أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زاهر الزبيدي - حلم الفرار من الوطن .. لازال قائماً














المزيد.....

حلم الفرار من الوطن .. لازال قائماً


زاهر الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4127 - 2013 / 6 / 18 - 16:58
المحور: المجتمع المدني
    


منذ عقود من الزمن عندما جار الزمان على شباب العراق ؛ كان حلم الفرار من وطن الموت أشد الأحلام التي سيطرت على عقول أبناءنا من الشباب ، وعلى الرغم من إرتفاع تكاليف السفر ونتاجات الغربة المؤلمة وعدم وجود مستقبل واضح في الخارج من حيث العمل .. إلا أنه حلم طالما راود ابناءنا ولازال حتى اليوم يقبع في رؤوسهم غير آبهين بالوطن .. متوسمين في غربتهم أن تجلب لهم الأمن والأمان بعد أن عزَّ على الوطن أن يهديها لهم .. فهو راض أن يقبع في أي ركن ما من العالم يعمل بأي عمل ما حتى لو أمتهنت به كرامته وذلَّ كبرياءه الأشم.
فشبابنا ما أن يتركو الوطن ويخطو أول خطوة لهم خارج حدود خريطته حتى يمزقوا كل أوراقهم الرسمية وجوازتهم وكأنهم يودعون ما مضى من عمرهم الى مهب الريح لتتلاقفهم أيدي اللجوء بحثاً عن الوطن الجديد الموعود هناك حيث الغربة والوحدة يتركون خلفهم شمساً مشرقة الى نهار يطول إنتظاره في أصقاع شمال الأرض .. ولما الغربة وهم غرباء في وطنهم حيث لا مال لهم ولاعناية ، يكابدون في يومهم آلاف المحن ليس بأشدها الموت بعبوات الإرهاب وليس بأقلها أن لا عمل يجزي خروجهم اليومي الدامي للموت منذ الصباح الباكر .
في اليوم العالمي للاجئين الذي يوافق العشرون من حزيران من كل عام ؛ تحتفل المنظمة الدولية باليوم العالمي للاجئين حيث يقول الأمين العام للأمم المتحدة في رسالته لعام 2012 في اليوم العالمي للاجئين " يبيِّن تقرير الاتجاهات العالمية الذي صدر أخيرا عن مفوضية شؤون اللاجئين أن الحلول المتاحة تعجز عن مواكبة وتيرة التشرد. فيجب علينا أن نتكاتف لتعبئة الإرادة والقيادة السياسية اللازمة لمنع نشوب النزاعات المتسببة في موجات النزوح ووقف ما هو دائر منها. وحيثما استتب الأمن مجددا، يجب أن نتصدى للأسباب الجذرية للنزاع، وتهيئة ظروف العودة الدائمة للاجئين عن طريق تأمين مصادر كسب الرزق وتوفير الخدمات وإرساء سيادة القانون".
العراقيون من كل الأعمار والأجناس ينتشرون اليوم في أصقاع العالم وما دفعهم لذلك إلا الخوف من بطش الإرهاب وشظف العيش ، ولما لا يخافون ونحن مع كل أزمة سياسية نكون على مرمى حجر من الموت قتلاً على الهوية .. ولما لا يصبحو لاجئين في بلد يحترمهم ويقدم لهم الخدمات أكثر مما يقدمها لهم وطنهم ولما لا يصبحوا لاجئين ولم يعينهم أحد ما على تحقيق ذاتهم المفقودة في وطن الخير والثروات ولما لا نودع كل تراثنا فيه وكل حبنا لثراه ولا نجني من ذلك الثرى إلا مكان قبورنا وأحياناً بدون شواهد تشير الى تأريخنا فيه ولما لا نصبح لاجئين ونحن لا نأمن على يوم واحد آت ، ولما لا نصبح لاجئين بعدما عزَّ علينا ملجأ في الوطن نلجأ اليه من بؤس حياتنا .. وسنظل على هذا الحال تغرقنا بحور الشمال الباردة نغوص في ثلوج البلاد البعيدة ولاتعرف لنا هوية .
الى متى نظل هكذا ؛ نقيّد انفسنا بسلاسل ذلَّ الغربة بعيداً عن وطن الأنبياء والثروة الخلاقة والى متى نذهب بحثاً عن ديار آمنة لنعود جثثاً زرقاء تشبعت بالماء المالح والثلوج ؟ وما أشد وطأة الغربة على قلوب أولئك الذي تاهو وتشتت آثارهم في العالم ؟ ومتى العودة ومتى ننشد في الوطن أغنية للبقاء ؟
إن الإحتفال في هذا اليوم لهو دليل على تمجيدنا لأولئك الذين تناثرت جثثهم بحثاً عن ملاذ آمن وهي فرصتنا لنعيدهم الى أرض الوطن وأن نكرم حتى موتاهم .. فنحن من دفعنا بهم الى تلك الهاوية السحيقة من الغربة المظلمة ... حفظ الله شعب العراق وأعاد له طيوره المهاجرة .



#زاهر_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنجاح الخدمة العامة واجب وطني
- اليوم .. خرج الموضوع من أيديهم !
- إعمار العراق .. أم خراب العراق
- شوارع الوجوه الدامية
- ما بين غريق ومطرود .. العراقيون حول العالم
- عاجل .. مسابقة سياسية !
- الى العراقية الفضائية .. مع التحية !
- لكي لا ننسى !!
- ماذا عن الأمن الغذائي العراقي؟
- هل وجدتم زوجي ؟
- الترشيد .. ثقافة الأمم المتحضرة
- إعدام طفل !
- مخطط لهجوم ارهابي افتراضي
- الهلال الشيعي والهلال السني وما بينهما
- الموظف الكسول .. مسؤولية مَنْ ؟
- مضى عيد للموت .. وبأنتظار آخر !
- إختلاس الحشيش .. وأشياء أخرى !
- إعدام .. شجرة !
- اليابان وجسر الصرافية !
- إيجارات المباني للمؤسسات الحكومية


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زاهر الزبيدي - حلم الفرار من الوطن .. لازال قائماً