أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ميعاد العباسي - البعث: حزب ام ثقافة؟














المزيد.....

البعث: حزب ام ثقافة؟


ميعاد العباسي

الحوار المتمدن-العدد: 4103 - 2013 / 5 / 25 - 20:55
المحور: كتابات ساخرة
    


لست من المنتمين لأي جهة او حزب، لكنني ضد كل جريمة ترتكب بحق الانسانية تحت اي غطاء ديني او سياسي. وتحديداً، انا ضد كل من يتخذ "حزب البعث" أو"البعثيين" أو "الصداميين" ذريعة، لتبرير تعاطي الفساد والسكوت عن سرقة المال العام، والكثير قد اتخذ من حزب البعث شماعة ليلقي عليها فشل حكومة العراق الجديد وتسترها على جرائم الفساد والعبث باموال الشعب ودمائه. حتى ان البعض قد اتخذوا من الطعن بالبعث وتعظيم قصص الماضي، والتنكيل ب"البعثيين"، مهنة يعتاشون منها وباب من ابواب كسب الرزق الحديثة للقضاء على البطالة!! ، ومنهم من اتخذها وسيلة للوصول الى المناصب الحكومية وتحقيق المآرب الشخصية بما فيها الدرجات العلمية, فكلما زدت في ذم و تهويل دور البعث كلما زادت درجتك الوظيفية لتصل الى العلاوات والحوافز التي تغدقها حكومتنا الكريمة على اعضائها بأسم المتضررين من النظام السابق..!!

كم منكم هو مثلي، قد ضاق ذرعا باباطيل وخطابات بعض المسؤولين العراقيين واصرارهم على التطرق الى موضوع "البعث" في كل مناسبة، او بكتابات الصحف و بعض الاشخاص، من الذين يهتفون لحكومة المالكي وسوء ادراتها للبلد، ويبررون تؤاطؤها مع الفساد وتسترها على مرتكبيه، بل انهم يؤمنون ايمانا عميقا بان المسؤول الوحيد عن تدهور الاوضاع الحالية هو البعث و شبح صدام؟ حتى كاد البعث ان يكون اسطورة او قصة درامية لا تنتهي بموت "البطل" و لا بسقوط " التمثال".

الكثير منا و للاسف قد وقعوا في فخ التشويش وغسل الادمغة على يد "سياسيو العراق الجدد" الذين يحاولون اقناع وتضليل الجمهور بان تعطل الخدمات الرئيسية وندرة التيار الكهربائي وتلوث المياه و فقر البنى التحتية سببه الاساسي هو "حزب البعث وجلاوزته" حتى ان اسم البعث قد دخل في تركيبة متفجرات الحكومة التي ما انفكت تقتل العراقيين في بعض المناطق التي يراد اشعال نيران الفتنة فيها...ثم يوجه رئيس الوزراء اصبع الاتهام المزين بخاتم سليمان الى خيال اسمه البعث... فمن الاسهل للحكومة ان تشغل شعبها باوهام وجود اشباح للبعث يخططون لتدميرهم، الى حد اصبحت الحكومة مشغولة جدا بحماية ارواح افرادها من مؤامره "صدامية بعثية" تحاك ضدها.
حيث يزداد التركيز على افعال البعث وفن السرد القصصي، بدل ان يكون التركيز على استعادة الحياة والعمل على تحسينها. فاذا كان البعث فعلا "مقبوراً" لما كل هذا الرعب منه؟

فمن المتناقضات ان يلقى اللوم على تردي الوضع الامني والسياسي والاقتصادي على حزب قد انقرض وتلاشى من الساحة السياسية منذ عشر سنوات...فاذا كانت الحكومة العراقية التي اوجدت بمحض الصدفة عام 2003 (قبل عقد من الزمن)، تؤمن باستمرار حزب البعث ونشاطاته، فانها بهذا تزيح عنها بريق السلطة والشرعية، وتعترف بانها غير قادرة على الادارة والتغيير وانها عاجزة كل العجز في مسألة الامن الوطني وحماية الشعب، بل انها تسلم زمام الامور لتخاريف بعض من له القدرة على ترسيخ هذه الافكار والاوهام في عقول من رضي بالخديعة و البسطاء من الشعب.


اليس استسلامنا لخيال حزب البعث معناه ان البعث قد اثبت مفعوليته اكثر مما اثبتته الحكومة الحالية؟ ولعل احدنا يتسائل عبثا، ماهي منجزات حكومتنا وادارتها "الفذة" منذ تاسيسها الى يومنا الحاضر، في تغيير واقع الشعب المرير، الذي خلفه نظام البعث كما تدعي؟


الم يضنى الجمهور من ترانيم الاعذار الواهية التي يتفنن ائتلاف حكومتنا في تلحينها؟
الم تكتفي آذاننا من سماع المظلوميات التي خلفها "البعث" و "صدام"؟ اما آن الاوان لنصحح اخطاء البعث ونرسم مشروعنا الاقتصادي والاجتماعي والتنموي؟ فلو سار العالم على مسار تفكيرنا لكانت هيروشيما (التي تطلبت 4 سنوات فقط بعد ابادتها بالقنبلة الذرية لاعادة بناؤها وجعلها مدينة السلام)، لازالت تحارب الولايات المتحدة.
ولعل مواقف المالكي الاخيرة، جعلت البعض منا يتساءل هل ان "بعث" العراق يختلف عن "بعث" سوريا؟ فما تفسير دعم المالكي لنظام بشار الاسد مع ان الاخير "بعثي"؟ ومن اين للبعثيين السوريين الاموال لشراء الاسلحة؟ مواقف المالكي الاخيرة قد اثبتت لنا فشله كرئيس وممثل للحكومة، في دوره السياسي والدبلوماسي، ووضح لنا ضعف مبدأه الشخصي والسياسي على حد سواء، وكيف انه يتصرف وفق انتماءه الطائفي لا انتماءه الوطني حتى انه مستعد "لقلب الدنيا" على حد قوله، فوق رؤوس المعارضين الذين اطلق عليهم اسم " الزمرة البعثية" وان نار الفتنة اذا ما اشتعلت ستحرق اصابع الكل (وتشعل اليابس مع الاخضر..)، سياسته هذه تذكرني بأيام المدرسة الابتدائية عندما تعاقب المعلمة الطلاب كلهم بسبب اساءة تصرف واحد من الطلاب...فهي تشعل اليابس مع الاخضر..!!

واخيرا، نكاد ان نتفق ان حزب البعث هو حزب دكتاتوري يؤمن بالاشتراكية، وبما ان الاشتراكية تنطلق من مبدا تسخير المواطن كعبد اوآلة لينفذ مشاريع حكومته، فهذا لا يزال ينطبق على واقعنا حتى اليوم، حتى مع زوال حزب البعث العربي الاشتراكي.


فعلى كل من يؤمن بان البعث هو حزب، ان يعيد النظر في رأيه، لانه على ما يبدو فان البعث هو روح و ثقافة نكتسبها من بيئتنا قبل ان يكون حزباً و دون ان نكون اعضاءا فيه. فثقافتنا البعثية هي ثقافة فطرية نتعامل بها في ادق تفاصيل حياتنا اليومية دون ان نعلم، كما تتعامل بها حكومتنا الحالية مع بعضها البعض وفي تصريف امور "العباد". اما نحن فكلنا "رفاق" لاننا تعلمنا ان ننفذ قبل ان نناقش... اذن فنحن بعثيون او صداميون، شيوعيون او مالكيون بالفطرة الحكومية التي فطرنا عليها حكامنا ...تعددت الاسماء و "الحزب" واحد...!!



#ميعاد_العباسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق: عقد بعد التغيير
- التاريخ عادة ما يعيد نفسه
- علامات الربيع السعودي الاولى
- العراق ما بعد سوريا
- الانقسام بديل عن الثورة
- سوريا على هاوية التفكك
- الربيع العربي: ثورة على الثورة
- عندما يصبح -النصر اخطر من الهزيمة-
- مصر بعد الانتخابات: الى اين؟
- لماذا تخشى السعودية ودول الخليج ثورات الربيع العربي
- بين الميليشات والحكم الديمقراطي: من يحكم العراق اليوم؟
- قمة بلا قمة


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ميعاد العباسي - البعث: حزب ام ثقافة؟