الله ليس من هواة السياسة ولا الحروب ولا حتى كرة القدم .

لعليلي الحبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4144 - 2013 / 7 / 5 - 22:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

ابتدع اللاعبون المصريون ظاهرة جديدة منذ فوزهم بلقب كاس افريقيا للأمم سنة 2006 وهي السجود لله في الملاعب وكان الله لديه الوقت الكافي للاهتمام بكرة القدم بدلا من الاجرام السماوية والكون الفسيح ، ووفق هذا المنطق فالله قد نصر المانيا ضد السعودية بثمانية نظيفة لأن الجرمان موحدين متقين زاهدين متعبدين ضد بلد الحرمين الكفرة ! ثم ماذا عن الامم التي فازت بكأس العالم مثنى وثلاث ورباع وخماس ؟

في الحروب التي خاضها العرب ضد اسرائيل او العكس (لست واثق ممن بدأ الحرب ولكن النهاية معروفة وهي بقاء اسرائيل في ارض العرب ) وكتبرير للتخلف عن الجهاد (الوصف الديني للقتال ) لخص فقهاء الإخوان والسلطان في مهلكة آل سعود سبب فشل العرب في ذلك بأنهم لم يطبقوا الإسلام ! اذن بمفهومهم السخيف فإن بنو اسرائيل انتصروا ضد العرب لأنهم طبقوا الاسلام وكذلك فعلت فيتنام ضد امريكا وبريطانيا ضد الارجنيتين والاتحاد السوفياتي ضد النازية .
كما ان الله لم يبخس أجر خالد ابن الوليد سواء في الجاهلية او الاسلام فلم يسبق لخالد ان انهزم في معركة .

ماذا عن السياسة والحكم بما أنزل الله ؟
لم يرد تعريف جامع للسياسة كعلم دنيوي انما وفق نظرية شرب بول البعير فإن السياسة لغة هي من ساس الشيء اي أخذه باللين فالسياسة من الدين والدين من السياسة .

يذهب اغلب الفقهاء الى اطلاق تعريفات ومقاهيم على السياسة فهي تارة فن الكذب والخداع وفقا لانصار مكيافيلي أو فن ادارة المصالح أو فن الممكن حسب انصار النظرية الاخلاقية في السياسة لكنهم يجمعون على انها علم من العلوم الاجتماعية الحديثة التي كانت نتاج عصارة فكر الانسان عبر العصور ولا علاقة لهبل او زوس او جوش بها .

اذا كان الله مهتما جدا بالسياسة فلماذا تخلى عن قرة عين حبيبه المصطفى -الحسين ابن علي - سبط النبي الكريم وتركه فريسة لغلمان بني أمية في موقعة كربلاء الشهيرة ، فلماذا لم يقم بارسال ملكه المفضل جبريل -عليه السلام - لحماية الحسين وعوضا ذلك أمره بالهبوط الى ميدان رابعة العدوية والعسكرة هناك قسرا من اجل مرسي العياط .

"أنتم اعلم بامور دنياكم " هكذا خاطب النبي اهل المدينة في حادثة تأبير النخل ومادامت السياسة والحرب والاقتصاد والعلوم والرياضة امورا دنيوية، فالناس هم اعلم بها من الانبياء انفسهم فكيف بحفاظ رواياتهم وسيرهم ، ليبقى الدين مسألة علاقة حصرية بين الانسان وربه او خالقه .

#لعليلي_الحبيب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات