أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبدالله حسين حميد - الحلقه المفقوده في الثوره السوريه















المزيد.....

الحلقه المفقوده في الثوره السوريه


عبدالله حسين حميد

الحوار المتمدن-العدد: 3931 - 2012 / 12 / 4 - 13:09
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


التمزق والخلاف هي الصفه السائده التي نستطيع استخلاصها مما يحدث على الساحه السوريه سواءً في صفوف الثوار أو المجاهدين كما يحلوا للبعض ان يسميهم سواءً في الداخل أو في الخارج , وقد يُعزا هذا التمزق لاسباب عدّه يصعُب عدّها في هذه العُجاله , حيث ينتهز هذا النظام الظالم هذه الفُرص دائما ليعيد ترتيب اوراقه من جديد كلما حانت له الفرصه وكلما ظهر التباين و اشتد الصراع بين صفوف المعارضه ويجدر بنا القول أن البيئه والمجتمع السوري بالذات يتميز بتنوعه الثقافي والاجتماعي ويختلف بذاته عن بقيه المجتمعات العربيه بعمقه وامتداده التاريخي وربما هذا ما يلقي بظلاله السلبيه و الايجابيه على مراحل تطور الثوره السوريه وعلى الوضع السوري بشكل عام.
كذلك عمليه الاحتواء التي تحاك في الخفاء من القوى العظمى للسيطرة على مجريات الاحداث , وما ستصل اليه الامور في النهايه , لها الاثر الكبير ايضا
ككل الثورات في العالم يحدث ما يحدث من تباين في الاراء ووجهات النظر ومن صراعات و اختلافات وهذه امور طبيعيه لابد منها .
لكن الامر الذي يلفت الانتباه أن الثورات العربيه وخاصه الثوره السوريه تفتقد لعنصر مهم وهو فقدانها للرمز , الرمز القائد , وهو من اهم عناصر النجاح للثوره ايا كانت , الرمز القائد واعني هنا ربما حجر الزاويه الذي يدير دفه الامور , وتنتظم من خلاله كل الايقاعات وتتناغم كل الحركات لتشكل وحده دافعه ورافعه للثوره.
فكلما اشتد الصراع الايديولوجي و الفكري بين مكونات الثورة كان من الصعب التوافق حتى على خطه عمل او برنامج موحد , كذلك التباين بين البرامج السياسيه المطروحه من كل حزب تجعل الامر اكثر صعوبه فما بالك اذا كانت هناك اياد عميله مشبوه تعمل ليل نهار لحرف مسيرة الثوره عن الاهداف المراد لها أو مصالح البعض الاخرالانانيه , الوصوليه من الدول المعنيه بالصراع و التي تدفع الاموال الباهظه لتحقيق مصالحها على حساب الفقراء الذين هم وحدهم ذووالمصلحه الحقيقيه في التغيير, والذين يدفعون الثمن يوميا من دماء ابناءهم .
الشيئ بالشيئ يذكر وهنا نفتقد لسيرة ارنستواتشي جيفار وهوشي منه وغاندي وغيرهم من القاده العظماء الذين ناضلوا وضحوا بأرواحهم من اجل شعوبهم ولم يتوانوا يوما أو يعجزوا عن ابداع الحلول و استنباط المعجزات من قلب الضعف و القهر و الحرمان التي كانت تعاني منه ثوراتهم والازمات التي كانت تمر بها دون التنازل و الانجرار للمساومه و التخاذل واستعطاف الاخرين و التسول هنا وهناك بحجج الظروف الذاتيه و الموضوعيه التي تمر بها الثوره .
نحن بأمسّ الحاجه اليوم لقائدٍ مُلهم وليس ديكتاتورا جديدا , لقائد يعيش مع الثوار و بينهم يرحل اينما يرحلون يأكل ما يأكلون كما قال جيفارا الثائر أخر من يأكل و أخر من ينام وأول من يموت .
قائدا يعيش بين قواعد الثوار , يلبس لباس الثوار يتنقل بين مقاتليه يشد على اياديهم يعرف حاجاتهم يعلمهم ويتعلمون منه , يعاني كما يعانون يفرحُ لفرحِهم و يحزن لحزنهم
لا نريد رجالا يعيشون في فنادق خمس نجوم و وقاده يأكلون الوجبات الفاخره في المطاعم الفخمه و الثوار تمزق اجسادهم يُقتَلون و يُذبَحون في كلّ لحظه.
لانريد قاده يتسابقون للظهور امام الكامرات وألقاء التصريحات الرنانه و أخذ الصور التذكاريه هنا وهناك , و يخطر ببالي في هذه اللحظه بالتحديد الرئيس الفرنسي عند استقباله المعارض الشيخ معاذ الخطيب بعد انتخابه رئيسا لمجلس للمعارضه كيف كان الشيخ ( مع كل الاحترام لشخصه ) حريصا جدا للوقوف أمام الكامرات لحظه المصافحه مع الرئيس أحتراما للبروتوكول المعمول به بين الرؤساء وكانت لحظه ملفته للنظروأضن الجميع قد شاهد ذلك الموقف من على شاشات التلفزه .
عداك عن المعارضين الذين يعيشون في امريكا و بريطانيا و الدول الاوروبيه في شقق فاخره و يقودون احدث موديلات للسيارات و يلبسون البدلات الغاليه الثمن , والذين يظهرون علينا بين الفينه والاخرى على شاشات الجزيره يدافعون عن الثوره و الثوار , هؤلاء لن يروق لهم العيش في ازقه الحجر الاسود أو في زواريب حي التضامن .
السوريون ينتظرون قائدا يجمع شملهم و يوحدهم و يخلق القواسم المشتركه بينهم يكون أبا للجميع اسمى من كل الفوارق الاجتماعيه و يتعالى عن الصغائر بعيدا عن الطائفيه المقيته التي يوما ستدمر كل شيئ و الى الابد.
لايخوض في الكماليات والاشياء الهامشيه ويعنى بجوهر الثوره الاخلاقي ويحافظ على نظافتها وهذه أكبر مهمه تلقى على عاتق الكباروالعظماء من القاده وهو أن لايتساوى القاتل مع الضحيه و أن يتعالى الثوار عن الانحطاط الى مستوى الشبيحه لتبقى الثوره درسا اخلاقيا ايضا لاأجيالنا القادمه .
هكذا كان غاندي وهكذا استمر في ثورته البيضاء وانتصر على أعتى قوه في العالم و لم يكن يملك سوى الاصرار و التصميم و الايمان الراسخ في أنه على حق و أن الظلم لابد زائل .
فما أحوَجنا اليوم لمَنْ يوحد تلك القوى و يضبط الايقاع ويصهر تلك القوى المبعثره قي بوتَقةٍ واحده .
أنها خصال القائد الحقيقي , ربما القائد الطفره أو القائد الاسطوره الذي لايولد عندما نريد وكيفما نريد , لكنه يولد من رحم المعاناه وكما قلت من قلب الهزيمه
ليخلق النصر , من صميم الظلم ليحقق العداله .
أستذكر الان مقوله عبد الكريم بقرادوني رئيس حزب الكتائب سابقا في كتابه المهم ( السلام المفقود ) أن لقاءا مهما و طارئا عقد في مقر الجبهه الوطنيه التقدميه بحضور الشهيد كمال جنبلاط و عبد الحليم خدام و ممثلين عن القوى اللبنانيه المعارضه لانهاء الحرب الاهليه الدائره , ولم يكن يستطيع كمال جنبلاط أن يأخذ قرارا مهما بهاذا الشأن دون ياسر عرفات , وبدءت الاتصالات المكثفه من كل الاطراف لمعرفه المكان الذي يتواجد فيه عرفات وكما يقول بقرادوني حتى أن مرافقيه لايعرفون عن مكانه وبعد جهدٍ جهيد وجدوه نائما في أحدى سيارات الثوره المتوقفه في الشارع .
أنا لست من فتح ولست من المعجبين بياسر عرفات كثيرا لكن هذه أحدى شهادات أعداءه أو بالاحرى ألد أعدائه في ذلك الوقت وفي الكتاب المذكور أشياء كثيره تلفت الانتباه الى خصائص القائد العملي الحقيقي .
ما أريد أن أقوله هو أن عرفات كان يملك ميزانيه تفوق ميزانيه الكثير من الدول وكان ينام في القواعد و الخنادق ويأكل من علب السردين ويعيش في الميدان و هذه ليست مبالغات.
سوف يولد قاده جدد من رحم الثوره , قاده عاشوا ويعيشون هموم الشعب و معاناته اليوميه ولم يتحينوا الفرصه للهرب الى الخارج , ولا يعنيهم لبس القرافه ( ربطه العنق ) كثيرا بقدر ما يعنيهم الوصول لاهداف الثوره الساميه وهذ الامر يتطلب وقتا طويلا لكن سوف يولد قاده حقيقيين بعيدين عن التنظيرللثوره من بعيد يتسمون بالفوقيه و التكبر و الغرور, أولاءك القاده سوف يتمثلون اجدادهم في الثوره السوريه الكبرى من امثال صالح العلي و أبراهيم هنانوا وغيرهم من شهداء الثوره الذين هم خير مثال حاضر لنا من سوريه نفسها .
نحن و الشعوب العربيه المستعبده و كل المظلومين في سوريه و العالم في احر الشوق لظهور ذلك القائد المُخلص .



#عبدالله_حسين_حميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاخوان قادمون
- لاجىىء فلسطيني يصبح وزيرا في رومانيا
- محمود الميكانيكي و السلفيه الجهاديه
- لكل عصر شيطان


المزيد.....




- إبعاد متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين من حفل تخرج جامعة ميشيغان ...
- لقاء مع عدد من الناشطات والناشطين العماليين في العراق بمناسب ...
- صادق خان يفوز بولاية ثالثة لرئاسة بلدية لندن.. ويعزز انتصار ...
- الختان، قضية نسوية!
- جرائم الشرف، كوسيلة للإدامة بالأنظمة الإسلامية القومية في ال ...
- الرئيس السوري يؤكد أهمية المحاسبة داخل حزب البعث العربي الاش ...
- التصور المادي للإبداع في الادب والفن
- حوار مع العاملة زينب كامل
- شاهد كيف رد السيناتور بيرني ساندرز على انتقاد نتنياهو لمظاهر ...
- وثائق: تأييد عبد الناصر لفلسطينيي غزة أزعج بريطانيا أكثر من ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبدالله حسين حميد - الحلقه المفقوده في الثوره السوريه