الأخلاق من صنع الضعفاء

لعليلي الحبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4134 - 2013 / 6 / 25 - 02:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

"الأخلاق من صنع الضعفاء " فريدريك نيتشه

قد تبدو الأقطار العربية مسالمة ووديعة وتبتسم ابتسامة صفراء فاقع لونها للأجناس الأخرى والأمم والحضارات التي تقاسمها هذا الكوكب ولكنها لا تشاركها جهلها وحقدها على الحياة بالتأكيد .

فلنقل ان شعوب المغرب العربي مثلا قد حققت النهضة الكبرى بفضل وصول التيارات الدينية الى الحكم وفجرت الذرة واكتسبت الشبح وجهزت الجيوش ودربتها جيدا وتوحدت تحت راية القاعدة السوداء ؟فماذا سيكون مصير أوربا ؟؟

هذه ليست أحلام شاذة للكاتب بل هي أماني مشروعة لدعاة الدين الجديد ،حدثني أبو بكر الشلفي بمقهى يوسف الوهراني انه في هذه الحالة سنعيد فتح الأندلس وستصبح مايوركا مقديشو وبرشلونة تورا بورا ، حاولت جاهدا ثنيه عن عدم استخدام القوة لأن هذا يعزز نظرية : أن الاسلام انتشر بحد السيف واننا في عصر الثورة الرقمية وانه يجوز ان تقوم بالدعوة لدينك عبر وسائط الاتصال الحديثة وأعطيته أمثلة عن دخول أشخاص في الاسلام من اروربا لمجرد انهم تعرفوا بشباب جزائريين عبر النت .

السؤال الذي كان يشغل بالي وبال محدثي هو ما مصير هذه الشعوب ان نجت من القتل فحدثني عن الرق والسبايا والابتسامة تصل أذنيه ،أنه يمكن سبي الألمانيات والبولنديات وكافة ذوات الشعر الأصفر .

في بداية شغفي وسحري بالجزيرة في حرب أفغانستان طرح المذيع سؤالا عن مسؤول طالبان : ما هو موقفكم من امريكا ؟ اجاب بكل شموخ سنقوم بدعوة امريكا الى الإسلام فإن أبت فهي الحرب وبعد ذلك سنخيرهم بين الجزية او الدخول في الإسلام ، قال ذلك وهو يختبئ في أحد كهوف طورا بورا الملعونة .

رغم أن أمريكا هي القوة العظمى الأوحد في العالم وهي أشبه بإلاه يسير فوق الأرض حتى الأزمة السورية فإنها لم تقم بغزو فنزويلا تشافيز او كوبا بعد سقوط الاتحاد السوفياتي طبعا لمجرد انها تمتلك القوة ؟؟؟

أمة الإسلام تقارب المليار والنصف ، وحتى وان سلمنا ان 300 مليون عربي هم كلهم مسلمون وأضفنا الى ذلك ايران واندونيسا وباكستان وبانغلاديش والشيشان والملعونة افغانستان وكل الكيانات التي يشكل المسلمون فيها الاغلبية فلن نحصل سوى على 850 مليون مسلم يعيش في الدول الاسلامية ، فأين بقية المسلمين ؟؟؟

بكل تأكيد هم يعيشون في الغرب الكافر ويحصلون على رعاية صحية افضل وتعليم ممتاز وحريات اكبر لم ولن يحصلوا عليها في الدول الإسلامية منذ نشاة الإسلام وحتى يوم القيامة ، ببساطة لأن المسلم هو مواطن في اوربا وامريكا واستراليا وروسيا والصين طالما هو يحمل جنسية الدولة .

أفبعد كل هذا تريدون تحويل أمريكا الى السعودية وأستراليا الى اليمن السعيد ؟؟؟

لعليلي الحبيب - كاتب ومدون

#لعليلي_الحبيب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات