أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم ناشور - طوبوغرافيا المزاج الشعبي














المزيد.....

طوبوغرافيا المزاج الشعبي


كريم ناشور

الحوار المتمدن-العدد: 4095 - 2013 / 5 / 17 - 01:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قالها صديقي بسخرية محببة : اننا كحجر نرد وكأن يد خفيه تقبض علينا وترمينا على الطاولة فنكون ماتريد . قلت كيف ؟ قال :في اربعينيات وخمسينيات القرن الماضي اصبح اغلبنا يساريين وفي العقدين التاليين اصبحنا قوميين وفي العقدين الاخيرين من ذلك القرن اصبحنا اسلاميين ولاندري ماتخبئه لنا تلك اليد في العقود المقبلة ...ربما تكشف سخرية صديقي عن شيء من الصحة فيما يقول فالبعض يتذكر او قد سمع ان العراق في الاربعينات والخمسينات ـ وانا هنا لاأتحدث عن تأريخ الحركات السياسية بل عن المزاج الشعبي العام ـ انتشرت فيه أفكار اليسار انتشاراً تجاوز المدن الكبرى الى القرى والقصبات والارياف ورفعت رايات الشغيلة الحمراء في الشوارع والمنعطفات وعلى البيوت ولازلت اتذكر وقد كنت طفلا في منطقة الشاكرية في بغداد الكرنفالات الشعبية التي تقيمها قوى اليسار بمناسبة الاول من ايار (عيد العمال العالمي) ومناسبات أممية أخرى وحتى تسميات المواليد كانت تحاكي أسماء قادة اليسار مثل فهد وسلام وعادل وصارم وحتى لينين وروز(تيمناً بـ روزا لوكسمبورغ ) بل ووصل الامر الى الاهازيج الشعبية حيث ردد احدهم في رثاء قائد يساري محلي يسمى صفوك هازجاً : (صفوك أمه كروبسكايا) في اشارة الى ناديجدا كروبسكايا زوجة لينين .وقد كان للثورة البلشفية وانتصار السوفيت في الحرب العالمية الثانية ونمط الحياة الاشتراكية في بلدان المنظومة الشرقية دوراً بارزاً في التأسيس لهذا المزاج وديمومته ... ولكن ما أن حل علينا عقد الستينات وهلت علينا تباشير (أمجاد ياعرب ...أمجاد ) حتى بدى إن مزاجاً شعبياً جديداً بدأ بالتشكل عنوانه الطاغي ( بلاد العرب أوطاني ... من الشام لبغدان ) استعاد بشكل فج احلام الامبراطورية العربية في العصور الماضية وفتوحاتها وانتصاراتها وقد اسهمت الثورة المصرية وشخصية قائدها (جمال عبدالناصر ) بما يتوفر عليه من كاريزما تتناغم مع المخيلة الشعبية في تشكيل هذا المزاج وتوضيح معالمه مغتنماً محطات الصراع العربي ـ الاسرائيلي وهزيمة الخامس من حزيران بما تمثله من اهانة قومية بالغة القسوة في تغذية هذا المزاج وتأججه .وحازت عبارة (الشعب العربي الواحد) من القداسة ماجعلها تنافس مفردات الكتب المقدسة ومن تجرأ وقال (الشعوب العربية) رمي بالزندقة أو الشعوبية كمفردة مخففة عن الزندقة .
ثم دخلنا عقد الثمانينات وكان الموت أفضل انجازاته ـ كنتاج عرضي ـ للحرب العراقية ـ الايرانية وعقد التسعينات وكان الجوع علامته المميزه ـ كنتاج جمالي ـ للحصار.وهروباً من كماشتي الموت والجوع كان الاسلام بانتظارنا ـ أقصد الاسلام السياسي ـ فخرجت كتب الفقه من السراديب إلى أرصفة الشوارع وامتلأت الجوامع والمساجد والحسينيات بمرتاديها .فصرنا لا نبدأ حديثاً الا بالبسملة ولاننهيه الا بالصلاة على النبي وعرفنا مذاهباً ومللاونحلا لم نكن قد نعرفها من قبل ... و ... و.... و... .حتى أصبح المزاج الشعبي اسلامياً صرفاً ...والان بعد ان استنفد المشروع الاسلامي كل طاقاته وعنفوانه ... وبعد ان اظهر عرابوه فضائعهم وتخلفهم وجهلهم أرى ان مزاجاً شعبياً جديداً بدأ بالتنامي باعثاً إشارات بسيطة ولكنها واضحة ...ربما لايعكس صعود ثمان من التيار الديمقراطي الى مجالس المحافظات في الانتخابات الاخيرة حجم التغيير الحقيقي في طبيعة هذا المزاج لاسباب لامجال لذكرها ولكن تغييراً حقيقياً قد حصل وان مزاجاً براغماتياً فطرياً لاحت مظاهره في يوميات الطبقات المسحوقة قد لايمكن توصيفه بدقه لكن ملامحه الاوليه تشير الى انه (لا أسلامي ) .
وها نحن كحجر النرد في قبضة اليد الخفيه مرة اخرى ... من يدري ربما سيكون مزاجنا القادم (دوشيش) .



#كريم_ناشور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف العراقي ... رؤية احادية
- تلك رهاناتنا الخاسره
- اورام ثقافية .......... القداسه
- أورام ثقافية ........ سلطة النص الشعري
- شاعر
- خارطة الشرق الاوسط الجديد... جورنيكا التي رسمت بأيدينا
- خريف المانيكان
- الفرسان الثلاثة
- أكاليل غارالى بينلوبي
- الوصايا العشر
- الفيلسوف في المخدع
- رثاء مبكر للقمر
- فائضون كشتيمة عابرة
- اخيراً
- وهم
- صولجان الكلام
- بروفايل
- غياب
- تضرعات للاله تموز
- رثاء متأخر


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم ناشور - طوبوغرافيا المزاج الشعبي