أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - برهان غليون - حتى لا يكون مؤتمر جنيف للسلام دافعا لتأجيح الصراع وإدامة الحرب














المزيد.....

حتى لا يكون مؤتمر جنيف للسلام دافعا لتأجيح الصراع وإدامة الحرب


برهان غليون

الحوار المتمدن-العدد: 4111 - 2013 / 6 / 2 - 08:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



ليس هناك أحد لديه مصلحة في التوصل إلى حل سياسي يوقف نزيف الدم مثل الشعب السوري الذي يتعرض لعدوان مستمر منذ سنتين ونصف، من قبل النظام، واليوم من قبل الميليشيات الطائفية الحاقدة التي تتداعى عليه من كل مكان لتحرمه من حقه في الحرية والكرامة والحياة. لكن بعد سنتين ونصف من التضحيات وأكثر من مئة ألف شهيد ومئات ألوف الجرحى والمعتقلين في سجون أسوا من سجون الاحتلال، وملايين المشردين والمهجرين والنازحين، لا يجوز التفريط بدماء الشهداء وتضحيات الشعب، والمغامرة من دون ضمانات .

سنكون أول الذاهبين إلى أي مؤتمر سلام عندما نتاكد من أنه سيوقف القتل والتدمير، ويقود إلى هدف الشعب المنشود وتطمينه على حقوقه ومستقبل بلده وابنائه. وإذا كنا نعتقد أن الصيغة التي توصل إليها الروس والامريكيون لا تلبي مطالب الشعب ولا توصله إلى أهدافه في الخلاص من نظام القتل والجريمة والارهاب، وبناء النظام الديمقراطي الذي يختاره بمحض إرادته، فلا ينبغي أن نتردد في المطالبة بتعديلها حتى نضمن مصالح الشعب السوري. فهي ليست مقدسة ولا يحق لأحد أن يقرر مصير الشعب السوري من دون استشارته. اتفاق الروس والأمريكيين يعكس وجهات نظرهم، ويستجيب لمصالحهم القومية المتبادلة، لكن للشعب السوري أيضا مصالحه وله الحق في أن يكون شريكا في تقرير مسار الحل السياسي وفي التأكد من صدق نوايا الأطراف والمطالبة بضمانات حقيقية حتى لا ينقلب مؤتمر السلام إلى فخ ويحرم الشعب من الوصول إلى الهدف المنشود.

والحال أن ما حصل منذ الإعلان عن الاتفاق الروسي الأمريكي لا يطمئن ولا يوحي بالثقة. فقد رافق هذا الإعلان أربع أمور تثير الريبة والشك في نية الأطراف الأخرى. أولها إطلاق النظام، بدعم كامل من قبل الحكومة الروسية وايران، لأوسع هجوم عسكري على مواقع الثوار لتعديل ميزان القوى وتسجيل نقاط تسمح له بفرض شروطه عمليا. وثانيها إعلان روسيا عن نيتها بتسليم منظومة صواريخ اس ٣٠٠ المتطورة، ثم دفعة طائرات مقاتلة جديدة من نوع ميغ ٢٩ لتعزيز قدرة النظام على متابعة حرب تدمير المدن وتعقب الثوار وملاحقتهم في مواقعهم، وثالثا الانخراط الواسع لحزب الله وبقية الميليشيات الشيعية في كل المنطقة في الحرب، بمباركة موسكو. وأخيرا الخطاب الصلف لراس النظام الذي قوض مفهوم جنيف ٢ نفسه، عندما أصر على أن يبقى قائدا للجيش والقوى الأمنية، وأن يخضع أي اتفاق إلى استفتاء "شعبي" أي مخابراتي، وأهان شعبه عندما رفض ان يتحاور مع المعارضة وقال إنه ذاهب إلى جنيف للحوار مع الدول الاجنبية التي اعتبرها هي المفاوض الوحيد الذي لديه اعتبار عنده. كل ذلك لا يشير على أن هناك إرادة حقيقية للسلام، وإنما توظيف لمؤتمر السلام في الحرب الدموية.

ليس هناك أي مبرر للدخول في مفاوضات إذا لم يكن الهدف منها بوضوح كامل الانتقال نحو نظام ينهي تماما حقبة عائلة الاسد السوداء، وبأسرع وقت، وبخطى واضحة وسقف زمني محدد. ولا يمكن الدفاع عنها إذا لم تترافق بوقف العنف والقتل والدمار وإطلاق سراح المعتقلين،وعودة المهجرين والنازحين إلى بيوتهم، أو كانت سببا في تأجيج الحرب وتكثيف الدعم الروسي والايراني للنظام للقضاء على الثورة أو الاستمرار في معاملة أبطالها .

السوريون لا يبحثون عن تسوية مع النظام، ولا عن مخرج للأسد الذي يرتعد خوفا من مواجهة القانون، بعد ان أجرم بحق شعبه إجراما لا سابق له في تاريخ البشرية، ولم يعد أمامه أي مخرج سوى تسليم البلاد لقوى الهيمنة الاقليمية والدولية، أي لايران وروسيا، اللتين ستقاتلان حتى آخر قطرة دم سورية دفاعا عن مشاريع سيطرتهما على المنطقة واستعادة روسيا مكانتها كقوة عظمى في الساحة الدولية، في مواجهة الولايات المتحدة الخانعة والغرب الحائر.

ينبغي أن تدخل المعارضة المفاوضات لتربحها، اي لتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة، مع الاتفاق على وقف النار والقصف والقتل والدمار، وإطلاق سراح المعتقلين، والسماح لمنظمات الإغاثة الدولية بالعمل بحرية في كل المناطق، وحل مشكلة المهجرين واللاجئين، وتشكيل قوة مراقبة فعالة لتأمين الحماية للمدنيين، وتحديد سقف زمني واضح وقصير لبدء التنفيذ على الارض. وكل هذه البنود تتعارض مع سعي ايران وروسيا مساعدة النظام بكل الوسائل على تحقيق انتصارات عسكرية يلغي من خلالها الحاجة للمفاوضات ويفرض على الشعب السوري الامر الواقع الذي عاش في ظله منذ نصف قرن.

عدم التنازل عن ثوابت الثورة لا يعني التردد في تلبية واجب التفاوض لحقن المزيد من الدماء إذا وجدت شروط النجاح والتقدم. بالعكس، هذا هو الذي يضمن الدخول في مفاوضات جدية وعدم هدر الوقت وإعطاء أمال كاذبة للشعب، وفرص جديدة للنظام كي يستمر في حربه الدموية.

موقف روسيا في الدعم العلني للنظام والسعي لتمكينه من وسائل الانتصار لا يتفق مع مفهوم المفاوضات للوصول إلى حل سياسي يرضي تطلعات الشعب. وهو فضلا عن ذلك، موقف لا أخلاقي لأنه يقبل التضحية بمصير شعب من أجل مصالح استراتيجية وهيمنية لا ناقة للسوريين فيها ولا جمل.

وهو ليس موقف حيادي، بل موقف داعم للنظام ، مع العلم أنه ليس حيادا موقف المساواة بين القاتل والمقتول، و بين الضحية والجلاد .



#برهان_غليون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من المسؤول عن فشل الهيئة العامة للائتلاف في مؤتمر استنبول
- في حتمية انتصار الثورة والتصميم عليه
- لماذا ينبغي أن تبقى سورية واحدة
- حول اتفاق كيري لافروف والمؤتمر الدولي للسلام
- زعيم حزب الله يتوعد السورييين ويهددهم بالتدخل الايراني
- حول موقف الغرب من الثورة السورية ومسؤولية المعارضة
- حذار من الجري وراء سراب اوسلو جديدة
- نحو مرحلة جديدة في مسيرة الكفاح الوطني السوري
- عن العدالة الانتقالية والمحنة السورية
- المسؤولية الدولية في بقاء النظام السوري المدان
- الاتحاد من أجل الحرية
- في خطر التفاهم الروسي الأمريكي على الثورة السورية
- فشل مؤتمر جنيف ٢
- من أجل حل سياسي ينصف المظلومين لا حل يكافيء المجرمين
- خيار الاسد الأول والأخير
- البرنامج المرحلي للثورة السورية: خمس مهام مستعجلة امام إئتلا ...
- سوريا: إعلان هدنة العيد .. تقهقر مستمر لميليشيات بشار الأسد
- وسام الحسن ضحية جديدة لنظام الارهاب
- المجلس الوطني السوري امام تحدي الاصلاح
- رؤية للمرحلة الانتقالية بعد الأسد


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - برهان غليون - حتى لا يكون مؤتمر جنيف للسلام دافعا لتأجيح الصراع وإدامة الحرب