أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ربيع الحسن - في سورية: هل للمؤيدين حقوق؟















المزيد.....

في سورية: هل للمؤيدين حقوق؟


ربيع الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 4124 - 2013 / 6 / 15 - 04:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خرجت المظاهرات في مدينة درعا تطالب بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية ، استفاقت الحكومة السورية وردت بالقول نتفهم مطالب المحتجين و دون الخوض في تفاصيل كيف تعاملت السلطة مع هذه الاحتجاجات لكن المهم أنها أعلنت أنها تدرك أن هناك مطالب محقة ينادي بها المحتجون وستعمل على تلبيتها..
كما خرجت مظاهرات في بعض أحياء مدينة حمص وفي تلبيسة والرستن وبعض المناطق الأخرى التابعة للمحافظة تطالب تقريبا بنفس مطالب من خرج في درعا مع بعض المطالب الخاصة المتمثلة في إقالة محافظ (والي) حمص الذي ذاع صيته ليس فقط بين أبناء محافظة حمص بل بين غالبية أبناء المحافظات الأخرى في سورية وهذه حالة نادرة لكون جزء كبير من الشعب السوري لم يكن يعلم من هم نوابه في مجلس الشعب فما بالك بأسماء الوزراء أو أسماء المحافظين والسبب أن محافظ حمص كان يتبع قاعدة ( خالف تعرف).
كما خرجت مظاهرات عديدة في بداية الاحتجاجات في السويداء وفي الساحل (ليس فقط في بانياس) وفي سلمية تطالب بإصلاحات سياسية جذرية والسماح بحرية التعبير لكل مواطن ومحاسبة الفاسدين وإجراء انتخابات حرة ونزيهة وما ميز مطالب هذه المناطق أنها كانت سياسية بامتياز أي لم تكن هناك أي مطالب ذات طبيعة فئوية أو طائفية أو مذهبية كما كان في مظاهرات بعض المناطق الأخرى. لكن ما حدث بعد أقل من شهر من الاحتجاجات أننا لم نعد نسمع بوجود مظاهرات في هذه المناطق والسبب هو قتل أكثر من مئة شهيد عسكري ومدني في أول شهر من الاحتجاجات في مختلف المحافظات السورية وصولا لمجزرة جسر الشغور التي راح ضحيتها أكثر من 250 عنصر أمن مع التمثيل بجثثهم أوائل شهر حزيران من عام 2011 أي بعد مرور حوالي شهرين ونصف فقط من بداية الاحتجاجات ( كل من يقول أن الاحتجاجات بقيت سلمية أول ستة أشهر من " الثورة" هو أما جاهل أو منافق أو الاثنين معا) . فكانت فترة التحول الخطيرة خلال الشهرين و نصف الأولى من الأزمة ونقطة التحول كانت مجزرة جسر الشغور التي استثمرتها السلطة إعلاميا وسياسيا ودوليا لتثبت ماكانت تقوله عن وجود جماعات مسلحة تقتل عسكريين ومدنيين وهذا جعل الكثير من أبناء السويداء والساحل وغيرها من المناطق يعيدون حساباتهم بعد ظهور و هيمنة الإخوان المسلمين على الاحتجاجات بشكل واضح وكان هذا بمثابة إعلان فشل "الثورة" منذ ذلك الحين.
ثم عمت المظاهرات أغلب الأرياف السورية بخاصة ريف حماه الشمالي وريف حمص وريف إدلب وريف حلب ، وثم بدأنا نسمع الدول الصديقة وغير الصديقة للسلطة السورية تنادي بضرورة الاستماع لمطالب المحتجين وتنفيذ إصلاحات سياسية تلبي طموحاتهم . وأطلق على هذه المطالب المشروعة بمطالب المحتجين أو الثوار أو المعارضين، لكن السؤال هل يوجد لمن يصنف على أنه يؤيد للسلطة أو حتى محايد (رغم أني لا أعرف تفسير كلمة محايد في هذه المحنة) حقوق أو رغبات أو طموحات يريد أن يحققها و من واجب الدولة تلبيتها ؟
في الواقع الكثير من المطالب السياسية التي طالب بها المحتجون في البداية هي مطالب ليست فقط محقة بل هي كانت ضرورية وإنقاذية للبلد فسورية عشية 15 آذار 2011 كانت تحتاج لتغييرات جذرية وعميقة في بنية الحكم وتتطلب تغييرات في السياسات الاقتصادية والاجتماعية ولا نبالغ إذا قلنا أن سورية كانت تحتاج لتغييرات وليس تغيرات تربوية وثقافية شاملة فكلنا يعلم كيف كانت ثقافة الفساد (وما تزال) متفشية بين الناس فالموظف الذي يكون في موقع يستطيع من خلاله كسب المال بطريقة غير شرعية تقول عنه الناس بالعامية (الله راضي عليه أجا بمكان كويس) أوعندما يكسب الموظف المال بطريقة غير قانونية أصبحت تسمى (حلال ع الشاطر) ومن لا يقوم بهذا أصبح غبيا ولا يعرف مصلحته. أليست هذه المفاهيم وهذه الأوضاع كانت منتشرة على كامل الأراضي السورية فلماذا يتم تجاهل الواقع والتضليل في قضية المطالب والحقوق بين أبناء الشعب السوري بناءا على موقفهم الآن من الأزمة؟
واليوم الجميع بمن فيهم الحكومة السورية وحلفائها كالسيد حسن نصر الله وإيران وروسيا مع الدول التي تصطف في الطرف الآخر يتفقون على جزئية تفهمهم لمطالب الثوار والمعارضين وتحقيق الإصلاحات التي خرجوا من أجلها منذ البداية..
هذا يعني من يصنف على أنه مع النظام ليس بحاجة لإصلاحات نهائيا فهو حاصل على كل حقوقه المتمثلة في أنه" مايزال على قيد الحياة"؟؟
ولكن من قال لكم أن من يصنف اليوم على أنه مع الدولة ليس لديه مطالب سياسية واقتصادية واجتماعية ؟ من قال أنه كان راض عن أداء الدولة وممارساتها التخريبية خاصة خلال حكومة عطري ؟ من قال أنه كان معجبا كثيرا بطريقة الحكم وبانتخابات مجلس الشعب وانتخابات النقابات وغيرها على المستوى الداخلي؟ من قال أنه سعيد اليوم بما آلت إليه الأوضاع في سورية وأنه يحب القتال والدماء؟ من قال أنه لم يكن في البداية مؤيدا لكل المطالب المدنية التي رفعت في بعض المظاهرات؟ من قال أن القضية هي فقط بقاء شخص أو عدم بقائه؟
كثيرا هي القرى التي تصنف اليوم على أنها قرى شبيحة كانت قبل الأزمة تعيش بواقع اقتصادي واجتماعي وخدمي مرير وسيء للغاية يتمثل بعدم توفر وسائط النقل ولا هواتف أرضية ولا شبكات صرف الصحي ولا مراكز صحية في حين قرى مجاورة ( هي ثائرة اليوم) لاتبعد عنها سوى كيلو مترات قليلة تتوفر فيها كل الخدمات السابقة ومنذ زمن بعيد وهذه القرى تصنف اليوم على أنها قرى ثائرة ضد الفساد والظلم والديكتاتورية والقمع وتلك القرى تصنف على أنها قرى مؤيدة للفساد لأنها مستفيدة منه وهي ضد الثورة كي لايأتي نظام ديمقراطي يقوم على مبدأ العدالة الاجتماعية ويخلصها من المزايا و المكتسبات التي قدمها لها النظام؟
اتفق اليوم مع من يقول أن كثيرا من المؤيدين لم يتغير عليهم الواقع المعاشي كثيرا بسبب تداعيات الأزمة وارتفاع الأسعار، والسبب لأنهم كانوا قبل الأزمة محرومين من كثير من حقوقهم ولا يمتلكون ربع ماكان يملكه الآخرون ؟ فلا متاجرهم نفذت ولا مصانعهم أقفلت و محلاتهم أغلقت ولا مزارعهم أحرقت؟
واليوم في خضم ما يقال عن تسويات ومشاريع حكومات انتقالية الكل يتكلم عن حقوق ومطالب المناطق الثائرة سواء سلطة أو معارضة فالجميع يتجاهل من "يصنف على أنه مؤيد " فالمعارضة عندما تتحدث تنسى وجود هؤلاء فخطابها دائما هو أن الشعب السوري يريد إسقاط النظام أو الشعب السوري كله ثائر أو الشعب السوري يريد إقامة منطقة حظر جوي.. كما أن السلطة عندما تقول أنها تريد أن تتحاور مع المعارضة تردد عبارات أننا منفتحون على مطالب المحتجين أو المتظاهرين ؟
لذا فإن كل هذه التسويات المطروحة ستكون على حساب كل من ينادي بدولة مدنية عادلة وستكون على حساب من ظلم قبل الأزمة وبعدها؟؟؟



#ربيع_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من غرائب هذا القرن: قصة السوريين مع الانتصار
- قراءة في خطاب السيد حسن نصر الله بذكرى الانتصار
- آكل لحوم البشر- إنتاج سوري نوعي!!!
- متى يمكن أن ترد سورية على العدوان الإسرائيلي؟؟
- ثوار سورية...جددتم لي الأمل
- رد على مقال السيد خليل الشيخة : حزب الله وخدعة الشعارات
- يحق لجبهة النصرة أن تفتخر...
- الجيش السوري -وَسِوى الرّومِ خَلفَ ظَهرِكَ رُومٌ-
- أيهما أخطر عبد العزيز الخير أم أبو محمد الجولاني؟؟
- لماذا يعشق العلويون التطوع في الجيش؟؟
- نناشد قطر ضبط النفس؟؟؟


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ربيع الحسن - في سورية: هل للمؤيدين حقوق؟