أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله حسين حميد - لكل عصر شيطان















المزيد.....

لكل عصر شيطان


عبدالله حسين حميد

الحوار المتمدن-العدد: 3896 - 2012 / 10 / 30 - 00:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لكل عصر شيطانه
لا شك أن الربيع العربي هو الحدث الآهم على الصعيد العالمي بعد الازمه الماليه كحدث استراتيجي.
ان الربيع العربي لابد و أن يغير و جه العالم , ولابد ان يلقي بظلاله على اوروبه وأمريكا و العالم كله على المدى البعيد.
من تونس كانت ثورة على الظلم و الفساد والفقر المدقع , ثم بعدها انتقلت الى مصر التي حكمها الديكتاتور بالحديد و النار مدة 40 عاما عانا فيها المصريين الويل و البطش و القهر .

كذلك كان الحال في ليبيا 40 عاما وما يزيد من انعدام الحريات و مطارده وقتل المعارضيين , فقد قامت الثوره لكنها لم تنجح , لم يكتب لها مصير مشرق و مشرف لاانها تحولت الى العنف , لاانها دمرت البلاد , تلك الثوره لم تختمر انذاك , عناصرها لم تكتمل لتشكل ثوره شعبيه كامله متكامله , وما كان لها ان تنتصر لولا صواريخ الناتوا , مما ادى الى فوضى عارمه عمت البلاد , وتحكمها الميليشيات و الاحزاب المتصارعه.
الربيع العربي الان في سوريه منذ اكثر من عام و نصف تحولت فيها الثورة الشعبيه السلميه الى حرب مسلحه حصيلتها حسب اخر الاحصائيات الصادره عن هيئه الامم المتحده الى اكثر من ثلاثين الف ضحيه .
يجمع الخبراء العسكريين و السياسيين ان هذه الحرب مرشحه للااستمرار و لا احد يستطيع التنبؤ بنهايتها .
ما يحدث في سوريه لم يعد ثوره شعبيه شامله كما يقال بمعناها الحقيقي للكلمه كما كانت في بدايه انطلاقتها , فكما حدث في ليبيا يراد لها ان تنتصر رغم ان شروطها لم تكتمل , و حتى قيامها في البدايه كان عباره عن ردة فعل عفويه على ما حصل في ليبيا و مصر و تونس .
أن الثوره هي انقلاب جذري على الاوضاع السائده , يشارك فيها الرجال و النساء و الاطفال و العمال و الطلاب و حتى تصل الى افراد الطبقه البرجوازيه و كل فئات المجتمع قاطبه وهذا ما ليس منه شيئ في سوريه .
الحقيقه أن ما يحدث في سوريه هي حرب اهليه طائفيه قبيحه بكل معنى الكلمه .
والسوريون وحدهم يدفعون الثمن بأنفسهم , بتدمير البنيه التحتيه للبلاد و انهاك اقتصادها و تهجير الملايين من ابناءها الى البلاد المجاوره , عداك عن القتل و النهب و السرقه و الانفلات الامني الذي استباحته العصابات الاجراميه .
طبعا المسؤوليه كامله تقع على عاتق الرئيس بشار الاسد و الحاشيه المقربه منه , باستخدام الجيش لضرب المعارضين وقصف المدن الى حد ارتكاب المجازر المروعه هنا و هناك.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو اين يقف الضمير العالمي امام هذه المجازر و الى متى يقف العالم صامتا , أين الناتوا و اين دول الجامعه العربيه , اين منظمة المؤتمر الاسلامي ,أين الاتحاد الاوروبي اين مجلس الامن .
أنها حرب تصفية حسابات بين الدول , أنها حرب دول كبيره على الارض السوريه , انه صراع طائفي و السوريون وحدهم يدفعون الثمن , ثمن حربا مجنونه , حرب لصناعة الارهاب تمثله السعوديه التي تتبنى المذهب السني و ايران التي تمثل المذهب الشيعي , أنه الصراع الوخيم الذي امتد الى مئات السنيين يعود شبحه الان ليس فقط على الفضائيات بين المتحاورين ولكن على الارض ليخلق جهنما جديده يحرق فيها الاخصر و اليابس .
وحتى تتأجج الحرب و يستعر أوارها , لابد من مسوغات و دوافع تحمل اصحابها على القتل لتحقق اهداف الاخرين .
لذلك يجب أن تكون حربا عقائديه ترتبط بالصميم و الوجود , ولا تنتهي الا بانتهاء احد الخصمين ولتذهب سوريه و شعبها الى الجحيم , من هنا لابد للطرفين من اختراع شيطان جديد و ذوا مواصفات حقيقيه لتكتمل المؤامره و يستعر القتل , لابد من شيطان جديد وهذا الشيطان الجديد و المخترع هم الطائفه العلويه , في مقابل السنه.
لذلك اطلق العنان لبعض الفضائيات الدينيه المأجوره التي تبث البرامج المسمومه وبعض المشايخ الجهله و المأجورين مثل عدنان العرعور و غيره ممن يثيرون الحقد الطائفي و يدمرون السلم الاهلي بين الطوائف و الاقليات ويكفرون من يخالفهم ويحرضون الشباب على الانتقام و القتل والسلب و النهب .
أنها حرب اعلاميه مبرمجه لتجنيد الجهاديين في سوريه و في العالم الاسلامي لتجميعهم في سوريه للقضاء على الشيطان الجديد ( العلويين) .
كذلك لم تكتفي الدول المشاركه بالحرب بأسماء مستعاره بتصدير المجاهدين الى سوريه فقط وكذلك الكثيرمن شحنات الاسلحه المتطوره لتأجيج الصراع وليس حبا بالشعب السوري و حرصا على ديمقراطيته المسلوبه , لكن لتنفيذ اجندتها الخاصه وتصفيه حساباتها مع ايران والعكس صحيح .
السعوديه تستغل نفوذها في المذهب الوهابي المتطرف لتوجيه اعضاء هذا المذهب الى البلاد التي يراد لها الكيد , كما حدث في افغانستان و نيويورك و مدريد ولندن و غيرها ولان المذهب الوهابي هو المخزن الحقيقي لتفريخ الارهاب في العالم , فهي تحتفظ بالكلمه العليا على اصحاب هذا المذهب لقتل وتكفير الاخرين.

الكل في سوريه يعلم أن العلويين ليسوا كلهم يباركون ما يفعله بشار الاسد و عائلته من قتل و تدمير ما عدا قله قليله من ذوي المصالح الاقتصاديه و ذوي النفوذ الذين لايريدون التخلي عن مناصبهم , لكن الغالبيه العظمى من العلويين يرفضون تلك المجازر وقد صرح الكثير من الكتاب و الادباء و المثقفين العلويين انهم بريئون مما يقوم به بشار الاسد وعائلته من المجازر و القتل الطائفي , كما أن العلويين انفسهم عانوا من ظلم العائله الاسديه , و أضرب مثالا على ذلك الكاتب عارف دليله و ادونيس غيره ممن يعيشون في المهجر و على العكس تماما هناك الالاف من السنه الذين يرتبطون بالنظام و اجهزته الاستخباريه ويدافعون و يقاتلون معه من خلال حسابات سياسيه و مصالح اقتصاديه وليسوا بعد مستعدين للتخلي عن النظام .
من المعلوم ان العلويين هم الهدف من هذه الحرب و خاصه العائله الحاكمه لكن ما يثير القلق الشديد هو من سيكون الشيطان القادم و من هي ياترى الفئه التي ستقتل و ستسحق ستدفع على مذبح الوهابيه , من منا سيدفع الثمن في المرة القادمه.
على العالم أن يفهم و يعي وخاصه اوروبه أن تحويل سوريه الى دوله طوائف كما هي الصومال و اليمن و افغانستان سوف يؤثر سلبا على امنها و استقرارها و هي الاقرب اليها.
وأن تصدير الارهابيين و المتطرفيين من سوريه سيكون اسهل بكثير من غيرها من الدول .
على العالم ان يدرك أن المذهب الوهابي التي تحتضنه وترعاه السعوديه هو الخطر الاوحد في المنطقه الذي يجب ان يحارب لانه المصدر الاساسي للفكر التكفيري و الملهم الفكري لكل المتطرفيين في العالم , حيث لابد من وضع خطط علميه وعمليه محكمه كفيله بالقضاء على هذا الفكر المسموم وتخليص العالم منه.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد.. كيف تبدو تايوان لحظة ورود تنبيه رئاسي تدريبي عن غزو ص ...
- مصر.. بيان لمرشح رئاسي سابق بعد ضجة قوله إن -اسم حزب الوفد ذ ...
- ما الذي يدور في ذهن طفلك عند بلوغه سن السادسة، وكيف يتغير دم ...
- للمرة الأولى: نتفليكس تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي في مس ...
- نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي: التطبيع مع السعودية ممكن من ...
- إردوغان يصف إسرائيل بـ-دولة إرهابية بلا قانون ولا انضباط ولا ...
- السويداء في زمن النار والثأر.. تجدد الاشتباكات الدامية والعش ...
- الولايات المتحدة تدرس إعادة النظر في العلاجات الهرمونية لانق ...
- مخيم اليرموك: ماذا بعد الأسد؟
- مجلس النواب الأمريكي يوافق على خطة ترامب لخفض تمويل المساعدا ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله حسين حميد - لكل عصر شيطان