أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - مناف البصري - تناقض التعامل مع المرأة في المجتمع العراقي














المزيد.....

تناقض التعامل مع المرأة في المجتمع العراقي


مناف البصري

الحوار المتمدن-العدد: 3401 - 2011 / 6 / 19 - 22:43
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    



لا يختلف اثنان في ان المجتمع العراقي والعربي بشكل عام يتعامل مع النساء بتناقض واضح ففي العائلة الواحدة هناك انواع من طرق التعامل مع نساء العائلة وهذا ليس بغريب على مجتمع تتعدد فيه الثقافات ، فما ان يتكلم احد سكان ارياف جنوب العراق عن زوجته حتى يقول بلهجتنا العامية ( تكرم المرة ) كما لو كانت تلك المرأة حيوانا او شيئا نجسا وليست اما لاطفاله وتلك المطيعة التي لا ترفض له طلبا ما ان يدخل المنزل ، اما عندما يود احدهم نقل زوجته الى مكان ما فيركب الرجال داخل السيارة اما النساء فيركبون في المكان الخاص بالتحميل الخلفي لسيارة (البيك اب ) ، وهناك عادات غريبة اخرى تمارس على النساء في مناطق ارياف جنوب العراق ففي يوم الزواج وحال دخول الرجل على زوجته بعد اجراءات الزفاف و العرس حتى ينقض عليها بالضرب وهي عادة يمارسها حتى الخريجين و المثقفين منهم بحجة العادات و التقاليد التي تفضي الى ان هذه العادة هي عبارة عن تأديب للمرأة و جعلها تطيع الاوامر طوال العمر فهذه الطريقة في التعامل تدل على نوع التعصب الجنسي والدكتاتورية الذكورية التي يمارسها الرجال على النساء في تلك المناطق ، والغريب بالموضوع انه في ذات العوائل التي تتعامل مع المرأة بهذه الطريقة فهم يجلون ويمجدون تلك السيدة الكبيرة الطاعنة في السن والتي تملك من الحكمة و خبرة الحياة ما لايمتلكون الا و هي امهم فهي تعتبر القائد العام للاسرة والتي لا يمكن لاوامرها ان تعصى .
قد لا يتبادر الى ذهن البعض ان البدو الرحل الذين يعيشون في اغلب مناطق العراق الصحراوية يعتمدون على المرأة في جلب الرزق ورعي الماشية والعناية بها و جلب الماء والطبخ وكافة متطلبات الحياة اما الرجال فهم يجلسون في دواوينهم ويستمعون الى اقاصيص بعضهم البعض ويشربون قهوتهم العربية ( الاصيلة ) .
ان تشابك سكان الريف و المدينة في المدن الرئيسية كبغداد و البصرة و الموصل ادى الى دخول الكثير من عادات الريف الى المدينة واندماجها بشكل سريع في المدنية فلازلن النساء ذات الاصول الريفية من المناطق الفقيرة يخرجن منذ الفجر للعمل وجلب الرزق للعائلة وهذه الاعمال مختلفة كبيع اللبن و الاجبان و الاسماك وبيع الخضروات و البحث في القمامة و شراء وبيع الاجهزة و الاثاث المنزلي القديم ، اما من استطاع من سكان الريف من التمدن فتمدن في بعض النواحي فقط من الملابس و السيارات و طريقة التعامل ولكنه لا يتقبل دخول ابنته او اخته الى الجامعة و الاختلاط بالرجال فيعتبر هذا عارا عليه وغالبا ما يجبرون نساء العائلة على ترك الدراسة ما ان تتعلم القراءة و الكتابة ، بعض سكان المدن اخذوا عادات المهاجرين من الريف الى المدينة و باتوا يمنعون النساء من التعلم و الوصول الى الجامعات و هذه هي السلبية التي جاء بها سكان الريف الى المدن .
وبقي سكان المدن الاصليين يحاولون التوازن في التعامل مع المرأة من حيث منح النساء الفرصة للتعلم والدخول الى مضمار العمل ولكن بقيت بعض العادات المجتمعية التي تجبر النساء على البقاء في المنزل للعناية بالاطفال و الامور المنزلية بدلا من العمل بشهادتها التي اكتسبتها بعد جهود سنين مضنية وهذه الثقافة البالية هي ما توقف النساء عن خدمة الوطن خارج نطاق العائلة.
ان المتمدنين حديثا لم يتمكنوا من استيعاب ماهية التمدن و الاندماج بالحياة المدنية ولم يتمكنوا من استنتاج ان المرأة انسانة تستحق كل التقدير ومن حقها ان تنطلق بحياتها كما ينطلق الرجال ويدخلن مضمار العمل والانتاج بدلا من ترك نصف المجتمع راقدا بالمنازل يطبخ ( التمن و المرق ) .
مشكلة ترييف المدن ( اي تغير افكار سكان المدن لافكار سكان الريف) لن يتم حلها ما لم يتم التركيز على تثقيف المجتمع و النهوض به من ناحية ثقافية فتطوير المجتمعات ينطلق من التثقيف عبر وسائل الاعلام المختلفة و تطوير قطاع الشباب والتشجيع على دمج النساء في المجتمع وجعلهن ينخرطن في مجال العمل .



#مناف_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- محكمة في نيويورك تسقط حكما يدين المنتج السينمائي هارفي واينس ...
- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - مناف البصري - تناقض التعامل مع المرأة في المجتمع العراقي