أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد المثلوثي - الأفكار الاشتراكية في الشرق















المزيد.....

الأفكار الاشتراكية في الشرق


محمد المثلوثي

الحوار المتمدن-العدد: 4130 - 2013 / 6 / 21 - 03:40
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


كان من الطبيعي أن تبدأ الأفكار الاشتراكية بالظهور في البلدان الصناعية (بريطانيا، فرنسا) حيث تطورت الرأسمالية وتكاملت شروطها التاريخية في القرن الثامن عشر. وكان القرن التاسع عشر، وخاصة نصفه الثاني قد مثل مرحلة دخول هذا الأسلوب الإنتاجي طور التناقضات والأزمات المتلاحقة وما نشب جراءها من نزاعات اجتماعية دفعت جمهور الشغيلة الى مسرح النضال الثوري.
وإذا كانت تلك الأفكار الاشتراكية قد أخذت في بداياتها،التي يمكن اعادتها الى القرن السادس عشر والسابع عشر، طابع الهواجس والحنين الرومانسي للمشاعيات القديمة لتظهر عمليا في شكل تجمعات مغلقة حاولت عزل نفسها عن الإطار الرأسمالي وآلياته الاقتصادية القاسية، فان تطور ونضج الحركة العمالية وأخذها طابعا طبقيا مستقلا وانفصالها عن التجمعات الحرفية الموروثة عن المجتمع الإقطاعي قد أبرز جهودا نظرية جديدة اتسمت خاصة بتوجيه نظرها النقدي لأسلوب الإنتاج الرأسمالي نفسه وإبراز تناقضاته ومحدوديته التاريخية.
وهكذا فان الأفكار الاشتراكية تجد أساسها الواقعي في التناقض بين الرأسمال والعمل، وميدانها هو الصراع بين البورجوازية، الممثل التاريخي للرأسمال، وبين طبقة المنتجين الحقيقيين للثروة ممن دفعهم التطور الرأسمالي الى الانفصال النهائي عن الوسائل المادية للإنتاج وتحولهم الى مجرد بضاعة (بضاعة قوة العمل) معروضة في سوق التبادل والمنافسة. ومن الطبيعي أن ولادة تلك الأفكار وتطورها سيكون متشابكا مع ولادة وتطور الحركة الثورية نفسها، وسيكون مصيرها من مصير حركة الطبقة الاجتماعية التي تعبر عنها. وليس غريبا أن تأخذ الأفكار الاشتراكية طابعا ثوريا جذريا في كل مرة تأخذ فيها البروليتاريا الثورية بزمام المبادرة التاريخية وتفرض نفسها كقوة ثورية لهدم النظام السائد. بينما تنحط نفس هذه الأفكار الى الطابع الإصلاحي وتندمج مع الايدولوجيات البورجوازية نفسها كلما تراجعت الحركة الواقعية للشغيلة وتحول العمال الى مجرد عنصر من عناصر النظام الاجتماعي السائد. فبتأثير موجة الانتفاضات العمالية لسنة 1848 التي عمت عديد الدول الأوروبية ظهرت العديد من التيارات الاشتراكية التي رفعت شعارات القضاء على عبودية العمل المأجور ومجتمع المنافسة والإنتاج من أجل الربح، ووضعت في جدول برامجها الهدم الثوري للدولة بصفتها الحامي الأول للملكية الطبقية الخاصة والاستعاضة عنها بإدارة تعاونية. وهذا ما سيجد صداه في ثورة الكومونة التي مثلت بالفعل إعلان دخول البشرية عصر الثورات البروليتارية. وأما الهزيمة الدموية التي عرفتها تلك الثورة الكمونية فقد كان لها تأثير بالغ على الحركة الاشتراكية حيث برزت تيارات الاشتراكية الديمقراطية ذات الطابع الإصلاحي والتي عملت على إدماج الشغيلة في النظام الرأسمالي من خلال التمثيلية البرلمانية والنزعة النقابية والمطلبية السكتارية.
أما بدايات القرن العشرين فقد تميزت بعودة النشاط الثوري للبروليتاريا العالمية نتيجة الأزمات الاقتصادية والحرب الرأسمالية العالمية المدمرة ونتائجها الكارثية على عموم الكادحين. وهذا ما استثار عودة بروز للأفكار الثورية واكتساحها جمهور الشغيلة. فكانت الثورة المجالسية (1917 – 1923) (السوفيتية) والتي شملت كثيرا من البلدان مثل روسيا وأكرانيا وألمانيا وهنغاريا وايطاليا.... وكان من الطبيعي أن تعلن الاشتراكية الديمقراطية التقليدية إفلاسها التاريخي بفقدانها لأساسها الواقعي (طبقة عاملة مندمجة مع النظام الاجتماعي السائد) ليظهر على أنقاضها نداء أممي جديد وجد في السوفياتات (المجالس) تجسيدها العملي وفي مناهضة الحرب البورجوازية و"تحويل الحرب الرأسمالية الى ثورة اجتماعية" و"التآخي الثوري بين الجنود" شعارات مركزية موحدة.
ولم تنحصر هذه الموجة الثورية في حدود الدول الصناعية بل امتدت الى بلدان الشرق (الصين، إيران، أمريكا اللاتينية...) حيث كانت التجمعات العمالية قد بدأت بالتطور والنمو في المراكز الصناعية ومراكز استخراج المواد الأولية التي أنشأتها الدول الاستعمارية مندمجة مع حركة الفلاحين الذين كانوا يواجهون حملة انتزاع شاملة من أراضيهم وتحويلهم الى جيوش من المشردين والنازحين الى المدن الكبيرة نتيجة انهيار أساليب الإنتاج التقليدية وخسارتهم لأهم الأراضي الخصبة وتحويل جزء منها الى مراعي كبيرة أو تركيز الزراعات الأحادية الكبرى لتلبية احتياجات السوق العالمية.
لكن ورغم القوة العظيمة لهذه الموجة الثورية، فان موازين القوى الطبقية على المستوى العالمي قد مالت لصالح الطبقات الرجعية خاصة في الدول الأكثر تطورا (بريطانيا، فرنسا، أمريكا الشمالية...) حيث لم تستطع الطبقة العاملة قطع اندماجها مع النظام الرأسمالي، بل ومثلت أهم وقود وجدته البورجوازية على ذمتها لسحق الانتفاضات ومواصلة إشعال الحروب ومحاصرة البروليتاريا المنتفضة. وهكذا، وبدل أن يمتد الحريق الثوري ويتقدم باتجاه القضاء على النظام الرأسمالي في الغرب كما في الشرق انكفأت الحركة الثورية شيئا فشيئا ضمن النطاق الوطني والمحلي وخسرت طابعها المتضامن لتترك المجال للرأسمال للعودة، وللثورة المضادة أن تكتسح الحركة تحت شعارات مضللة لبست لبوس الثورة نفسها (أي السوفياتات). فكان أن استعادت الاشتراكية الديمقراطية بريقها على يد البلشفية خاصة بأخذها طابعا راديكاليا يموه على جوهرها الإصلاحي. فأصبحت السوفياتات تعني إعادة سلطة الدولة باسم العمال والفلاحين، بدل الإدارة الكمونية التعاونية. وأصبحت الاشتراكية تعني ملكية الدولة والتأميم بدل القضاء على العمل المأجور وتحويل ملكية وسائل الإنتاج الى ملكية اجتماعية. وتمت الاستعاضة عن الطابع الأممي للثورة بشعار "بناء الاشتراكية في بلد واحد" و"الدفاع عن الوطن الاشتراكي" و"المباراة الاقتصادية بين النظام الاشتراكي والنظام الرأسمالي" وصولا الى "التعايش السلمي بين الاشتراكية والرأسمالية".
وكما هو واضح فان الأفكار الاشتراكية قد تسربت الى بلدان الشرق في وضع كانت فيه الطبقة العاملة لا تزال في طور جنيني وغير ناضج تاريخيا في تلك البلدان، وكانت حركتها ممتزجة تماما بحركة طبقات وفئات اجتماعية أخرى تحمل أهدافا مغايرة، بل ومتناقضة أحيانا مع البرنامج التاريخي للشغيلة. فأما الحركات الفلاحية فإنها كانت بطبيعتها لا تحمل برنامجا طبقيا مستقلا وكان اتجاه حركتها العام مرتهن بتوازن القوى العالمي بين البورجوازية والبروليتاريا خاصة في البلدان الصناعية الكبرى ومآلات الموجة الثورية التي كانت روسيا مركزها. أما حركات البورجوازية المحلية وكثير من شرائح البورجوازية الصغيرة الصاعدة من كوادر وانتلجنسيا مثقفة وأبناء الأرستقراطيات التقليدية سواء اتخذت طابعا راديكاليا مسلحا أو اتخذت أساليب عقد الاتفاقيات واستغلال الضغوط الدولية لصالحها، فإنها مثلت حركات بورجوازية تستهدف إعادة ترتيب النظام الاستعماري العالمي لأخذ موقع لها في سوق المنافسة الرأسمالية. وإذا كان هناك شق من هذه الحركات البورجوازية قد ارتبط بالولايات المتحدة الأمريكية، القطب الرأسمالي الصاعد والذي كان يعمل على إعادة توزيع مناطق النفوذ وفقا للمعطيات والتوازنات الجديدة التي خلفتها الحرب وتآكل الإمبراطوريات الرأسمالية التقليدية (بريطانيا، فرنسا)، حيث رفعت الولايات المتحدة الأمريكية شعار مساندة حركات التحرر الوطني وكانت من أوائل الدول التي رفعت شعار "حق الشعوب في تقرير مصيرها" بهدف تحجيم نفوذ القوى الرأسمالية المنافسة، فان شقا آخر من هذه الحركات قد اصطفت وراء القطب السوفييتي الذي كان يعمل على إلحاق تلك الحركات وراءه في إطار الحرب غير المباشرة مع الدول الرأسمالية الأخرى.
ولم تدخر الاشتراكية الديمقراطية السوفيتية ذات الطابع البورجوازي القومي بعد أن استطاعت القضاء على الحركة البروليتارية الأممية سواء بالمناورة أو بالقمع الوحشي وعقد اتفاقات السلام مع البورجوازية الألمانية، لم تدخر أي جهد في سبيل استيعاب الحركات الانتفاضية في الشرق وضمها لمعسكرها تحت يافطة الدفاع عن الوطن الاشتراكي. فكانت أن ألحقت الأحزاب والتيارات الاشتراكية لما سمي بالأممية الشيوعية الثالثة، مشترطة عليهم الاندماج مع الحركات القومية في تلك البلدان ومساندة البورجوازيات الوطنية باسم التحرر الوطني والصراع ضد الامبريالية. وفي سبيل هذا الهدف قامت الاشتراكية الديمقراطية السوفييتية بإعادة أقلمة الأفكار الاشتراكية وتحويلها الى إيديولوجيات قومية. فأخذت الأفكار الأكثر غرابة عن الاشتراكية تتسرب في صفوف العمال والفلاحين الفقراء والأنتلجنسيا المثقفة. وصارت الحركة الاشتراكية في الشرق متماثلة تمام التماثل مع الحركة البورجوازية. فتراجع الصراع بين الرأسمال والعمل (هذا الأساس الوحيد الذي تقوم عليه الأفكار الاشتراكية) الى الخلف باعتباره "تناقضا ثانويا"، ليأخذ "الصراع بين الشعوب والامبريالية" مركز الصدارة باعتباره "التناقض الرئيسي"، ولتتم الاستعاضة عن شعار "يا عمال العالم اتحدوا" (الذي تم اعتباره شعارا خاصا بالدول الصناعية فقط) بشعار "يا شعوب العالم وأممه المضطهدة اتحدوا" (الذي تم اعتباره شعارا خاصا بالبلدان المستعمرة وشبه المستعمرة)، وأصبحت الأحزاب "الشيوعية" في أغلب بلدان الشرق مجرد تابع للحزب "الشيوعي" السوفييتي ومنفذ للتعليمات الصادرة عن الكرملين والجهاز الدعائي العملاق للامبراطورية السوفيتية. وحتى عندما كشرت تلك البورجوازيات الوطنية الشرقية عن أنيابها وقامت بذبح آلاف العمال والمناضلين الشيوعيين (الصين، اندونيسيا، العراق...) فان تلك الأحزاب "الشيوعية" ظلت، بأوامر من موسكو، ترفع لواء الوحدة الوطنية والتحالف مع البورجوازيات المحلية باسم أنها "أنظمة وطنية". بل وأخذت الأهداف التاريخية للحركة الاشتراكية تخلي مكانها لأهداف البورجوازية، فتم استبدال النضال ضد عبودية الأجر بالنضال "من أجل بناء الاقتصاد الوطني"، وهو في الأساس شعار برجوازي يستهدف تقوية موقع البلد في سوق المزاحمة العالمية. واستبدال النضال ضد الدولة البورجوازية بالنضال "من أجل بناء الدولة الوطنية المستقلة"، وتم ابتداع ما يسمى بالمرحلة الديمقراطية التي يجب على كل الشعوب أن تمر على سراطها قبل مجرد التفكير في الاشتراكية، و"الديمقراطية الشعبية" باعتبارها بديلا عن "الديمقراطية البورجوازية"، وتمت إثارة كل النزعات الشوفينية والعرقية من أجل إقناع الشغيلة بضرورة التحالف مع أعدائها دفاعا عن "الأمة المضطهدة" و"بناء الأمة (العربية) الموحدة"...الخ. وهكذا استطاعت الاشتراكية الديمقراطية السوفييتية تشويه الأفكار الاشتراكية، بل وتحويلها الى مسخ حقيقي تجتمع فيه كل الخلائط الإيديولوجية الأكثر تنافرا ابتداء بافلاطون مرورا بهيغل وانتهاء بماركس. وبذلك تمكنت من محاصرة كل المجموعات الثورية وعزلها، وأصبح كل من يتحدث في الشرق عن الاشتراكية إما تروتسكيا متآمرا مع "القوى الامبريالية" أو فوضويا أو "يريد القفز على المراحل التاريخية" أو ما يسمى ببرنامج الحد الأدنى، فارضة بقوة الدولة أدبها الاشتراكي الديمقراطي بصفته الأدب الرسمي للحركة الاشتراكية. فصارت كتب لينين وستالين وماو تسي تونغ بمثابة الأناجيل المقدسة التي تستثير التأويلات المتناقضة والفرق الإيديولوجية المنغلقة والمتناحرة. وأصبح مجرد حمل كتاب أو نص لمناضلين شيوعيين مثل روزا لوكسومبرغ أو أنطون بانيكوك أو باكونين أو كروبتكين بمثابة التهمة الحقيقية وتهديدا للوحدة الإيديولوجية للحزب. أما الأبحاث الاقتصادية والتاريخية التي مثلت العمل النقدي الأهم عند ماركس فقد تم ابتذالها تحت غطاء تبسيطها وتحويلها الى مجموعة من البناءات والأصناف التأملية أو اعتبار انها تنتمي إلى عصر آخر ويجب الاحتفاظ بها كتحفة أثرية. فصار نقد التأمل الفلسفي الذي بادر به ماركس "فلسفة ماركسية"، ونقد الاقتصاد السياسي، الذي مثل أهم أسلحة النقد الثوري للاقتصاد الرأسمالي، "المذهب الاقتصادي الماركسي"، ونقد الدولة باعتبارها الراعي الأول لنظام الملكية الخاصة "النظرية الماركسية في بناء الدولة الاشتراكية"، وصولا الى بناء ماركسية خاصة بالغرب وأخرى خاصة بالشرق، بل وماركسية عربية وأخرى صينية، حيث ان البلدان المختلفة، بحسب هذه الماركسيات، تمر عبر ظروف اجتماعية مختلفة، وتطور تاريخي متباين ومن ثم فانها تحتاج لاشتراكيات مختلفة .... كل هذا بهدف إدماج الحركة الثورية في الشرق ضمن التناحر الرأسمالي على تقسيم مواقع النفوذ.
أما الربع الأخير من القرن العشرين، وبانهيار الدولة السوفييتية، فقد عرفت الأحزاب والتيارات الاشتراكية في الغرب والأحزاب والتيارات القومية ذات اللون الماركسي في الشرق حالة تفكك وانهيار كنتيجة طبيعية لتفكك القاعدة المادية التي كانت تقوم عليها. فأما أحزاب الاشتراكية الديمقراطية في الغرب (بما في ذلك الأحزاب "الشيوعية") فقد اندمجت نهائيا في النظام الديمقراطي البورجوازي، وأما الأحزاب والتيارات اليسارية في الشرق فإنها إما قد أخذت لها موقعا في الدول الوطنية الناشئة لتصبح المعبر الرسمي عن مصالح البورجوازيات المحلية، أو أنها قد اتخذت طابع المجموعات الهامشية بلهجة راديكالية بورجوازية صغيرة تعبر عن احتجاج تلك الفئات الاجتماعية التي يدفعها التطور الرأسمالي نحو حضيض البروليتاريا وتسحقها المنافسة العالمية.
وإذا كان من الطبيعي أن يقود اندماج الدول الوطنية الناشئة في الشرق في السوق العالمية، الى اقترابها المتسارع الى مركز الأزمات الرأسمالية، لتصبح كل هزة في الدول الصناعية بمثابة الشرارة التي تندلع إثرها سلسلة من الأزمات والانهيارات في بلدان الشرق، فانه من الطبيعي أن تقود تلك الأزمات والاختلالات الى موجات انتفاضية متلاحقة في تلك البلدان. وبالانفصال المتسارع لجمهور العمال عن أصولهم الفلاحية الذي يعكس تسارع انفصالهم عن الشروط المادية للإنتاج (الأرض خاصة) وتحوله الى جمهور لا يملك إلا قوة عمله كبضاعة يدخل بها سوق المنافسة الرأسمالية، بدأت الصراعات الطبقية حول الأجور وظروف العمل، كذلك استفحال ظاهرة البطالة والتهميش الاجتماعي والتفسخ النهائي لعلاقات الإنتاج التقليدية في الريف ليأخذ نظام عبودية الأجر مكان الصدارة، بدأت كلها تحيل الإيديولوجيات الوطنية والقومية وخطابات الوحدة القومية الى وضع هامشي منحسر في حدود بعض المجموعات البورجوازية الصغيرة من المثقفين والحلقات الطلابية. وهكذا فقدت شيئا فشيئا الاشتراكية الديمقراطية القومية في شكلها البلشفي كل أساس واقعي لها، بما يجعل من بريقها يخبو تدريجيا. وهذا في الواقع يؤشر برغم التشويش والغموض، لانتقال الحركة الثورية في الشرق الى طور جديد تنفصل فيه عن الإيديولوجيات القومية التقليدية منها واليسارية، كنتيجة حتمية لتنامي التصادمات الطبقية بين البروليتاريا ومن ورائها كل الفئات المسحوقة والمهمشة وبين البورجوازيات الوطنية.



#محمد_المثلوثي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسطورة الاقتصاد الاسلامي
- لغط حول البروليتاريا
- محاولة في نقد الايديولوجيا
- هل أنتم شيوعيون؟
- الديناصورات لم تمت بعد، -إدفع إنّ ولادة الجديد تتعثر- أو -كي ...
- الكل يريد أصواتنا....لا أحد يسمع أصواتنا
- دستور بلوشي
- انه 1 ماي....تمرد
- سندان السلفية ومطرقة دعاة تطبيق القانون
- ديكتاتورية الاقتصاد الوطني
- نداء لوحدة المجموعات الثورية في تونس
- لماذا يناهض اليسار الانتفاضة السورية؟
- أنتم -فوضويين-...نعم نحن -لاسلطويين-
- التنظيم الذاتي: دروس تاريخية
- نقاش مع صديق اسلامي
- ما هي الاشتراكية؟
- الحركة الاشتراكية والحركات ضد التمييز الجنسي والعرقي
- الحركة الاشتراكية في مواجهة الحركات الليبرالية والدينية
- الطبيعة العالمية لنمط الإنتاج الرأسمالي وأممية الحركة الاشتر ...
- ملاحظات حول المديونية


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد المثلوثي - الأفكار الاشتراكية في الشرق