أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عبدالله نورالدين - خطاب الاستقلال















المزيد.....

خطاب الاستقلال


حسين عبدالله نورالدين

الحوار المتمدن-العدد: 4104 - 2013 / 5 / 26 - 10:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بالامس تابعت حفل الديوان الملكي الهاشمي بعيد الاستقلال وشاهدت الملك عبدالله الثاني ينتقل بين الضيوف وبزهو ملحوظ ويبدو اني غفوت فحلمت فسمعت الملك يتحدث:


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبيه العربي الهاشمي الامين
ايها الشعب الكريم،
أبناء وبنات شعبي العزيز،
نشامى ونشميات الوطن الغالي،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احييكم واتمنى لكم الخير في كل خطواتكم وبعد،

فان مناسبة عيد الاستقلال الذي نحتفل به فرصة عزيزة للمراجعة والتامل في مسيرة البناء والنماء التي سرنا فيها منذ تنشقنا نسائم الاستقلال قبل ما يزيد على ستة عقود. عشنا تلك السنوات بحلوها ومرها، بانتصاراتها ونكساتها، بكل ما فيها من صعود وهبوط ، بكل ما مر علينا من مغانم ومغارم.
واني اجد مناسبة عيد الاستقلال المناسبة الافضل للحديث معكم حديثا مباشرا. حديث الاخ الى اخوته واخواته. حديث صريح لا لبس فيه ولا مواربة. حديث يباشر الحقائق ولا يبتعد عن الواقع باي محسنات تخفي مساوئه او تجمل اخطائه.
ايها الشعب الاردني الكريم،
أتحدث إليكم حديث واحد منكم يعيش معكم وبينكم ويحس بمعاناتكم ويفهم مشاعركم ويسعى لمستقبل أفضل لكم جميعا. لقد تابعت منذ ما يزيد على السنتين الحراك الوطني والثورة الهادئة التي تقومون بها ضد الفساد والفاسدين مطالبين بالاصلاح والعدل والكرامة.
اما الكرامة فانكم شعب كريم اصيل لا يمكن لاحد ان يمس كرامتكم. وجباهكم ابدا في العالي مرفوعة وراياتكم دوما خفاقة لا تنحني.
واما العدل فاننا نسعى اليه ما استطعنا الى ذلك سبيلا. والعدل المطلق ليس من كرامات البشر ولكن السعي اليه واجب على كل من ملك سلطة او تكلف بواجب.
واما الاصلاح فانه هدفنا الذي وضعناه نصب اعيننا منذ تشرفنا بحمل مسؤولية عرش هذا البلد الامين العزيز.
لقد وصل إلي صوتكم وكنت اسمعه على الدوام. وكان قلبي دوما إلى جانبكم وكذلك عقلي ونفسي. ولذلك كان حراككم الوطني على مدى الشهور الطويلة الماضية قريبا الى وجداني وكنت احس بوطنيتكم وغيرتكم على هذا البلد الذي نتحمل مسؤوليته جميعا. كما تابعت في الوقت نفسه تحركات الجهات السياسية الأردنية ومطالبها المشروعة بالإصلاح السياسي والاقتصادي ومكافحة الفساد.
لنعترف ايها المواطنون الشرفاء ان في الاردن فساد على جميع المستويات. وفي الاردن فقر وجوع ومرض وجهل. نعم... في الاردن تقصير من جهات عديدة.. ولا اعفي مؤسسة العرش من ذلك التقصير الذي ما كان ان كان الا لمجرد الانشغال بقضايا الوطن والامة.
ولكن: لنقر ونعترف ونقول وبصوت عال جهوري واضح: ان في الاردن كرامة وفي الاردن شعب عزيز وفي الاردن كفاءات وفي الاردن ثراء وفي الاردن وللاردن مستقبل واعد عزيز كريم ستتحدث به الاجيال.
ايها الشعب العزيز،
لقد سعيت منذ اعتلائي عرش البلد من اجل خدمتكم ومصلحتكم ومصلحة ابنائكم. وجهدت ما وسعني الجهد واجتهدت ما وسعني الاجتهاد لكي اكون الخادم الوفي لشعبي والصديق المخلص له والاخ المعطاء الذي لا يهدأ له بال او ضمير الا اذا كان هذا الشعب في احسن حال وافضل حياة.
منذ سنوات طويلة قررت ان يكون مستقبلكم المشرق الباهر الذي تفاخرون به هو هدفي الاسمى وسعيت لذلك كل السعي واجتهدت كل الاجتهاد. لكن الظروف القاسية التي مرت بنا وببلدنا والمنطقة كانت ظروفا قاسية قاهرة تضافرت معا لكي تضع على العيون غشاوة وتعيق المسيرة وتؤخر الوصول الى تلك الاهداف النبيلة السامية التي كنا وانتم معي دوما نتطلع اليها ونجد السير نحوها.
دعوني اصارحكم وانا اشعر بالمرارة ولكن بضمير مرتاح انني قد احطت نفسي من حيث لا ادري ببطانة وثقت بها وطلبت مشورتها واستمعت اليها فزينت لي كثيرا مما اتخذت من قرارات كنت مطمئنا اليها ومرتاح الضمير بشانها وماكنت لادرك او اعلم ان تلك البطانة كانت بطانة السوء استغلت الثقة الملكية وانتهزت الفرصة تلو الفرصة لتخدع راس الدولة وبالتالي تخدع المواطن وتخون الوطن بكثير من القرارات التي كانت اشبه بكلمات الحق يراد بها الباطل.
لقد عمل في معيتي فريق اعتقدت انه يعمل لمصلحة البلد والشعب ولوجه الله تعالى ولكن الحقيقة كانت اغرب من كل خيال. لقد باعوا البلد وباعوا ضمائرهم قبل ذلك. لقد زينوا لنا ان الخصخصة ستأتي بثمار ايجابية للمواطن وان بيع بعض الأصول وبعض المؤسسات الوطنية سيأتي بالنفع الأكيد على المواطن والوطن وسيسدد جانبا من المديونية التي ترهق كاهلنا جميعا. لنكتشف بعد فوات الأوان ان المديونية زادت وارتفعت بأحجام كبيرة لا يقوى البلد على حملها. وان بيع المؤسسات الوطنية والأصول لم يأت بأي نتيجة ايجابية من تلك التي كانوا يراودوننا بها ويزينوها لنا.

أيها الشعب الكريم

انكم من خلال مسيراتكم وحراككم واصواتكم التي صدحت بالدعوة للاصلاح ومكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين رفعت امامي البطاقة الحمراء التي كانت جرس الانذار لانقاذ المملكة ومواطني المملكة الذين هم اهلي وعشيرتي واخوتي وابنائي.
لقد تحققت من كثير من شبهات الفساد التي طالت شخصيات كنا نأتمنها على مقدرات البلد وأمنه ومستقبله ولكنها للأسف الشديد لم تحفظ الأمانة ولم تؤدي المسؤولية على الشكل الواجب فكان لا بد من محاسبتها ليأخذ القضاء مجراه ومهما كانت النتائج.
لقد صدمت اشد صدمة باكتشاف ان ما كان مخفيا من فساد وإفساد كان أعظم مما ظهر على الملأ. وما كان يخفيه من أجندات خاصة ليست بريئة على الإطلاق بعض الذين استلموا المناصب العليا وكان منوطا بهم التخطيط لبناء المستقبل الواعد لأبناء هذا الشعب كان اخطر بكثير مما كان يمكن لمسؤول ان يستوعبه أو يتوقعه. لقد ساءني اشد الإساءة وأدمى قلبي ان الذين وثقت بهم ومنحتهم فرصة العمل للنهوض بهذا الوطن الغالي لم يكونوا على قدر المهمة المطلوبة بل كانوا عبئا على الوطن وسببا في تحميله ما لا يحتمل.

شعبي العزيز
اسمحوا لي ان اعبر عن عظيم امتناني واحترامي وتقديري لكل أولئك النفر الذين قاموا بالحراك الشعبي وحركوا الضمائر ونبهوا إلى مواطن الخلل وأشاروا إلى مكامن الفساد وضحوا بوقتهم وجهدهم من اجل ان يصل صوتهم.
وقد وصل في الوقت المناسب.
لقد وقفت مع نفسي طويلا مراجعا ومتفكرا في كل الخطوات التي تمت منذ ان توليت أمانة المسؤولية. وحاولت قدر جهدي ان أجد أين كان الخلل. أين كنا على صواب وأين كنا على خطا. ما هي الأهداف التي تحققت والانجازات التي تمت، وما هي الإخفاقات التي وقعت. فتشت عن النقاط الضعيفة التي تسلل إليها الفساد والمفسدون. وفتشت كذلك في كل الملفات التي يمكن ان تكون قد تضخمت دون انتباه منا أو وصلت إلى طريق مسدود دون ان ينبه إليها احد ممن عليهم واجب التنبيه والمشورة.
لقد توصلت إلى جملة قرارات كان بعضها صعبا على نفسي وبعضها أشبه ما يكون بتجرع مرارة الدواء ولكن كل الخطوات التي سنسير عليها خطوات لا بد منها من اجل الخروج بالمملكة نحو بر الأمان لينعم المواطنون بالحياة الكريمة التي يستحقون والمستقبل المشرق الذي به يحلمون لهم ولأبنائهم وبناتهم الذين سيشيدون أردن الغد.
أيها المواطنون
إنني استبشر بكم المستقبل واطمئن من خلالكم إلى صواب ما توصلت إليه وما عزمت على اتخاذه من قرارات جذرية قد تمس شكليا الديمقراطية التي اعتدنا عليها في هذا البلد. لكنها ستأتي بالنتائج المطلوبة في الوقت المناسب والقريب.
فقد صدرت ارادتنا بحل مجلس النواب واقالة الحكومة ليتم تشكيل حكومة انقاذ وطني من جميع الكتل السياسية والاطياف الحزبية والاجتماعية والعشائرية، تكون مهمتها محددة بفترة زمنية معقولة لانجاز ما سيطلب منها. وسيتم تشكيل مجلس وطني دستوري تكون مهمته وضع دستور جديد يضمن حياة سياسية ديمقراطية ومشاركة واسعة من قبل جميع الأطياف السياسية من دون أي تحجيم قسري لأي فئة أو جهة أو قطاع ، كما يحفظ الملكية بعيدا عن المناورات السياسية ويصون العائلة المالكة عن شبهات الفساد وتنتقل مؤسسة العرش الى مهمة الرقيب والضابط والحكم.
وسيطلب من المجلس العتيد ان يضع قانون انتخاب عصري يراعي التطورات الأخيرة محليا وإقليميا. ولن تكون هناك أي عودة لقانون الصوت الواحد بل سيكون القانون وفقا لأحدث ما توصلت إليه الديمقراطية الحديثة في توزيع نسب المشاركة الشعبية وأعداد مقاعد المجلس النيابي.
وسيطلب من حكومة الانقاذ ضبط المسيرة وإعادة هيبة الدولة ووضع النظم الكفيلة بضمان السلم الأهلي ووضع المصدات اللازمة لمنع انزلاق البلد نحو الفوضى الاجتماعية أو الاقتصادية التي قد تتسبب فيها فئة باعت ضميرها وابتعدت عن واقعها من اجل حفنة من المال الحرام الذي تسرقه من قوت المواطن وتعبه .
كما وجهت هيئة مكافحة الفساد بان تحيل إلى القضاء كل من يشتبه في فساده إلى ان يثبت اتهامه أو براءته. كما طلبت من الجهات المختصة العمل ومنذ اليوم على استعادة كل المؤسسات التي تم بيعها لكي تعود ملكيتها للوطن والمواطن بما في ذلك الشركات العامة او المؤسسات الوطنية اوالعقارات.
أما أولئك الذين خانوا الأمانة وفسدوا وافسدوا واستغلوا مناصبهم فان القضاء سيقول فيهم الكلمة الفصل وحسبي الله ونعم الوكيل.
ايها الشعب العزيز
انكم انتم سندي وظهيري وهذا البلد بلدكم وانتم ابناؤه المخلصون، ومستقبله يتوقف عليكم وعلى مدى ما تقدمونه له من جهد واجتهاد وتضحية وكفاح. ولا بد من التأكيد هنا على أن مسؤوليتي وواجبي يفرضان عليّ أن أقف على مسافة واحدة من الجميع، فأنا منكم ولكم جميعا، محبة وعطاء واخلاصا دون تمييز ولا استثناء. ونحن على هذه الأرض الطاهرة، أسرة واحدة، مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات، ولا فضل لأحد على الآخر إلا بما يعطي لهذا الوطن.
شعبي العزيز
ليكن عيد الاستقلال هذا العام مناسبة للصحوة واليقظة، وفرصة للمراجعة على كل المستويات من اجل الوصول إلى ما نبتغيه جميعا من وطن مزدهر يستمتع فيه الجميع بالعدالة والديمقراطية وحرية التعبير وتكافؤ الفرص والعدالة. وأناشدكم وأنا منكم واليكم ان لا تسكتوا على ضيم ولا تتستروا على فساد وان تتحركوا كلما وسعكم ذلك للإشارة إلى مواطن الفساد والمفسدين فالوطن لا يحتمل ان تصمتوا .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



#حسين_عبدالله_نورالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجتمع الكراهية والتدليس (مهداة الى الاستاذ جهاد علاونة)
- المجتمع الاسلامي وعيد الحب
- مزيد من الاسئلة حول مسلسل عمر والاسباب الحقيقية لرفضه
- ئلة عميقة حول مسلسل عمر بن الخطاب
- اسئلة عميقة يثيرها مسلسل عمر بن الخطاب
- الخطاب الحلم
- اسطول الحرية والحقيقة الغائبة
- غزوة منهاتن ذكرى وعبرة: هل تعلمنا؟
- المرجعية الفلسطينية واللعب بالنار
- دمار غزة والانقلاب الثاني
- ربنا موجود
- لبنان ينتظر المجهول المعلوم
- امارة غزة الظلامية والتباهي بسفك الدماء
- انقلاب حماس ومستقبل غزة
- خلط الاوراق والأدوار المشبوهة
- المسيحيون في العراق والصمت الاسلامي المريب
- لماذا لم اكتب منذ زمن
- إعلان مكة مرهون بنتائجه
- هل يقدر السنيورة على ما عجز عنه سابقوه؟
- سبعة و سبعون


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عبدالله نورالدين - خطاب الاستقلال