كاتب القرآن يقر ويعترف بأن إله الإسلام يدندن فى الجنة قائلاً .. يا كيدنهم بالقوي يا أحنا

رشا نور

الحوار المتمدن-العدد: 4145 - 2013 / 7 / 6 - 02:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

فى ليلة غبراء غلبني فيها النعاس .. ذهبت فى غفوة لجنة رضوان وبينما كنت أتمشي وأتنقل بين أروقتها الفسيحة سمعت صوتاً جهوراً شجياً يشنف الأذان يدندن قالاً :

والنبي (ص) لنكيد العزال
ونقول إللي ما عمره أنقال
والنبي (ص) لنكيد العزال
ونقول إللي ما عمره أنقال
يا كاوينهم .. يا تعبينهم .. يا كايدينهم بالقوي يا أحنا
والنبي (ص) لنكيدهم ونكيدهم .. ونقرب بعض ونبعدهم
ولا عمري هاقولك يا حبيبي .. أبداً راح أقول يا كايدهم
أما العُزال ..
عُزال آية ؟
وهنسأل فى العُزال لية ؟
يا كوينهم .. يا تعبنهم .. يا كوينهم ..
يا تعبنهم بالقوي يا احنا ..
كيدنا العوازل يا انا يا انا
كيدنا العوازل لا مالاما
كيدنا العوازل يا لمونه
واتجرحوا إللي جرحونا
كيدنا العوازل يا قمرنا
والفرح زرنا وبات فى دارنا
كيدنا العوازل يا حبايبي
والليلة بردت ناره قلبي !!
ولا ملامه لا ملامه لا ملامه ..

وعندما خفت الصوت تذكرت أن ماسمعته هو أغنية مشهورة لمطربنا المرحوم محرم فؤاد أسمها " كيدنا العوازل " .. ولكن الصوت مختلف ..
فألتفت لأسئل واحداً من الدر المنثور فى الجنة .. أى أحد الغلمان المخ عن أسم المغني المغمور الذى كان يدندن بهذه الكلمات التى أعادتني إلى الزمن الجميل زمن الفن والطرب الشجي ..
فضحك الغلام حتى أنكشفت نواجذه .. ثم صرخ فى وجهي قائلاً :
حي .. سبحانه .. أنه الكياد العظيم (1) .. الذى يكيد للعباد وكيده متين ..

صرخت فى وجه الغلام المخلد وقلت له :
ماذا تقول أيها المخنث وكيف تشين الله بهذه الكلمات التجديفية على لذات الإلهية ؟؟؟؟

كشر فى وجهي مبحلقاً متفرساً فى عيني قائلاً لي :
على مايبدو أنك كافرة أو متزندقة جاهلة بآيات ذكر الحكيم فى قرآننا الشريف ؟؟؟؟

بعدها أتصل من جهازه المحمول وكلم المؤسسة (هيئة الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف) ..
وفجأة ألتفوا حولي وقال الملأ الأعلى منهم لي :
يبدو أنك عرجتي لنهر الخمر وتجرعتي منه االكثير مما جعلك تهذين للغلمان المخلدون ؟
قاطعته قائلة ولكنه يشين رب العباد بما لا يليق من صفات ..
قاطعني مجعراً منعراً منتهراً أياي قائلاً :
أخرسي يا حرمة وإلا أتخذت ضدك آجراءات صارمة ...
وهنا صممت أن أقف أمام رب العباد قآب قوسين حتى أتظلم له من تلك الثقافات الذكورية الكاسرة لمكانة المرأة فى الإسلام ..
ضحك الملأ الأعلى وأركبني البراق وفجأة وجدت نفسي أمام عرش الكريم وهو سرير كبير من الذهب وقد أستوى عليه الرحمن وتمدد كاشفاً عن ساقيه .. فضحك حتى أرتجت أساسات العرش العظيم ثم صرخ فيَّ قائلاً :
" وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ " ( سورة الأعراف 7 : 182 – 183 ) .
.. بعدها هرش فى رأسه قائلاً :
" وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ " ( سورة القلم 68 : 45 ) .
.. وفجأة جحظت مقلتاه وصرخ بكل قوته فيَّ قائلاً لي : ألا تعلمين أيتها الحرمة الغبية " إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا(15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17) " ( سورة الطارق 86 : 15 – 17 ) .
.. ثم قام من إستوائه جالساً أمامي ليقول لى بهدوء :
أنزلي من على البراق ..
وأبتسم لى أبتسامة خير الماكرين قائلاً لي :
ألا تعلمين أنني أنا البرم .. ألم تقرئي فى قرآني قولي :
" أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ" (سورة الزخرف 34 : 79 ) (2) .
فجأة رفست مناخس البراق لأهرب من أمام هذا البرم المبروم وأن أصرخ قائلة :
" إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا " ( سورة النساء 4 : 76 ) .

قمت من غفوتي وأنا أقول إللهم أجعله خير ...
_____________________________________________

(1) قاموس الغني :
كَيْدٌ - [ك ي د]. "دَبَّرَ لَهُ كَيْداً" : مَكْراً، خُبْثًا، مَكِيدَةً. "رَدَّ كَيْدَهُ إِلَى نَحْرِهِ"الطارق آآية 15، 16يَكيدونَ كَيْداً وَأَكيدُ كَيْداًhttp://lexicons.sakhr.com/media/alghany/D02.gif . (قرآن).
http://lexicons.sakhr.com/openme.asp?fileurl=/html/3075288.html


(2) قال مقاتل : نزلت في تدبيرهم المكر بالنبي صلى الله عليه وسلم في دار الندوة، حين استقر أمرهم على ما أشار به أبو جهل عليهم أن يبرز من كل قبيلة رجل ليشتركوا في قتله فتضعف المطالبة بدمه؛ فنزلت هذه الآية، وقتل الله جميعهم ببدر.
{أَبْرَمُوا} أحكموا. والإبرام الإحكام. أبرمت الشيء أحكمته. وأبرم القتال إذا أحكم القتل، وهو القتل الثاني، والأول سحيل؛ كما قال : من سحيل ومبرم
فالمعنى: أم أحكموا كيدا فإنا محكمون لهم كيدا؛ قال ابن زيد ومجاهد. قتادة: أم أجمعوا على التكذيب فإنا مجمعون على الجزاء بالبعث. الكلبي: أم قضوا أمرا فإنا قاضون عليهم بالعذاب. وأم بمعنى بل. وقيل: {أَمْ أَبْرَمُوا} عطف على قوله: {أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} [الزخرف: 45]. وقيل: أي ولقد جئناكم بالحق فلم تسمعوا، أم سمعوا فأعرضوا لأنهم في أنفسهم أبرموا أمرا أمنوا به العقاب.

" إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا " ( سورة النساء 4 : 76 ) .

#رشا_نور (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات