أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نبيل عودة - محمد الدرة يقض مضاجعهم















المزيد.....

محمد الدرة يقض مضاجعهم


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 4101 - 2013 / 5 / 23 - 21:00
المحور: القضية الفلسطينية
    




مرة اخرى يقتلون محمد الدرة. ينبشون جثته في تقارير تحت صياغات تبدو مصدرا للقوة والثقة :"دولة اسرائيل ، وزارة شؤون العلاقات الدولية والاستراتيجية" كل هذه الفخامة امام صورة طفل يتعرض لطلقات الرصاص ووالده يحاول عبثا ان يحميه، المصور من شبكة فرانس -2 الذي سجل في الوقت الصحيح حادثة قتل محد الدرة واصابة والده جمال كان يعلن بوضوح ان الطفل محمد ووالده يتعرضان لاطلاق النار من الجانب الاسرائيلي. كنت بالصدفة في القدس وشاهدت المأساة بالبث المباشرعبر تلفزيون فلسطيني كما اظن.
"دولة اسرائيل، وزارة شؤون العلاقات الدولية والاستراتيجية".. لوهلة يبدو الأمر انه قرار استراتيجي لدولة اسرائيل. ثم تمخض الجبل فولد تقريرا... لجنة فحص حكومية قدمت تقريرها لرئيس الحكومة : اسرائيل لم تقتل محمد الدرة، باستطاعتك سيدي الرئيس ان تستأجر سرير جديد في طائرة الرحلة القادمة لتنام بهناء وراحة بال.
ليس مهما سيدي رئيس الحكومة ان اسرائيل قتلت 951 محمد درة في الضفة الغربية وقطاع غزة بين سنوات 2000- 2008 والقتل يتواصل، ذلك حسب تقارير موثقة نشرتها "منظمة بتسيلم" منظمة لحقوق الانسان في المناطق المحتلة، وهي منظمة اسرائيلية (يهودية) واؤلئك "الدرر"، اذا صح ان نجمع اسم "درة" بهذا الشكل، هم قتلى وثق قتلهم بالتصوير والشهادات فاين لجان التحقيق و"وزارة الشؤون الدولية والاستراتيجية" لتبرئ القتلة؟
فقط محمد الدرة يقض مضجعكم؟
لا بد من سؤال : لماذا لم تقم اسرائيل لجان تحقيق حول مقتل الأطفال الفلسطينيين ال 951 لفحص ظروف قتلهم؟ فقط محمد الدرة يقلق ضمير السلطة ؟ ام القتل بالبث المباشر، على مرأى الراي العام العالمي، من مصدر اخباري غير عربي، اوروبي – فرنسي، هو ما يفزع الاحتلال الاسرائيلي وطهارة سلاحه المزعومة؟
محمد الدرة أصبح رمزا للمعاناة التي يعيشها اطفال فلسطين، رمزا للاستهتار بحياة الأطفال واعتبارهم، على لسان مدعي اسرائيلي عام قالها امام وفد برلماني وقانوني بريطاني جاء ليفحص واقع الأطفال الفلسطينيين تحت الاحتلال الاسرائيلي: بانهم "مخربون مقبلون" وبالتالي لا حقوق طفولة لهم. كثيرا ما اجبروا الأطفال على تنفيذ مهمات شكلت خطرا مؤكدا على حياتهم.
هل نسينا اجبار طفل في غزة ان يفتح احدى الحقائب لأن جندي "طاهر السلاح" تخوف ان تكون حقيبة ملغومة؟
هل يمكن نسيان صور الأطفال والكبار الذي اجبروا ان يتحولوا الى درع بشري للمركبات العسكرية الاسرائيلية؟
هل نسينا كيف كان يجبروا الأطفال والكبار، على طرق ابواب منازل المشكوك بوجود مقاومين مسلحين في داخلها مما يعني ان الرصاصة الاولى ستكون من نصيب الفلسطيني طفلا كان ام بالغا؟
القناة الفرنسية (فرانس-2) كانت أيضا ضمن الذين بثوا قتل الدرة بشكل مباشر ، المصور الفلسطيني اياه كان يعمل لحسابهم. السبب ليس صعبا على الاستنتاج . هنا تسجيل فلم لعملية قتل بالبث الحي والمباشر. هل من وثقة اكثر ثقة من ذلك؟
الفلم يثبت ان اطلاق الرصاص استمر بدون توقف لفترة طويلة جدا. كان واضحا ان جمال الدرة وابنه محمد ليسا مسلحين وتواجدا بالصدفة تحت اطلاق نيران بلا تمييز. هل كان من الصعب على مصوبي النيران على جمال الدرة وابنه ان يوقفوا اطلاق النار لدقيقة واحدة لينسحب الطفل محمد الدرة ووالده الى مكان آمن؟ هل كان سيهزم جيش الدفاع لو أمر القائد الميداني جنوده ان يكفوا قليلا عن توجيه الرصاص حيث يختبئ الوالد وطفله؟
السؤال المقلق أكثر هل كان اطلاق الرصاص على جمال الدرة وابنه مقصودا كهدف استراتيجي او تكتيكي ، والله لا اقول ذلك بسخرية. أطفال فلسطين "مخربون قادمون" واسرائيل لا تعدم الوسائل للتعامل مع المخربين!!
لم أقرأ التقرير ولن تصل بي التفاهة لقراءة تقرير مقررة نتائجه سلفا. اكتفيت مما نشر عنه في الصحافة العبرية.
مراسل فرانس -2 وثق بكاميرته الحادث. من نصدق الوثيقة المصورة ام الوثيقة المتنصلة؟
المضحك حين يحقق طرف ما مع نفسه.
حسب ما نشر عن تقرير "لجنة التبرئة الاسرائيلية"، التقرير لم يقدم اي وثيقة، او اثبات ما ملموس او عملي، يثبت ما انتهى اليه التقرير من تبرئة الذات.
المضحك المبكي ان التقرير يؤكد انه لا يوجد اثبات ان جمال الدرة وابنه اصيبا في الحادث المصور؟ يتجاهل التقرير ان جثة محمد الدرة شرحت في مستشفيات عمان وهناك تلقى الوالد العلاج واجريت له عمليات جراحية بسبب اصاباته الصعبة.
اللجنة أيضا لم تتوجه لمراسل فرنس -2 لأخذ افادته. من يحتاج من " لجنة تبرئة اسرائيل" شهادة من مصدر وثق القتل بكاميرات الشبكة الفرنسية؟ سيقول ان الصورة الموثقة أصدق من مليون رواية أخرى.
ان العودة الى مأساة محمد الدرة هي قتل جديد أشد ايلاما من الحادث نفسه. خاصة بالتشاطر الاسرائيلي الوقح. كان افضل واكثر احتراما لو اجرت اسرائيل تحقيقات عن مقتل 951 طفلا فلسطينيا، بما فيهم محمد الدرة، وان تستنتج ان الاحتلال هو الجريمة الكبيرة ، ليس ضد الشعب الفلسطيني فقط، بل ضد المجتمع اليهودي ايضا، حيث يجعل اخلاقيات القتل تسود في المجتمع الاسرائيلي.
تعالوا نقرأ من جديد ما كتبه صاحب الضمير الانساني ابراهام بورغ رئيس الكنيست الاسرائيلي الأسبق حول اخلاقيات المجتمع في اسرائيل لعل ذلك يكون افضل ما انهي به مقالي، كتب في كتاب اصدره تحت اسم "لننتصر على هتلر":
-" الحرب حولتنا ، بدون ارادتنا ، من ظاهرة شاذة ، لنصبح قاعدة الشواذ نفسه . طريقة حياتنا قتالية مع الجميع، مع الأصدقاء ومع الأعداء. قتال مع الخارج وقتال مع الداخل ، يمكن القول، ليس بتوسع أو بشكل مجازي ، انما بحزن وثقة ، ان الاسرائيلي يفهم فقط ... القوة . هذا الوضع بدأ كحالة استعلائية اسرائيلية امام عجز العرب من التغلب علينا في ساحات الحرب ، استمر كأثبات للكثير جدا من التصرفات والقناعات السياسية ، التي لا يمكن قبولها في عالم سوي. كل دولة تحتاج الى قوة بدرجة معقولة. الى جانب القوة تحتاج كل دولة ايضا الى سياسة وقدرة نفسية على لجم القوة، لنا توجد قوة ، الكثير من القوة وفقط قوة ، لا يوجد لنا أي بديل للقوة ولا نملك أي فهم أو ارادة عدا ان نجعل القوة تتكلم .. واعطاء جيش الدفاع الاسرائيلي لينتصر .. في نهاية الأمر حدث لنا ما يحدث لكل ممارسي العنف والبلطجية في العالم : شوهنا التوراة وشوهنا مفاهيمنا ولم نعد قادرين نحن انفسنا على فهم أي شيء آخر عدا لغة القوة، حتى على مستوى علاقة الزوج بزوجته، علاقة الانسان بصديقة ، علاقة الدولة بمواطنيها وعلاقة القادة ببعضهم البعض . ان الدولة التي تعيش على حرابها والتي تسجد لأمواتها ، نهايتها كما يبدو ان تعيش بحالة طوارئ دائمة ، لأن وجهة نظرها أن الجميع نازيون ، كلهم ألمان ، كلهم عرب ، كلهم يكرهوننا والعالم بطبيعته كان دائما ضدنا ... "



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات نصراوية: نجمة داوود لحماية قفا الولد
- لا ربيع عربي بدون عصر نهضة عربي
- خطة تطهير عرقي يطرحها وزير خارجية إسرائيل المنتظر
- ثلاثة احدات في الذاكرة من استقلال اسرائيل
- شعر بالمحكي من واحة البقيعة للشعراء
- مراجعة لكتاب: حكايتي مع التعليم العربي للأقلية الفلسطينية في ...
- الحاجز 1978 - 2013
- آخر خبر !!
- -حدود الروح-: حوارات مثيرة مع الكاتب اليهودي سامي ميخائيل
- اوباما ودبلوماسية أن يقول ما يرضي الجميع..
- الإئتلاف يقرر رفع نسبة الحسم في انتخابات الكنيست - الرد السي ...
- درس في الفلسفة الواقعية !!*
- 8 ﺁﺫﺍﺭ من أجل تحرر ومساواة ʋ ...
- تطهير عرقي في الأغوار
- رسائل من منظمة فاشية تهدد باعدام شخصيات سياسية واعلامية عربي ...
- الشاعر الفلسطيني النصراوي جمال قعوار في ال (83) من عمره
- انتهت الانتخابات، ماذا بعدها؟ا
- فهد ابو خضرة وعودة الى الورد
- ذكرى 25 سنة على انتفاضة الحجارة الفلسطينية
- -الربيع الإسلامي- يواصل التطبيع


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نبيل عودة - محمد الدرة يقض مضاجعهم