أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - على حسن السعدنى - الطريق الى الامل المحاضرة الخامسة تنمية بشرية















المزيد.....



الطريق الى الامل المحاضرة الخامسة تنمية بشرية


على حسن السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 4102 - 2013 / 5 / 24 - 09:11
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


المحاضرة الخامسة فى التنمية البشرية للباحث على حسن السعدنى

يعتقد الكثير من الناس أن التفاؤل والتشاؤم يتضمنان توقعاتهم المستقبلية للأحداث، ويعتمد على ذلك ويرتبط به فالناظر إلى الأحداث الراهنة يتفاءل إذا كانت الأحداث سعيدة، ويتشاءم إذا كانت الأحداث تعيسة، ولعل بعض الناس يزعمون أنهم يتشاءمون لأمور لا يستبعد وقوعها، فما أن تمر ساعة أو يوم أو أسبوع حتى يتحقق شعورهم وتقع كارثة، والعكس صحيح، ويفسر بعض الناس ذلك بالرؤية السابقة أو استشراف المستقبل وتوقعه، وهكذا نجد الفرد وقد أخذ يدرك المستقبل بما يتضمنه من خير وشر حيث يتجاوب وجدانيا بالاستبشار في حالة الأحداث السارة والخيرة، وبالتوجس في حالة الأحداث غير السارة، لذلك يمكن القول أن للتفاؤل والتشاؤم تـأثير كبير لا يمكن إنكاره على حياتنا وسلوكنا.

والتفاؤل والتشاؤم كلمتان متداولتان في حياة البشر منذ أن خلق الله الإنسان وأوجد في إنسانيته وشخصيته هاتين السمتين، ليعيش حياته في مجتمعه وما يحيط به من متغيرات اجتماعية أو أسرية أو اقتصادية وغيرها من الأمور التي تؤثر في حياته وشخصيته وينظر لها بنظرة تفاؤلية أو تشاؤمية، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على التفاؤل ورغب به فقال "لا طيرة وخيرها الفأل، قالوا: وما الفأل يا رسول الله؟ قال: الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم" رواه البخاري.

التفاؤل الإيجابي
نظر الباحثون إلى التفاؤل والتشاؤم من زوايا مختلفة وقسموا التفاؤل إلى واقعي وغير واقعي، أما التفاؤل الواقعي أو الإيجابي فإنه أحد المبادئ الاساسية للدافعية، لأنه اتجاه عقلاني إيجابي نحو إمكانياتنا الفردية أو الجماعية، وهو يهيء الظروف للنجاح من خلال التركيز على القدرات والفرص. ويفسر المتفائل الديناميكي الخبرات بشكل إيجابي ما يؤثر على النتائج بصورة إيجابية أيضًا. وتظهر أهمية التفاؤل الواقعي في وقت تكثر فيه المشكلات التي يتعرض لها الفرد، الأمر الذي يجعل الروح الانهزامية تسيطر على تصرفاته، وهنا يأتي التفاؤل كدافع نفسي يُخرج الفرد من تلك الانهزامية.

ولهذا النوع من التفاؤل فوائد كثيرة فهو يرفع نظام مناعة الجسد ضد جميع الأمراض، ويمنحك القدرة على مواجهة المواقف الصعبة واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، كما أنه يجذب الناس إليك فالبشر يميلون بشكل طبيعي إلى المتفائل وينفرون من المتشائم، ويجعلك هذا التفاؤل أكثر مرونة في علاقاتك الاجتماعية وأكثر قدرة على التأقلم مع الوسط المحيط بك، وتستطيع العيش معهم في سعادة. والتفاؤل مريح لعمل الدماغ، فحينما تفكر عشر ساعات وأنت متفائل، فإن الطاقة التي يبذلها دماغك أقل بكثير من أن تجلس وتتشاءم لمدة خمس دقائق فقط، وهذه حقيقة علمية أثبتها العلماء حديثًا.

ويعتبر التفاؤل جزء من الإيمان، فالمؤمن يفرح برحمة ربه، ولو لم يفعل ذلك ويئس فإن إيمانه سيكون ناقصاً، فانظروا إلى سيدنا يعقوب الذي ضرب أروع الأمثلة في التفاؤل، فابنه يوسف قد أكله الذئب كما قالوا له، وابنه الثاني سَرَق وسُجن كما أخبروه، وعلى الرغم من مرور السنوات الطويلة إلا أنه لم يفقد الأمل من رحمة الله تعالى، وكان رد فعله كما قال سبحانه وتعالى: "يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ" [يوسف: 87]

التفاؤل غير الواقعي.
بالرغم من تعدد الصور الإيجابية العامة التي يحظى بها المتفائلون إلا أن بعض الباحثين أطلقوا إشارات تحذير فيما أسموه بالتفاؤل الغير واقعي، وهو تفاؤل لا يبرره منطق أو خبرة سابقة ومن الممكن أن يعمي صاحبه عن رؤية المخاطر المحتملة ويؤدي به إلى تجاهل المشاكل الصحية التي يمكن أن يمر بها تفاؤلا منه بمستقبل أفضل، مما قد يستعصي بعدها علاجه من بعض الأمراض التي تحتاج إلى علاج مبكر، أو يؤدي بصاحبه إلى توهم القدرة على أداء بعض المهام والحركات الخطرة، لأن هذا النوع من التفاؤل هو شعور الفرد بقدرته على التفاؤل إزاء الأحداث دون مبررات منطقية أو وقائع أو مظاهر تؤدي إلى هذا الشعور، ما قد يتسبب أحيانا في حدوث النتائج الغير متوقعة، وبالتالي يصبح الفرد في قمة الإحباط.

والتفاؤل الغير واقعي هو أيضا تفاؤل المتحفز أو التفاؤل الذي لا تسوغه المقدمة أو الوقائع مما يعرض الإنسان للمخاطر الصحية أو الذاتية لمواجهة الأحداث السيئة، فالتفاؤل غير الواقعي قد يتنبأ المرء عن طريقه بالمشكلات الصحية بنسبة بنسبة 31.8 %، إلا أنه يزيد من معدلات الإصابة بالأمراض.

وهناك العديد من المفاهيم المرتبطة بالتفاؤل مثل الأمل والسعادة، ولكن هناك فرق بين كل منهم إلا أنه لوحظ استخدام هذه المصطلحات وخاصة التفاؤل والأمل بصورة تبادلية في الأدبيات، باعتبار أن التفاؤل هو الأمل في المستقبل وأن التشاؤم هو عدم الأمل أي اليأس:

والسعادة هي حالة من المرح والهناء والإشباع تنشأ من إشباع الدوافع، لكنا لا تسمو إلى مستوى الرضا النفسي، وهي بذلك وجدان يصاحب تحقيق الذات ككل، والسعادة واحدة من العواطف السبعة الكبرى والتي تشمل الدهشة والخوف والغضب والحزن والحقد والاشمئزاز. والسعادة أيضا هي شعور بالبهجة والاستمتاع، وهو شيء يتعدى ويسمو على مجرد الخوض في تجربة تعكس ذلك الشعور، فهي حالة تجعل الشخص يحكم على حياته بأنها جميلة ومستقرة وخالية من الآلام والضغوط من وجهة نظره على الأقل. والسعادة أنواع، فهي إما سعادة قصيرة مرتبطة بموقف معين، أو سعادة طويلة ترتبط بسلسلة من محفزات لاسعادة القصيرة وتجدد باستمرار لتعطي الإيحاء بالسعادة الأبدية.

ومن متطلبات السعادة التمتع بالصحة الجيدة، والدخل الاقتصادي الكافي لمواجهة الاحتياجات الأساسية من مأكل ومشرب وملبس، ووجود عاطفة في حياة الإنسان، أو إنشغاله بعمل منتج أو نشاط يحبه وأن يرتبط هذا العمل أو النشاط بهدف محدد قابل للتحقيق.

أما الأمل فهو قوة دافعة تشرح الصدر للعمل، وتخلق دواعي الكفاح من أجل الواجب، وتبعث النشاط في الروح والبدن، وتدفع الكسول إلى الجد، والمجد إلى المداومة على جده، كما أنه يدفع المخفق إلى تكرار المحاولة حتى ينجح، ويحفز الناجح على مضاعفة الجهد ليزداد نجاحه. ويكفي القول أن الأمل لابد منه لتحقيق التقدم في كل المجالات، فلولا الأمل ما شيدت الحضارات ولا تقدمت العلوم والاختراعات، ولا نهضت الأمم من كبوات تصيبها، ولا سرت دعوة إصلاح في المجتمعات، وقديما.

فالأمل والتفاؤل قوّة، واليأس والتشاؤم ضعف، الأمل والتفاؤل حياة، واليأس والتشاؤم موت قد يكون بطيئا، ولكنه أكثر عذابا، فليس صحيحاً أنّ
"الأمل خبز البؤساء" وإنّما هو خبز الأقوياء العاملين، أمّا خبز البؤساء فقد يكون التمنّي، فلتكن مع الذين يؤمنون بأنه عندما لا يبقى أمل لابد ألا تفقد الأمل، لأن الأمل وبكل بساطة هو سر الحياة، وأمّا التفاؤل فهو الاستبشـار بقول أو بفعل، وهو وثيق الصلة بالأمل، فالانسان الآمل وهو يتحرك باتجاه أمله يتفاءل بتحقيق الأمل المنشود.



لا تسء الظن بالحياة.
التشاؤم من باب شأم، وشأم الرجل قومه أي جر عليهم الشؤم فهو شائم ومشوم ومشؤوم، والشؤم هو الشر، ضد اليُمن والفأل والبركة، واليد الشؤمى ضد اليمنى، والأشأم هو الأيسر، والمشأمه الميسرة ضد الميمنة. وتشاءم بالأمر أي تطير به، وعده شؤما وترقب الشر، والمتشائم المتطير من يسيء الظن بالحياة.

هذا هو تعريف التشاؤم، ويظهر في هذا التعريف مدى السلبية التي ينطوي عليها ذلك التشاؤم، وما يحققه من آثار مدمرة على النفس، وحياة الإنسان والمجتمع على حد سواء، فالتشاؤم يحدث عندما يقوم الفرد بتركيز انتباهه وحصر اهتماماته على الاحتمالات السلبية للأحداث القادمة، وتخيل الجانب السلبي فيها، كما أن هذا التشاؤم أو التوقع السلبي للأحداث قد يحرك دوافع الأفراد أو أهدافهم وجهودهم لكي يمنعوا وقوعها، ويتسبب ذلك في التهيؤ والتأهب لمواجهة الأحداث السيئة المتوقعة.

ونفهم من ذلك أن التوقع السلبي للأحداث هو السمة الغالبة لدى المتشائم، لأنه لديه هذه النزعة، على الرغم من من اعترافه بأن أدائه كان جيدًا في مواقف مشابهة في الماضي، كما أنه يتخذ دائما موقف الشخص المدافع عن المتشائم مثله، أي الفرد الذي يعتنق التشاؤم مذهبًا ومنهجًا لسلوكه، وقد لا يعاني هذا المتشائم من ضعف في قدراته أو في مستوى أدائه، وغالبًا ما يكون أداؤه في الواقع على مستوى جيد، ولكن هذه النظرة السلبية، تجعل أدائه في بعض الأعمال سيئة جدًا.

ومن المفاهيم المرتبطة بالتشاؤم القلق الذي يدخل العقل عندما تتوارد على ذهن الإنسان سلسلة من الأفكار السلبية، في دورة لا نهاية لها من الميلودراما الغثة، حيث تفضي مجموعة من الهموم إلى هموم أخرى، ثم العودة مرى أخرى إلى الهم الأول، والتوتر هو جوهر القلق، وقد ذكرت أبحاث "ليزابيث رويمر" و"توماس بوركوفيك" في جامعة "بنسلفانيا" أن الإنسان القلق حين يفكر مليا في مشكلة ما بمعنى توظيف التأمل البناء فيما يبدو توترًا يمكن أن تظهر له حل للمشكلة، والواقع أن رد الفعل الذي يكمن وراء القلق، هو توخي الحذر من خطر محتمل، ولقد كان ذلك بلا ريب أساسيًا بالنسبة لبقاء البشر طوال مسيرة التطور، فعندما يحرك الخوف المخ، يعمل جزء من القلق الناتج عن هذا الخوف على تركيز انتباه المخ على الخطر الماثل، في الوقت الذي يستحوذ على العقل، هاجس البحث عن كيفية التعامل مع هذا الخطر، وتجاهل أي شيء آخر في ذلك الوقت.

ولكن، تأتي الصعوبة من القلق المزمن أو المتكرر الحدوث الذي يجعل المرء يدور في حلقة مفرغة دون أن يصل أبدًا إلى حل إيجابي، والتحليل الدقيق للقلق المزمن يبين أن له خصائص عملية مثل انفعالات الأعصاب، وعندها يصعب التحكم فيه ويأتي في صورة نوبات، ولا يقبل الأدلة المنطقية، ويحصر الإنسان المصاب به داخل قضبان رؤية واحدة جامدة للموضوع الذي سبب القلق.

وعندما تتكثف دورة القلق وتزداد إلحاحًا، تلقي بظلالها على خط التفكير فتحدث نوبات عصبية شديدة في شكل اضطرابات مثل المخاوف المرضية والوساوس ونوبات الذعر، ومع كل واحدة من هذه الاضطرابات يثبت القلق لدى الإنسان، حتى يصل إلى الخوف المرضي.

ويؤدي الفشل المستمر في التعامل الإيجابي مع البيئة الاجتماعية إلى شعور دائم باليأس وما يصحبه من اختفاء التوقعات الإيجابية والآمال في التعبير، وينظر العلماء إلى اليأس على أنه حالة وجدانية تبعث على الكآبة وتتسم بتوقعات الفرد السلبية نحو الحياة والمستقبل وخيبة الأمل أو التعاسة، وتعميم ذلك الفشل في كل محاولة.

إن اليأس أو القنوط إحساس معول الهدم الذي يحطم في النفس بواعث العمل ويُوهي في الجسد دواعي القوة؛ ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه: "الهلاك في اثنتين: القنوط والعُجب"، والقنوط هو اليأس، والعجب هو الإعجاب بالنفس والغرور بما قدمته. قال الإمام الغزالي: "إنما جمع بينهما: لأن السعادة لا تنال إلا بالسعي والطلب، والجد والتشمير، والقانط لا يسعى ولا يطلب، لأن ما يطلبه مستحيل في نظره"، واليائس ينقطع أمله، وينتفي طمعه في الحصول على شيء، ومعنى ذلك أنّ حركته باتجاه تحصيل ما يريد تتوقف أو تتجمّد أو تنتهي فلا يشعر أنّ الحركة ذات جدوى في بلوغ ما يؤمّل نفسه به.

من فضلك.. أشعل شمعة.

قيل في مأثور الكلام "بدلاً من أن تلعن الظلام أشعل شمعة" إن الفرق بين المتشائم والمتفائل هو الفارق بين من يرى نصف الكوب الفارغ ومن يرى نصفه المملوء، قد تتساءل، كيف يمكن للإنسان أن يكون متفائلاً وكل شيء حوله على غير ما يرام؟

قال ماركوس أودبليوس، إن حياتنا من صنع أفكارنا. معنى هذا أنه في وسعك أن ترى بين الظلام المحيط بك شعاعًا من ضوء، إن ذلك ممكن إذا استطعت الوصول إلى حالة نفسية إيجابية تكون فيها دائما على استعداد للمقاومة، وعلى استعداد لأن تكشف الخير الذي تنطوي عليه أسوأ المناسبات، وأن تستقبل الحوادث وفي نيتك أن تستفيد منها بقدر المستطاع، يقول عز وجل "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم".

إن الشخص المتشائم الذي ما يزال يحتفظ ببعض الإرادة باستطاعته أن يظفر بالتفاؤل عن طريق العادة التي يروض نفسه عليها، فيخلق في نفسه حالة جديدة تتحول فيما بعد إلى عادة حسنة، وسوف يغير المنظار الأسود الذي يرقب به الحوادث، وينظر إلى الأشياء بمنظار أبيض يرى الأمور خلاله بهدوء وسكينة واطمئنان فيكتشف الخير الذي يحركها. إن المثل المعروف يقول "اضحك.. تضحك لك الدنيا، ابك تبك وحدك"، الحياة أشبه ما تكون بمرآة تعكس الصورة التي تتلقاها منا، فلا تتوقع أن تجابه الحياة وأنت ساخط متبرم مكتئب ثم تجدها وقد فتحت لك ذراعيها.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أصبح وهو ساخط على الدنيا فكأنما أصبح يحارب الله تعالى". ولكن ما هو السخط؟. إن السخط دائما مرجعه لعدم فهمنا للحياة فنحن نقبل على النواة ونأكلها راضين ونترك الثمرة، ونرى الأرض مفروضة بالرياحين والورود فلا تهوى نفوسنا إلا البحث عن الأشواك لتدمي بها أقدامنا.

لا تنس، أنك ستجد دائما أمام عينيك صورة ما تحمله في نفسك فإذا توقعت الخوف والبغض فإنك ستجدهما أمامك، الأولى في صورة وسواس والأخرى في صورة الحسد والغيرة والغضب، أما إذا كنت من الذين لا تراودهم إلا أفكار صحيحة ومثل عليا وهدوء شامل، فسوف تجد أمام عينيك دائما الإخلاص والشفقة والاعتراف بالجميل.

هل التفاؤل طبع؟

نعم التفاؤل طبع، وإلى حد كبير فهناك الرجل المتفائل الذي يحمل بين جنبات نفسه مرحا وهدوءًا واطمئنانًا، إنه يشعر بأن الغد لابد أن يكون أفضل، هذا الرجل أينما حل يستقبل بالترحاب والقبول، وهناك على النقيض رجل يعد القلق والشك طابعه المميز، إن له نفسا مترددة لا تتوقع الخير، ومن المؤسف أن هؤلاء الذي يمتازون برهافة الحس يسهل أن يقعوا في مشاعر التشاؤم، فهم يحسون إزاء أول صدمة أنهم فقدوا كل شيء فتستولي عليهم خيبة الأمل ولا يدركون أن الأيام في تداول، مستمر وصروف الحياة إلى تغير دائم.

وهؤلاء لا يعرفون خلاصًا، رغم أنهم قد وهبوا العقل والإرادة لتغيير الواقع الأليم ولديهم الجمال يغمر الطبيعة من حولهم، ولكنهم لا يجدون إلا الحزن واليأس وقهر الليالي، إن هؤلاء قد تركوا ما لديهم من القوى المعنوية يضمحل، بعد أن وضعوا أنفسهم تحت رحمة المصائب وباتوا يهدمهم الشك والسأم وتشل نشاطهم الأمراض. قد يكون التشاؤم اتجاها في الحياة يتخذه البعض وقد يكون طبعًا مرسومًا في سلوك البعض الآخر، ولكن لابد وأنه قد حان الوقت لأن يتغير هذا كله فليس هناك مستحيل إذا صحت العزائم وقويت الإرادة.

وقد تتساءل كيف أغير من نظرتي المتشائمة للحياة ولكثير من أمورها؟ إنك إذا سألت هذا السؤال، فهذا يعني أنك غير راض عن هذا الاتجاه، وأنك تريد بالفعل أن تغير من نفسك، وهذا في حد ذاته شيء طيب. بداية إنك لن تحقق تفاءل النفس إلا إذا اخترت من تخالطهم، والقول المأثور يقول، قل لي من تخالط من الناس، أقل لك من أنت، فلكي توجد لنفسك التفاؤل، ابتعد عمن لا يثقون بأنفهسم ومن يترددون في كل عمل وكذلك الحاسدين والمتشائمين الذين يتضجرون دائما لغير ما سبب مفهوم.

إن التفاؤل مثله مثل الإحساس بالسعادة ينتقل بالعدوى، ومهما كنت ميالا للتشاؤم فإن مصاحبتك للمتفائلين سوف تجعلك تحاريهم في تفاؤلهم حتى يتحول هذا النهج عندك إلى عادة، إذن فالمبدأ الاول أن تختار من رفاقك من تستشعر إقبالهم على الحياة الهادئين في باسطة، الذي يتوقعون الخير دائما ويعملونه، ولن تكون متفائلا إلا إذا أحببت عملك وأخلصت له فأكثر الأعمال إنتاجا مها جاء ثمرة ليدين تعملان في مرح وبح، فأنت لن تستطيع أن تكون متفائلا إلا إذا حققت أهدافك، وأنت لن تحقق أهدافك إلا إذا أحببت ما عملت وأقبلت عليه في مرح.

فلتعشق عملك، فإنك لن تشعر بأعمق من الابتهاج الذي يساورك عندما ترى العمل الذي تقوم به يزداد اتقانا وتحسنا بفضل مجهودك، وويل للشخص الذي يتنهد في عمله فإن في تنهداته تطويقا لعنقه بالبؤس، واستئنافا لحياة أشبه بحياة الأشغال الشاقة في السجون، ولن يكون عمل مثل هذا الشخص منتجا، ولن يصيب هدفا ما، إنه قد يستمر بعض الوقت ولكن الفشل لن يلبث أن يصيبه سريعًا.

ومهما يكن العمل الذي تقوم به فلا تؤديه بملل، ولكن أده بكل جوارحك، وسوف ترى كيف أصبح تنفيذه سهلا يسيرًا، ومهما بذلك من جهد أو طاقة، فإن هذا بمثابة الثمن الذي تدفعه لتحقيق أهدافك ومطامحك في الحياة، وهذا أخيرًا هو ما سوف يدفعك إلى الإحساس بالتفاؤل، يقول "أندريه موروا" الكاتب الفرنسي الشهير عن عمله: "إنني أدخل مكتبي في الساعة الثامنة صباحًا وأتابع بحثي في سير الناس ونظرياتهم وابتكاراتهم حتى الساعة الواحدة، ثم أستأنف عملي من الثالثة إلى السادسة مساء، لكنني عندما أشرع في كتابة قصة، لا أراعي هذا النظام بطبيعة الحال وإنما أسافر إلى فرساي حيث احتل غرفة في المنزل القريب من الحدائق، وهناك أقوم بعملي دون نظر إلى الوقت أو مواعيد الطعام". هذا هو حب العمل الذي ينسي صاحبه طعامه ووقته من وثم تتحقق الأهداف الكبيرة، لذلك لا تتقهقر إذا صادفتك في عملك بعض العقبات، ولا تنس أن الحلاوة تنطوي بين شهدها المرارة، وفي النهاية عندما تنظر إلى النتيجة التي وصلت إليها، سترى أنك كنت على حق، حين أديت عملك بالثقة والحماس والحب.

وأنت لن تكون متفائلا إلا إذا حققت توازنا بين روحك وجسمك، بين عقلك وبدنك، فبين الجسم والعقل صلة مستمرة، فأنت لا تفكر بعقلك فقط، لكن بكل جسمك، ولعلك لاحظت مدى انشراحك حين تبدأ عملك وجسمك مستوف حظه من الراحة، كما أنك لا تستطيع أن تنكر التغييرات التي تحدث في كيانك عندما توحي إلى جسمك الكادح إيحاءات تسعده كأن تقول: "إنني في مقتبل العمر.. إنني في أتم صحة.. إنني في أطيب حال". إنك بهذا الأسلوب تبعث في جسمك الحافز الذي يجعله يستعيد توازنه المفقود، واهتمامك بصحتك وصيانتها يمنحك الثقة والأمل في تقبل ما تلقي إليك به الحياة.

يقول أوريزون ماردن: "إذا كنت تطمع في الحصول على الصحة، فلا تسمح لنفسك قط بأن تفكر في أن المرض قد يجد إليك سبيلا". اتخذ لنفسك دائما سمة الأصحاء، فكر في الصحة، وأوح إلى نفسك أن الصحة ملك يمينك، ولكن، قد تسأل وما هو السبيل لكي تضمن لنفسك صحة جيدة؟.. يجب أن تعلم أن النفس والجسم كل لا يتجزأ، فلكي تحصل على الإحساس بالتفاؤل والأمل ينبغي أن تتمتع بصحة جيدة وحيوية قوية، وحيوية الجسد معناها قوة تكوينه. وكل منا يستطيع أن يروض نفسه على اتباع القواعد الصحية، الجسدية، والنفسية، إذا رغب في ذلك، ولكي تصل إلى ترويض نفسك عليك ترويض اللاشعور عن طريق الإيحاء الذاتي، فهل تريد أن تعرف الدور الذي يلعبه اللاشعور في نفسك؟

عندما تضع قطعة من الثلج في كوب ماء، تشاهد أن تسعة أعشار القطعة غارقة في الماء، والعشر الباقي طاف فوقه، وهذا هو الحال في حياة الذهن الواعية التي يمثلها عشر قطعة الثلج، أما الجزء غير الواعي فيمثله تسعة أعشار القطعة، ومن هذا الجزء غير الواعي تنبع حركاتك المعتادة وأخلاقك وتفكيرك ووجودك الكامل، وما يهمنا معرفته وترويضه في حياتنا هو اللاشعور إذ ينبغي أن نعرف أن عقلنا الواعي يمكن أن يؤثر بشدة في عقلنا غير الواعي.

والآن، لكي نكون متفائلين ينبغي أن نزيد هذا التفاؤل وأن نغرس في نفوسنا إحساسا لا شعوريا به، وإذا جعلنا النجاح هدفا لنا فإن سبيل تحقيقه يكون هو الإيحاء الذاتي، وفضلا عن ذلك يجب على كل منا أن يحصن نفسه بالإيمان بالله.

برنامج للتفاؤل

وضع العالم النفسي "إميل كويه" برنامجا للتفاؤل قوامه معرفة الأشياء التي ينبغي علينا معرفتها واتباعها ويتكون هذا البرنامج من نقاط ثلاثة:

1- ليكن اهتمامك للجسم والنفس في وقت واحد وبلا انقطاع، وذلك بتحقيق التوازن والرعاية، فكل من النفس والجسم مكمل للآخر.

2- كل من يعيش في الحياة بغير هدف يرنو إليه، يكتب لنفسه الموت بيديه.. فاجعل لنفسك هدفا وابذل الجهد لتحقيقه.

3- عندما أدعوك للتفاؤل، فلست أعني –بحد كلام إميل كويه- التفاؤل الخامل الذي ينطوي على طرح العمل والجد جانبا، بل أقصد التفاؤل الإيجابي الذي يمكن أن يعبر عنه بثلاث كلمان، الثقة، الإرادة، التوجيه الحسن.

يجب أن تتخذ من النظام شعارًا لك في الحياة، وهذا يتطلب منك برنامجا صغيرا، فعندما تستيقظ في الصباح، يجب أن ترتب ما تنوي عمله خلال النهار كله، وفي المساء، استعرض ما مر بك من حوادث اليوم، وقومه وعالج ما تجده منافيا لما جبلت عليه نفسك من أخلاق وقيم وعاهد نفسك أن تكون في يومك التالي أفضل عملا واسعد حالا، ثم استغرق في النوم بعد ذلك وأنت تكرر ذلك لنفسك عدة مرات، فعلى الإنسان وحده أن يجعل من الحوادث معينا له.

الكثير من الناس ينهزم أمام الحوادث وقلة هم الذين يقاومون ويستمرون، والإنسان الصعيف الذي تهزه الحوادث لن يكون متفائلا ابدا، فهو على الدوام يتوقع حادثة تعكر عليه صفو حياته، فإذا حدث ما لا يروق له شعر وكأن الدنيا قد انقلبت عليه، وأنه خسر كل شيء، إن الصخرة العاتية التي تعترض طريق الضعيف فتصده وتجعله بعيدًا عن غايته، هي نفس الصخرة التي يلقيها القوي في حفر الطريق لكي يجعله ممهدًا.

أمر آخر عليك أن تتبعه حتى تحصل على التفاؤل، وهو أن تكون نافعا للآخرين، ولا تكون أنانيا بل كن صاحب مروءة، كريم الخلق تفعل الخير دائما. ولا تنس أن الرجل الخدوم العطوف الكريم، يجد من يخدمه في أي مكان يحل فيه اعترافا بجميله وخدماته للآخرين، تأكد أنك إذا زرعت الإحسان فسوف تحصد السعادة والتفاؤل.

والأهم، هو أن تغمر نفسك بالإيمان حتى تصفو روحك ويطيب لك العيش، إن الإيمان هي صفة النفس الراضية المطمئنة، وهي النفس التي لا تزعزعها الحوادث ولا تقلقها الأحداث ولا تمرضها الكوارث، تمر بها الأيام والليالي بما فيها من أهوال يشيب لها الولدان فلا تجد فيها منفذا تنفذ منه، تجدها صخرة صماء ترفرف عليها أعلام الرضوان، والإيمان يجعلك دائما قويا لا يعرف اليأس طريقا إليك.

تكلفة التشاؤم وعائدات التفاؤل

للتشاؤم تكلفة طبية، وبالمثل هناك أيضا ميزات للتفاؤل، فقد تمت عملية تقييم لدرجة التفاؤل والتشاؤم على 122 مريضا أصيبوا بأول أزمة قلبية، توفي 21 مريضا بعد 8 سنوات من بين 25 مريضا كانوا أكثر المرضى تفاؤلا، ثبت أن استشرافهم الذهني كان أفضل مؤشر على بقائهم على قيد الحياة، أكثر من عوامل الخطورة الطبية التي تسببها الأزمة القلبية الأولى، وانسداد الشريان، ومستوى الكولسترول، أو ضغط الدم، وأظهر بحث آخر أن من أجروا عملية تحويل شريان وكانوا أكثر تفاؤلا شفوا بسرعة أكبر، وبمضاعفات أقل، في أثناء وبعد الجراحة، مقارنة بالمرضى الأكثر تشاؤما.

والأمل له قوة شافية أيضا مثل التفاؤل، فمن ينظرون للحياة بقدر كبير من الأمل، هم أفضل من يتحملون الشدائد القاسية، بما فيها المشاكل الطبية الصعبة، فقد أثبتت دراسة على عدد من المصابين بالشلل الذين أصيبوا في نخاعهم الشوكي، أن من تمسكوا بالأمل أكثر من غيرهم، تمكنوا من تحقيق استعداد جسدي للحركة، مقارنة بنظرائهم في درجة الإصابة، لكنهم كانوا أقل أملا في الحياة، والأمل يؤثر تأثيرا كبيرا في حالات الشلل الناتج عن إصابة النخاع الشوكي، خاصة أن هذه المجالات تقتضي أن يظل شاب –مثلا- أصيب بالشلل من حادث وهو في العشرينيات على قيد الحياة، وسوف يظل هكذا بقية حياته، فكيفية استجابته العاطفية لهذه المأساة، هي التي تحدد فعالية أكبر لما يبذله من جهود اجتماعيا وجسديا.

أما عن أثر التشاؤم والتفاؤل في الصحة، فإن ذلك مسألة مفتوحة ولها تفسيرات عدة، وتشير إحدى النظريات إلى أن التشاؤم يؤدي إلى الاكتئاب الذي يتدخل بدوره في إضعاف مقاومة جهاز المناعة للأورام والعدوى، غير أن هذه النظرية لم تثبت حتى الآن، أو أنها تؤدي إلى أن يهمل المتشائمون أنفسهم، فقد أظهرت بعض الدراسات أن المتشائمين يدخنون ويتعاطون الخمور أكثر من المتفائلين، ويمارسون الرياضة أقل منهم، أي أنهم عموما يهملون العادات الصحية، وقد يأتي يوم نكتشف فيه أن سيكولوجية الأمل في حد ذاتها تساعد في معركة الجسم البيولوجية ضد المرض.

هل أنت متفائل؟

هذا الاختبار يمكن أن يصلح مقياسا تقيس به حالاتك النفسية في كافة وجود تطوراتها، ويكفي أن تشعر بأن تفاؤلك ليس على ما يرام فتلقي على نفسك الأسئلة الواردة هنا لتتعرف بعد ذلك على مدى ما أنت عليه من تفاؤل أو تشاؤم.

- هل تفضل الموسيقى الخفيفة المرحة عما عداها من أنواع الموسيقى؟
- هل وفقت في معظم الأعمال التي توليتها؟
- هل تستطيع التمسك بالصبر والحلم في المواقف التي تثير الغيظ والغضب عادة؟
- هل تنسى سريعا ما يصيبك من فشل؟
- هل تؤمن بأن الاختلاط بالناس يجلب إليك المتعة والسرور؟
- هل تشعر غالبا بالنشاط والحماسة عندما تستيقظ في الصباح؟
- هل نوبات الكآبة والانقباض التي تصيبك قليلة نادرة؟
- عندما تكون وحدك هل تفكر غالبا في أشياء سعيدة؟
- أتقتعد أن مقدار السعادة في لادنيا أكثر من مقدار البؤس؟
- هل يصفك الناس بالإقدام والتأهب؟
- هل تعتقد أن العمر سيمتد بك حتى تبلغ الشيخوخة؟
- هل تعتقد أن دخلك سيزيد؟
- هل تحس بالرضا عن الناس في أغلب الأحيان؟
- هل تكثر من الابتسام؟
- هل من السهل أن تضحك؟
- هل تميل إلى سرد القصص المرحة؟
- هل تستطيع أن تتبين المواقف المرحة في أوقات الشدة؟
- هل تعتقد أن العالم يسير إلى الأحسن؟
- هل تميل إلى مواساة الناس عندما يتخلى عنهم الحظ؟
- هل تظل نشيطا طوال اليوم؟

* الإجابة بنعم: 5 درجات - الإجابة بلا: صفر

م مجموع الدرجات درجة التفاؤل
1 75 – 100 درجة متفائل وتنظر للحياة نظرة سليمة
2 50 – 70 درجة تفاؤلك يبلغ درجة عالية
3 أقل من 50 درجة أنت متشائم

هل أنت مسرف في القلق؟
القلق من المفاهيم المرتبطة ارتباطا وثيقا بالتشاؤم، وكل إنسان منا قد يستسلم للقلق إلى حد ما، وهذا أمر طبيعي، فلولا القلق الحكيم بصدد المستقبل ما كانت هناك قوانين لصون سلامة الناس، على أنه لا حاجة بنا إلى أن نجعل من القلق مصدرا للاضطراب والانزعاج، والقلق لا يغدو كذلك إلا حين نتمسك به بلا داع، وفي هذه الحالة تتوقف درجته على طباعنا، ويضاف غليها ما يلقاه الكثيرون في صغرهم من تجارب تجعلهم دائما في خوف من الحياة وعدم اطمئنان لها، فإن شئت أن تعرف ما إذا كنت مسرفا في قلقك أو معتدلا، فأجب عن هذه الأسئلة:

- هل تظل تتقلب في فراشك تستعرض أحداث اليوم قبل أن يواتيك النوم؟
- هل تشعر حين تستيقظ في الصباح بتعب أو بانقباض وخوف مبهم؟
- هل تراودك الأحلام المزعجة كثيرا؟
- هل تعاني من سوء الهضم والصداع والأرق؟
- هل تعاني من مركب نقص يجعلك تكره أن تقابل الغرباء الذين لا تعرفهم، أو أن تنافس سواك في مضمار الحياة؟
- هل تطيل التفكير في أخطائك وزلاتك وتضخم لنفسك معانيها وقيمتها؟
- هل نظرتك للحياة قاتمة؟
- هل تنزعج حين تبدو أولى أعراض المرض عليك أو على أفراد أسرتك؟
- هل ضيعت على نفسك فرصا لأنك خفت أن تنتهزها؟
- هل يصور لك الوهم مصائب لا تحدث قط، وله تتحسر وتندم باستمرار على أعمال أتيتها في الماضي؟

م عدد مرات الإجابة بنعم درجة القلق
1 من 7 أو أكثر رجل غير مطمئن سهل الاستثارة
2 من 3- 6 لا بأس عليك، لكن مع بعض القلق
3 1- 2 رجل عادي

وفي النهاية تفهم جيدًا هذين البيتين علهما يرسمان لك طريق الأمل.

يَفيضُ من أملٍ قلبي ومن ثقةٍ.. لا أعرٍفُ اليأسَ والإحباطَ في غَمَمِ
اليأسُ في ديننا كُفْرٌ ومَنْقَصةٌ .. لا يُنبِتُ اليأسَ قلبُ المؤمنِ الفَهِمِ



#على_حسن_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجيش المصرى خط احمر
- فتامين الثقة المحاضرة الثالث للتنمية البشرية
- الهروب من الغضب المحاضرة الرابعة فى التنمية البشرية وتطوير ا ...
- الخروج من الكهف, المحاضرة الثانية ( تنمية بشرية )
- النمط الإستراتيجي الأميركي في إدارة الأزمات الدولية ( ادارة ...
- رحالة الى الذات محاضرة تنمية بشرية
- حل المنازعات عن طريق التحكيم


المزيد.....




- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - على حسن السعدنى - الطريق الى الامل المحاضرة الخامسة تنمية بشرية