أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-التمثيل بالجثث














المزيد.....

بدون مؤاخذة-التمثيل بالجثث


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4095 - 2013 / 5 / 17 - 10:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة-التمثيل بالجثث
شاهدت على اليوتوب لقطات مريعة مما يجري في سوريا الذبيحة، وكأن القتل والتدمير والتخريب والتشريد الذي تتعرض له سوريا وشعبها لا يشفي ظمأ القتلة ومصاصي الدماء.
ومما شاهدته من مناظر مرعبة هو صلب جندي سوري على الأرض عاريا، ويأتي أحد الملتحين مكبرا مهللا ويقطع أعضاءه التناسلية، ثم يهوي ببلطة على يديه ورجليه ويقطعها شبرا شبرا، في حين يقف ثلاثة مسلحين على رأس الضحية يهللون ويكبرون.
وكذلك شاهدت "مجاهدين ملتحين" يقطعون رأس طيار سوري ويشوونه على موقد. وبلغت الوحشية مداها بقيام "مجاهد" بشق صدر جندي سوري وأكل قلبه.
وشاهدت"مجاهدين"يقرأون حكم الاعدام على جنود سوريين مقيدي الأيدي الى الخلف، ومعصوبي العينين، يجلسون القرفصاء، ويقوم "مجاهد" باطلاق رصاصة على مؤخرة رأس كل منهم من مسدس بيده اليسرى.
وشاهدت ما قيل عنه بأنه جندي سوري يقف أمام شابين مقيدي الأيدي الى الخلف، ويجلسون أمام جدار، فيقوم الجندي بقطع رأس أحدهما بمنشار كهربائي وهو يصيح:" بدّك تموت شهيد...روح لربك وقل له اني ودّيتك له شهيد"
والأمثلة المرعبة على هكذا حوادث كثيرة.
فأيّ دين وأيّ قانون، يبيح قتل الأسير حتى بدون تعذيب وبدون تمثيل بالجسد؟ وأية ثقافة يحملها القتلة الذين يتلذذون بقتل إخوتهم وأبناء شعبهم؟ وهل من يرتكبون هكذا جرائم مؤهلون لحكم شعبهم اذا ما وصلوا الى الحكم؟ وما هو رأي الدول التي تموّل القتلة بالسلاح والمال من هكذا جرائم؟ وهل قادة هذه الدول شركاء في الجريمة أم ماذا؟
فكلّ الشرائع وفي مقدمتها الدين الاسلامي، تحرّم قتل الأسرى، وكذلك القانون الدولي، ولوائح حقوق الانسان، أمّا التعذيب والقتل البطيء والتمثيل بالجثث فهو حرام دينيا وعرفا وقانونا وانسانيا، ومما ورد في الحديث الشريف" اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا" وهذا ينطبق على جنود الأعداء في الحروب، فما بالكم بقتل الأخ لأخيه وابن شعبة في الفتنة الرهيبة التي تدور رحاها في سوريا؟
واذا كان من يدعون "الجهاد" وتوافدوا على سوريا ليدمروها وليقتلوا شعبها لم يساهموا يوما في الجهاد الحقيقي للدفاع عن أرض الاسلام، فان ما يقومون به من أعمال قتل وتدمير وتخريب وتمثيل وتعذيب تخرجهم من دائرة الاسلام، وما هم الا بيادق في رقعة صراع دولي اتخذ سوريا ساحة لتصفية حسابات سياسية عليها. ويخوضون حربا لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وليت لهم عقولا تعيد لهم وعيهم المفقود، ليروا أن مموليهم ومسلحيهم يعتبرونهم ارهابيين يجب الخلاص منهم بالقتل أو في غياهب السجون، وهذا مصير من سيعود منهم حيّا الى بلاده.
ولا يفهمن أحد أن للحرب الأهلية الدائرة في سوريا أيّة مشروعية، فهي حرب قذرة بكلّ المقاييس، والخاسر فيها هو سوريا وشعبها، والأمّة العربية بقضّها وقضيضها. والمشاركة فيها كفر وردّة عن الدين، وخيانة لا تغتفر. وما هي إلّا تحقيق لأجندات استعمارية وصراعات دولية تهدف الى اعادة تقسيم المنطقة وتجزئتها من جديد، تنفيذا لمشروع الشرق "الأوسخ" الجديد، ولتصفية القضية الفلسطينية لصالح المشروع الصهيوني.
وقد ثبت من خلال السنتين الماضيتين وما تخللهما من تدمير وقتل مريعين، أنه لا يمكن حسم الصراع بالقوة العسكرية، وأن لا حلول الا من خلال الجلوس على طاولة الوفاق الوطني للحفاظ على ما تبقى من سوريا، ولحقن دماء الشعب السوري، وهذا يتطلب خروج المرتزقة و"المتطوعين" و"المجاهدين" من غير السوريين واعادتهم الى بلدانهم.
وتغيير النظام الحاكم في سوريا -ان ارتأى الشعب السوري ذلك- لا يتم الا من خلال صناديق الاقتراع في انتخابات ديموقراطية حرة ونزيهة.
17-5-2013



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية 6000 ميل في ندوة مقدسية
- بدون مؤاخذة- للغة دلالات وتيهنا اللغوي
- رواية 6000ميل والبحث عن الذات وعن الجذور
- من عادات الشعوب -فاكهة الطيور- بقلم:جميل السلحوت
- من عادات الشعوب بقلم:جميل السلحوت
- رواية برد الصيف في اليوم السابع
- ديمة السمان شخصية القدس الثقافية للعام 2013
- بدون مؤاخذة-الأقصى خط أحمر
- اليوم السابع تناقش ديوانين شعريين لسوسن غطاس
- بدون مؤاخذة- ودّع أهلك...
- عندما تحلق سوسن غطاس في فوضى الذات ومتاهات الدّنى
- بدون مؤاخذة-سامر العيساوي وزملاؤه -عرب طيبون-
- -خطوات على الثلج- في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة- تقبلوا العزاء بأمتكم يا أسرانا
- نقاش لا برّ لمن لا بحر له في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة-عولمة الثقافة باسم الاسلام
- ثنائية ديمة السمان الروائية في اليوم السابع
- نقاش -سباحة بين الحروف-لكاملة بدارنة في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة- ما يجري في مصر مخيف
- لا برّ لمن لا بحر له لنائلة عطية


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-التمثيل بالجثث