أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبدالله حسين حميد - سقوط الشيخين















المزيد.....

سقوط الشيخين


عبدالله حسين حميد

الحوار المتمدن-العدد: 4127 - 2013 / 6 / 18 - 15:11
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


من الصعب جدا في حمأة الوطيس هذه أن تكون موضوعيا أو منطقيا بعيدا عن الاستقطاب الطائفي المحتدم بين المسلمين اضافة لعمليات القتل العشوائي الطائفي .
لكي يكون المرءُ واقعيا يجب أن يأخذ بعين الاعتبار المصالح السياسيه و العسكريه و الاقتصاديه بعين الاعتبار لكل تقييم يُراد له ان يكون موضوعياً اضف الى ذلك لابد للنظريه أن ترتبط ارتباطا عضويا بالتجربه الحره المجرده .
لايمكن للانسان العربي او المسلم المراقب و المشاهد لما يحدث على مسرح الاحداث إلا ان يجد نفسه مُتخندقاً في صفٍ ضد أخر مهما تكْن موضوعيةَ وحياديته سرعان ما تتلاشا لآول جولة من النقاش .
كذلك يأخذ الاعلام والاعلام المضاد مجاله في التحريض العشوائي بعيدا عن الالتزام الاخلاقي بأصول المهنه ملتجأ للمصالح الانيه للكسب السريع و التفوق في تسجيل النقاط في مرمى الطرف الاخر .
في العام 2006 كان السيد حسن نصر الله البطل العربي المسلم الوحيد الذي يمرّغ أنف اسرائيل في التراب دون منازع حتى انه شغف قلوب الملايين من الشعوب العربيه على اختلاف منابتها من المسيحي الى المسلم الخ , أصبح رمزا للمقاومين الشرفاء والامل الذي سوف يذود عن حياض الامه , أصبح رقما صعبا بعمامته السوداء ووعده الصادق .
وعلى الضفة الاخرى بدء ظهور الشيخ القرضاوي الذي يمثل العقل و الحكمه و الالتزام الاخلاقي بقضايا الامه من غزه الى الصومال , وبدا برسم الوجه الاخلاقي السليم والمسالم للاسلام امام العالم الاخر بعدما لحقه الظلم و الحيف من الشعوب الاخرى.
ما أن بدءت الثورة السوريه حتى بدءت تتكشف الزوايا المظلمه في عقائدنا و عقلياتنا من مخلفات الماضي التعيس وبدءت تطفوا على السطح بقايا الحقد الطائفي الدفين من خلال تصريح هنا و تصريح هناك حتى بدء الاصطفاف الطائفي يأخذ منحاً جديا و خطيرا بدخول المجموعات السلفيه و التكفيريه من جميع انحاء العالم افرادا و جماعات لاسقاط النظام العلوي النصيري الكافر كما يقولون ,هناك و في تلك الوهله بدء اختطاف الثوره السوريه وبراءتها من ايدي اصحابها الحقيقيين ليبدء تشعّبها و تدويلها يأخذ اشكالا اكثر سوءا و مراره .
وكان ردا على ذلك خوف ايران و حزب الله من سقوط نظام الاسد حليفهما الاساسي في المنطقه بأيدي التكفيريين مما سيؤدي الى كسر الحلقه الاهم في الهلال الشيعي المفترض.
مما أدى الى وضع ايران كل ثقلها خلف النظام الاسدي وأعلان حزب الله في لبنان دخوله سوريه لحمايه المقامات الشيعيه فيها مدعوما ببعض المنظمات الشيعيه في العراق.
هنا بدءت الازمه السوريه تدخل في نفق مظلم في ظل التدخلات الخارجيه الدوليه و الاقليميه وتضارب المصالح بينها مما اطال عمر الازمه السوريه و استعصائها على الحل فهناك من يرى أن سوريه هي المطحنه أو المقبره المثاليه التي يختفي فيها اكبرعدد ممكن من الارهابيين في العالم للتخلص من شرورهم وتنظيف البلاد من أفكارهم .
لكن و بعيداً عن كل ذلك ألا نشعر كمواطنين عرب أو مسلمين بخيبه أمل وخذلان فظيع من قياداتنا الدينيه التي طالما وضعنا ثقتنا فيها والتي طالما انتظرنا الخلاص من الظلم و القهر و الاستبداد على ايديها؟
ألا يظهر بما لا يدع مجالا للشك أن اللاستقطاب الطائفي و الانغماس في القتل و التقتيل و الطائفيه العمياء هو دليل واضح على أن هذه الامه ما زالت قاصره عن استنباط الحلول الصحيحه للبدء بحياة راغده وواعده من اجل أبناءها ؟
أليست قياداتنا الدينيه هي المسؤوله الوحيده عن الاحتدام الطائفي وصب الزيت على النار والوصول الى نقطة اللاعوده من خلال قصورها عن ادارة الازمه و التحلي بالحكمه وعدم ادراكها لمصالح الناس وفقدان بصيراتها ؟
هذه القيادات مرتبطه بأجندات خارجيه بعيده كل البعد عن مصالح شعوبها و مريدوها ,ومسّيره بعقائد سطحيه مغلْفه بالحقد الطائفي و التكفيري , فما معنى أذاً أن يطالب القرضاوي بحريه الشعب السوري وحمايته من الظلم و الاستبداد والقتل وفي نفس الوقت يبخس في حق الشعب البحريني ويبخل عليه بأبسط حقوقه المشروعه التي يطالب بها , وأن ينعت المتظاهرين البحرينيين الذين هم الغالبيه العظمى من الشعب الفقير بأنهم تابعون لايران و ان لهم اجنده ايرانيه , وهو بذلك منطلقا من نظرة طائفيه محضّه , ضاربا بعرض الحائط كل القيم والمبادئ التي ينص عليها الاسلام الحنيف من نصرة المظلوم ومأزرة الضعيف .
وفي المقابل ايضا نجد أن السيد حسن نصر الله يطالب و بكل قوه بحقوق الشعب البحريني المظلوم و المستضعف و المحكوم من عائله سنّيه مستبده , ويدافع عنه وبكل ثقه معتمدا على أخلاق أهل البيت في عدم الاستكانه للظلم , لكنه في نفس الوقت يتجاهل حقوق السوريين في طلب الحريه ويتهم الشعب السوري بأنه مجموعه من الارهابيين ويختزل ثورتهم ليكونوا مجموعه التكفيريين أو المسلحين العابثين بأمن البلاد.
هنا اُشير الى رمزين مثاليين قائمين على ادارة أمور الطائفتين , فما بالك بعشرات القنوات الاعلاميه الخبيثه التي تبث سمومها الطائفيه في كل مكان , هدفها تدمير البلاد و العباد بحجج التكفير و الزندقه و استحضار الخلافات التاريخيه لتكون امثلة حاضره و لتمثل دوافعا قويه لعمليه القتل , يؤازرها العشرات بل المئات من الاعلاميين الخونه من الطرفين و المنظرين و المشايخ كل له جوقته من الحثاله التي تستنبط التفسيرات و الاحاديث التي تؤول التكفير و التخوين لتسهيل عمليه القتل و التدمير العقائدي و الاسوء من ذلك هي عملية التبرير الاخلاقي للقتل , فالقاتل هنا لا يرافقه تأنيب الضمير أو الندم بل بالعكس يشعر بأنه يؤدي عملا جهاديا يُحسب له عند الله , على مبدء الحسنه بعشر امثالها .
لقد عانت المنطقه العربيه من الكثير من الازمات و المشاكل لكنها لم تمر في عصرها الحديث بهكذا ازمه من حيث الحدّه و القسوه , الشعوب الفقيره و الطبقات المسحوقه منها هي التي تدفع الثمن في هذا الصراع من أبناءها وبناتها رجالها و نساءها من خلال تدمير مستقبلهم و حرمانهم من مستقبل مشرق و تعايش سلمي , كما هي الشعوب الاخرى التي تعيش بسلام و هناك حيث يعود الخير على الجميع دون تمييز في العرق او الدين او اللون تلك الشعوب التي جرّبت الحروب و الفواجع و الكوارث وصلت الى نتائج صارمه بأستبعاد الدين من الحياة السياسه لمصلحة الجميع ولما فيه خير الجميع , وليس المقصود بهاذا تدمير الدين بل بالعكس الحفاظ عليه نقيا ناصعا بعيدا عن وحل السياسه , فبأمكانك أن تكون متدينا كما تشاء وبقدر ما تشاء لكن دون احتقار عقائد الاخرين او الاستهزاء بها , فمهما كانت قوة الشيعه فهم لن يقضوا ابدا على أهل السنّه نهائيا وكذلك هم السنّه لم ولن يقضوا نهائيا على أهل الشيعه ولو ملكوا كل اسباب القوه وهذا ما نجده على مرّ العصور من الحروب الطاحنه التي حدثت بينهما , فا الحل هو في التعايش والتصالح الذي هو الحل الوحيد في اطار العداله الاجتماعيه وسلطة القانون , ذلك القانون الذي يحمل الجميع على احترامه لانه يحمي الجميع , القانون وسلطته العادله هو الذي يحمي من المذهبيه و التمذّهب على شكل عصابات , القانون العادل هو القانون المبني على العلم و تجارب الشعوب المزدهره و التي مرت بما نمّر به الان والاخذ بتعاليمها التي لا تتعارض حتما مع صلب الدين الحقيقي وليس على حساب اي فئه من فئات المجتمع الصغيره .
وفي كلمة اخيره نجد ان سقوط الشيخين في وحل المذهبيه و التخندق المذهبي هو موقف تمليه عليهم العقيده الطائفيه , فهؤلاء لا يستطيعون الفكاك من انياب الطائفيه حتى و لو ارادوا ذلك , فهم لا يستطيعون الوقوف ضد مصالح طوائفهم , فهم محكومون بمواقف تملي عليهم هذا , لذلك يظهر و اضحا سخف الطائفيه و انحطاطها الاخلاقي حيث يقف الاخ ضد اخوه ويقتل الانسان جاره او صديقه حين يكتشف لوهله انه مسيحي او درزي , فالعقل الطائفي قاصر ومحدود الافق سرعان ما يجد نفسه في صراع مع مكونات ذاته التي يتكون منها .
أمين ع أحمد بوخارست 18.06.2013






#عبدالله_حسين_حميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخيم اليرموك بين المطرقه و السندان
- متى يعلق المشايخ على اعواد المشانق
- مكّنوهم حتى يسقطوا
- ردا على رشاد ابو شاور
- الحلقه المفقوده في الثوره السوريه
- الاخوان قادمون
- لاجىىء فلسطيني يصبح وزيرا في رومانيا
- محمود الميكانيكي و السلفيه الجهاديه
- لكل عصر شيطان


المزيد.....




- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبدالله حسين حميد - سقوط الشيخين