المرأة تحت وصاية الرجل من المهد إلى اللحد بقلم: نوال زياني

نوال زياني

الحوار المتمدن-العدد: 4088 - 2013 / 5 / 10 - 14:58
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

"الإنسان لا يولد امرأة بل يجعله المجتمع كذلك" سيمون دو بوفوار

الاختلاف طبيعة إنسانية وضرورة لابد أن تحترم ولا تُمَس خوفا من أن تهـزَّ بعض الثوابت التي ورثناه من العقلية القديمة التي برعت ربما أو لامست البراعة لكن ذلك في محيطها وزمنها؛ لا يمكن إطلاقا أن نحدَّ عقل إنسان العصر ونطالبه بالتبعية المطلقة لما

أنتجته العقول السالفة؛ العقل المنتج المبدع عقل سافر لا يخشى التغيير ولا يؤمن بالقوالب الجاهزة.

معنى أن تكون إنسانا وُهبتَ كل الـمَلكات التي تجعلك تتدرج وتتفوق على كل مـا أنتجته الحياة من خَـلقٍ خلاق هو أساس الاستمرارية والتوازن؛ ومعنى أن نُسيدَ جنسا على الآخر هي ثقافة أفرزتها بعض النظم اللامتوازنة التي ترى في المرأة الكائن الخاضع

لرغباته ورغبات الآخر؛ هذه السمة التي التصقت بها منذ الغواية الأولـى والتي روجت لها الديانات الإبراهيمية بعدما كانت في الحضارات القديمة قويمة ومتساوية مع الرجل بحكم أنها هي أصل كل الموجودات؛ هذا الميز العنصري الذي قلل من شأن المرأة

وسَخِرَ من عقلها حينما تمحورت جل المعيقات المجتمعية في جسد المرأة الكفيل بإفساد الأمـة إن هي أسفرت عن بعض أو كل جسدها؛ في ظل سطحيات مجتمع البداوة؛ المتوهم أنه محافظ والذي لا يرى في المرأة سوى القشرة الظاهرة رسخ مفهوم العيش في

منظومة الأسرة الأبوية هذه المنظومة الديكتاتورية التي تحيل دون استقلالية المرأة بحياتها الخاصة وذلك بزرع عوائق عدة أكثرها فعالية تصب في الجانب الأخلاقي.

ألفنـا في هذا المجتمع الملتحي بالأعراف والتقاليد وهذه الصدوع الكثيرة التي أحدثتها ثقافة الأبوة والوصاية هذا التفكير النمطي المجسد في أن المرأة مكينة للإنجاب والاستهلاك؛ فصارت المرأة نفسها غير واعية بحقوقها وتستهين بإنجازاتها الفكرية وتستكين

لهذه السياجات؛ ولا ريب أن الرجل ساهم في هذا الخنوع الأنثوي حينما يقف حجرة عثرة في وعيها بذاتها وكينونتها؛ فهو ذاك الأب المستبد الوريث الشرعي لألوهية الإله داخل البيت؛ المنحاز لـ.بني جنسه في خلق قوانين وضوابط تردخ المرأة تحت مسميات

كثيرة أهمها مستنبطة من الدين ومن فتاوي كل من طالت لحيته حد الركبتين؛ هكذا تبقى المـرأة قاصرا إلـى أن تتزوج حتى وإن تـزوجـت في سن الأربعين؛ وفي صيغة الزواج ستصبح بالغة وتحت وصاية أخرى.

#نوال_زياني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات