هناك الف طريقة لقتل الفقر فلا ضرورة لان يكون رجلا.

ايفان الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 4112 - 2013 / 6 / 3 - 23:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

"لو كان الفقر رجلا لقتلته"
من الافكار التي تدور برأسي هي ان يهجم الفقراء على الاضرحة والاقبية الذهبية التي تدعى مقدسة ليأخذوا منها حقوقهم عوضا عن ترك المنتفعون منها من دجالوا الاسلام يضحكون عليهم ويسحقونهم اكثر بخرافات شفاعة اصحابها والآمال الوهمية التي يبنيها الناس من باب قضاء الحاجة والتضرع بالدعاء وغيرها.
اتوجه ردا على علي ابن ابي طالب في مقولته اعلاه: هناك الف طريقة لقتل الفقر ولا ضرورة لان يكون رجلا.
ويقولون لك اقرأ التاريخ وانظر عظمته خارج اطار الدين فقد كان يطعم الجياع ويتفقد امور الناس ليلا ....الخ
حسنا اذن ان كنا نود قراءة التاريخ ففيه اناس قدموا للبشرية ألوف مضاعفه من الخير والفائدة اكثر منه فلماذا لا نقدسهم؟ موتزارت مثلا الذي قدم فنا بعيدا عن الصراعات والدم والاحقاد التي نعيشها بسبب خلافات علي ابن ابي طالب واولاده على الخلافة بعد محمد.
نضرب امثالا اخرى؛ ادوارد جينز مخترع لقاح الجدري، ألكسندر فليمنج مخترع البنسلين و ميمان مكتشف اشعة الليزر وغيرهم الآلاف ممن جعلوا شكل حياتنا اسهل واكثر امنا ورفاهية بيومنا هذا. لكنني لم اسمع قبل بمن قدسهم وبنى اضرحة ذهبية على قبورهم يتهافت اليها ملايين الناس؟
وان اردنا ان نقيس –وفقا لزعم محبي علي- نسبة لبلاغته وحكمته واقواله...الخ فأيضا اوجه لكم دعوة لتأمل مفكري وفلاسفة العالم واصحاب النظريات والادب العمالقة منهم الذين اسسوا مدارس تنهج نهجها الاجيال لهذا اليوم امثال ارسطو، سقراط، ابن سينا، ديكارت، بايكون و كانت.. وغيرهم من الفلاسفة والمفكرين العظماء.
وعن فعل الخير يمكننا ضرب ابسط مثل شائع الا وهو الام تيريزا التي ذهبت لكالكتا في الهند وافنت عمرها تساعد المصابين بالأمراض المعدية او الغير قابلة للشفاء هناك والعناية بهم في أيامهم الأخيرة لكي يموتوا بكرامة، ويحسوا بالعطف والقبول بدل البغض والرفض من مجتمعهم، اضافة لعنايتها بالفقراء والايتام لجعلهم يشعرون بأنهم محبوبون ومحترمون كبشر. هل نفى علي ابن ابي طالب عمره من اجل شيء غير حمل السيف الى جوار محمد؟ ومن بعده ايضا لإكمال عملية غسل ادمغة الناس بدينهم الاسلام والصراع من اجل الخلافة؟
اوبرا وينفري تلك الاعلامية الامريكية الجنسية الافريقية الاصل التي تبرعت بملايين الدولارات من اجل تشييد وبناء مدارس في افريقيا لنشر الثقافة والتعليم بينهم ناهيك عن تبرعاتها لمساعدة الشعوب المنكوبة بسبب الاعاصير والفيضانات. ريكي مارتن ذلك المغني المثلي الجنس ايضا من جملة الفنانين الذين تبرع ايضا للإغاثة منكوبي كارثة تسونامي اضافة لمؤسسته الخيرية التي مهمتها مكافحة الاتجار بالأطفال.
أتعلمون؟ ان عيبنا هو تعبّد الاصنام التي يبنيها ذوي المنفعة في رؤوسنا وافكارنا من خلال تغطيتها بثوب عالي الطراز من القداسة والمثالية قد تصل احيانا في مبالغتها لدرجة الألوهية فمتى سوف نعريّها من هالاتها هذه ونراها على حقيقتها الحجرية التي صُنعت منها هذه الأصنام؟
مؤخرا شيع خبر ذلك الرجل العجوز الذي يتسول من اجل دفع فواتير الكهرباء والماء لاحد دور الايتام في احد قرى بلغاريا. هو ايضا فقير وزاهد لكنه لم يحمل سيفا ولم يزرع فتنة ولم يطالب بإمارة بل انه رغم كبر سنه وفقره يقتسم ما يتسوله من اجلهم اذ يسير يوميا 10 كيلومترات نحو العاصمة ليتسول.

#ايفان_الدراجي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل