أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - على حسن السعدنى - رحالة الى الذات محاضرة تنمية بشرية















المزيد.....



رحالة الى الذات محاضرة تنمية بشرية


على حسن السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 4095 - 2013 / 5 / 17 - 22:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحاول المرء باستمرار التعرف على ذاته وتحديد معالمها ويكون ذلك بشكل ملحّ في مرحلة المراهقة ويستمر بقية الحياة تبعاً لما يحل عليه وعلى بيئته من تغيير، وتتميز فكرة الفرد عن نفسه بالتفرد، ولكنها عرضة للتعديل بتأثير الظروف البيئية والاجتماعية التي تحيط به، وبوجهة نظر الآخرين عنه، فالفرد قد يرى نفسه بصورة ايجابية أحياناً، وبصورة سلبية أحيانًا أخرى، إلا أنه بصفة عامة له تصور شبه ثابت عن ذاته.

وللبيئة الثقافية للفرد، مع حصيلة خبراته الحياتية، أثر كبير في بناء شخصيته، أو بمعنى آخر هويته، فالطفل منذ وقت مبكر يبدأ في تكوين هويته متشبهاً بالأشخاص المهمين في البيئة من حوله، ففي الوقت الواحد يتشبه بأمه وأبيه أو أحد إخوته أو معلمه، إلا أن هذا الخلط يفرز شخصية متشعبة ذات أدوار مختلفة، مفككة الأوصال، أما المراهق فلأن خبراته الحياتية لا تزال محدودة فإنه يكون مذبذباً وغير متيقن من أمره وهو يسعى إلى تحقيق ذاته وتكوين هويته، لذلك تراه يلعب أدواراً متضادة، فمثلا في نفس الوقت يكون مستقلاً ومعتمداً على غيره؛ جريئاً وجباناً؛ متحدياً وخاضعاً؛ جدياً وغير مكترث، وعليه في النهاية تخليص نفسه من لعب هذا الدور المزدوج ومن أن يكون نسخة من غيره، لكي يبدأ في تكوين هويته الخاصة به متجاوزاً هذه المرحلة الانتقالية.

وفي الحقيقة أن ذلك لن يتأتى إلا بعد أن يكتسب الفرد مزيداً من الخبرات الحياتية ويتعرض للمفاهيم الثقافية والأخلاقية والدينية الخاصة بمجتمعه، وفى حالة أن يسير كل شيء على ما يرام، فإنه يخرج من هذه المرحلة الانتقالية إلى مرحلة أخرى وهي مرحلة استكمال بناء الهوية الخاصة به.

تحقيق الذات
ذات الفرد هي نتاج الخبرات التي يمر بها، وتقييم الفرد لذاته يتولد من الصغر تدريجياً مع الرغبة في تحقيق الذات المثالية التي يحلم بها، وغالبا ما يسعى الإنسان إلى تحقيق ذات واقعية تتواءم مع إمكانياته وخبراته ودرجة تكيفه مع بيئته بدلاً من السعي لتحقيق ذات مثالية غير واقعية، ويساعد استغلال الإمكانيات الذاتية الكامنة على تطوير الذات الحقيقية إلى تلك الواقعية التي تحقق للشخص السلام والوئام مع نفسه وبيئته.

يقول عالم النفس الأمريكي "إبراهام ماسلو" في هذا السياق: أن الإنسان يولد وهو محفز لتحقيق احتياجات أساسية في شكل هرمي بدءًا بالحاجات الفسيولوجية كالجوع والعطش، مرورًا باحتياجات الأمن والسلامة ثم احتياجات الانتماء والتقبل من المجموعة، وصولاً إلى احتياجات اعتبار واحترام الذات في قمة الهرم، وبعد تحقيق كل هذه الحاجات يجاهد الإنسان لتحقيق ذاته ليصل إلى أسمى مراحل الاكتفاء الذاتي والسلام مع نفسه، ويذهب ماسلو إلى وصف هؤلاء الذين حققوا ذاتهم بأنهم واقعيون، متقبلون لأنفسهم وللآخرين، تلقائيون، مركزون على أهدافهم وعلى حل مشاكلهم، مستقلون، ديمقراطيون، ويتمتعون بروح الخلق والإبداع.

أما الدراسات التي قام بها "كارل روجرز" في مجال التحليل النفسي فقد ساعدته على الإتيان بنظريته وطريقة علاجه المتمركزة حول الفرد والتي تهدف أساساً إلى مساعدته لكي يحقق ذاته وتقول النظرية: "الإنسان يولد ولديه دافعية قوية لاستغلال إمكانياته الكامنة لتحقيق ذاته وليسلك بطريقة تتوافق مع هذه الذات، وقد يحتاج الإنسان إلى إنسان آخر يظهر تفهماً ويبدي تعاطفاً كاملين لكي يساعده على استنباط هذه الإمكانيات الكامنة واستقلالها لكي يحقق ذاته"، لذلك يعمد المعالج بهذا الأسلوب العلاجي على مساعدة الفرد على استكشاف واستغلال إمكانياته المعرفية الذاتية في جو من"القبول الكلي الغير مشروط" للفرد "والمتفهم، والمتعاطف" بدون انتقاد وبرضاء كامل سعياً وراء تحقيق الفردية وتكوين الذات.

والافتراضات الأساسية لنظرية كارل روجرز هي أن لكل إنسان الحق الكامل لأن يكون مختلفا في الرأي والمفاهيم والسلوك، وأنه يتصرف بما تمليه عليه معتقداته ومبادئه، أي أن يكون سلوكه وتصرفه متوافقا مع أفكاره وحرية التصرف هذه يجب أن تتوافق مع القوانين العامة، ولا تمس حقوق وحرية الآخرين وبما أنه حر في اختيار نمط سلوكه، فهو مسئول عن تبعات ذلك السلوك، أما الأهداف فهي تحقيق الذات، من خلال تكوين شخصية متماسكة وقوية ومستقلة وتلقائية لا تضع اعتباراً كبيراً لما يقوله الآخرون وتأكيد الذات من خلال تقبله ورضاه عن نفسه.

فمن سمات الأسلوب الاستكشافي غير الموجه في العلاج النفسي المتعارف عليه في الغرب أن يساعد الفرد على استكشاف خفايا أفكاره ورغباته وأحلامه وأمانيه من خلال كلامه وتعبيراته، وكذلك استكشاف مكامن العقد النفسية في دواخله، والمريض هو العامل المحرك في العلاج، أما المعالج فهو العامل المساعد فقط، غير موجه أو متخذ دور أبوي أو قيادي، والقاعدة الأساسية هي إرساء فردية واستقلالية المعالج، واعتماده على نفسه، وتحميله المسؤولية نحو علاجه.

احترام الذات
يعني اعتقاد الشخص المكون عن نفسه أو تقييمه لنفسه من حيث إمكانياته ومنجزاته وأهدافه ومواطن قوته وضعفه وعلاقاته بالآخرين ومدى استقلاليته واعتماده على نفسه، وقد يكون احترام الذات عالياً أو منخفضاً لدى الشخص ويتكون هذا التقدير للذات أو يتشكل منذ عهد الطفولة، وذلك وفقاً للتجارب التي يتعرض لها بصورة متكررة، فإذا ما كانت هذه التجارب قاسية ومؤلمة، مثلا اعتداء بدني أو نفسي أو جنسي متكرر أو حرمان أو إهمال عاطفي يتكون لدى الطفل انطباع سلبي كبير عن ذاته مصاحباً بمشاعر الخوف، والخجل، والجبن، والتردد مع الكآبة وعدم الثقة بالنفس أو بالآخرين، وانعدام الدافعية، والفشل المتكرر في أي أمر يقدم عليه.

والوالدان يسهمان بدون وعي في تكوين هذا الانطباع السلبي لدى الطفل نحو نفسه وذلك من خلال تعاملهما معه، فبعض الآباء يبادرون بانتقاد ولوم وتأنيب ونعت أبنائهم بصفات سيئة، ويعمدون إلى ضربهم وإذلالهم لأقل خطأ معتقدين أن هذا هو الأسلوب الأنجع في التربية، ولكنهم لا يدرون أن تصرفهم المكرر هذا يعوق بناء شخصية الطفل السليمة ويترك انطباعاً مستمراً بأنه غير محبوب ولا يصلح لشيء، وأنه فاشل ويختلف عن الآخرين، فأسوأ شي يمكن أن يفعله أب هو أن يعمد بصورة متكررة إلى ضرب وإهانة الابن وفي نفس الوقت نعته بصفات قاسية كالفاشل، أو لا يصلح لشيء، بليد، قبيح، كريه أو ما شابه، فتكرار هذه النعوت عندما يكون الطفل في حالة نفسية سيئة قد تنطبع ويؤمن بها عقله الباطني الذي يعمل على أن يكون الصبي كما نعت به تماماً مستقبلاً.

وقد ينشأ اعتبار الذات الضعيف نتيجة لظروف حياتية سلبية متراكمة ترافق نمو الطفل، مثلاً بسبب طلاق الوالدين وتفكك الأسرة أو نتيجة لمعاملة سيئة من زوج الأم، أو يكون هنالك عدم استقرار في حياة الطفل واضطراره للتنقل من أسرة لأخرى بسبب تفكك أسرته والمعاملة السيئة، أو الحرمان العاطفي من الأسرة الجديدة، والفشل المتكرر عند البعض قد يخلق لديهم الاعتقاد بأنهم فعلا فاشلون ولذلك يقدمون على كل عمل وهم يتوقعون الفشل ويتنبئون به مسبقاً ولذلك لا يحصدون إلا فشلاً جديداً وهذا يدعم الاعتقاد الأصلي لديهم بأنهم لا يصلحون لشيء، وأنهم فاشلون، واعتبار الذات المنخفض يترك العنان لذلك الصوت الداخلي الخافت الناقد، الرافض، المستنكر، المثبط للهمم الذي يدفع إلى التردد عند مواجهة أي تحدي مع الاستسلام أو الهروب مبكراً.

فيما ينشأ اعتبار الذات القوي عن صورة الذات الايجابية المدعومة بالثقة وقوة الإرادة والتصميم، ولا يحدث هذا إلا إذا كان الشخص واثقاً ومعتداً وفخوراً بنفسه، ومتقبلا ًومتوافقاً مع ذاته والآخرين، والتنشئة والخبرات التي يمر بها الفرد منذ طفولته المبكرة، والتجارب والخبرات الحياتية المؤثرة خلال نموه لها أثرها الكبير في بلورة اعتبار الذات هذا، فكلما كانت التنشئة سليمة في جو يكفل للطفل احتياجاته الأساسية العاطفية والفيزيولوجية والأمنية، كلما كان اعتبار الذات ايجابياً وانعكس ذلك على شخصية الفرد بادياً في اعتداده بنفسه، وثقته في ذاته التي تدفعه لتحقيق أهدافه في الحياة، كما أن التجارب الايجابية التي تحقق النجاح المتكرر تسهم في دعم اعتبار الذات.

ولكي تقهر اعتبار الذات الضعيف عليك اتباع النصائح التالية: لا تسترسل في انتقاد نفسك، وأسكت ذلك الصوت الداخلي الخافت الناقد اللائم، فقد تخطيء أو قد تفشل، هذا طبيعي لأنك إنسان كغيرك يخطى ويصيب، واجعل الفشل يكون دافعاً جديدا لك للنجاح ولا تحاول إرضاء الآخرين ضد مبادئك، وعلى حساب مشاعرك، وتعود على أن تقول لا عند اللزوم وبلا تردد، وكن صادقا مع نفسك، وواجه مشاكلك ومخاوفك بدلاً من الهروب، وركز على أهدافك واجعل من نجاحاتك السابقة دافعاً لنجاح جديد، وردد تأكيداتك الايجابية لنفسك باستمرار مثلاً أنك ناجح، مصمم، واثق بنفسك، قوي، سعيد الخ. هذه الإيحاءات يتقبلها عقلك الباطني ويحققها لك.

صورة الذات
صورة الذات تعني نظرة الفرد لنفسه وما يستخلصه من ذلك مقارنة بالآخرين من حيث الشكل، والمظهر العام والسلوك، ومن هذه الصورة يتكون الانطباع العام عن الذات، سلبياً كان أم إيجابيا، وغالباً ما تؤدي صورة الذات السلبية إلى احترام ضعيف للذات. وصورة الذات تكون محط اهتمام المراهق، فهو يهتم كثيراً بصورته المكونة عن نفسه، لذلك تراه يهتم بمظهره الخارجي من ناحية لون وطبيعة البشرة، وتصفيفة الشعر، وهيكل الجسم. ويمضى الساعات الطوال أمام المرآة ليقنع نفسه بصورته النهائية، وبالرغم من ذلك لا يقتنع تماماً لأن لديه صورة ذات خيالية يصعب عليه تحقيقها.

البعض، وخاصة القلقون منهم، له حساسية مفرطة لصورة ذاته لتوهمه أن الآخرين يلاحظون عليه أشياء سلبية كثيرة، ولذلك هو يعتقد أنه محط أنظار واهتمام الآخرين الذين يتلصصون عليه بنظراتهم الخفية التي تركز على بعض عيوبه. ذلك الوهم يجعله يشعر بحرج شديد وتوتر وخجل أمام الغرباء، ولذلك هو يحاول أن يتجنب كل المواقف التي تعرضه لهذه المشاعر، هؤلاء ذوو الحساسية الذاتية الزائدة أو الواعون لذاتهم، تجدهم خجولين، يعانون من الخوف الاجتماعي، ضعيفو الثقة بالنفس، مترددون وذوو احترام ذات ضعيف.

وللاحتفاظ بصورة ذات إيجابية عليك أن تكون أمينًا مع نفسك، وقر بمواقفك، وعواطفك وسلوكياتك السلبية والمثبطة التي تعوق نجاحك، وأن تتقبل نفسك كما أنت، وتتحمل المسؤولية عن تقصيرك وفشلك، وسامح نفسك على أخطائك، وكن متسامحا مع الآخرين، وكن مؤمنا بنفسك وبإمكانياتك وتوقع النجاح في كل خطواتك وعليك أن تخطط جيداً لأهدافك، وتثابر على تحقيقها وتخلص من ذلك الصوت الخافت المثبط والناقد واستبدله بآخر مشجع ومحمس وكن مرنا وتوفيقياً، ولا تتعصب أو تتمسك برأيك ومواقفك، وكن منفتحاً ومتفهماً لرأي غيرك وحافظ على علاقات جيدة مع الآخرين وكن ودوداً ومتقبلاً للآخرين واستعن برأي ونصيحة من لهم خبرة أكثر منك قبل اتخاذ قرارك، وثق بنفسك وكن موضع ثقة الآخرين، ولا تكن انطباعياً وتمهل قبل أن تصدر أحكامك عليهم.

بناء الذات
إن الذات بناء معرفي يتكون من أفكار الإنسان عن مختلف نواحي شخصيته فمفهومه عن جسده يمثل الذات البدنية، ومفهومه عن بنائه العقلي يمثل مفهوم الذات المعرفية، أو العقلية، ومفهومه عن سلوكه الاجتماعي مثال للذات الاجتماعية، ويركز علماء النفس الإنساني على بناء الذات عن طريق الخبرات التي تنمو من خلال تفاعل الإنسان مع المحيط الاجتماعي، ويطلقون على العملية الإدراكية في شخصية الإنسان "الذات المدركة" والتي من خلالها تتراكم تلك الخبرات، فيتم بناء الذات ويكُون الفرد مفهوماً ًعن ذاته، ولما كانت الذات هي شعور الفرد بكيانه المستمر وهي كما يدركها وهي الهوية الخاصة به وشخصيته فإن فهم الذات يكون عبارة عن تقييم الفرد لنفسه، أو بتعبير آخر هو مجموعة مدركات ومشاعر لدى كل فرد عن نفسه.

ومما تقدم نرى أن بناء الذات يخضع للمعايير السائدة في المجتمع، فالفرد يؤثر في الآخرين ويتأثر بهم، وبمقدار هذا التأثر ونوعه تتشكل ذاته، إلا أنه ينبغي الالتفات إلى أن الفرد ليس منزوع الإرادة، بل إن له دور فعال في بناء ذاته مصداقا لقوله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، فهذه الآية الكريمة تدلل على أن عملية بناء الذات للفرد أو لمجموعة أفراد يتطلب وجود دافع قوي لعملية التغيير. فالفرد في عملية التغيير لابد أن يميز بين الصالح والطالح وليس كل ما يملى عليه يلزم به، حيث أن المطلوب منه في هذا السياق هو التمييز بين ما هو إيجابي وما هو سلبي.

ويخضع بناء الذات إلى توافر القدوة الحسنة من علماء ربانيين وتوافر الموعظة وضرب الأمثال والترغيب والترهيب ثم التأديب، قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة)، وقال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير هذه الآية اعملوا بطاعة الله واتقوا الله وأمروا أهليكم بالذكر ينجيكم الله من النار، وبهذا المعني يقول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام (أي علموهم وأدبوهم). فوقاية الفرد من النار من خلال الالتزام بما أمر الله إذن هي غاية مهمة في بناء الذات، تتطلب ممن يكون مسؤولا عن التنشئة الأسرية مسؤولية تربوية فيها من الرعاية والتوجيه لوقاية الذات من الانحراف، كما تتطلب عملية بناء الذات تنمية الضمير منذ الطفولة من خلال التعريف بما حرم الله والإسهام في بناء الفكر وتقديم يد العون والمساعدة وتقديم كل ما يمكن تقديمه لبناء ذات قوية ناشئة في حب الله وطاعته ليكون الفرد عنصرًا مفيدًا لنفسه ولأسرته ولوطنه ولأمته، على عكس البناء السلبي للذات الذي يبنى على أساس الابتعاد عن الله وبالتالي يكون الفرد مهددا لحياته ولأسرته وللمجتمع.

الشخصية:
من التعاريف الشائعة للشخصية تعريف "جيلفورد" والذي يعرف الشخصية على أنها "ذلك النوذج الفريد الذي تتكون منه سمات الشخص"، في حين يعرفها كاتل على أنها "ما يمكننا من التنبؤ بما سيفعله الشخص عن ما يوضع في موقف معين".

إن تطور الشخصية الإنسانية يتأثر بنظام معقد من المتغيرات التي تسهم في تكوين الشخصية وتطورها فالمورثات تعد أساسية في تحديد وتطور الشخصية في حين تعتبر الغدد الصم والجهاز العصبي والانفعالات والدوافع عاملا آخر في تطور شخصية الإنسان، ولا يقتصر الأمر على ذلك إذ يضاف أليه المحددات الاجتماعية والحضارية التي لا يستهان بدورها في تشكيل شخصية الإنسان. ولو تعمقنا في الموضوع سنجد أن إسهامات الوراثة تبدو واضحة في نمو الشخصية الإنسانية، فالوراثة يمكن تقسيمها إلى شكلين الأول وراثة بيولوجية وهي التي يرثها عن أسلافه في شكل كرموسومات والثاني يمكن أن نسميه الوراثة الاجتماعية التي يعني كل ما يحصل عليه الفرد من الأجيال السابقة بصورة أعراف وتقاليد وعادات ومهارات.. لكننا نلاحظ حدوث صراع بين الجيل الحديث والقديم لاختلاف الأنساق القيمية إلا أن وجود الثوابت لا يمكن تجاهله أو إلغاؤه.

والثوابت بطبيعة الحال كثيرة فمثلا الصدق والأمانة مهما تغيرت الأجيال تبقى مطلوبة لدى الجيل الجديد بينما هناك تصرفات تتغير ولو في بادئ الأمر تلقى مقاومة ولكن تتباين من أسرة لأخرى ومن أفراد لآخرين كتسريحة الشعر والملبس على سبيل المثال لا الحصر، ولو تصورنا أنه قد بُعث الجد السابع إلى الحياة فإنه حتماً سيندهش من ملبس أحفاده، ولربما يشمئز إلا أنه سيبدي ارتياحه لو وجد أحدنا يتصرف بصدق وأمانة.

أما المحددات الاجتماعية فأنها تبدو منذ انعقاد النطفة وحمل الطفل في رحم أمه ويبدو عليه التأثر في حالته الانفعالية والجسمية والعقلية للأم وبعد الولادة تبدو البيئة الخارجية من وقت ولادته حيث يتأثر بالحالة النفسية للأم عند الرضاعة وبعد فترة من الزمن يتأثر بالانسجام الأسري وطبيعة المعاملة الأبوية، وتؤدي المحددات التربوية دورًا مهما في تطور الشخصية من خلال المدرسة والمعلم وأسلوب تعامله.

أما في ما يتعلق بالمحددات الحضارية والثقافية فإنها لا تقل أهميتها عن المحددات الأخرى، إذ يتميز كل مجتمع بتراثه الحضاري والثقافي، وتسهم هذه المحددات في تشكيل شخصية الفرد من خلال أساليب التوجيه وانتقال التراث الاجتماعي. إن الاختلاف والتباين في الشخصيات يعود إلى كم ونوع ما يتعرض له الفرد من منبهات، لذلك فإنه لا غرابة في أن نجد شخصية ملتزمة إيجابية ذات تأثير في المجتمع يقابلها شخصية فاسدة ذات تأثير سلبي على المجتمع، يريد المجتمع أن يجتثها. وهذا يعود لطبيعة الشخصية وقابليتها على التغير ومقاومة ما لا يرضي الله سبحانه وتعالى. فالإنسان بيده أن يكون كافرًا أو شكورًا.

التطوير الذاتي
التطوير الذاتي له مدلولات كثيرة فتربية النفس هو تطوير لها وإدراة الإنسان لذاته إدارة إيجابية هو تطوير وارتقاء بالإنسان ومن الواقع أن يتم تطوير الإنسان تلقائيا منذ ولادته فتقوم الأسرة والمدرسة والمجتمع بتطوير الإنسان وتربيته وتنشئته على الأخلاقيات وتعويده لئن يطور ذاته.. ولكن تدخل الإنسان في تطوير ذاته هو من أهم وأجل الأعمال التي يقوم بها ليتمكن من تطوير ذاته.

وقد أكد أفلاطون في فلسفاته أن تربية الإنسان لذاته لها وقعها في النفس أكثر بكثير من تربية الآخرون له، ولذا فهو يؤيد أن يطور الإنسان ذاته ويكسبها سلوكيات إيجابية ونبذها للسلوكيات السلبية. من هذا المنطلق يتضح أهمية تطوير الذات وقد تسابق علماء الإدارة وعلماء الأخلاق وعلماء النفس والاجتماع في تأليف الكتب وإعداد المحاضرات في أهمية الذات حيث أن تطوير الذات مهم سواء على المستوى الفردي أو المجتمع، ولا يمكن أن يستقيم وضع الأسر والمجتمعات ما لم يكن تطوير الإنسان لذاته فعّال ومستمر ولا شك أن الله سبحانه أودع في ذات الإنسان مهارات وقدرات يجعلها تساهم في تطوير الإنسان لذاته.

وهناك مؤشرات ودلائل تؤكد على تطوير الإنسان لذاته فمثلا: تطوير ذاته التعليمية هو قيامه بواجباته الدراسية والحفظ والمذاكرة، كذلك اهتمامه بالنظافة تطوير لذاته الجسمية، ومسعى الإنسان للبحث عن الرزق هو تطوير لذاته المعيشية، وهكذا، إلا أن الناس يتدرجون في تطوير ذاتهم فكلما حرص الإنسان على تطوير ذاته كلما أصبح له شأن كبير في المجتمع وكلما ضعف كلما قل شأنه في المجتمع.

يقول أندري موريس " كثيراً ما نترك العنان لأنفسنا لنغضب من أمور بسيطة يتعين علينا أن نسقطها من تفكيرنا وننساها، نحن نضيع ساعات لا يمكن تعويضها في التفكير في أحزان سننساها وسينساها الجميع بمرور الوقت، فلنقلع عن العيش بهذه الطريقة، ولنكرس حياتنا لأعمال وأفكار عظيمة، ولمشاعر وأحاسيس حقيقية تستحق الاهتمام، فهناك من يقول أن من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالقرحة هو تضخيم الأمور وإعطاؤها أكثر مما تستحقه، وعدد كبير من الأشخاص يتركون أنفسهم عرضة للابتعاد عن المسار السليم، نتيجة التأثر بتهديدات بسيطة أو خيالية. وهؤلاء غالباً ما يفسرون مثل هذه المواقف على أنها مسألة حياة أو موت".

وفي الواقع هم يستنزفون جزءاً كبيراً من طاقاتهم في التفكير فيما يقلقهم، بحيث لا يتبقى من طاقاتهم ما يساعدهم على التقدم، وقد يرى البعض أن القلق دليل على الاهتمام والاكتراث، وهذه فكرة خاطئة تماماً، إن الطريقة التي تستغل بها طاقاتك أمر متروك لك، كل ما عليك ببساطة هو أن تستغل طاقاتك بطريقة واعية وبناءة، وأن تدرك أن القلق لن يحقق لك ذلك.

يذكر "بيرتراند راسل"، وهو فيلسوف وعالم رياضيات، أسلوباً كان يتبعه للتغلب على ما يقلقه وعلى الأفكار السلبية التي تستحوذ على تفكيره، يقول: "عندما تشعر أنك مهدد بالتعرض لمشكلة ما، فكر بجدية وتعقل في أسوأ ما يمكن حدوثه وبمجرد أن تواجه هذا الأمر، اذكر لنفسك أسباباً منطقية تؤكد أنه حتى إذا حدث بالفعل، فلن تكون هناك كارثة كبيرة تستدعي كل هذا القلق ودائماً ما ستجد مثل هذه الأسباب المنطقية، وعلى أسوأ الافتراضات، لا يمكن أن يحدث لأحدنا ما يمثل كارثة كونية".

فعندما تفكر لبعض الوقت في أسوأ ما يمكن حدوثه وتقول لنفسك باقتناع: "حسناً ، على أية حال، إذا حدث كل ذلك، فالأمر لن يكون بهذه الخطورة ، عندئذ ستجد أن قلقك يتناقص بصورة كبيرة، وقد يكون من الضروري أن تكرر هذه العملية لبضع مرات، ولكن في النهاية، إذا وجدت أنك قد واجهت أسوأ ما يمكن أن يحدث بكل جوانبه، عندئذ سيختفي قلقك ليحل محله شيء من البهجة والشعور بالارتياح.

اصنع واقعك بنفسك
يظن البعض منا أن هناك أناساً محظوظين أو "ناجحين" ، وأناساً آخرون "فاشلين" أو غير محظوظين، فإذا كنت فاشل فأنت فى نظرهم ليس لديك حظ، أما إذا كنت ناجح فأنت بالطبع قد حالفك الحظ فى الكثير من أمور حياتك كما يعتقدون! وفي الحقيقة الحظ ما هو إلا "قانون الإحتمالات" الذى يتحرك من خلال درجة سيطرتك على الظروف والمتغيرات والأحداث والأشخاص من حولك، فكيفما تحركه لصالحك أو لطالحك، فهذا من شأنه أن يرفع أو يخفض من إحتمالية الوصول للنتائج المرغوبة.

ليس هناك شخص محظوظ، بل هناك شخص أنجز العديد من المهمات والأمور، وسيطر على العديد من المتغيرات والأحداث والأشخاص والظروف، التى بإمكانها أن تزيد فى مجموعها الكلى من إحتمالية تحقيق النتيجة المرغوبة التى يريدها، أما ما يطلق عليه البعض حظاً مثل: ( كالفوز بجائزة كبيرة، أو وفاة أحد الأقارب الموثرين ووراثة ثروة كبيرة، أو الرهان فى سباق خيل وكسب حصانك) فهذا ليس حظاً حيث يطلق عليه حظاً بالخطأ إنه نوع من المصادفة أو الفرصة أو المقامرة حيث تكون النتائج خارج سيطرتك، أو لك تأثير ضئيل جداً عليها، إن وجد هذا التأثير أصلاً، حيث المجازفة كبيرة وفرص فوزك على المدى البعيد تكاد تكون معدومة، أما الحظ فهو يعتمد على مدخلاتك ويخضع لسيطرتك بشكل كبير، لذلك عليك أن تعرف كيف تصنع حظك بنفسك، وكيف تسيطر على كافة الأمور من حولك، لتحصل على إحتمالية عالية للنتائج التى تريدها والتى يسميها البعض حظاً ونسميها نحن نصيبك من عملك.

عليك أن تعرف كيف تجعل قانون الاحتمالات يعمل فى صالحك لا العكس، عليك أن تتحرر من العشوائية وعدم اليقين وإليك 5 خطوات عملية للقيام بذلك:

1ـ قم بعمل دراسة وافية لكافة المعارف والمهارات والإمكانيات التى تحتاجها للقيام بعمل ما والنجاح فيه، وطبق هذه الدراسة بجميع طرقها وإستراتيجيتها، وبالتالى سترفع من إحتمالات نجاحك في هذا العمل.

2ـ أى شيء تريده فى الحياة ومهما كان شاقاً وصعب المنال تأكد أن بإمكانك الحصول عليه .. فقط قم بكل شئ ممكن لتزيد من إحتمالات الوصول إليه، ومهما يكن من ضآلة تأثير ما تقوم به من أمور، فقد يشكل هذا فارقاً فى المستقبل لنجاحك أو إخفاقك فى الحصول على ما تريد.

3ـ نظم حياتك، لا تجعل منها عرضة للعشوائية وعدم اليقين، ضع خطة لحياتك، نظام تمشى عليه لترفع من إحتمالات بلوغك لأهدافك إلى الحد الأقصى وحدد أهدافك وكيف يمكنك بلوغها، وما الأشياء والأشخاص والأحداث التى تحتاجها لإحكام السيطرة الكاملة على كل جزء من حياتك .. لا تترك أى شئ للمصادفة، إستخدم إمكانياتك الكاملة واصنع واقع حياتك بنفسك .. فحظك أنت من تصنعه .. وأنت من تديره ليكون لصالحك أو غير ذلك.

4ـ سر على نفس طريق الناجحين أو كما يقولون عنهم "المحظوظين" وأفعل ما يفعلوه واتبع خطواتهم لتحصل على النتائج ذاتها.

5ـ أعمل ما تحب، واختر من الأعمال ما يتناسب مع قدراتك وإمكانياتك ومواهبك الطبيعية، ولا تقوم بمهام تعجزك ثم ترجو نتائج جيدة .. دوماً أجعل مدخلاتك صحيحة لتحصل على النتائج المرغوبة أو المخرجات الصحيحة، وزد دوماً من تحسين مقدار إنجازك فيما تريد النجاح فيه من أعمال فتصبح المحصلة النهائية نتيجة لعملك وليس ضربة حظ وتذكر دائماً: "أن الله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا" فمن جد وجد .. ومن زرع حصد، ويقول تعالى فى محكم كتابه: (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍِ).

إذن واقعك هو صناعة يدك ونتيجة لمدخلاتك خلال فترة زمنية معينة .. وحظك هو نصيبك من عملك، فالله لا يظلم من عباده أحداً .. تعالى عن ذلك، وما يدعيه الناس من وجود الحظ ما هو إلا نوع من اختلاق الأعذار لتبرير ضعف الإرادة وقلة الحيلة والفشل فى النهوض بحياتهم إلى الأحسن والأفضل.

كيف تكسب احترامك لنفسك ؟
بعضنا يجهل هويته ولا يعلم من هو؟ هل هو صادق أم كاذب؟ طيب أم شرير؟ مؤمن أم منافق؟ والإجابة بسيطة جداً! عليك أولاً أن تنظف العالق فوق السطح لتعرف ما هو فى العمق فأنت إنسان حباه الله تعالى بكل الإمكانيات والقدرات التى تستطيع أن تتعرف بها على طريقك، وفطرتك سليمة 100% .. ولديك من الاثنين الضدين (الخير والشر) وبيدك أن تتجه لهذا الاتجاه أو ذاك الاتجاه فكلاهما فى يديك، وأنت المسيطر على كافة المعاملات الإنسانية التى تجرى من خلالك.

والآن لتعرف كيف تستطيع أن تكسب احترامك لنفسك .. عليك أن تعمل عليها وتروضها وتصلحها من خلال اتباع هذه الإرشادات:

1ـ لتحترم نفسك يجب أولاً أن تحترم الآخرين فلا يعقل أن أحترم نفسي وأنا أتكلم مع "فلان" وكأنني أحبه وأحب له الخير ومن ورائه أدس له وأشوه صورته وسمعته، وأتدخل فى حياته وخصوصيته دون أذنه وبما لا يليق .. فكيف أحترم نفسى؟!. احترم الآخرين وحياتهم وخصوصياتهم .. حتى لا تشعر بتأنيب الضمير تجاههم وبالتالي تشعر بصغرك، وبعدم احترامك لنفسك فكما تزرع تحصد، وكما تدين تدان، وانشغل بالله عن خلق الله.

2ـ لا تثبت نفسك لأحد ولا حتى لنفسك فإن إثبات النفس إضعاف لها ولجوهرها .. وكن صادقاً فى كل معاملاتك بصرف النظر عن أراء الأخرين، فأنت تستطيع أن ترضى نفسك ولكن من الصعب مهما حاولت أن ترضى جميع الناس .. فكن نفسك وأصنع من حياتك معزوفة متقنة الأداء وفقاً لرؤيتك وشخصيتك لا وفقاً لآراء الاخرين وإحتياجاتهم منك فمن لا يتقبلك بما أنت عليه فعليه أن يتقبلك من الآن .. فلن يجد سواك ، أما الصورة التى يرسمها الآخرين لك فهى لا تلزمك ولا تخصك فهم أحرار بما يصنعوه بأفكارهم وخيالاتهم ، وأنت حر لأنك أنت.. أنت.

3ـ الأخلاق: كن خلوقاً ودوداً فأخلاقك هى جواز سفرك لإحترام نفسك .. فالإنسان بلا أخلاق لا إنسان، يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لإتمم مكارم الأخلاق" فهل خلقك الإسلام وهل أنت على طريق نبيك صلى الله عليه وسلم؟!

4ـ لا تنتقد ولا تلم ولا تحقر، أظنك تعلم قصة خلق سيدنا أدم عليه السلام وكيف أن الشيطان حقر من كون سيدنا أدم عليه السلام خلق من طين والشيطان نعوذ بالله منه خلق من نار. فكيف كان جزائه ؟! لذلك لا تنتقد فتُنتقد.. ولا تلم فتجد من يلومك .. ولا تحقر من شأن غيرك فتجد من يحقر من شأنك ، وقد يعاقبك الله تعالى ويجعلك تحقر من شأن نفسك بالداخل والله شديد العقاب. يقول تعالى فى محكم كتابه : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًامِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (الحجرات :11).

5ـ لا تحقق أهداف غيرك فى الحياة حقق أهدافك أنت لا تدخل كلية معينة لترضى العائلة .. ولا تتزوج فلانة لأن المصلحة تقتضى ذلك .. ولا تلتحق بوظيفة أو منصب ما لأن والدك كان يحلم طوال عمره بهذا المنصب تعرف على أهدافك أنت فى الحياة وحقق ما تريده لحياتك لا ما يريدوه الآخرين منك لا تعش فى عباءة غيرك .. أحترم نفسك وأصنع مستقبلك بفكرك وجهدك وطموحك أنت.

6ـ لترى جمال شخصيتك أنسى الماضى وأبدأ من جديد أنفض الأفكار والمعتقدات السلبية التى شغلت بها نفسك طوال حياتك وأبدأ صفحة جديدة مع نفسك صفحة تقدير وإحترام و أستحقاق لبداية جديدة نظيفة .. أرفض هذا الشخص القديم وأبدأ من خلال جوهرك الداخلى (فطرتك السليمة) و أبدأ على بركة الله واستعن به ولا تعجز أستعن بالقوى لنصرتك وكن صادقاً فى البداية الجديدة ليوفقك الله تعالى فى هذا المشوار واستغفره عن كل الخطايا والذنوب .. ولا ترجع للسطح ثانية إلا ومعك الإنسان الجديد .. وستسألنى من هو؟ً سأجيبك هو أنت!

التخلص من التفكير السلبى
للتخلص من التفكير السلبي والأفكار السلبية، والتى تحدك عن التقدم في حياتك وأخذ ما تريد، هناك تقنيات سهلة يمكنك استخدامها والتي يمكنها أن تحول تفكيرك للأفكار الإيجابية وتجعلك تركز على كل ما هو إيجابي فى حياتك وتحقق لك النتائج المرجوة بإذن الله، - فقط - داوم علي إستخدام هذه التقنيات "البسيطة فى تنفيذها، القوية فى تأثيرها"، وسترى كيف أن حياتك في مدة قصيرة أختلفت كثيراً عن السابق، هذه التقنيات هي:

1ـ تحويل الفكر لحدث أو موقف سعيد:
كلما أتتك الأفكار السلبية أعمل على تحويل تفكيرك لشئ إيجابى فى حياتك ؛ تذكر فكرة سعيدة أو حدث أوموقف سعيد ينتشلك من هذا التفكير السلبى بشكل فورى كمثال : (يوم نجاحك فى التعليم الثانوى ودخولك الجامعة وفرحتك بذلك – لمسة طيبة من أمك ملأت قلبك فرحاً ورضا – نصيحة أعجبتك من والدك وتأثرت بها كثيراً وفرحت بها – يوم إستلامك جائزة ما ..الخ. فتحويل تفكيرك فوراً لفكرة إيجابية، سيلغى تأثير الفكرة السلبية عليك .. حيث أن العقل يميل للأفكار الإيجابية ويقربها إليك لأنها تدخل السعادة على العقل والنفس ، وبذلك سيلفظ الأفكار السلبية ذلك لأنها تقربه للألم وهو ما يرفضه العقل وترفضه النفس .. فالأفكار الإيجابية أقوى ألف مرة من الأفكار السلبية، فهي مبعث للسعادة والبهجة، وكما يقولون "البقاء للأقوى" ، لذا حول تفكيرك بشكل إيجابى فوراً عند ظهور الفكرة السلبية لأسعد شئ تتذكره فى حياتك .. وهذا من شأنه إلغاء تأثير الفكرة السلبية تماماً.



2ـ استخدم تقنية "توقف":
تعامل مع فكرتك السلبية بحزم، كلما لاحت الفكرة السلبية فى عقلك قل لها قف أو (توقف)، وكلما عاودتك هذه الفكرة من جديد قل لها (توقف)، يمكنك قول ذلك بصوت مسموع فى البداية ثم يمكنك بعد فترة قول ذلك بأمر ذهني داخلي لعقلك بصوتك الداخلي، وذلك حتى يعلم عقلك أنك لا تريد هذه الفكرة ثانية فى حياتك؛ ويشطبها من مخزن أفكارك ؛ ويشطب كذلك كل ما يعمل على توكيدها من حياتك كلها.. وبذلك تصبح أفعالك إنعكاساً لأفكارك الإيجابية فقط عن نفسك ؛ وتنمو وتتزايد تأثير هذه الأفكار الإيجابية فى حياتك من نفس نوعها وتعضد سلوك الإيجابى على الدوام.



#على_حسن_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حل المنازعات عن طريق التحكيم


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - على حسن السعدنى - رحالة الى الذات محاضرة تنمية بشرية