|
حريات بنصف كعب
جاكلين سلام
كاتبة صحفية، شاعرة، مترجمة سورية-كندية
(Jacqueline Salam)
الحوار المتمدن-العدد: 1178 - 2005 / 4 / 25 - 11:14
المحور:
الادب والفن
نص.. حريات بنصفِ كعبٍ
سيرة حذاء/1: دائماً كنت أعتقد أن الحرية تمشي على حذاء رياضي زاحف وأن الحرية لا كعب لها هكذا تأتي من كل الجهات وبلا جهة بلا رأس ولاعقب أحاولُ أن أتخيل حرية، بكعب عال، وبوز رفيع جداً كعب متوسط- بوز عريض حرية، أحذية بلا كعب، منشرحة في تماس مع الأرض، تلتصق الأولى! أجد أنها حرية مشروطة بمشية أنيقة وغالباً برجوازية تسير على أنفها، ومقنّنة.
سيرة حذاء/2: قلتُ: بكعب عال! هذا يستدعي حضور السيدات إذن إلى خانة الحرية ويستدعي في ذهني مقاربة مشروطة ما بين السيدات والكعب العالي وحريتهن منذ تصمصم الحذاء في الأولين و الى آخر تصاميم الايطالي المشهور- الذي لا أعرف اسمه أو أتناساه- بمطلق الحرية رأسي لا يستطيع حمل أسماء مصممي الأحذية الحرة والماكرة، أيضاً.
سيرة حذاء/3:
في الزمن الرومانسي! كنت حرة في ذهني تماما وأعشق العالي وكعب أحذيتي أتمسك بأناقتي - كنتُ في الطريق إلي - ورغما عني تساقطت كمشة حريات من بين أصابعي - أصابع قدمي اليوم أتمسك بقدمي وأصابعي ولاأسقط سهواً ولن أتمسك بما يقول الشاعر محمدالماغوط :" تمسكوا بكعب حذاء حريتكم" لو كنت قريبة منه في الشام لسألته عن أحذية زوجته الشاعرة سنية صالح لن أسأله عن قصيدتها/ قبرها وما كتب عليه وكيف! أعرف ما يلزمني ..ولقد لملمتُ بعض أوراقها فيما تساقط من سلف وأحلام مشتركة - سأكتب السيناريو فيما بعد –
سيرة حذاء/4:
الحذاء الرياضي ملائم لكل المشاوير الحرة ويهبني حرية أن أقفز فوق التاريخ الى الضفة الاخرى من الحرية وليست حمراء ولا مضرجة بالدماء وليس لها باب وحيد أعتذر لأنه لم يصح القول " وللحرية الحمراء باب / بكل يد مضرجة يدق" المقولة تفي بحرية مشروطة ولا تأتي إلا مرفقة بيد مُدمّاة وصراخ وتفجعات التاريخ يُرجّحُ أن "كعب الدست" يحتوي الجزء المحروق من الحكايات الحرّة. حافية أكتب إليكم وأصابعي بلا قفازات.
سيرة حذاء/5:
هل سمعتم وشوشة أوراق الخريف لأحذية العابرين! في اليوم الذي، حملت حذائي بيدي وسرتُ في" البارك" لم يكن لقلبي قدرة على المساهمة في تفتيت يباس الأوراق. الخريف الكندي حرٌ وشاعري، والشجرة الرمز " ميببِل ليفز" ورقتها حمراء مضرجة بنبيذ تشبه وورقة العريشة/ الكرمة السورية وأشجار زرعها أبي على مدخل المدينة وحيث تطالعك شارة ترحيب خضراء تقول " ابتسم أنتَ في المالكية" أبتسم الآن- كما قال الأستاذ- مع فارق اللون والتاريخ والأقوال والشوارع والرموز أتلمّس الحذاء الآخر، وأعيد مقاله الباحث الاركيولوجي: أن تصنع حذاء وتمنحه للعالم- للناس، أفضل بكثير من تعطيه جلداً للحذاء!
هذا يحتاجُ إلى جَلَدٍ ونباهة ونبشٌ في طيات الروح، وسياق الأصابع في المسافة مابين القدم والعين.
سيرة حذاء/6:
حين حلمت جيداً - دون إذن مني ودون قرار مسبق، لم أكن حرة في ذلك هو- الحلم كان حراً، يخلع أحذيته هناك ويعبر ويجلس في رأسي ويشترط اكتشفتُ أن الأحلام بلا أحذية تحلق هــكذا يا سبحان الله، وكم قادرة على التملص منّا وعلى ألا تترك أثراً في الحلم ومنه، تعلمتُ أن أشترطَ واشترطُ على نفسي، ثم على الطرف الآخر الذي ينادي بأنه رفيق الحرية وعاشقها وصنيعها الحذاء الذي دخل الحلم كان تنبيهاً - ميقاتا مشروطاً بفشل مؤجل يسكن طريق القلب.
سيرة حذاء/7: * أي حذاء، أي حلم تقصدين سيدتي؟ * أقصد الحلم في أسبوع العرس وحين اختلفتُ وحبيبي بسبب الكعب العالي.. * عرس وحذاء العروس والحرية، كيف؟ * ذهبت في الحلم الى أفخر محلات الأحذية المستوردة بحرية مارست حريتي في اختيار الرغبة وما يناسب عين على الصندل والبوط- وعين على حذاء بكعب عال وبوز مدبّب حتى الدهشة ويستطيع حصار أي صرصور في أية زاوية معتمة (اي شو كمان / شو يعني)!* * أقصد أن تصميم الأحذية أيضا يتضمن تقنين الأقدام المنطلقة مع الريح أو عكس السير وحريتنا اشترطت منذ تلك اللحظة هو أراد أن أرمي الحذاء العالي لأنني هكذا سأبدو أطول منه خلال "حفلة عقد الزواج" ذلك ليس محبذا اجتماعيا أيضا- وهو لم يستسغ.. ليس جميلا أن تكون العروس أطول قامة - فيزيقيا على الاطلاق، وأن ترتفع بذاتها - ميتافيزيقيا وهي حافية لا يغتفر لها- لحلمها أن يرتفع ويجلس على قمة بدون كعب، الحلم يدلّدل قدميه، ويتدلى ربيعه - ورده ياسيمنه نزقه استفاهماته التي لا تنتهي لا تجد جوابًا ولا نتيجة عارية حقيقية معّلنة بلا رتوش * نعم!! أين خاتمة الحذاء؟ لا أدري - سأحكيها لاحقا بحرية مغسولة وممسوحة وبدون تلميع. *
سيرة حذاء/8:
الشهر الماضي في مشوار مع صديقتي الصينية/ نظرت إلى قياس حذائي وقياس حذائها- مقاربة - تذكرت أحذية الحديد الصينية التي كانت تصمم للمرأة كي لا تكبر - يؤمنون أن الاثارة الجنسية لها رابط بحجم قدم المرأة - يسمون أصابع المرأة الصينية زنابق المرأة! - كان تاريخا سالفا وصديقتي لا تعبأ بـهذا اليوم.. أقدامنا ممتدة بحجمها الطبيعي براحة أمامنا، والمترو ينتعل السكة الحديدة ويسير.. هي ترسم لي اللغة الصينية وتشرح الرمز في أطوار لغتها وكيفية القراءة من الأعلى إلى الأسفل والتحديث الذي طرأ على اللغة وأصبحت ممكنة ومن اليسار الى اليمين- ترسم لي التحديث اللغوي مرفقا بـ "المودنيزم"!
* هل هذا رد على رغبة كعب حذاء الماغوط- كلماته المقطوفة خصلة من سياق حوار يوسف بزي مع الماغوط؟
* لا/ ليس ردا على أحد، والماغوط أحببناه وقرأناه / لكنني ومنذ قوله: لا يربطني بهذا الوطن إلا الحذاء شعرت أنه يكذب كما أكذب أنا الآن وكما تكذبون جميعكم ... المجتمع- والفرد، حرّ بطريقته في تأليف الكلمات وتأليف الأحلام
* ماذا عن الطريق – الشارع؟ هذا يلزمه وقفة قلب كبير، غير قابل للانزلاق في الجليد، أو الذوبان في صهريج نفط
ويلزمني وقتٌ إضافي وطاسة حبرأخرى، أنّقع قلبي فيها وأكتب نصا قابلاً للسير، للتعديل إلى الأبد.. .للقفز بخفة فوق خرابيش تتعكز على الكيبورد وتندلق في أقرب مقهى في المدينة - شوارع تورنتو.
___________________ سيرة النص: حرر حين حضرت السيدة "دلع المفتي" وفي ملفها مقتطفات من حديث "للماغوط " مع صحيفة لبنانية، ويقول فيها " تمسكوا بكعب حذاء حريتكم " ولم تنته السيرة بعد...
التوقيت: فصل الخريف – صباحا Sep 2004
#جاكلين_سلام (هاشتاغ)
Jacqueline_Salam#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل يحمل الخطاب القصصي النسوي دلالة تفضيلية عن ادب الرجال؟
-
ضعي يدكِ على فمكِ عندما تتكلمين!
-
المحبرة أنثى والكلام ناقص
-
سفر ايوب – خربشات على حافة الحياة
-
ايا ايوب , صديقي
المزيد.....
-
اليونسكو تختار الرباط عاصمة عالمية للكتاب لعام 2026
-
ميزات جديدة في تطبيق -VK- للموسيقى.. تعرف عليها
-
اليونسكو تختار الرباط عاصمة عالمية للكتاب لعام 2026
-
أحلى أفلام الكرتون وأجمل الألعاب.. تردد قناة كراميش 2024 وكي
...
-
زاخاروفا تعلق لـ RT على فضيحة كبرى هزت أمريكا والعالم بطلها
...
-
عاصي الحلاني ووائل جسار يعتذران لمهرجان الموسيقى العربية بسب
...
-
بسبب الأوضاع في لبنان.. عاصي الحلاني ووائل جسار يعتذران عن ا
...
-
رحيل فخري قعوار.. الأديب الأردني العروبي المفتون بقضية التقد
...
-
إنييستا.. اعتزال فنان لا ماسيا الخجول وقاتل دفاعات الخصوم
-
-تحت الركام-.. فيلم يحكي مأساة مستشفى كمال عدوان وصمود طاقمه
...
المزيد.....
-
إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ
/ منى عارف
-
الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال
...
/ السيد حافظ
-
والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ
/ السيد حافظ
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال
...
/ مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
-
المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر
...
/ أحمد محمد الشريف
-
مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية
/ أكد الجبوري
-
هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ
/ آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
-
توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ
/ وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
-
مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي
...
/ د. ياسر جابر الجمال
-
الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال
...
/ إيـــمـــان جــبــــــارى
المزيد.....
|