أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الفتاح المطلبي - طقوس - نص مدور














المزيد.....

طقوس - نص مدور


عبد الفتاح المطلبي

الحوار المتمدن-العدد: 4122 - 2013 / 6 / 13 - 17:12
المحور: الادب والفن
    



طقس القفار
القفارُ ..القفارُ التي نثرتْ رملَـَها فوقَ رأسيَ أخرَجَتِ الآنَ ما ادّخَرَتْ من أفاعٍ ، عقاربَ ، بعضَ السحاليَ قد هالها أن ترى القلبَ يخفق بالحبّ ، لا زالَ يعشقُ صنع الأمانيَ يَبرعُ في الدندناتِ ويفرحُ حينَ تصافحُ عيناه وردَ الصباحِ ، القفارُ القفارُ التي وَرَثتْ أنجمي ، كبلتـْها بما فاضَ من رملها فآوت إلى الحلمِ مشغوفةً بالسماء، السماواتُ تبعدُ عن أنجمي وهي تأفلُ عزلاء مثل الفرائسَ بين نيوب الذئاب ، القفارُ القفارُ استباحتْ نجوميَ شالتْ عليها عصا الريح قائلةً ذا قطيعي وما سَلكَتْ غابة ً بكرَ لا عبَرَتْ شسعَ أرباعِها الخالياتْ ، فمن أي سافيةٍ تحتمي أنجمي ومن أي بيدٍ ستنجو ، أراهنّ بالقلبِ أني رأيت الذي لا يُرى وهنّ سبايا ونخاسهنّ الطويلُ كما الدهر لا يرعوي ، عرضتُ عليه فؤاديَ و النبضَ أثمانها فلوى عنقـَه وهشّ عليهن والريحُ تمنحه سيفـَها والقفارُ تؤازرُه والمصيرُ الغبارُ، القفارُ القفارُ لو أنني أستطيع لأركبتها سكّة البحر حتى ثؤوب إلى رشدها فتفكّ وثاقَ النجوم، ثم يشربها الموجُ ، كثبانَها والدعاصَ، السيوفَ التي صدأت و الرؤوسَ الرديئةِ مثل رؤوسِ المساميرِ تستنجدُ الطرْقَ من فوقـِها كي تسير، القفارُ القفارُ يا سادتي هي كل معضلتي هي عاري الذي لا يزال يجاهرُ بي وهي كلّ عيوبي ، متى يدفق السيلُ يجرفـُها فتطير النجومُ ،تنفضُ هذا الغبار عائدةً للسماء.
طقس النسر
أيها النَسْرُ مالجناحيكَ لمْ يخفِقا ، ألهذا خُلقتَ تجثمُ في عزلةِ الوكرِ تأكلُ بيضة َ أُنثاك وهي نـَزورٌ وهذي البُغاثُ تطيرُ بأقصى جناح ٍ لها غير هيّابةٍ وهي تعلمُ أنك قد وهنَ الريشُ فيكَ وشُلَّ الجناحُ ، قريباً ستجرأ هذي البُغاثُ على الطيران إلى قُلّة النيقِ تنقرُ عينيك مستنسرٌ بعضُها و الفضاءُ مباحٌ لها لا ترى فيه من جارحٍ أو عُقابٍ وهذا الدجاجُ يطير ، الزرازير قد حلقت فمتى أيها النسر يخفقُ هذا الجناح ليعرفَ كلٌّ مداه ، أطابَ لك الوكر أم أننا واهمون وإنكَ ما طِرْتَ نحو سماء و إن حكايات مجدك أكذوبةٌ روجتها الخسارات تلو الخسارات أو بثـَها شجنُ الموتِ حينَ توالتْ خيولُ التتارِ السلاجقةُ الرومُ والإنكشارُ و بعدهمُ الإنجليزُ ثم جيوش الولايات متحدٌ شرها فجاست على عجلٍ في الديار ( الملوكُ إذا دخلوا قرية ً) أهلكوها فآضت قفارا.
طقس المرايا
أنا لا أراني هنا ولستُ أرى للذين معي شاخصاً وما نحنُ إلا مخايلَ قد أدمنتها المرايا ، المرايا هلامية الشكلِ مثل(الأميبا) و كلٌّ لها غابةٌ من عيون وتلك التي نحنُ منعكسون على سطحها ترانا وتحصي على المرء أنفاسَه وترسم فوق الشفاهِ ابتسامات ودٍّ و حينَ نُديرُ لها الظهرَ من علّةٍ في الرؤوس ومن تـَعَبٍ في النفوس تطعننا في الظهورِ سكاكينها مشرعاتٌ وتقطر من دمنا تبادلنا الشك توهمنا أننا الوهم تجلدُنا خلسةً وتدوس على القلبِ لا هيةً بالضمائر توكلها تارةً بصفيح ٍ يضجّ و أخرى توكِّـلـُها بالرمادِ ، متى يبزغُ الحبّ ، من جسد الليل ، متى يهطلُ العشق من غَيمهِ وتدورُ الدوائرُ ،ننظرُ خلفَ المرايا ، نرى ليلها السرمدي ، نشاهدُ كيفَ تموتُ البدورُ، ومن ثمَّ نُبصِرُ ما حولنا من فخاخٍ و نهرعُ للشمسِ نتبعُ ما خلّفتْ من شعاعٍ، ونكسرُ تلكَ المرايا و نعلنُ للناس أوزارها و إن خديعتها لم تعد تنطلي وإن الحقيقة كالمطرِ الحرّ ِإذ تنهمرْ.



#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخندق الأخير - قصة قصيرة
- بان كي مون
- زمن ميّت- قصة قصيرة
- الطين
- ثلاجة الموتى- قصة قصيرة
- ليلة القبض على المدينة- قصة قصيرة
- قلبي على وطني -نص مدور
- شطرنج - قصة قصيرة
- حلول
- مقهى بوحي
- سُبل مقفلة
- جُنَّ خيطُ الريح
- أعداء المثقف أعداء الثقافة
- الأقزام- قصة قصيرة
- أنابيب فارغة-قصة قصيرة
- حكاية- قصة قصيرة
- قابيل- تهويمات
- ثمن الحرية البخس
- أمانٍ عاريات
- وادي السلام


المزيد.....




- تعاون جديد بين دمشق وأنقرة عنوانه -اللغة التركية-
- -ليلة السكاكين- للكاتب والمخرج عروة المقداد: تغذية الأسطورة ...
- بابا كريستوفر والعم سام
- ميغان ماركل تعود إلى التمثيل بعدغياب 8 سنوات
- بمناسبة مرور 100 عام على ميلاده.. مهرجان الأقصر للسينما الأف ...
- دراسة علمية: زيارة المتاحف تقلل الكورتيزول وتحسن الصحة النفس ...
- على مدى 5 سنوات.. لماذا زيّن فنان طائرة نفاثة بـ35 مليون خرز ...
- راما دوجي.. الفنانة السورية الأميركية زوجة زهران ممداني
- الجزائر: تتويج الفيلم العراقي -أناشيد آدم- للمخرج عدي رشيد ف ...
- بريندان فريزر وريتشل قد يجتمعان مجددًا في فيلم -The Mummy 4- ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الفتاح المطلبي - طقوس - نص مدور