أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - بهيجة حسين - حتى مياه الشرب














المزيد.....

حتى مياه الشرب


بهيجة حسين

الحوار المتمدن-العدد: 874 - 2004 / 6 / 24 - 07:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لن نطرح أسئلة نعرف إجاباتها مقدما فليس من المقبول أن نسأل عما تريده منا السياسات التي تحكمنا، ولا أن نسأل إلي أي طريق مظلم تسير بنا.

فنحن نعرف أنها سياسات صناعة الفقر في مصر وصناعة الفشل، وأنها لن تتوقف عند حد، حتي تلتهم جلودنا وعظامنا0 فهي سياسات تسدد فواتير فشلها في إدارة البلاد من لحمنا الحي0

وكان آخر تجلياتها صدور قرار بتحويل الهيئة العامة لمرفق المياه والصرف الصحي إلي شركة قابضة، وتحويل هيئة عامة بهذه الأهمية والحيوية إلي شركة قابضة يعني خضوعها لمعايير الربح والخسارة، وتهدف إلي تحقيق «أعلي ربح ممكن في أقل وقت ممكن»0

كما يعني رفع أي رقابة شعبية علي أسعارها، وإطلاق يد إدارة الشركة في رفع الأسعار كيفما تشاء، ووقتما تشاء0 وببساطة ستتحكم الشركة في قطرة المياه التي نشربها وفقا لآليات الاحتكار ، كما ستضيف إلي سعر المياه، فاتورة استخدامنا للصرف الصحي0

إن تحويل الهيئة العامة لمياه الشرب إلي شركة قابضة يأتي في إطار سياسات الحكم التي رفعت يدها عن كل الخدمات الأساسية التي نص الدستور علي تقديمها للمواطنين بداية بالعلاج وليس نهاية بالتعليم، والإسكان وقطرة مياه االشرب الآتية إلينا من «نيل أجدادنا»، وليس من «نيل الحزب الوطني ورياداته الحاكمة»0

وقد بررت الحكومة الخائبة تحويل الهيئة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي إلي شركة قابضة بأنها تحقق خسائر كبيرة، وللرد علي تبريرهم نقول إن المياه النقية خدمة، وهي حق في الأساس تكفله الدولة ولا يخضع للربح والخسارة ، وإذا كانت هناك خسائر فهي ناتجة عن فشل الإدارة، فالخسائر تأتي من حجم الإهدار للمياه بسبب تهالك شبكات المياه، وبسبب ديون الجهات الحكومية والسيادية التي وصلت لأكثر من 400 مليون جنيه عن استهلاك هذه الجهات للمياه «سفلقة»، وبدون أن تدفع حسابها، وبالتأكيد هناك أسباب أخري كثيرة ليس مجالها الآن0

ولأن كوب قهر السياسات الحاكمة لنا امتلأ وفاض، حتي وصل لحقوقنا الدستورية التي تدخل في صلب حقوق المواطنة، فقد قام مركز الأرض لحقوق الإنسان بالطعن بعدم دستورية القرار أمام محكمة القضاء الإداري، وطالبوا المركز بإحالته إلي المحكمة الدستورية العليا0

وقد استند مركز الأرض في طعنه إلي نصوص الدستور التي تؤكد «أن توفير جميع الخدمات اللازمة لحياة المواطنين، وحماية تلك الحياة تقع علي عاتق الدولة»0

كما حذرت عريضة الدعوي من أن يكون القرار إ جراء تمهيديا لخصخصة مرفق مياه الشرب والصرف الصحي، ببيعه للقطاع الخاص0 خاصة وأن تاريخ هذه السياسات معنا شديد السواد، فهي السياسات التي حولت معظم الهيئات العامة والحيوية والمهمة إلي شركات قابضة، ثم باعت بعضها بالقطعة، وتنذر ببيع ما تبقي، حتي أننا لن نفاجأ ببيع التراب الذي نسير عليه، ولا الهواء الذي نتنفسه، وهذا هو طريق المفلسين دائما الذين يتحتم علينا مواجهتهم، دفاعاً عن حقوقنا بكل الطرق، ومنها ما قام به مركز الأرض باللجوء إلي القضاء0



#بهيجة_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصاية الأيس كريم
- حق «بانسيه» في العلاج
- إنهم يقتلون الحياة
- رسالة أخيرة
- طريق الآلام إلى بغداد
- مصر الطاردة لاهلها


المزيد.....




- مسؤول: أوكرانيا تشن هجمات ليلية بطائرات دون طيار على مصفاة ن ...
- -منزل المجيء الثاني للمسيح- ألوانه زاهية ومشرقة بحسب -النبي ...
- عارضة الأزياء جيزيل بوندشين تنهار بالبكاء أثناء توقيف ضابط ش ...
- بلدة يابانية تضع حاجزا أمام السياح الراغبين بالتقاط السيلفي ...
- ما هو صوت -الزنّانة- الذي لا يُفارق سماء غزة، وما علاقته بال ...
- شاهد: فيديو يُظهر توجيه طائرات هجومية روسية بمساعدة مراقبين ...
- بلومبرغ: المملكة العربية السعودية تستعد لعقد اجتماع لمناقشة ...
- اللجنة الأولمبية تؤكد مشاركة رياضيين فلسطينيين في الأولمبياد ...
- إيران تنوي الإفراج عن طاقم سفينة تحتجزها مرتبطة بإسرائيل
- فك لغز -لعنة- الفرعون توت عنخ آمون


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - بهيجة حسين - حتى مياه الشرب