أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ايفان الدراجي - ماهيّة الله2 / الله بين كونه مادة او لا مادة














المزيد.....

ماهيّة الله2 / الله بين كونه مادة او لا مادة


ايفان الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 4129 - 2013 / 6 / 20 - 22:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ان المادة في الفيزياء الكلاسيكية هي كل ما له كتلة وحجم ويشغل حيزاً من الفراغ. وللمادة خصائص مختلفة تشمل الحجم والكتلة والكثافة. وكما هو معروف فإنها تتكون من جزيئات متكونة من ذرات وتلك بدورها تتكون من جسيمات أصغر وهكذا.
جميل جدا وهذا يتفق مع وصف الله لنفسه في سورة البقرة (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ) . اذن لماذا لا يمكن اثبات وجوده (ماديّا) بشكل ملموس؟ كأن نتمكن من رؤيته او أي فعل (اكشن) يمكننا من خلال حواسنا الاستدلال عليه؟
فيأتي احد المتدينين مناقضا لوصف الله لنفسه ويجيب:
"ان الله جوهر مفارق للمادة، أزلي، أبدي، ثابت، عاقل، شخصي. وبأن الله ليس روحاً، بل أكبر من ذلك وغير قابل للتعريف، وأنه "لم يكن له كفواً أحد".. الخ."
ماذا عن وصف الله لنفسه في آيات مختلفة يثبت فيها بكونه يصدر عنه فعل أي طاقة ثابتة كما يبين في حديثه عن رفع السماء والامساك بها:
(اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ..) الرعد الآية 2
(خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا...) لقمان الآية 10
(وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إلا بإذنه..) الحج 65
هذا يؤكد صفة اخرى من صفات المادة تنطبق على الله وهي (القوة) لان الامساك بالأشياء قوة ثابته حسب الفيزياء تنتج عن جسيم أي (مادة) له كتلة. اذن لم لماذا لم تتمكن وكالة ناسا مثلا او غيرها من الوكالات التي ارسلت رحلاتها الاستكشافية للفضاء من رؤية الله وهو يمسك بالسماء ان لا تقع على الأرض ؟ وعن أي سماء يتحدث بالضبط؟ فمجرتنا بما فيها من كواكب واقمار وشمس لا تشكل الا جزءا ضئيلا من هذا الكون الفسيح.
انما السماء التي يقصدها محمد في قرآنه هي ما كان يبصرها، السماء الزرقاء ذات الغيوم، لكنها في الحقيقة ليست الا إعادة انعكاس أشعة الشمس الساقطة على مياه المحيطات و البحار من خلال طبقات الهواء فيبدو الاتموسفير مثل سقف أزرق.
هنا نسأل المؤمن رغم اتفاق صفات المادة على ربه، عن كيفية كون الله أزليا أي خارج حدود الزمان فليس له بداية او نهاية، "الذي ليس لا نهارا (إذ بأيّ شمس نقيسه؟ ما دامت كلّ شمس تتوقّف عليه) ولا ليلة، بل يسبق ويشمل كلّ نهار وكلّ ليلة نعيشهما وسوف نعيشهما، كما يشمل أيضا كلّ تلك الأيام، اللامعدودة التي لم يعشها أحد بعد، فليست الأزلية هي ما ينتمي إلى الزمان بل الزمان هو ما ينتمي إلى الأزلية، فليس الله هو الذي يوجد / ينتمي في و إلى، الكون، بل الكون هو الذي ينتمي إلى الله. أن نؤمن به؟ يبدو أنّ ذلك من أبسط الأمور، على اعتبار ألاّ شيء دونما هذا الكائن الضروريّ حتما، يحقّ له أن يوجد، لكن هل يمكنه ألا يكون؟ إن الله يوجد خارج الكون."1
يعود المؤمنين للقول بأن "الله فوق مستوى التصنيف إلى مادة وروح. فهو خالق المادة والروح. لكن في حديثنا عنه نقول مجازاً إنه روح، بمعنى إنه غير منظور وغير ملموس وغير مُدرك بالحواس وهي صفات المادة. لكنه ليس روحاً لأنه غير مادي. لا يمكن للعقل البشري أن يتصوّر شيئاً موجوداً واقعاً ولكنه غير مادي في الوقت نفسه. لكن الله فوق مستوى البشر. لهذا بالتنزيه نقول إن الله غير مادي وغير روحي وغير ملموس وغير مُدرك، الخ. يسوع قال للسامرية إن " الله روح " ولكنّه فوق الروح." ويستطرق القديس يوحنا الدمشقي قائلا: "وعليه إن الكثير مما يُفهم عن الله غامضاً لا يمكن التعبير عنه تعبيراً صائباً، بل نضطر للكلام عمّا يفوقنا إلى استعمال ما هو على شكلنا. مثلاً، في الكلام عن الله ننسب إليه النوم والغضب والإهمال اليدين والرجلين وما شابه ذلك" 2
أي تُنسب له صفات بشرية ويمكن تأكيد ذلك أكثر من خلال اسماءه المائة الحسنى ، والتي هي عبارة عن صفات مبالغة تُطلق على البشر بينما ينسبها الله لنفسه بكل تناقضاتها فتارة يقول (رحمن رحيم) وتارة يقول (المنتقم والضار والقهار) وغيرها من التناقضات.
ان كل ما ذكرت اعلاه تعود لتصور او محاولة فهم ماهيّة الله من قبل الانسان اذ نراه وباختصار مصورا اياه (انسانا خارقا للطبيعة كاملا بصفاته البشرية خالدا) لكنه بنفس الوقت لا يخضع للقوانين الفيزيائية كالزمان والمكان ولا يمكن الحد من خصائصه كالكتلة والحجم وغيرها ولا يمكن اثباته ماديّا من خلال الاستدلال عليه بحواسنا.

1-المصدر: سؤال الله وإشكالية الأنطولوجيا سبونفيل André Comte-Sponville ترجمة وتعليق : حسن أوزال.
2-المصدر: مقال لـ د. عدنان طرابلسي.



#ايفان_الدراجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوع من انواع النمل في الامازون تطور ليكون مجتمع من جنس واحد ...
- خيار البحر من الكائنات وحيدة الجنس
- هناك الف طريقة لقتل الفقر فلا ضرورة لان يكون رجلا.
- ممَ خلق الله الحيوانات؟
- التاريخ، نصف حوادثه تزوير.
- خرافة العلاج بالقرآن وباقي الكتب السماوية
- (الصرخة) للمدنية
- س/ (تطرف ام ارهاب) ؟
- الله وإشكالية إثباته
- رغد الجابري لم تفعل كل هذا
- لماذا لم تتطرق كل الاديان الى ذكر الديناصورات
- دين البورنو
- وفسر الماء بعد الجهد بالماء
- نشكر العلم على أطفال الأنابيب
- تحرر نصف كم
- كيف تثبت أن الله موجود؟
- ردا على نقدي لوصفي للمتظاهرين المؤيدين للمالكي (بالفروخ)
- كيف نزل الإنجيل على عيسى؟ ومن هو عيسى؟
- هل ولد البشر جميعا من الخطيئة؟
- ليس هجوما ولا شخصنة


المزيد.....




- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ايفان الدراجي - ماهيّة الله2 / الله بين كونه مادة او لا مادة