أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مناف البصري - العائلة وبناء دكتاتورية الفرد














المزيد.....

العائلة وبناء دكتاتورية الفرد


مناف البصري

الحوار المتمدن-العدد: 4122 - 2013 / 6 / 13 - 00:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كنت اقضي طوال وقت فراغي مع ابناء الجيران لنلعب ونتبادل الحكايا و القصص لم تختلف عائلة جيراني عن باقي العوائل في شئ كنت اكره ابوهم كثيرا لان حضوره للمنزل كان يعني نهاية اللعب ، كان والدهم مرعب جدا ضخم الجثة و اصلع الرأس صاحب شارب ضخم ولا يبتسم ابداً كنت اخاف منه كما يخاف منه اولاده كان حضوره يعني الرعب والرهبة .. لم يكن هذا حال اولاد هذا الرجل فقط و انما كان هذا حال اغلب اولاد الحي فهم يرتعبون من الاب دون مبرر حتى و ان لم يرتكبوا اي خطأ .
لم اكن اعلم لماذا يهابون اباءهم لهذا الحد الجنوني و يرتجفون لدى رؤيته فقد كانت عائلتي تختلف تماما .. اما اليوم فقد فهمت المشكلة يبدو ان اغلب العوائل العراقية و العربية عموما تصنع الرعب في نفوس الاطفال من اباءهم وذلك من خلال العقوبات التي ما انزل الله بها من سلطان في اقل زلة من الطفل .. كل شئ في العائلة العربية و العراقية يقود الى الدكتاتورية فليس من حق احد ابداء رأيه ولا النقاش مع الاب ولا حتى التقرب منه .
هذا الرعب يستمر مع الطفل حين دخول المدرسة ، فالمعلم المتخرج من عائلة كهذه يحاول فرض دكتاتوريته على الصف فيستعمل نفس طريقة الترهيب التي مارسها ابوه عليه ليقلل من الحنق الذي بقلبه تجاه والده فهو سيبقى مريض نفسيا من اثر ما مورس ضده من ترهيب في الطفولة .
لازلت اذكر ان الكبار من الاقارب كانوا يحكون لنا عن الاخلاق ايام زمان ويمتدحون ذلك الزمن وغالبا ما يقصون قصة المعلم حيث يحكون انهم في ذلك الزمن كانوا يهربون ما ان يروا المعلم من بعيد و يتركون اللعب وان رأهم يوما على قارعة الطريق وهم يلعبون فأن عقابهم عسير في اليوم التالي .. لا اعرف وجه الخلق و الاخلاق من ذلك هل بث الرعب في نفس الطفل من حسن الاخلاق !!!
وقصة اخرى حول اسطوات البناء ايام زمان حيث كانوا يروون ان الاسطه كان مرعبا للعمال فأذا تأخر العامل في اعطاءه مواد البناء فأنه ما ان يستلمها حتى يرميها على العامل غير مبالي بما قد يصيب العامل المسكين .. لا اعرف اين هي الاخلاق التي يملكها ذلك الرجل الذي لازالوا يمتدحوه

الحديث عن التعامل مع الاطفال في العائلة العراقية و العربية يثير الشجون ، فالبيت هو مصنع الدكتاتوريات ، طفل يتخرج من تحت يد اب دكتاتور ، يكبر فيكون مضطرب نفسيا ويحاول ممارسة ما عاناه في طفولته على عائلته و اطفاله او على موظفيه او عماله في العمل ماهو حال المجتمع الذي يبنى بهذه الطريقة يا ترى ؟؟؟

النتيجة هو المجتمع الذي نعيش فيه اليوم مصانع صغيرة للدكاتوريات يحكمها الاب فتكبرالدكتاتورية لتجمع مجموعة عوائل فيحكمها شيخ العشيرة و تكبر لتكون طائفة فيحكمها رجل الدين و تكبر فتحكمها المرجعية الدينية و هكذا تكبر و تكبر حتى تصل الى ادارة الدولة العليا .
يبدو يقينا ان المجتمع لن يتغير ما لم تتغير العائلة نفسها فهي اللبنة الاولى في بناء المجتمعات ، اليوم العائلة العراقية خاصة و العربية عموما تحتاج الى التثقيف في طريقة التعامل مع العائلة و الاطفال و المعلم بحاجة الى الرقابة و التوعية في طريقة التعامل وبالتدريج حتى تصل التوعية و التثقيف بهذا المجال الى كل افراد المجتمع وبذلك يمكن ان يتكون بعد عشرات السنوات وتبدل الاجيال مجتمع نموذجي قادر على فهم المعنى الحقيقي للديمقراطية و يستوعب التعامل بعيدا عن التفرد و الدكتاتورية.



#مناف_البصري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية بالعراقي
- بيت الشيخ اصبح شاذا
- تناقض التعامل مع المرأة في المجتمع العراقي


المزيد.....




- -لا تُنسى-.. سعد لمجرد يحتفي بأصداء حفله الجماهيري في المغرب ...
- بسبب الوضع في غزة.. مظاهرة في بروكسل للمطالبة بوقف اتفاقية ا ...
- طهران في مرمى العقوبات مجددًا.. مهلة أوروبية أخيرة لإنقاذ ال ...
- فرنسا: بايرو.. إجراءات بالجملة لتقليص الدين
- السويداء: من يقف وراء الاشتباكات وماهي الأسباب؟
- بلجيكا: مدينة بروج تتخذ إجراءات لمواجهة ظاهرة -السياحة المفر ...
- خبيران: التطهير بالضفة يستدعي محاكمة سموتريتش كمجرم حرب
- القسام تعلن استهداف ناقلة جند من طراز -نمر- شمال خان يونس
- تركي آل الشيخ يكشف عن مفاجأة في موسم الرياض المقبل
- اشتباكات السويداء.. بيان رئاسي بمحاسبة -من يثبت تجاوزه مهما ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مناف البصري - العائلة وبناء دكتاتورية الفرد