أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رياض خليل - سوريا بين مفترسين















المزيد.....

سوريا بين مفترسين


رياض خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4110 - 2013 / 6 / 1 - 16:43
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



ماذا يريد الغرب من سوريا :
انتاب الحماس الأوروبيين والأمريكان ،وانفتحت شهيتهم للتدخل العسكري المباشر والفوري ، تحت وطأة المفاجأة ( اشتعال فتيل الثورة السورية ) . لكن شهيتهم كان دونها مفترسون دوليون (روسيا والصين وإيران ) ، كشروا عن أنيابهم ، ورفعوا عقيرتهم بالتحدي ، وكبحوا جماح الخصوم ، الذين أحسوا أن دون أطماعهم مصاعب وتحديات غير محسوبة النتائج ، وأن التدخل والاقتراب من الفريسة ليس سهلا ، ولن يكون بلاثمن . ومن هنا بات التدخل العسكري المباشر للغرب هدفا بعيد المنال ، إن لم يكن مستحيلا ... وأدركوا أن السيناريو الليبي لن يتكرر .
ربما كان هذا واردا في البدايات ، لولا " الفيتو" الروسي الصيني المتكرر على أي شكل من أشكال التدخل ، بل حتى على مجرد الإدانة ، ما عطل مجلس الأمن ، ومنعه من إداء دوره تجاه مايجري في سوريا ، من " هولو كوست " يفوق كل تصور .
" الهولوكوست السوري " ؟
مع مرور الزمن ، تبلد الضمير الأوروبي الأمريكي ،وخبت جذوة حماسه ، فلجأ إلى الغرف المغلقة ، وكواليس السياسة ، ليعيد النظر في المسألة السورية المعقدة ، و تبين أن مصالحه تكمن في مكان آخر ، ما يفسر التلطى خلف الاعتراض الروسي المتطرف ، ثم وراء شكوك وأوهام تلقفها من النظام الأسدي ، حول وجود الجماعات المسلحة المتطرفة ، مع أنها مبالغ بها ، ومطعون في مصداقيتها ، وطور سياسة تضليلية ، لتبرير تقاعسه ، وتراخيه ، وتهربه من الاستحقاقات القانونية والسياسية الدولية ، التي توجب عليه ، على أقل تقدير ، الالتزام بتطبيق القانون الدولي ، وحمايته من الانتهاك السافر ، من قبل عصابة تدعي أنها حكومة وطنية وشرعية في سوريا . وهنا أؤكد أن الامتناع عن تطبيق القانون هو جريمة بحد ذاته بالمفهوم العام ، ولكن هل ثمة جهة قادرة على محاسبة عرابي الأمم المتحدة ؟ وهم الخصم والحكم ؟ ! وهاهو الشعب السوري يتعرض ل" هولو كوست " لانظير له ، ولايحرك المجتمع الدولي ساكنا . مع أنه يقيم الدنيا ولايقعدها إذا ماأنكر أحدهم " الهولوكست " الذي ارتكبته النازية في المانيا ضد اليهود . ما يعري حقيقة المواقف الغربية الأمريكية ، وازدواجية معاييرها ، ويسقط أقنعتها الكاذبة ، وعجزها عن إخفاء نواياها ، ومناوراتها التي هي أبعد ماتكون عن احترام القانون والحريات وحقوق الإنسان . وتبرهن على خيانة الغرب والأمريكان لقيم وثقافة الديمقراطية وسلوكياتها على صعيد النظرية والتطبيق في آن واحد .
ثمة ماهو أهم من الأخلاق ، تحكيم الضمير ، وتطبيق القانون :
كيف نفهم ونفسر المواقف الأوروبية الأمريكية التي تثير الشك والريبة ، وتقامر في مصداقيتها وسمعتها الأخلاقية والسياسية ؟ بل وبمصالحها الحالية والمستقبلية في سوريا ؟ وهل ثمة ماهو أهم من تحكيم الضمير ؟
أكثر من عصفور بحجر واحد :
في الواقع يريد الأوروبيون والأمريكيون أن يصطادو أكثر من عصفور بحجر واحد ، كما سنرى في السياق اللاحق ، وهذا يتطلب إطالة أمد الصراع في سوريا .. وعلى سوريا .. وبالتالي يتطلب المحافظة على ميزان القوى العسكري خصوصا مابين جيش الأسد والجيش الحر . . من أجل تأخير وتأجيل النصر قدر المستطاع ، لتحقيق أهداف عدة في آن واحد ، لم لا ؟! مادام الأمر ممكنا والفرص متاحة ؟
الاصطياد في الماء العكر :
مامن شك أن السياسة الدولية كانت وماتزال نواعا من إدارة الأعمال والمقاولات والتنافس غير الشريف في السوق الديبلوماسية البيضاء والسوداء . ومن هذه الخلفية يمكننا فهم وتفسير المواقف الأوروبية الامركية المتقلبة ، ولغتها الديبلوماسية المطاطية . وكل المؤتمرات الدولية التي انعقدت ، والتي ستنعقد ، هي أقرب ماتكون للناقصات والمزايدات والمقاولات والمساومات الضارية حول المسألة السورية ، وهدفها تمديد اللعبة ( الدموية ) ، من أجل إغراق المنطقة بجحيم تناقضاتها ، وشل قدرتها على أخذ زمام المبادرة ، والتحول إلى لاعب . في عصر كثر فيه اللاعبون ، وازدحمت الحلبة بهم . ولابد من استبعاد ماأمكن من المتنافسين في البورصة الدولية . ومنها إيران وشعوب المنطقة كلها . والتي بات شغلها الشاغل خوض الصراعات ضد بعضها الى مالانهاية ، مايوفر فرصة دائمة للهيمنة والتحكم الدولي بالمنطقة وسياساتها .
عدو مامن صداقته بد :
بالتأكيد لاتوجد ثقة متبادلة بين القطبين : الأوروبي الأمريكي من جهة ، والروسي الصيني من جهة ثانية . والعلاقة بينهما أساسا تتصف بأنها " جدلية" ، تجسد مبدأ " وحدة وصراع الأعداء " وبالعربي : " شر لابد منه " ، أو كما يقول شطر شعري :" عدو مامن صداقته بد " ، وهو موقف متبادل .
المصالح تلعب دورا أساسيا في تعاملهما ، إن من الناحية الثنائية البينية ، أو من حيث الموقف من طرف ثالث : ( بلد ما )
الكنز الروسي الصيني أولوية غربية :
أوروبا لايمكنها الاستغناء عن النفط والغاز الروسي ، ولاعن حجم التجارة معها ، ومع الصين ، بالتالي لايمكن للغرب التفريط بالحجم الهائل لمصالحهم مع الروس والصينيين من النواحي كافة ، وخصوصا من الناحية الاقتصادية . ولايمكن لما يجري في سوريا أن يشكل عقبة أو سببا في التضحية بالمصالح المذكورة ، لأنها تمس الأمن الاقتصادي الغربي – الأمريكي ، وبنسبة لايمكنهم تحمل تبعاتها ، مقابل موقف أخلاقي أو غير أخلاقي من القضية السورية . ومع هذا لن يغادروا الحلبة بسهولة وبلاثمن ، وهي فرصتهم للعب من فوق ومن تحت الطاولة ، وهذا مايفسر مواقفهم التي تصنف تحت مبدأ :
أضعف الإيمان :
لايسع الأوروبيين المغامرة بالكثير ، مادامت النتائج غير مضمونة . وبهذا يضيق هامش المناورة بالنسبة لهم ، وينحصر بالمجال الديبلوماسي عموما ، وبالدرجة الثانية بمجال الدعم المالي واللوجيستي والإغاثي والإعلامي .. وهو أضعف الإيمان ، وأقل تكلفة يمكنهم دفعها مقابل اصطيادهم لأكثر من عصفور بحجر واحد ،كما أسلفت ، وفي مقدمتها ، استدراج واستنزاف الجبهة الدولية المعادية لهم سرا وعلنا عبر توريطهم في صراع سوري – إقليمي مزمن ومكلف على أكثر من جبهة وصعيد ، مايتطلب عدم تمكينها من النصر ، مايعني في الجهة المقابلة ، المحافظة على قوى الثورة ، والحيلولة دون هزيمتها ، لأنها أتاحت وتتيح لهم لعب دور أكبر مماكان عليه الحال قبل الثورة ، ولهذا لايمكنهم السماح بهزيمة المعارضة السورية ، وبنفس الوقت لايرغبون بانتصارها السريع ، عبر تدخل مباشر إو غير مباشر . ماقد يعني تفويت الفرصة على اللاعبين ، من خلال إنهاء اللعبة .
مائدة من السماء .. على طبق من ذهب :
من حسن حظ الأوروبيين والأمريكيين أنهم لايزالون الأقل تضررا ممايجري في سوريا ، وأنهم الأقل مساهمة في دفع فاتورة الصراع السوري – الإقليمي . فهنالك من انبرى بحماس منقطع النظير للدفع والتدخل بكل الأساليب الممكنة لصالح كل طرف من طرفي الصراع السوري المرير . وهذا مايريح الأوروبين والأمريكيين نسبيا ، لأنه يعفيهم من تحمل حصة ثقيلة . فقد شاءت الأحوال أن يتصدى لمحور الشر الطائفي الإرهابي ، أهل المنطقة ، عبر دعمهم السخي للثورة السورية ضد تسلط ذلك المحور الممتد من طهران إلى بيروت مرورا ببغداد فدمشق . هذا المحور الذي اتخذ التشيع السياسي منهجا للسيطرة والنفوذ والإرهاب في المنطقة والإقليم الشرق أوسطي عموما . والذي لايسعه الخروج من عباءته العنصرية الاستبدادية ، تحت أي صيغة سياسية تحد من احتكاره للسلطة الشمولية المطلقة ، ولأن أي خطوة في هذا الاتجاه تؤدي إلى انهيار بنيته تباعا . وهذا مايفسر طوباوية أي حلول سياسية سلمية مطروحة .
حرب استنزاف بالوكالة :
هي إذن حرب استنزاف للجبهة الدولية المنحازة للنظام : روسيا والصين وإيران ، وهذه الأخيرة هي الأهم ، ومركز الثقل في الصراع الدائر . إيران : عرابة الطائفية السياسية ، وحاميتها في دول الجوار المشرقية العربية .
مرغم أخاك .....
الثورة السورية ، ومن ورائها الدول العربية الداعمة ، وجدوا أنفسهم مرغمين على مواجهة المحور الشيعي المتسيس . ويؤدون مهمة تصب في مصلحة الأوروبيين والأمريكان ، ويوفرون عليهم الفاتورة المحتملة لو أنهم اضطروا للقيام بذات المهمة بأنفسهم ، ومايدفعونه الآن لايعادل مجرد إكرامية لرفع العتب ، وذر الرماد بالعيون ، وحتى لو حدث أن اضطروا للتدخل ، فلن يحققوا عشر مايقوم به الثوار في سوريا ضد حماقات إيران وحزب الله ، العدوان اللذان لايؤتمن جانبهما ، ولايركن لنواياهما .
ورقة للمساومة :
الثورة السورية ومن خلال جيشها الحر ، يخوض حرب استنزاف ضارية ضد جيش الأسد ، وضد ميليشيات حزب الله ، ومن ورائهما إيران .. وروسيا . وهي حرب استنزاف مركبة وشاملة ، وخاصة من النواحي العسكرية والاقتصادية والسياسية . وهذا مايضع في أيدي الغرب أوراقا رابحة للمساومة والضغط ، على الخصوم التقليديين وحلفائهم من بلدان المحور الإيراني – الشيعي – السياسي .
من يدفع الفاتورة ؟
إن حسم الصراع يعني للأوروبيين والأمريكان إيقاف النزيف الإيراني ومعه حزب الله ، عسكريا واقتصاديا ، ولأن الخسائر الفادحة التي تلحقها الثورةالسورية بالحلف الشيعي ، أكبر بكثير مما تلحقه العقوبات الاقتصادية الأطلسية به ، إذن لامصلحة لهم بالحسم قبل أن تحقق الحرب مايريدونه من كسر شوكة إيران وعصابات حزب الله ، وجيش الأسد . ومن دون أن يخسروا الكثير . وهذا مايحصل ، حيث تدفع بعض البلدان الخليجية التكلفة للثورة السورية ، مايبقيها مستمرة ، ومؤثرة ، وموجعة للخصم الإيراني الروسي السوري . وهذا مايفسر تلكؤ الغرب بتقديم المزيد من الدعم ، وخصوصا العسكري منه ، وأعني الدعم العسكري القادر على إحداث تغيير جذري في ميزان القوى العسكري لصالح الجيش الحر . لأن النتيجة ستكون الحسم القريب والسريع ، وبالتالي انتفاء مبرر الاستمرار في تحطيم حزب الله ومن ورائه إيران وروسيا وهزيمتهم في الميدان عسكريا وسياسيا .
تدجين المعارضة :
إطالة أمد الصراع هو فرصة كافية ، لابتزاز المعارضة السورية ، وصولا لترويض قوى الثورة والمعارضة والجيش الحر ، وتدجينها ، لضمان بقائها طوع بنان المصالح الأوروبية الأمريكية ، وإبقائها تحت السيطرة ، في سوريا الغذ .
وختاما أقول : إن هذا التحليل للمشهد ، ليس قاطعا ونهائيا ، وربما تبرز معطيات مختلفة تؤدي إلى تدخل عسكري مباشر وغير مباشر في المستقبل المنظور .



#رياض_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان لجنة المتابعة لمؤتمر: - كلنا سوريون -
- فيسبوكيات رياض خليل : (4/5/6)
- فيسبوكيات : (1/2/3)
- الكذب القاتل: نخاسو الوطن والشعب
- سورية الثورة (9): نظرية لافروف
- سورية الثورة (8): كل عام والثورة منتصرة
- عن المرأة : (2): حق العمل
- عن المرأة: ربة المنزل
- سوريا الثورة : (7) :
- سوريا الثورة : (6): عن مخاطر انحراف الثورة ......
- سوريا الثورة:(5): منطلقات في التطبيق والعمل الميداني
- سوريا الثورة :(4): تتمة : مفاهيم نظرية أساسية
- سوريا الثورة :(3) مفاهيم أساسية عن السلطة
- سوريا الثورة : (2) : أبجديات في النظرية والتطبيق
- سوريا الثورة : (1):أولويات المرحلة
- ومضات: (1)
- وهم الدولة الدينية وأسلمة الثورة السورية
- سورية: بدء المرحلة الانتقالية وسد الفراغ في السلطة
- خازوق أطلسي لروسيا
- عن الطائفة العلوية أيضا


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رياض خليل - سوريا بين مفترسين