أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بهيجة حسين - محمود مرسي حافظ كتاب الوطن














المزيد.....

محمود مرسي حافظ كتاب الوطن


بهيجة حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4115 - 2013 / 6 / 6 - 14:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنا معه في بيته منذ أيام، كنا مع استاذنا ورفيقنا محمود مرسي عاشق الوطن المناضل منذ أربعينيات القرن الماضي من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.

كنا مع عمنا العامل المناضل الذي سار بقوة في الطريق الصعب، الطريق الذي سار فيه ومهده للأجيال المتعاقبة هو ورفاق دربه وجيله. قضي أجمل سنوات عمره في السجون، متهما بعشق الوطن، وبانحيازه للفقراء والكادحين والعمال والفلاحين. انضم للحركة الشيوعية في اربعينيات القرن الماضي، ولم يبرح انتماءه لليسار دافعا الاثمان الباهظة التي كان إن استعدنا معه ذكراها يبتسم قائلا : «كان لازم ندفع ثمن الحرية اللي بنحلم بيها و لازم نعرف أن اليسار هو العدو الوحيد والأساسي للأنظمة المستبدة والفاشية الرأسمالية».

كنت معه منذ أيام في بيته ومعنا صلاح عدلي والزميل والصديق العزيز حسن أحمد الذي اتوجه له بعزاء خاص لمعرفتي بخصوصية العلاقة بينهما ولإدراكي لحجم قسوة أن يفقد من كان له أبا ومعلما ورفيق درب الكفاح في صفوف حزب التجمع.

ومن مقر حزب التجمع بالفيوم اطلق طاقته وايمانه بأن الفكر والانحياز لابد أن يتجسدا عملا فكانت فصول محو الأمية التي اغلقتها مباحث أمن الدولة وقبل إغلاقها تخرج فيها العشرات خاصة من النساء اللواتي وصلن إلي الجامعة، في حجرة ضيقة اتسعت بحجم الكون وبنور واتساع العقل والمعرفة أضاءت المكتبة وندوات الشعر والأدب والاقتصاد والسياسة والفلسفة.

وفي لقائنا الأخير معه في بيته البسيط الدافئ ابديت اندهاشي المتكرر : «كل دي كتب يا استاذ محمود عمال تزود في الكتب البيت معدش فيه مكان».

فيرد نفس الرد وكأننا معا نستعيد رحلة عمره: «ده اللي تبقي من الكتب اللي أنا قرأتها وكانت عندي ، ياما الأمن أخذ كتب بالمئات في كل مرة يهاجم البيت ويعتقلني».

كان الأمن يأخذ كتبه لكن الكتاب الوحيد الذي لا يقدر أحد علي الاقتراب منه والذي بقي مع محمود مرسي وهو ميراثنا الشرعي هو كتاب عشق الوطن.

لن أقول لرفاقة وزملائه من كتيبة مناضلي اليسار المصري، ولن أقول لرفاقه من أبناء جيله، ولرفاقه من الاجيال التي تسير علي طريقه، والتي تواصل النضال من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، ولن أقول لابنته المهندسة «أمل» «البقية في حياتكم» سوف أقول لنا جميعا «البركة فيكم».

الطريق شاق وطويل وقوي الظلام والاستبداد والاستغلال تخوض المعركة بضراوة ضد كل نقطة ضوء في هذا البلد، الطريق طويل وشاق وعهد علينا أن نواصل السير علي دروب معلمينا ورفاقنا الذين تعلمنا منهم وشاركناهم كتابة حروف الوطن كما نحلم به ونستحقه.



#بهيجة_حسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عين حورس .. أعيد على اصحابي
- ملفات الفساد لها عناوين
- كرامة الجامعة
- هم الأولي بالكمبيوتر
- مجرد أسئلة
- مستشفى الشاطبى
- الحكومة في المحاكم
- ضحايا التعذيب
- حتى مياه الشرب
- عصاية الأيس كريم
- حق «بانسيه» في العلاج
- إنهم يقتلون الحياة
- رسالة أخيرة
- طريق الآلام إلى بغداد
- مصر الطاردة لاهلها


المزيد.....




- خبير يقدر تكلفة تعطل خدمات أمازون وسط انقطاعات واسعة حول الع ...
- -ضيعتني-.. تامر حسني يدعم ماس ابنة الراحل محمد رحيم في أغنيت ...
- إسرائيل تجدّد غاراتها على جنوب لبنان.. وبرّي يعلن سقوط مقترح ...
- الأطباء يحذرون: غياب الشباب عن التجارب السريرية قد يعرّضهم ل ...
- السودان: قوات الدعم السريع تستهدف مدينة الأبيض ونزوح جماعي م ...
- وداع رسمي وشعبي لمفتي إثيوبيا الراحل الحاج عمر إدريس
- اتهام كابتن يمني بخطف أربع طائرات يشعل المنصات
- الأنفاق السرية للنازية.. سياحة في قلب تاريخ مظلم
- هل تعيد نتائج الانتخابات في قبرص الشمالية مسار الحل الاتحادي ...
- تدابير مفيدة لمواجهة تصيد البيانات


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بهيجة حسين - محمود مرسي حافظ كتاب الوطن