أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ربيع الحسن - لماذا يعشق العلويون التطوع في الجيش؟؟















المزيد.....

لماذا يعشق العلويون التطوع في الجيش؟؟


ربيع الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 4049 - 2013 / 4 / 1 - 10:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


برز اسم العلويين في الإعلام وخاصة منه الوهابي منذ بداية الأزمة السورية وفي كل يوم تقريبا يخرج علينا بعض المعارضين للسلطة الذين كانوا في الأمس القريب من أهم رموز ودعائم الفساد في هذه السلطة لكي يشرحوا للمواطن العربي والسوري بنية النظام الطائفية وكيفية تفكيره وتعاطيه مع الطوائف الأخرى وليتحدثوا عن مكاسب العلويين في ظل النظام وأسباب وقوفهم مع السلطة، باعتبارهم أي هؤلاء المعارضين كانوا في السلطة ويعلمون أكثر من غيرهم بماهية النظام إلى أن "جاءتهم" الثورة وأصبحوا ثوار رغم أنهم بقوا لعقود ضمن السلطة .
ويركزوا دائما في كلامهم عندما يذكروا العلويين، على أن الجيش السوري ذو صبغة طائفية يغلب عليها الطابع العلوي ويفسروا هذا أن ما يسمونه النظام السوري عمل منذ سنوات طويلة على تشجيع وتحريض العلويين للانضمام إلى الجيش لأن النظام كان يدرك أنه سوف يأتي يوم ويثور عليه الشعب ( لاحظ العلويين ليسوا جزءا من هذا الشعب) الذي اضطهده خلال تلك السنوات الطويلة ولن يحميه سوى هذا الجيش المعد سلفا لهذه الغاية ، فإذا نفهم من كلامهم أن العلويين في سورية هم الطائفة المستفيدة من السلطة طوال السنوات الماضية ومن الطبيعي اليوم أن تحارب الشعب المضطهد من قبل السلطة لكي تحافظ على مكتسباتها.
عندما نقوم بخدمة العلم نفكر دائما كيف يستطيع هذا المتطوع في الجيش أن يبقى متحملا تعب الحياة العسكرية وتقييد حريته طوال عمره؟ فمدة الخدمة الإلزامية نجد فيها مشقة وصعوبة فلماذا العلويون يقبلون على هذه الحياة؟
هل يملك الإنسان الفقير ماديا الذي لم يحصل على درجات تؤهله للدارسة في الجامعات السورية هذا بافتراض أن لديه القدرة على تغطية تكاليف الدارسة الجامعية والذي لا يوجد لديه لا حرفة ولا تجارة ولا مهنة يستطيع أن يعيش منها، سوى الالتحاق والتطوع في الجيش رغم الصعاب ومشقة الحياة العسكرية المعروفة في كل دول العالم أملا في مرتب يكاد يغطي مصروفه الشهري لوحده ، فيبقى عدة سنوات يحاول أن يوفر ما أمكن من المال لكي يبني غرفتين ليستطيع الزواج ويبقى يعيش في الدين عدد من السنين بعد الزواج تكلفة هاتين الغرفتين وثم زواجه، أسأل من يقول أن هؤلاء استفادوا من الفساد القائم ومن يصدقهم من الشعب السوري، هل شاهدتم بيوت من يستشهد من هذه الطائفة وأجريتم مقارنة مع البيوت التي تقطنوها، هل سألتم ماذا يعمل والد هذا الشهيد أو ذاك وماهي مهنة أخوات هذا الشهيد أو ذاك هل سألتم عن الخدمات والمشاريع والمصانع والاستثمارات التي خصها النظام للقرى التي قدمت عشرات الشهداء وهي بالكاد تبلغ بضعة آلاف ، فمن المستفيد إذا من الفساد هؤلاء الشهداء وذويهم الذين هم أول من دفع ثمن فسادكم عندما كنتم في السلطة وتقولون أن النظام طائفي وكنتم من أهم بناته ودعائمه، ويدفع الآن ثمن نفاقكم وتحريضكم عندما أصبحتم "ثوار".
أنتم تقفون مع من يدفع أكثر فلا عتب عليكم لكن أعتب على من يصدقكم من أخوتي السوريين الذين يعلمون أين يقطن العلويين في دمشق وفي حلب وغيرها من المدن السورية هل تقبلون أن تعيشوا في هذه الأحياء ، هل جربتم أن تقضوا فيها يوما واحدا لا لشيء سوى لتنعموا بالمكان الرائع وبالمسكن الفخم الذي خصهم به النظام كونهم من العلويين، كيف يمكن أن تعلموا هذا وتصدقوا من كان فاسدا عندما كان مسئولا في الدولة؟
وكيف يمكن أن يترك الإنسان النعيم في حياته المدنية التي يتوفر فيها كل مسببات الرفاهية كما تقولون ويلتحق بالحياة العسكرية هل يعشق الشقاء والتعب؟؟
ثم لماذا نجد أن نسبة المتطوعين من سكان دمشق وحلب وغيرها من المدن السورية منخفضة كثيرا بالمقارنة مع عدد سكان المدينة هل تقدم أحد من المدن السورية يريد التطوع ورفض طلبه؟؟ بالتأكيد لا لكن شباب هذه المدن آخر ما يفكرون به هو التطوع فإن لم يجدوا مكانا في الجامعات السورية الحكومية قد يجدوه في الجامعات الخاصة وإذا لم يعجبهم التعليم كله في القطر لدى البعض الإمكانية للسفر إلى الخارج لمتابعة التعليم، وإذا لم يقتنعوا بالتعليم بشكل كامل أمامهم فرص التجارة والعمل في المصانع والمهن الحرة المتوفرة في المدن وغيرها من الحرف التي تقدم لهم دخلا مقبولا وهم بين أهلهم وذويهم.
وعندما بدأت الأزمة في سورية كثير من الشباب في هذه المدن وفي بعض الأرياف قد توقف عمله أو تضرر بنسبة كبيرة ومنهم في سن الخدمة الإلزامية فوجدناهم يسافرون خارج البلد يبحثون عن مصدر للعيش وينتظرون نتيجة حسم الصراع فيعتبر البعض منهم أن لا دخل له بما يجري والجيش السوري الذي يقاتل أبناؤه تحت كل الظروف في الشتاء وفي الصيف ويبقى أفراده بعيدين عن أهلهم أشهر وربما سنة كاملة يحاربون المتطرفين الذين يريدون إرجاع سورية إلى ماقبل نشوئها والذين هم أخطر على السنة قبل غيرهم من الطوائف، لا يمثل الوطن بل يمثل فقط العلويين في عرف البعض لأن الوطن بالنسبة لهم أن تعيش به وقت السلم والسلام وتهجره مسرعا عندما يتعرض للخطر والدمار وتعود إليه عندما ينتصر هذا الجيش نفسه الذي يصبح بعد الانتصار ممثلا لكل الوطن ، لأن في حال لم ينتصر هذا الجيش فبالتأكيد لن يجدوا وطنا يعودوا إليه.
لماذا بدأت أعمال الخطف والقتل والذبح والتمثيل بالجثث بالعلويين؟ هل هذا عقابا لهم لأنهم رفضوا أن يسيروا في مشروع تقسيم سورية ولم يتخلوا عن وطنيتهم ودفاعهم عن الدولة بغض النظر عن القيادة والحكومة في هذه الدولة التي لم تميز بينهم وبين غيرهم في يوم من الأيام بل عانوا مثل كل فئات الشعب من الإهمال والتقصير لكنهم تحملوا العبء الأكبر بسبب زج اسمهم في الصراع ووتحميلهم مسئولية ما حدث ويحدث في سورية.
واليوم نسمع من يدعو لإقامة مجالس باسم العلويين للتحدث باسمهم ومناقشة أوضاعهم فنسأل كم سيبقى هذا المجلس من الوقت متماسكا حتى ينشق عنه البعض ويشكلوا مجلسا آخر أيضا يتحدث باسم العلويين، الإنسان يتحدث باسم الإنسان الأقرب إليه أخلاقيا فقط وكل تقارب بين شخص وآخر على أساس غير التوافق الأخلاقي هو تقارب مصيره الفشل أما العلاقة الدينية فهي علاقة خاصة بين الفرد ومن يعبده ولا يحق لأي أحد مهما كان قريبا أن يدعي لنفسه التحدث باسم غيره تحت شعار الانتماء الديني ، وليكن الشيخ صالح العلي مرجعا ودليلا لمن يريد في الحياة السياسية وغيرها.



#ربيع_الحسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نناشد قطر ضبط النفس؟؟؟


المزيد.....




- ضربة إيران.. أهم الأسئلة التي بقيت بلا إجابة بعد كشف البنتاغ ...
- ترحيل مصري من الولايات المتحدة بعد إدانته بركل كلب وإلزامه ب ...
- عودة مؤثرة لأسرى الحرب الأوكرانيين بعد الإفراج عنهم ضمن عملي ...
- صواريخُ ومسيّرات.. لغة الحوار بين أوكرانيا وروسيا وترامب يرى ...
- روسيا تعلن التصدي لعشرات المسيّرات الأوكرانية وإصابة صحفي في ...
- سفيرة أميركا لدى روسيا تغادر منصبها في ظل نقاش عن ضبط العلاق ...
- خبراء أميركيون: ما الذي يدفع بعض الدول لامتلاك السلاح النووي ...
- الحكومة الكينية تعتبر المظاهرات محاولة انقلابية وسط انتقاد أ ...
- هكذا وصلت الملكة رانيا والأميرة رجوة إلى البندقية لحضور حفل ...
- شاهد لحظة إنقاذ طفلة علقت في مجاري الصرف الصحي في الصين لساع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ربيع الحسن - لماذا يعشق العلويون التطوع في الجيش؟؟