أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريم ابو الفضل - تغريدتى والشرفة(2-2)














المزيد.....

تغريدتى والشرفة(2-2)


ريم ابو الفضل

الحوار المتمدن-العدد: 4090 - 2013 / 5 / 12 - 10:00
المحور: الادب والفن
    


الجزء الثانى
تغريدتى والشرفة(2-2)

وقف العصفورعلى شرفتها فى انتظار تباشير الفجر
فتذكر قصة روتها له أمه ذات يوم من الأثر، وقد ترجمها سيدنا سليمان للبشر ..
فعندما كان يسير مع قومٍ سمع أربعة من الطيور فى حوارٍ يدور

قال الأول : ليت الخلق لم يخلقوا
وقال الثانى: وياليتهم لمّا خُلقوا علموا لماذا خُلقوا
وقال الثالث: وياليتهم لمّا علِموا لماذا خُلقوا عملوا بما علموا
وقال الرابع : وليتهم لمّا عملوا بما علموا أخلصوا فيما عملوا

تذكرت قصة أجدادى وأقوالهم أثناء وقوفى على تلك الشرفة فى انتظار تباشير الفجر .. فلا أَمَل من انتظارى، ولا يغادرنى الصبر
كنت أسترق السمعَ على الشرفة، فأجدها تبتهل إلى الله، وتشكو إليه همها، وتتوسل إليه أن يرفع عنها البلاء ..
فلا أملكُ إلا أن أؤمن على دعواتها..وأنتظر الفجر لأُدخل على نفسها الأمل بتغريدى
ولكن سرعان ما تهرع إلى فراشها بعدما تفرغ من صلاة الفجر
وكنت أتساءل كل ليلة..
لماذا لا تلجأ إلى الله إلا عند الشكوى؟
ألم تعلم لِمَ خُلقت؟؟
أليست الدنيا دار بلاء وامتحان ..وعليها أن تصبر على البلاء، وتجتاز الامتحانات
أعتقد أنها علِمت لِمَ خُلقت .. لكنها لم تعمل بما علمت!!
ربما لم تُخلص العمل!!

فالإخلاص يكون فى صمتٍ وشكر وإيمان...والعمل يكون فى حب وتفان

كيف للعبد أن يسألَ الرب؟ ويراجعه ويسأله غده؟
ألا تعلم أننا نغدو خماصاً، ونعود بطاناً !!
لا ننام عند الفجر.. بل نصحو مع تباشيره
لا نطلب من الله أن يأتينا برزقنا على ضعفنا فى أعشاشنا
بل نقوم فجرنا...فنشكر ربنا.. ونسأله القوة لسعينا ..ورزقنا
ومع ذلك نغنى للحياة..فنملأ الكون تغريدا ونحن نبحث عن قوتنا
لا نتبرم ولا نيأس...
شرعتُ فى تغريدتى..فسمعتُ تأففها..اخترت لها أنشودة أخرى تعالت لعناتها..
كررتُ فعلتى كل يوم..لأسرّى عنها..وفى كل يوم كان يزداد عجبى

تعجبت لهؤلاء البشرعندما يخلدون الى نومهم بعد فجرهم..فمتى سيبحثون عن رزقهم؟

تعجبت من تأففهم مما تطرب له النفس..فيعدونه مقلقاً منفراً ثم يلجأون إلى سماع ما صنعوه من آلاتٍ مُعرضين عما صنعه الله من مخلوقات تغرد

تعجبت من أن صوتى قد لا يُطرب البعض وقد يُزعج الآخرين

تعجبت من أشياءٍ كثيرة ..وكدت أنعتُ هؤلاء البشر بالسفه وقصر النظر..ولكننى تذكرت سليمان الحكيم فبتُ أنظر إلى عجبى بقدرٍ من العبر

فتحولت نظرتى مما كنت منه تعجبت إلى ما منه تعلمت

فتعلمتُ ألا أكرر النصح، ولا أكون لحوحاً حتى وإن كان صوتى تغريدا فقد يسمعه الآخرون نعيقاً

تعلمتُ أن هناك ظروفًا تجعل من لا يرى فى تباشير الفجر الأمل بل قد تتجدد الأحزان مع كل إشراقة

تعلمتُ أن نضع الإنسان فى ظروفٍ طبيعية حتى نتقبل ما يصدر عنه، وحتى يكون حكمنا عليه عادلاً

تعجبتُ..فتأملتُ..فتعلمتُ أن ربما هذا الشخص الذى يصيح فى الهاتف أو فى وجه آخر لا نعلم كيف بات ليلته قد يكون فى مناجاة مع ربه يبثه هماً لا يعلم الآخر عنه شيئاً

تعلمتُ أن هناك أشخاصاً يبدون أقوياء ونظنهم كذلك قد تكون أفئدتهم أكثر رقة من أفئدتنا ..ولكن طبيعة حياة البشر تجبرهم أن يظهرون بمظهر القوة ..
فقد يكون بين عالم البشر ..ذئبٍ.. وراعٍ.. وحّمل

فقررت الرحيل عن شرفتها على غير أمل..........



#ريم_ابو_الفضل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يومٌ واحدٌ من الحنان!!!!!
- صفعة يذكرها التاريخ
- شرفُ الكلمة
- إطلالة 7
- صُنع فى مصر
- الهاربون إلى الحياة
- الناصر أوباما ...
- أهذه البلاد ..بلادى؟؟؟
- ذنب النباتات.. وجريرة الإخوان
- لا شىء يُعجبنى
- مزيدٌ من الأرامل والثكالى والمعاقين
- ما أحلى الرجوع إليه
- صندوق النكد الدولى
- سُنة الرسول ..وسِنة المسلمين*
- إطلالة 6
- الصفعة
- خارطة مقسومة..ومرحلة مأزومة
- إطلالة 5
- رسائل قصيرة
- عندما يُستعبد الأحرار


المزيد.....




- بن غفير يسمح للمستوطنين بالرقص والغناء أثناء اقتحام المسجد ا ...
- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر
- رابط شغال ومباشر.. الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- خبر صحفي: كريم عبدالله يقدم كتابه النقدي الجديد -أصوات القلب ...
- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- فيديو صادم.. الرصاص يخرس الموسيقى ويحول احتفالا إلى مأساة
- كيف حال قرار بريطاني دون أن تصبح دبي جزءاً من الهند؟


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريم ابو الفضل - تغريدتى والشرفة(2-2)