أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ميعاد العباسي - بداية البداية














المزيد.....

بداية البداية


ميعاد العباسي

الحوار المتمدن-العدد: 4140 - 2013 / 7 / 1 - 23:48
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لازالت الملايين من المصريين تتدفق الى ساحات الاعتصام معلنين احتجاجهم على دولة الاخوان ورئيسها محمد مرسيي، ملوحين بشعار واحد "ارحل"، تجمعهم حركة المعارضة المصرية التي أطلقوا عليها اسم "تمرد".


رغم ان البعض لا يزال مع إعطاء الأحزاب الإسلامية الفرصة لحكم الشعوب التي بفضل ابناءها اسقطت الأنظمة الدكتاتورية في ثورات الربيع العربي، الا ان الوضع الحالي لهذه البلدان، مثل مصر وتونس، يعكس لنا فشل الإسلاميين في الحكم وسوء ادارتهم لشؤون البلاد، فهذا حزب النهضة التونسي، الذي سرعان ما بات يحارب الحريات وينتهك حقوق الإنسان التونسي. واليكم حزب الحرية والعدالة المصري، الذي ما ان وصل لمقاعد الحكم حتى كشر عن انيابه الاصولية، والذي يواجه اليوم سخط شعبي عارم بسبب انتهاكاته الدستورية المستمرة .

ينبع فشل هذه الأطراف ليس فقط من نقص في الخبرة السياسية ومهارات القيادة الجماهيرية، ولكن أيضا من ايديولوجية التطرف التي تبنى عليها هذه الأحزاب، اضف اليها تعطشهم للسلطة والهيمنة على جميع جوانب الدولة. وبينما تنشغل هذه الاحزاب الحاكمة في الفوضى التي تخلفها، فانها تغفل عن اقتصاد دولهم المنهار ونظامهم الاجتماعي ضانة انه اقامة الدولة يمكن ان يتم بالسيف لا بالتنمية.

اليوم، وقد ثبت مرسي، الرئيس المصري، أنه اهل للمسؤولية التي انيطت به، واتضح أنه لا يمكن أن يرقى إلى مستوى أهداف ثورة الربيع العربي التي أتت به إلى رئاسته الحالية.
منذ أن تم تنصيبه، وقد مرسي لم يتوقف استغلال سلطته عن طريق مطاردة المعارضين له ومعارضة وسائل الإعلام المعارضة، أكثر من مما فعله الرئيس السابق حسني مبارك. كيف يستطيع متمرد على القضاء ومخترق للنظام
العكسري والمحكمة العليا ان يتبنى ديمقراطية دولة مهمة وكبيرة كمصر؟

مرسي يريد إلغاء الديمقراطية التي أتت به والإخوان لكرسي الحكم، بعد ان فشلت جهود الإخوان المسلمون لمدة ثمان قرون من الزمن من الاستيلاء على السلطة.


ولعل مرسي ليس مدرك للاهمية التاريخية لهذا المنصب الذي يشغله، والذي تولاه بدماء ثوار ثورة 25 يناير، ليكون الرجل الاول في قيادة اول نظام ديمقراطي مصري بعد قرون من الدكتاتورية، وانه اساء للديمقراطية ولتاريخ مصر معا. كان لمرسي فرصة تاريخية نادرة، تشبه تلك التي تمتع بها الرئيس الأول للولايات المتحدة الأمريكية، جورج واشنطن، الذي شغل فترتين من حكمه جسدت فيها روح الديمقراطية والحرية، والذي خلف تراثاً استمر للقرن الواحد والعشرين مجسدا الانتقال السلمي الديمقراطي للسلطه لمن تبعه. سمي واشنطن بـ" الاب لبلاده" وكان حامي الدستور الاول. لو كان جورج واشنطن قد عمل خارج الدستور لانقلب الشعب الامريكي عليه وعزله من الرئاسه، وهذا ما ينبغي فعله لمرسي الآن.

لاشك ان تجربة الإسلاميين في الحكم بدأت في طريقها إلى الانحسار بعد أن بدأت الشعوب تدرك أن مصيرها لا يمكن ان يقرره الاصوليين وان الديمقراطية لا تسير جنبا الى جنب مع الدين ايا كان.

لا يمكن ان نتجاهل ان بعض دول الخليج تحاول جاهدة اظهار دعمها للحركات الإسلامية، ولكن حقيقة الامرانها لا تدعم الا ما هو جهادي تدميري خارج نطاق حدودهم الجغرافية. انظمة مثل السعودية وقطر يتقمصون دور يختلف عن دورهم الحقيقي وهو احباط اي محاولة لهذه الحركات داخل بلدانهم، ولكي يحفظوا عروشهم فانهم يستمرون بتحذير جماهيرهم بان كل ما هو خارج عن نمط السلطة الموروثة هو خارج الدين الاسلامي.


لذلك، أتوقع أن صراعا على وشك أن يظهر في شكل مواجهة مفتوحة مع الأصولية، اول من سيصاب بحممه البركانية سيكون كل ما هو اسلامي لا يريد التعامل مع الحداثة والديمقراطية والتقدم العلمي وما هو تكفيري يستخدم الاغتيال والارهاب لتلبية مطالب المجتمع المدني. ومايحدث الان هو فقط بداية البداية.



#ميعاد_العباسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متأسلمون
- البعث: حزب ام ثقافة؟
- العراق: عقد بعد التغيير
- التاريخ عادة ما يعيد نفسه
- علامات الربيع السعودي الاولى
- العراق ما بعد سوريا
- الانقسام بديل عن الثورة
- سوريا على هاوية التفكك
- الربيع العربي: ثورة على الثورة
- عندما يصبح -النصر اخطر من الهزيمة-
- مصر بعد الانتخابات: الى اين؟
- لماذا تخشى السعودية ودول الخليج ثورات الربيع العربي
- بين الميليشات والحكم الديمقراطي: من يحكم العراق اليوم؟
- قمة بلا قمة


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ميعاد العباسي - بداية البداية