وداد نبي
الحوار المتمدن-العدد: 4128 - 2013 / 6 / 19 - 03:24
المحور:
الادب والفن
لم يكن للمعابر الحدودية المفتوحة
على مداها أن تتلصص على موتنا اليومي بهذه الوقاحة ،
نحن الذين نتأبط ُ الموت تحت ذراعنا كل صباح ، ونحن نغسل
وجوهنا من تعب الأمس ،ونحن ذاهبون للعمل ، ونحن ذاهبون
للقاء المرأة التي نحب ، لنتشاجر مع صاحب البيت على الأجار
المرتفع ، لنعلن حرباً مع الله لأن القصف لا يتوقف ولأن الموت
البغيض يسرق الأطفال الصغار من نومهم .
لم يكن للمعابر الحدودية أن تكون بهذه اللامبالاة
وهي تتفرج ُ كالمشاهد البليد على عبور أحزاننا للجهة المقابلة
نحن ورثة المدن التي أجرت شوارعها وساحاتها للدبابات والحواجز
العسكرية ، للغرباء والتكفيريين ، للمجاهدين والقتلة والطغاة
للصوص والمتسلقين والوطنيين .
لم يكن للمعابر الحدودية أن تلون أبوابها بالأحمر القرمزي
بينما أصدقاءنا يتساقطون كالفراشات على تراب الوطن
الوطن الذي يقنصنا واحداً تلو الأخر إما بالرصاص أو بالقذائف
بالمعتقل أو بالمنفى بالمدرسة أو الخيمة ، بالبيت أو بالشارع
الوطن الذي يوجهنا كاليتامى صوب المعابر الحدودية لتمسح
أوجاعنا ..لكن آه من تلك المعابر التي تعيد فتح جراحاتنا في
كل مرة نخطها لعبور البلد والألم والموت .
#وداد_نبي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟