من قتل بوضياف ؟

لعليلي الحبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4139 - 2013 / 6 / 30 - 08:54
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

هذا السؤال يطرحه الجزائريون تحديدا منذ اكثر من عشرين سنة ، فالقاتل المفترض مسجون الآن ولم يتم اعدامه او اغتياله كما هو مخطط في افلام الجوسسة . بوضياف ليس الرئيس الوحيد الذي اغتيل ، "يكفيه شرفا انه مات رئيسا للجزائر بعدما كان يبيع القرميد في المغرب"هكذا قال خالد نزار.

الموت نهاية كل انسان ،بوضياف كان في منتصف السبعينات من العمر ولذلك كان سيموت في كل الحالات سواء بانتهاء العمر الافتراضي للانسان او بالسرطان اوبالرصاص . ولكن كيف غاب عن امريكا العظمى حماية جون كينيدي في المرة الأولى ثم غاب عنها اكثر حماية القاتل " لي هارفي اوزوالد "

كتب الكثير وروي الكثير من الشهادات عن مقتل بوضياف ولكن اعتقد ان الشهادة الوحيدة التي تستحق التنويه حول مقتل بوضياف هي ماجاء في كتاب " وقائع سنوات الدم في الجزائر " للعقيد سمرواي الذي وصف حادثة الاغتيال بدقة متناهية تتماهى مع المشهد التلفزيوني (لحظة الاغتيال ) بحكم رتبته العالية ومنصبه في الاستخبارات العسكرية آنذاك .اما بقية قش بختة وفناجل مريم اتمنى ان يتحدثوا عن تربية السلاحف بدلا من الحديث في امور سرية تخص الدولة.

ماذا عن القاتل المفترض " بومعرافي مبارك " ؟
هو احد عناصر النخبة في الاستخبارت العسكرية (gis) أدمج في فريق الحماية الرئاسي للرئيس بقصر الثقافة بعنابة بطريقة مريبة ، فكيف لعنصر حماية حيازة قنابل يدوية خاصة برجل تخريب ؟! واين كان المكلف بالحماية اللصيقة لشخص الرئيس ؟ وكيف تصرف جهاز الحماية المقربة بعد اطلاق النار على الرئيس بوضياف ؟ ولماذا لم يرد على مصدر النيران ؟
تقول الرواية الرسمية ان القاتل بومعرافي مبارك استطاع الفرار من مسرح الجريمة والقفز فوق السور المحيط بقصر الثقافة لمدينة عنابة بطريقة استعراضية بحكم تدريبه العالي جدا وقطع مسافة 400 متر ليلجأ الى بيت احدى السيدات ويطلب منها الاتصال بجهاز الشرطة حصرا دون الدرك الوطني ،ليسلم نفسه في النهاية للشرطة ويتصادف ان وزير الداخلية آنذلك كان الجنرال العربي بلخير -احد مهندسي النظام الجزائري .

يتهامس الجزائريون ان هذا الإسم (بومعرافي ) غير موجود . هناك من يقول انه توفي سنوات قبل واقعة الاغتيال سنة 1992 بمدينة قالمة ، وتذهب عائلة الرئيس المغتال ان القاتل تم قتله بمسرح الجريمة وكان أضخم من بومعرافي !

إذن من قتل الرئيس بوضياف ؟
الذين يعرفون الإجابة عن السؤال قد رحلوا إلى العالم الآخر، اما من بقي ، فالشخص الوحيد الذي يعرف اكثر من اللازم هو الفريق محمد مدين المعروف باسم التوفيق لكنه لا يتكلم ولن يتكلم ابدا فهو لغز محير .
الشخص الثاني الذي يعرف كثيرا هو بومعرافي نفسه الذي لا يتكلم ايضا ليس لأنه لا يريد بلل لأنه لا يستطيع وهو قد بقي على قيد الحياة طوال هذه المدة الكبيرة لأن حياته ثمينة جدا لكونها تبرئ قيادة الجيش من تهمة الاغتيال ليبقى التصرف الفردي تحت ذريعة الدافع الشخصي للجريمة السياسية .
لو لم يجلب العسكر الراحل محمد بوضياف الى الجزائر ، هل كان احد ليعرف او يتذكر بوضياف ؟؟؟ كم من أحد يعرف او يتذكر الراحل احمد محساس ولا مجال للمقارنة بين الرجلين بوضياف ومحساس .
من حق الأجيال معرفة الحقيقة ولكنها هل هي مستعدة لتقبلها ؟واذا كانت كذلك كم هي مستعدة لدفع ثمنها ؟ويبقى لغز اغتيال بوضياف خيالا سينمائيا رغم انه حدث فعلا في أرض الشهداء ضد أب الثورة الجزائرية .

لعليلي الحبيب - كاتب ومدون

#لعليلي_الحبيب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل