي... وهنا، يمكن الإشارة إلى عدة سيناريوهات ترتبط بسلوك جماعة الإخوان المسلمين تجاه مكونات الدولة المصرية....السيناريو الأول: هو الصراع المسلح، ويعني أن جماعة الإخوان المسلمين قد تهجر العمل بالسياسة، وتلجأ للعنف المسلح، كخيار لتأكيد شرعية بقاء الرئيس محمد مرسي، وهذا السيناريو يعتمد في حقيقته على أسلوب المواجهة المباشرة مع السلطة الجديدة، بقيادة الرئيس المؤقت عدلي منصور، بالإضافة إلى رفع السلاح في وجه المصريين المؤيدين لـ30 يونيو وهذا هو بعينه ما تفعله جماعة الحمير الاخوانية الآن على أرض الواقع .... لذلك خسرت جماعة الإخوان المسلمين ما قامت ببنائه خلال أكثر من 80 عاما، بل قد يؤدي سلوكها هذا إلى انتهاء مشروع الإسلام السياسي بكافة مكوناته..... ويدعم هذا السيناريو معسكر الصقور في الإخوان المسلمين، الذين يرون أن شرعية مرسي " معركة نصر أو شهادة" ، ولذا رفضوا الاستجابة لمطلب الانتخابات الرئاسية المبكرة ، كما ضغطوا على الرئيس السابق مرسي لرفض مهلة الجيش.... مثل هذا السيناريو قد يكون متقاربا مع السيناريو الجزائري، الذي نتج عنه أكثر من 100 ألف قتيل، وانتهى إلى بقاء الدولة الجزائرية ، بينما خرجت التيارات الإسلامية من ملعب السياسة، وبقيت حركات محدودة معتدلة التوجه، ولكن تأثيرها محدود !!... أما السيناريو الثاني: فيرمى إلى التراجع عن العنف المؤقت، ويشير إلى سرعة تراجع الأطراف الداعمة للعنف، سواء من بعض قادة جماعة الإخوان المسلمين، أو من التيار السلفي الجهادي في سيناء.... وفي هذا السيناريو، يدرك بسرعة القائمون بالعنف أن استمرارهم في ممارسته يهدد بقاء المشروع الإسلامي كله، وبالتالي يعلنون أن العودة للحوار السياسي ضرورة ومصلحة دينية في الوقت ذاته..... وقد يكون الداعمون لهذا السيناريو هم البراجماتيين الإصلاحيين داخل جماعة الإخوان المسلمين، والذين طالبوا مرسي بعدم العناد مع المطلب الشعبي بانتخابات رئاسية مبكرة ، وعدم اللجوء إلى العنف تطبيقا لمقولة حسن البنا ( إن من يستخدمون السلاح ليسو بإخوان، وليسوا بمسلمين)....ومن المتوقع، إذا تم انتهاج هذا السيناريو، أن يتم تطبيقه سريعا، خاصة في ظل مبدأ السمع والطاعة في الجماعة، علاوة على أن هذا السيناريو قد يلقى دعما من قيادات إسلامية في الخارج مثل راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة التونسية، والذي حث على التصالح، حتى لا تضيع الفرصة....أما السيناريو الثالث: فهو إعادة تجربة " أربكان- أردوغان" ، وهي التي استطاع فيها رجب طيب أردوغان أن يتجاوز مأزق دخول أربكان للسجن ليعيد بناء الحركة الإسلامية في تركيا مرة أخرى ، ويصل لسدة السلطة والحكم في تركيا.... ويستلزم هذا السيناريو سرعة تجاوز الإخوان الإحساس بالهزيمة، وتغليب المنطق على العاطفة.... ومثل هذا السيناريو يتطلب تحقيقه المراجعة الداخلية السريعة للإخوان، أي أن الجماعة تقوم على الفور بتنقيح واستبدال قيادات جديدة شبابية منفتحة على العصر بقياداتها السابقة ، مع فتح مسار جديد داخل الجماعة يتضمن التوجه للدعوة أولا، وأن يكون جزء منه سياسيا....

هذه الحميرالاخوانية التى تم تعيينها فى المناصب الرفيعة لاتفهم فى دروب السياسة الوعرة وسياسة الأزمات حيث تجد منتهى التناقض فى المواقف فمثلا : الإخوان قتلوا 12 عند مكتب الإرشاد فى المقطم، وقالوا : دفاع عن النفس.. ولكن عندما دافع الجيش عن المنشأة العسكرية، قالوا الجيش يقتل شعبه !! واطلقوا مليشياتهم تقتل أهل الاسلام http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=cJYHhk3FgVM ...عموما هذا ليس بجديد فالغاية تبرر الوسيلة لأنهم ميكافيللى العقيدة ومبدأ (التقية) سيد مواقفهم فى كل الاحوال !! وهذا ليس بجديد عليهم، بل هذا ما اعتادوا عليه !!...فالكيان الإخوانى المفسد، له أوجه متعددة ويستخدم اعداد كبيرة من الحمير مثل : الكتاتنى لأوقات اللين، والبلبوص للتخريف، وحجازى للتهييج، وأبو الفتوح صاحب حزب مصر الطرية للإعتراض، والآن، برهامى للتسويف!! فاحذرهم، هم جميعا إخوان لا أمان لهم، وهم فى واقع الأمر، ليسوا بإخوان وليسوا بمسلمين كوصف حسن البنا لهم!! هم فى الحقيقة أبناء وأحفاد مسيلمة الكذاب !!..أنا لا أدافع عن الجيش المصرى، فتلك ليست مهمتى ولكنى ادافع عن الحق ....وهنا أذكركم بمقولة لـ (ديفيد كاميرون) رئيس الوزراء البريطانى، وهو القائل: عندما يتعلق الأمر بالأمن القومى فلا يحدثنى أحد عن حقوق الإنسان ..... وأذكر الرئيس الأمريكى الحالى، الذى إستصدر قرار يبيح للسلطات حق إلقاء القبض على أى مواطن دونما إبداء أى سبب إذا ما اشتبه فيه إنه يهدد الأمن القومى الأمريكى..... أما تركيا فالمبررات كافية لتبرير تصرفاتها وكذلك اسرائيل التى تبدد حلمها بالوطن البديل !!..مواقفهم عفنة تفضح متخذيها وهم الخاسرون فى النهاية، لأن إرادة الشعوب يجب أن تسود وستسود هنا فى مصر، وأؤكد من هنا أن الشعب المصرى كتب نهاية التنظيم الدولى للإخوان المسلمين لأن إدارتهم لشئون البلاد إتسمت بالغباء السياسى والإجتماعى فى آن واحد، الأمر الأخر، ما يحدث فى مصر ستكون له تداعيات فى المنطقة ولا اكون مبالغا إن قررت هنا أن الإدارة الأمريكية الحالية ستدفع الثمن غاليا وستخرج خاوية الوفاض من المنطقة.... لذا وجب علينا الصمود فى وجه الصلف والعته الإخوانى، والتوحد فى مواجهة تتار العصر وإعمال منطق العقل... وصدقونى إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر !!..

حمدى السعيد سالم



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإخوان الحشاشون
- المصريون قاموا بأكبر حشود بشرية في تاريخ الإنسانية لخلع أوسخ ...
- ثورتنا التصحيحية طلقت الاخسوس الاخوانية
- مبروك أن خطاب مرسى خلص لقد هرمنا من اجل تلك اللحظة
- اخلع يا مرسى ... واترك الكرسى
- حاسبوا محمد حسان على قتل حسن شحاته
- مصر الى أين؟!
- البلطجة الكلامية والقلمية لعبيد الملالى لن ترهبنى
- فض الاشتباك حول قبر السيدة زينب
- الانتخابات الرئاسية الإيرانية وأدلجة الاسلام
- الاخطبوط الاخوانى والجيتو المعنوى
- الاقتصاد وتعزيز الديمقراطية
- الوهج السياسى للاخوان يقابله خفوت دينى
- ملف المياه مع اثيوبيا يرسم خريطة مصالح جديدة بعيدا عن الدور ...
- المشاخخ من امثال الحوينى هم اصل المشكلة وليس الاسلام
- الاتحاد الاوربى هو حصان طروادة الذى استخدمه اوردوغان لذبح ال ...
- لا مجال للتصادم بين دول حوض النيل فهم عائلة واحدة وارد بينهم ...
- الداخلية كالعاهرة التى تضاجع اى نظام غيروا السياسة الأمنية ب ...
- اشكالية تدجين العقول باسم الدين واستمرارية التشريع والتكليف ...
- فى ثقافة قمعستان العربية لا يرتقي سوى الأوغاد


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - جماعة الاخوان وعندما تتولى الحمير المناصب الرفيعة