طراطيرُ.. الله ..و الإسلام

عدلي جندي

الحوار المتمدن-العدد: 4121 - 2013 / 6 / 12 - 00:43
المحور: المجتمع المدني
    

الطُّرْطُورُ - طُرْطُورُ :
الطُّرْطُورُ : الدَّقيقُ الطويلُ .
و الطُّرْطُورُ القَلَنْسُوَةُ الطويلة الدَّقيقةُ الرَّأْسِ .
و الطُّرْطُورُ الوغْدُ الضَّعيفُ . والجمع : طراطيرُ .
[ ط ر ط ر ]. " رَجُلٌ طَرْطُورٌ " : تَافِهٌ ، ضَعِيفٌ ، مَنْ لاَ قِيمَةَ لَهُ .
المعجم: الغني
الطرطور- شخص ضعيف لا يملك اتّخاذ القرارات " كان طُرطورًا في المجلس ، - صار طُرطُورًا بعد وفاة والده ".
المعجم: اللغة العربية المعاصر
رجل الدين عامة والإسلامي علي وجه الخصوص ينطبق عليهم وصف طرطور الإله ....الطرطور لا يمكنه أن يفكر ويقرر ويقارن ويقتنع هو فقط طرطور .....( الله ) أو الإله والله ثابت والتغير هو سمة الحياة والحياة فكر وبحث وتجديد ..
عندما يفكر مسلم ما في أمر غريب من أمور شريعة الله أو غرائب إله الإسلام في زمن الأزمات السكنية والإقتصادية أو الحقوقية ومساواة وحرية المرأة .. - مثلا تعدد الزوجات - ينبري طرطور الله ليذكر ما إنزله له الله دون وعي أو دراية أن اليوم لن يكون ذاته هو نفسه الغد ولذا الأمس يختلف كثيرا كثيرا عن اليوم ويعتبر شذوذ مقارنته بما يحمله الغد ...مثال هل يتوافق كلام ..وإنكحوا ما طاب لكم مثني وثلاث و....ألخ .. مع ظروف اليوم ومعاهداته وقوانينه فما بالنا بما يحمله الغد من تغيير ؟
طراطير الله في بلاد خير أمة أخرجت للناس اليوم لا تشعر بفعل وتأثير الزمن وتعتقد أن كلام وتصرفات وأمور وأحاديث قيلت منذ أكثر من 1400 عام هي أمور لا يطالها التغيير ولا تشيخ أو تهرم أو تفقد صلاحيتها ليس لأن هذة الأقوال والأحاديث والتصرفات في حقيقة الأمر صالحة لكل زمان ومكان وتحمل ما بين ثناياها كل الحلول والوسائل والدراسات المهمة واللازمة بل لأن من يقوم بالحديث نيابة عن الإله هو عبارة عن طرطور للإله لا عمل أو فكر أو مسئولية يتحملها سوي أنه مجرد طرطور ..
في حوار مع مسلم يحلم ويعتقد في نجاح ثورة 30 يونيو قلت له لا تحلم كثيرا أن مصر ستتغير بمجرد هزيمة الأخوان وخروجهم من السلطة طالما هناك مادة في دستور مصر - المادة الثانية - والتي كانت من أهم أسباب وصول الأخوان المسلمين إلي كراسي الحكم في الألفية الثالثة رغما عن تعاطف الشعب معهم سابقا وقلت له السبب كان "الإسلام دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع وبطريقها تمكن الأخوان والجماعات السلفية من السيطرة علي كل مفاصل دولة مصر دون الحاجة إلي قيام ثورة ..إنتشرت الزوايا في كل أماكن العمل وصارت مواعيد الصلاة أهم كثيرا من إنهاء مصالح الشركات و الجماهير صار الحجاب والنقاب ضرورة إيمانية وصرخ طراطير الله في كل مناسبة ودون مناسبة أن الله غاضب علي الشعوب الإسلامية لأنها تخالف شرع الله وتمت مطاردة كل من حاول خلع طرطور الله عن رءوس شعوب خير أمة وخاصة المصريين...
كل مافي الأمر في 25 يناير 2011 كانت مجرد هوجة تبادل للكراسي بدلا من حامي حمي شيوخ و طرطير الله رئيس صار الطرطور الأعظم وجماعته هم أصحاب النهي والأمر ...
لن تتغير كثيرا مصر طالما هناك المادة الثانية في دستورها تحمي للطراطير هيبتها ومكانتها وقداستها ...طراطير الله يا قوم لا تملك مقومات التغيير ..طراطير الله يا قوم لا تعرف التغيير والتوافق مع الحاضر أو تؤمّن لمصر والشعوب الإسلامية عامة مستقبل مقبول ..طرطير الله يا قوم يمتلكون فقط حناجر وإبتهالات وصلوات ...طراطير الله يا سادة له مبتهلون وبآياته معتقدون ومن حمي طرطوره يتكسبون ....الطراطير لا يؤمنون بآخر ما توصل إليه العلم من دراسات أو أبحاث أو محاولات للخروج من هيمنة الطرطور ..الطرطور ..يردد دون تفكير أقوال حفظها عن ظهر قلب ويحاول بشتي الطرق معادلتها بما يصل إليه العقل الحر ..هو مجرد طرطور لا أكثر ولا أقل ..
إخلعوا عنكم طراطير الله تصحو وتتوثب عقولكم لتحلق في سموات الفكر والنور والحب والعمل الجدي دون تواكل ..طراطير الله يا سادة يريدون لكم أن تصيروا طراطيرا لهم ألا تعقلون ...
ثورة ثورة علي كل الطراطير وكل من يريد أن يضيف إلي دستورنا مادة تفرض علينا الخنوع والإستسلام إلي قانون وشرع ثقافة الطراطير .

#عدلي_جندي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل