أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - شوقي إبراهيم قسيس - تعلّموا العربية وعلِّموها للناس - ألحلقة السابعة (7) - ردود على اقتراحات القراء















المزيد.....



تعلّموا العربية وعلِّموها للناس - ألحلقة السابعة (7) - ردود على اقتراحات القراء


شوقي إبراهيم قسيس

الحوار المتمدن-العدد: 4085 - 2013 / 5 / 7 - 19:41
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


توضيح:
حاولتُ عدداً من المرّات أن أردَّ على ملاحظات القراء من خلال الصفحة المخصّصة لي لكنّني فشلتُ. يظهر أنّ قطار التّواصل الإلكتروني عن طريق الفيسبوك ومشتقّاته قد فاتَني، فكلّما فتحتُ (فيسبوكّي) الذي خلقَتْه لي ابنتي، أضيع في متاهاته وأصابُ بالإحباط. لذا لم يبقَ لي ألاّ أن أفعلَ ذلك من خلال حلقة منفصلة من حلقات "تعلّموا العربية". وحلقة "أئمّة النحو" هي الأخيرة قبل الدخول الموضوع المركزي لهذه الحلقات، وهو مشروع لتغيير أساليب تدريس العربية في المدارس. لذا توقفتُ هنا لأردّ بالتفصيل على المقترحات القيّمة الّتي قدّمها عددٌ من القراء.

ألسيدة/الآنسة ليندا جبريئيل:
أشكرُكِ سيدتي من كلِّ قلبي على اهتمامك البالغ بالموضوع وعلى الملاحظات القيِّمة الّتي قدّمتِها وتقدِّمينها.
لقد عالجتُ في الحلقة الثانية قضية اللغة السريانية التي طرحتِها، وآمل أن أكون قد أوفيت هذه اللغة حقَّها. أمّا طلبكِ بالابتعاد "في أمثلتنا عن الفعل ضرب وكسر وأسر وخاصم"، فأعدك أن أتجنّب في المستقبل استعمال مفردات فيها عنف كأمثلة. سرّني أنّك توافقين على الأفكار المطروحة لتقريب اللغة العربية للطلاب، وعلى أنّ "ما يحتاجُه العربيُّ أوّلاً وقبلَ كلِّ شيءٍ هو أنْ يجيدَ لغتَه ويكتبَها ويقولَها دونَ أخطاء".

أمّا بالنسبة لقولِك:
"أعتقد أنك أدخلت الطالب في طريق أكثر تعقيداً عندما بدأت بعرض لخصائص العربية واللغات السامية الأخرى. فالطالب أو العربي عموماً الذي يبغي الكتابة السليمة لا يهمه تاريخ العرب وخصائص اللغات أو المقارنة بينها أو تشابهها.
كما لا أجد إفادة من عملية المقارنة اللغوية بين العربية والعبرية والآرامية من حيث الجذور والاشتقاق وتشابه التصريف كما في مثالك المعقّد في القائمة 1 عن تصريف فعل واسم مع الضّمائر في العربيّة والعبريّة. هل هذا يفيدنا حقاً؟"
فأنا أخالفَكِ الرأي، إذ أنّ الحلقتَين الأولى والثانية ما هما إلاّ مقدمة للدخول في خصائص اللغة العربية، وفي أساليب تدريس قواعدها وقوانينها. والنظام الاشتقاقي هو من صُلب سمات اللغة العربية وباقي اللغات السامية، والتذكير به هو أمرٌ ذو "إفادة" ومهم كمدخل لقواعد العربية. والعربي الذي "يبغي الكتابة السّليمة" يهمّه أيضاً تاريخُ أجداده وعلاقةُ لغتِه بأخواتها من اللغات الساميّة الأخرى. ثمّ إنّ تصريف الأفعال والأسماء مع الضّمائر هو من أبرز أوجه الشبه الموجودة بين اللغات السّامية المختلفة. والقائمة غير المعقدة الّتي أوردتها ليس هدفها تلقين القارئ تصريف الأفعال والأسماء مع الضمائر، فهو أمر يعرفه كلُّ عربيّ ويستعمله في لغته الفصحى والمحكيّة على حدٍّ سواء؛ إنّما هدفها هو لفت الانتباه إلى التشابه المُثير بين اللغات السامية في هذا المضمار. وأعتقد أنّ العربيَّ الّذي لا يعرف لغةً ساميّةً أخرى قد يُثيره التحقّقُ من ذلك حين يطّلعُ على عملية مقارنة بسيطة.

في تعليقكِ على موضوع الحلقة الرابعة (الهمزة وكتابتها) نبّهتِ إلى مشكلة كتابة [مائة] بدل [مِئة]، وإلى سببه التاريخي. صدقتِ وأحسنتِ سيدتي، وأحييكِ على هذه اللفتة، فقد سهوتُ عن مشكلة (مائة)، لذا أضيف إلى سلّة المطالبات المطالبة بالتزام رسم الكلمة على [مِئة] فقط.

أمّا قولُك:
"كل ما تتفضلون به من مقترحات في تسهيل كتابة الهمزة يبقى عند حدود الرأي الشخصي وبعض ما اقترحت لا يتوافق مع كتب الأقدمين التي ما زال طلابنا يدرسون فيها، ومنهم من يصرّ على كتابة الهمزة كما وردت في القرآن وهو
مما يتنافى مع القواعد الحديثة ومجمع اللغة العربية صامت أمام هذا التلخبط.
فيستحقّ وقفة: إنّه رأي قد يكونُ شخصيّاً، لكنّه مبنيٌّ على قانونين سهلَين لكتابة الهمزة موجودَين في لغتنا، واقتراحي هو أن نلتزم بهما ولا نلتفت إلى "كتبِ الأقدمين"، فهم أقدمون، واقتراحاتي تطالب بألاّ نستمر في اجترار الأقدمين، وأن نضع القوانين (والكتب) التي تناسب عصرنا، دون أن نغيِّرَ أو نلغي قوانين اللغة الأساسية. وإصرارُ البعض على كتابة الهمزة كما وردت في القرآن أعرفُه وأوافقك الرأيَ فيه، وأقلُّ ما يُمكنُ أن يُقالَ عنه هو أنّه مُضحِك. أمّا مجمع اللّغة الصّامت والمتحجِّر فلن يتحرّك إلاّ إذا تراكمت عليه الضغوط الجماعيّة الّتي تطالبه بالتحرُّك.

ثمّ تقولين: "ألمشكلة ليست في المقترحات وإنما: من يتبنّى ومن ينفذ؟". لقد أصبتِ في الصّميم، فشكراً لكِ. كما سترَين في حلقاتٍ قادمة، فقد أشرت في عدة مواضع إلى وجوب إيجادُ آليّةً لفرض الالتزامِ بأي مقترح يجري تبنّيه، ولتعميمِه على المدارسِ والمؤسّساتِ الثقافية ودورِ النّشرِ وهيئاتِ تحريرِ المجلاّتِ والصّحف. وأشرت أيضاً إلى أنّ ما أطرحه هنا من مقترحات هو لبنةٌ في مشروعٍ يحتاجُ إلى جهودٍ جماعيةٍ وجبّارة لرفعِ نسبةِ القادرين على التّعاملِ مع لغتِنا بكفاءة. والحل الشّاملُ هو مشروعٌ كاملٌ على المؤسساتِ المعنيّةِ أنْ تدعمَه وتتبنّاه وتفرضَ الالتزامَ به على الجميع. أعترفُ بأنّ ما أقوم به الآن من صياغة الاقتراحات المختلفة هو الخطوة الأسهل من مشروع ضخم للغاية. وكي لا أبقى في دائرة الأمور السهلة، فأنا منذ أكثر من ثلاث سنوات على اتصال دائم مع إدارة "مجمع اللّغة" في حيفا، ومع المسؤولين عن مناهج تدريس العربية، ومع أساتذة اللغة في الداخل الفلسطيني، للبحث في آليّة تغيير أساليب تدريس العربية، وفي آلية فرض التغييرات الّتي يتمّ تبنيها على جميع المؤسّسات. رغمَ أنّ المجمع اللغوي في حيفا ليس له مركزية وسلطة مجمع القاهرة إلاّ أنّه أقلُّ تحجّراً منه، وقد يتمكّنُ من دفع عجلة التّغيير إلى الأمام.

ألسيد حسين علوان حسين:
أشكرُك على الكلمات الرّقيقة والمشجّعة، وعلى اهتمامِك بالموضوع وملاحظاتِك القيّمة. سأعالج بعضَ ملاحظاتك.
أنت محقٌّ لاعتراضك على تسميتي لمبادئ رسم الصوت "قوانين الصوتيات"، وقد عدّلتُ النّصّ في الكتاب الذي سيصدر عن مركز "الحوار المتمدن" (وآمل أن يصدرَ قبل نهاية هذا الصيف) ليشيرَ إلى ذلك. كذلك عدّلت النص بحيثُ يعالج ملاحظتَيْك عن كون المدّات صوتية، وعن اشتراك الرئتين والحجاب الحاجز وعضلات البطن في إخراج الأصوات المختلفة.

تقول: "ووصفكم مخرج الضاد (!) بكونه أعمق من مخرج الضاد (!) هو عكس الواقع بالضبط" (علامتا التعجب من وضع ش. ق.). أظنّ أنك قصدتَ أن تكون الضادَ الثّانية دالاً. قلتُ ذلك فقط في سياق الكلام عن مدّة الألف السطحية أو الأمامية (Frontal) والعميقة (Deep).

أوافقك الرأي على أنّ أحد الصوتَين المعبَّر عنهما بالحرف (X) هو كاف فارسية (أو ما يقترب إلى لفظ الجيم المصرية)، لكنّ هذا ليس ما يهمنا هنا. لقد أوردت كلماتٍ إنجليزية فيها الحرف (X) لأشير إلى أن الصوت الآخر الذي يعبر عنه الحرف (X) هو زاي في كلمات معينة (Exactly Exam) وسين في كلمات أخرى (Mix Excuse).

أنت تقول: "قولكم أن المّدّة في مثل (بَيْت) هي صوتية وليست مدة غير صحيح لكون المدة هنا هي مزدوجة، ويعبر عنها بمدتين متعاقبتين(ei)". أوّلاً، لم أقل ذلك، ما قلته هو: "والياء والواو في كلمات مثل [بَيْت، سَيْف، صَوْت، نَوْع] هي صوتية وليست مدات، رغم أنّنا نلفظها في عامِّيتنا كمدّات منفرجة". ثانياً، إذا سكّنّا الحرف الأخير (للتّسهيل) في كلمات مثل [بَيْت، سَيْف، صَوْت، نَوْع]، فإنّ هذه الكلمات تحتوي على مدة واحدة فردية (لا مزدوجة) فقط لا غير، وهي مَدّة قصيرة مفتوحة ارتبط بها الحرف الأول وعُبِّرَ عنها بالفتحة. أمّا الحرف الثّاني (ياء أو واو) في هذه الكلمات فهو صوتيٌّ ساكن، وعُبِّر عن ذلك بعلامة السّكون، فلا وجود لمدَّتَين متعاقبتَين في هذه الكلمات. وأنا لا أرى أنّ (ei) أو (ie) أو أيّاً من الـ (Vowels) الإنجليزية، كلٍّ على حدة أو مجتمعة، تصلح لتعبِّرَ عن أيٍّ من المدّات السّتّ (ثلاث قصيرة وثلاث طويلة) الموجودة في العربية، وذلك رغم وجود اتّفاقية الترجفة (ترجمة الأحرف، أو Transletteration).
وفي السِّياق نفسه تقول: "قولكم ألعربية ليست بحاجة إلى التعبير عن مدات الياء والواو المنفرجة، لأنّ هذه المدات غير موجودة فيها، وكلامنا يحوي المدات الواوية واليائية الحادّة فقط إنتهى غير صحيح لأن هذه المدات التي تسميها منفرجة موجودة في العربية وأنتم اعطيتم أمثلة صحيحة عليها مثل كلمة (بّيْت) و غيرها كثير". يظهرُ أنّك لم تنتبه إلى أنّ المصطلحَين "منفرجة" و "حادة" أوجدتُهما لأعبِّرَ في "المنفرجة" عن مَدّات الياء والواو في كلمات مثل (Call More Came Were)، وفي "الحادّة" عن تلك المدات في كلمات مثل (Food, Sure, Receive, Fear). وعلى هذا الأساس أُصرُّ: لا وجود لمدّات منفرجة، يائيّة كانت أو واوية، في لغتنا، بل مَدّاتٍ حادّة فقط؛ وأكرِّرُ: كلمات مثل (بَيْت) فيها مدّة واحدة قصيرة ومفتوحة.

ألسيد طاهر نجار:
يتساءل السّيِّد نجّار عن: "اللغة التي كان يتكلم بها عرب المدينة أو عرب قريش وقت ولادة محمد. وهل كانت خديجة زوجته تتكلم العربية أم لغات أخرى بحكم أنها نصرانية وكان ابن عمها القس ورقة ابن نوفل؟ وهل كان اليهود والنصارى يستخدمون العربية ويكتبونها أم يستخدمون لغة أخرى كالآرامية؟ وهل في ذلك الزمان الصحراوي البدوي كانوا يعرفون القراءة والكتابة، أم كانت هناك قلة قليلة من الأثرياء الذين كان في مقدورهم تعلمها؟"
أشكرك على اهتمامك، فقد طرحتَ عدداً من التساؤلات المهمّة، وسأجيب عليها باختصارٍ قدرَ الإمكان.

لا شكّ أنّ اللغة الّتي كان يتكلّمُ بها وقت ولادة الرسول (وقبلها)، لا عرب المدينة وقريش فحسب، بل عرب شبه الجزيرة برمّتها، هي اللغة العربية. فالأشعار الّتي قيلت قبل الإسلام، والّتي كانت وسيلة إيصالها هي الروايةَ الشفويّةَ لمدّةِ قرنَين من الزمنِ على الأقلِّ، قيلَت بالعربية، ثمَّ دُوِّنَت بها. والقرآن الكريم نزل بالعربية، ثُمَّ جُمع ودوِّن بها. وكان في شبه الجزيرة لهجات مختلفة لقبائلَ مختلفة، لكنّها لهجاتٌ عربية متقاربة. وقولهم أنّ القرآن نزل بلغة قريش يعنون به أنّه نزل بلهجة قريش. كمثال واحد على الاختلاف القليل بين هذه اللهجات يحضرني هنا ما قيل في تبرير قتلِ خالد بن الوليد لمالك بن نويرة الّذي اتُّهم بالردة (ومالك هو من بني يربوع من تميم، وقد رثاه أخوه متمَّم بن نويرة بأشعار مؤثِّرة)، إذ تقول إحدى الروايات أنّ ليلة المعركة الّتي قتل فيها خالد مالكاً كانت ليلةً شديدة البرودة، فقال خالد لأحد جنوده: "دافئوهم" (من الدفء)، وكان الجندي من كنانة، وفي لغة كنانة "دافئوهم" معناها اقتلوهم، فقتلهم الجندي ومعهم مالك. أمّا السريان والأشوريون في العراق وسورية فلغة الخطاب السائدة بينهم في ذلك الوقت كانت السريانية.

أمّا بالنسبة ليهود ونصارى شبه الجزيرة فلا يوجد لدينا أي مصدر يشيرُ أو يرمز إلى أنّ لغة الخطاب السائدة بينهم كانت لغةً أخرى غير العربية. ويكفي للدلالة على لغتهم العربية أن أشيرَ إلى أنّ قبيلة تغلب الّتي كانت برمّتِها نصرانيةً أنجبت العديد من الشعراء الّذين قالوا الشعر بالعربية، وعلى رأسهم المهلهل (خال امرئ القيس) والشاعر المعروف عمرو بن كلثوم. كذلك فإنّ بني غسّان (وهم أبناء عمومة قبيلتَي الأوس والخزرج الأنصاريّتَين، وجميعهم أزديون ورحلوا من اليمن بعد تهدّم سدّ مأرب)، الذين تنصّروا بعد أن رحلوا من نبع "غسان" قرب المدينة إلى حوران وأقاموا مملكتهم هناك، كانت العربية لغتهم السائدة، وقد عرَّبوا طقوس عبادتهم وكتبَهم المقدسة عن الآرامية/السريانية. وأيضاً نصارى نجران في اليمن كانت لغتهم هي العربية، والدلائل على ذلك كثيرة، لعلّ أهمّها أنّ وفدَهم الّذي أتى إلى الرسول في المدينة تحاور معه في أمور الإيمان والتوحيد والدين بالعربية. حتّى يهود شبه الجزيرة عامّةً ويهود المدينة على وجه التحديد كانت لغة الخطاب السائدة بينهم هي العربية، ولنا أن نفرض أن بعض المتعلمين منهم أجادوا أو اطّلعوا أيضاً على العبرية والسريانية/الآرامية، وربّما استعملوها في طقوسهم وشعائرهم.

أمّا بالنسبة لأولى أمّهات المؤمنين، السيدة خديجة بنت خويلد، وابن عمِّها، ورقة بن نوفل، فلا يوجد في المصادر المختلفة الّتي اطّلعت عليها ما يشير إلى أنّ السيدة خديجة كانت نصرانيةً قبل إيمانها برسالة الرسول، وكونُ ابنِ عمِّها نصرانيّاً لا يعني بالضرورة أنّها هي أيضاً كانت نصرانيّةً، رغم أنّني لا أشكُّ بأنّها كانت مطّلعة على الإيمان النصراني، وربّما على الدين اليهودي أيضاً، وربّما كان لديها بعض الأفكار التوحيدية. هذه معلومات مختصرة عن السيّدة خديجة:
هي قرشيّة، وأبوها هو خُويلد بن أسد من بني عبد العزى بن قصي، ولغتها هي العربية، ولا نعلم إن كانت تجيدُ لغاتٍ أخرى أو على إلمامٍ بها. ويُروى أنها تزوجت مرتين قبل زواجها من محمد. وزوجاها كانا من سادات قريش (ومن المشركين)، وهما: "عتيق بن عائذ المخزومى" وأنجبت منه بنتاً، و "أبو هالة بن زرارة التميمى" وأنجبت منه ابناً. كانت خديجة تاجرة ذات مال، وكانت تزاحم أبا سفيان في السيطرة على الطرق التجارية، وتستأجر الرجال لإدارة قوافلها. وحين بلغها صدق وأمانة وكرم أخلاق محمد طلبت منه أن يخرج في تجارة لها إلى الشام مع غلام يدعى "ميسرة"، فوافق محمد. ورجعت قافلته وقد ربحت أضعاف ما كانت تربح من قبل. وأخبر ميسرة خديجة عن صدق محمد وأمانته، فأعجبها، وأبلغت محمداً (عن طريق إحدى صديقاتها) رغبتَها في الزواج منه، فقبل.محمد ذلك، وذهب إليها بصحبة عمّيه، أبي طالب وحمزة، فتزوجا بحضور وموافقة ابن عمها النصراني، ورقة بن نوفل بن أسد. وكان عمر محمد 25 عاماً، وخديجة 40 عاماً. أنجبت خديجة من محمد ستة أولاد، وهم: القاسم، عبد الله ولقُّب بالطاهر والطيب، زينب، رقية زوجة عثمان الأولى، أم كلثوم زوجة عثمان الثانية، وفاطمة الزهراء زوجة علي.
وهذه قصة إسلام خديجة مختصرة عمّا ورد في المصادر المختلفة: كان قد مضى على زواجها من محمد 15 عاماً، وكان محمد قد اعتاد على الخلوة في غار حراء. وعندما نزل الوحي عليه في ليلة القدر، انطلق إلى منزله خائفاً يرتجف، وبلغ حجرة خديجة وقال "زمِّلوني"، فزملته حتى ذهب عنه الروع، وقال: "ما لي يا خديجة؟"، وحدثها بصوت مرتجف، وحكى لها ما حدث، وقال: "والله لقد خشيت على نفسي"، فطمأنته قائلة: "والله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتقرى الضيف، وتعين على النوائب". وانطلقت به إلى ورقة، وكان يفك الخط العربي، وقد شاخ وعميَ، فقالت: "أمع ابن أخيك فيما يقول؟"، قال ورقة: "يا ابن أخي ما ترى؟"، فأخبره، فقال ورقة ممّا قاله: "هذا الناموس الذي أنزل على موسى". فكانت خديجة أول من آمن، وأول من أسلم من النساء والرجال. ونجد في المصادر المختلفة (مثلاً: مسند الطيلساني، 32. "السهيلي" في كتاب "الروض الآنف". مصنّف ابن أبي شيبة، 293/14. سيرة ابن اسحق، 113. دلائل النبوة للبيهقي، 2/158. ألبداية والنهاية لابن كثير، 3/9-10. صحيح مسلم. كتاب "السيرة النبوية") روايات كثيرة قد تختلف بين بعضها في النّصّ الدقيق لما قاله ورقة لمحمد، لكنّها تتفق على درجة الحماسة العالية الّتي أبداها ورقة لرسالة محمد، وعلى سروره بهذه الرسالة لأنّه كان ينتظر خروجَ نبيٍّ من العرب. أمّا السيدة خديجة فقد صدّقت محمداً وقبلت رسالتَه على الفور ليس فقط لأنّه زوجُها ولأنّها كانت تحبُّه حتى الموت، بل ربّما أيضاً لأنّها رأت في هذه الرسالة تأييداً لما قد يكون لديها من أفكار توحيدية. توفيت خديجة سنة 619 (قبل الهجرة إلى المدينة بثلاث سنوات) وكان عمرها 65 عاماً، وهي نفس سنة وفاة أبي طالب عمّ الرسول. أنزلها محمد في حفرتها وأدخلها القبر بيده، ودفنها في "الحجون"، وهي مقابر المعلاة في مكة.

أمّا ابنُ عمّ خديجة، ورقة بن نوفل بن أسد، فلكثرة الأقاويل عنه وعن دينه وعلاقته بمحمد، ولأن كثيراً مما يردده الناس لا يستند إلى مرجعية تاريخية، سأورد هنا ما ورد في المصادر المختلفة عن هذا الرجل.
يقول"ابنُ مَنِّ الله" في كتاب "حديقة البلاغة": [وكانت فيهم (العرب) الملّة الحنيفية، والشريعة الإبراهيمية، ومن أهلها كان قس بن ساعدة الإيادى، وورقة بن نوفل، وزيد بن عمرو من بنى عدي].
روى البخارى في صحيحه (3/1): [كان ورقة امرأً تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب بالعبرية، فيكتب من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخاً كبيراً قد عمي]. وأخرجه البخارى في كتاب الأنبياء (4/84) بلفظ: [وكان رجلاً تنصّر يقرأ الإنجيل بالعبرية].
وقال ابن إسحق في السيرة (1/243): [فأمّا ورقة بن نوفل فاستحكم في النصرانية، واتبع الكتب من أهلها حتى علم علماً من أهل الكتاب].
وفي تاريخ الطبري (2/302): [... وكان ورقة قد تنصر، وقرأ الكتب، وسمع من أهل التوراة والإنجيل].
أما الدكتور "عويد المطرفي" في كتابه "ورقة بن نوفل في بطنان الجنة" (ص 58، 59، صادر عن رابطة العالم الإسلامي) فيرفض فكرة تنصر ورقة مدعياً ادّعاءات ومحلِّلاً تحليلات بعضها مرفوض وبعضها مقبول، ولا مجال للدخول في تفاصيلها. ومن تحليلاته المختلفة يستنتج أنّ ورقة لم يكن بالضرورة نصرانياً، بل موحداً أو حنفياً على دين إبراهيم.
ألخِّصُ وأقول: لعلّ ورقة كان نصرانيّاً، لكنّ أقواله المختلفة تشير إلى أنّه لم يكن مؤمناً بكلّ نواحي الإيمان المسيحي، خاصة بقضية التثليث وألوهية السيد المسيح. وإن كان ورقة داعياً إلى التوحيد النقيّ على دين وملة إبراهيم أبي الأنبياء والرسل ومؤمناً بناموس موسى، إلاّ أنّه كان رافضاً للديانة اليهودية المختصة بشعب الله المختار. وكان ورقة يجيد العبرية والآرامية إلى جانب لغته العربية والتي رُويَت له فيها أشعارٌ كثيرة. وهنا أرغب أن أشيرَ إلى أمرَين:
ألأوَل أنّ عدداً من عرب شبه الجزيرة كانوا موحدين. إضافةً إلى القس ابنِ ساعدة الإيادي، فإنّ كتب التاريخ وكتب تاريخ الأدب العربي تخبرنا، مثلاً، أنّ الشاعر الجاهلي المعروف، زهير بن أبي سلمى، كان رافضاً لعبادة الأصنام ولعددٍ من الممارسات الجاهلية، وربّما كان موحداً، إذ أنّ بعضَ أشعاره تشير إلى ذلك. وأنا أميل إلى الاعتقاد أنّ عبدَ المطلِّب، جدّ الرسول، كان من الموحدين، وربّما كان عمُّه أبو طالب أيضاً واحداً منهم. ألفرق أنّ ورقة كان مطلعاً على كتابات النصارى واليهود ومتعمّقاً فيها لإتقانه القراءة والكتابة بالعربية والعبرية. أمّا لقب قِسّ الذي أطلق على ورقة فهو ليس كافياً لنجزمَ أنّة كان من رجال الدين المسيحي بالمعنى الرسمي الكهنوتي، إذ أنّ كلمة قس في اللغة (حسب لسان العرب) تعني تتبُّعَ الشيء وطلبَه، والقُسُس هم العقلاء والحُذّاق.
ألأمر الثاني، يتعلّق بما سمعتُه من زعم عند بعض الناس من أنّ الرسول تلقى القرآن وتعاليم الرسالة الإسلامية عن ورقة، وهذا غير صحيح، وفيه تجنٍّ على الرسول. فورقة لم يكن أستاذاً ولا هادياً للرسول، لقد أيده في دعوته وشجعه على الاستمرار لا أكثر. حتى لو تعلم الرسول واستفاد من ورقة ومن كتاباته، فهذا هو نهج المفكرين العظماء: يستقون معلوماتهم من كل المصادر المتوفرة، ويأتون بالجديد المبتكر. لقد مات ورقة في السنوات الأولى للبعثة، وبقي الوحي ينزل على الرسول(1) طوال عشرين عاماً تقريباً بعد وفاة ورقة. ألأمر نفسه ينطبق على الزعم بأنّ الراهب بُحيرى هو الّذي لقَّن الرسولَ تعاليم دينه الجديد، فالرجلان لم يلتقيا إلاّ لقاءً عابراً، وكان الرسول بعدُ في صباه المبكِّر.

أمّا القراءة والكتابة فإنّ قلّة من العرب كانت تجيدها، وورقة واحدٌ منهم. وأنا أعتقد أنّ الرسول العربيَّ الكريم كان أيضاً ممّن يجيدون القراءة والكتابة بالعربية، وربّما كان ملمّاً بلغة أخرى. إنّه مجرّد اعتقاد أو نظرية، وحين أصرِّحُ به أخاطر بأن أثيرَ موجةً من الرفض والاعتراض، إذ أنّ الرأي (أو الإيمان) السائد هو أنّ الرسول كان أميّاً، وهو مبنيٌّ على كتب السيرة وكتب تفسير القرآن الكريم، خاصّة فيما يتعلّق ببداية نزول الوحي، فحين نزلت [إقرأْ بسمِ ربِّكَ الَّذي خَلَق] قال الرسول [ما أنا بقارئ] أو [لستُ بقارئ]. واعتقادي بأنّ الرسول لم يكن أميّاً مبنيٌّ على أمرين: ألأوّل، وهو الأهمّ، هو أنّ الرسول من بيت كانت له السيادة في قريش وفي مكة، ولا يعقَلُ أن يكون أمّياً بينما ابنُ عمّه، عليّ ابنُ أبي طالب، والّذي ترعرع في كنف الرسول، كان قارئاً كاتباً. وكون الرسول يتيمَ الأب لا يمنع إمكانية تعلمه القراءة والكتابة، خاصّة وأنّه حظي برعاية جدّه ثمّ عمّه أبي طالب. والأمر الثاني هو أنّه لكَ أن تأخذَ قولَه (لستُ بقارئ) على أنّه يشير إلى أنّه لم يكن هناك ما هو مكتوبٌ ليقرأه، فهو قد سمع صوتاً يقول له اقرأْ.

في النهاية، أودُّ أن أحذِّرَ من بعض المبالغات التي أسمعها بين الحين والآخر عن الوجود النصراني في شبه الجزيرة. لا شكّ أنّ النصرانية كانت موجودة في شبه الجزيرة، ووجودها يعود إلى القرون الأولى لانتشارها (أنظر مثلاً: سميح غنادري، "ألمهد العربي – ألمسيحية المشرقية على مدى ألفَي عام والعلاقة المتبادلة مع الإسلام"، دار كل شيء، حيفا، 2011). ولا شكّ أنّ بعض القبائل كانت برمّتها نصرانيةً، وقبائل أخرى كان عدد من بيوتاتها ومن أفرادها نصرانياً، لكنّ القسمَ الأكبر من القبائل العربية كان مُشركاً. وأكثر ما أسمع هذه المبالغات حين يكونُ الكلامُ عن رسالة النبي محمد أو عن شعراء ما قبل الإسلام. أعتقد أنّ المنبع الأساسي لهذه المبالغات يكمن في كتابات ومؤلفات الأب لويس شيخو اليسوعي (1859 – 1927). فمن مؤلفات هذا الرجل الكثيرة نجد، مثلاً، كتاب "شعراء النصرانية قبل الإسلام"، وفيه يزعم، دون أن يأتي بأي بيّنة مقنعة، أنّ جميع مَن عرفناهم مِن شعراء ما قبل الإسلام كانوا نصرانيين، ومنهم: أمرؤ القيس، ألنابغة الذبياني، ألأعشى، حسان بن ثابت الأنصاري، عمرو بن كلثوم، ألمتلمس، وربّما غيرهم. ونحن لا نجدُ في أيٍّ من المصادر ما يشير إلى دين أيٍّ منهم؛ حتى عمرو بن كلثوم، والذي نفرض أنّه كان نصرانيّاً لأنّه من سادات تغلب، لم يذكر أيٌّ من المصادر ما هو دينه. لعلَّ الشاعر الوحيد الّذي تذكر المصادر المختلفة أنّه كان نصرانياً هو عدي بن زيد اللخمي (أو العبادي). لقد انتقد عددٌ من المؤرخين وبعض المستشرقين لويس شيخو في مزاعمه هذه، وممّا قاله عنه مارون عبود (وهو من عائلة مارونية) في كتابه "روّاد النهضة الحديثة":
سمعنا بكتاب شعراء النصرانية فاستقدمناه، فإذا هو لهذا العلاّمة الجليل "لويس شيخو"، وإذا كلّ من عرفناهم من شعراء جاهليين قد خرجوا من تحت سنّ قلمِه نصارى. كان التعميد بالماء فإذا به قد صار بالحبر!
كذلك لا نجد في سيرة هؤلاء الشعراء ولا في أشعارهم ما يشير ولو من بعيد إلى أنّ أيّاً منهم كان نصرانياً (باستثناء عدي بن زيد)، فالأعشى عاش مشركاً ومات مشركاً حتى النخاع (أنظرْ مثلاً: شوقي ضيف، "تاريخ الأدب العربي" جـ. 1، ط. 12، دار المعارف، ألقاهرة، 1960، ص. 333 – 365). أمّا قصيدته المعروفة، "كعبة نجران"، والتي مطلعها:
أَلَمْ تَنْهَ نَفْسَكَ عَمّا بِها بَلى عادَها بَعْضُ أَطْرابِها
والّتي فيها بيتاه الشهيران:
وَكَأْسٍ شَرِبْتُ عَلى لَذّةٍ وَأُخْرى تَداوَيْتُ مِنْها بِها
لِكَيْ يَعْلَمَ النّاسُ أَنّي امْرُؤٌ أَتَيْتُ الْمَعيشةَ مِنْ بابِها
والبيت الأول ردّده أبو نواس في افتتاحية إحدى خمرياته، حيث قال:
دَعْ عَنْكَ لَوْمي فَإِنَّ اللَّوْمَ إغْراءُ وَداوِني بِالَّتي كانَتْ هِيَ الدّاءُ
فهي (أي قصيدة الأعشى) قصيدة خمرية وغزلية بحتة، وليس فيها ما يشير إلى أنّه كان نصرانيّاً، وقد ذكر كعبة نجران في نهايتها، وذلك حين صرّح بأنّه يرغب في زيارتها لا لشيءٍ إلاّ ليقارع كؤوسَ الخمر مع ندمائه هناك:
وَكَعْبةُ نَجْرانَ حَتْمٌ عَلَيْـ ـكِ حَتّى تُناخي بِأَبْوابِها
نَزورُ يَزيدَ وَعَبْدَ الْمَسيحِ وَقَيْساً هُمُ خَيْرُ أَرْبابِها
لَهُمْ مَشْرَباتٌ لَها بَهْجةٌ تَروقُ الْعُيونَ بِتَعْجابِها
(يخاطبُ الشاعر في البيت الأول ناقتَه)

وكون والدة امرئ القيس تغلبية (ربّما نصرانية) لا يجعل امرأ القيس نصرانياً. أمّا النابغة وحسان فقد مدح كلٌّ منهما بني غسّان، والأول عاش في بلاطهم أربع سنوات ومدح ملكهم الحارث الأصغر وأخاه النعمان، وذكر دينهم وطقوسَهم، كل ذلك كي يقنعَ بني غسان بأن يكفّوا عن غزو قومه (فكان سفيرَ قومه عندَ غسان)، وأيضاً هرباً من أبي قابوس، ملك الحيرة، الذي غضب عليه، وليس في أيٍّ من ذلك ما يجعلُ النابغة نصرانياً. أما حسان الأنصاري فمدح الغساسنة (أبناء جفنة) في عدد من قصائده المعروفة وتفاخر بهم لأنّهم من أبناء عمومته لا أكثر. ولو كان حسان نصرانيّاً لما كان في حاجة إلى أن يعلن إسلامه ويصبح شاعرَ الرسول.
وقد ذهب لويس شيخو إلى أبعدَ من ذلك، فزعم أنّ الكعبة في مكة كانت كنيسةً ولها أسقف (وربّما نصَّب ورقة بنَ نوفل أسقفاً عليها!)، وأنّ الرسول قد سطا عليها وحوّلها إلى مسجد. لقد اقتنيت كتاب شعراء النّصرانية منذ كنت على مقاعد الدراسة الثانوية، فأصبحتُ مقتنعاً بأنّ امرأ القيس، مثلاً، كان نصرانيّاً. لكن بعد اطّلاعي على المصادر المختلفة تيقّنت من زور ادّعاءات لويس شيخو المختلفة. ولدي الآن جميع مؤلفات وكتابات لويس شيخو، وقرأت معظمها، وتيقنت من انعدام الأمانة العلمية لديه، ومن أنّه لم يُفدنا في مؤلفاته المختلفة بأيِّ معلومةٍ إضافية عن سيرة وأشعار أي شاعر - أللهمَّ سوى تعميد الناس بالحبر! -، ومن أنّ هذا الرجل لا همَّ لديه إلاّ الطعنُ بالإسلام، وأن يثبت لنفسه وللآخرين بأنّ العرب، من قبل الإسلام ومن بعده، ليسوا بشيء، وأنّ مخزونهم الشعري والأدبي لا يساوي مليماً، لولا وجود النصارى بينهم. لذا وجب التحذير.
-------------------------------------------------------
1. كي لا يُساء فهمي، أرغب أن أنوِّهَ بأنّني رجل علمانيٌّ لا أومن بأي دين من الأديان (السماوية) أو غير السماوية. وأنظر إلى الإسلام على أنّه عنصرٌ مهمّ من عناصر حضارتي كعربيّ. ومن هذا المنطلق فأنا أنظر إلى نزول الوحي على أنّه مشابهٌ لـ (نزول) الوحي أو الإلهام على أيِّ مُبدعٍ حين يأتي بإبداعٍ أو بفكرة لامعة أو باختراع عظيم. ونزولُ الوحي على الرسول لا يختلف في ذلك كثيراً، من وجهة نظري، عن (نزول) الوحي على امرئ القيس، مثلاً، حين أبدع في "قِفا نَبْكِ".



#شوقي_إبراهيم_قسيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعلَّموا العربية وعلِّموها النّاس – ألحلقة السادسة (6) - أئم ...
- تعلّموا العربية وعلِّموها للنّاس - ألحلقة الخامسة (5) - تشكي ...
- تعلَّموا العربية وعلِّموها للناس - ألحلقة الرّابعة (4): ألهم ...
- تعلَّموا العربية وعلِّموها للناس - ألحلقة الثالثة (3)
- تعلَّموا العربية وعلِّموها للناس - ألحلقة الثانية (2): في ال ...
- تعلَّموا العربيّة وعلِّموها للنّاس - ألحلقة الأولى (1)
- تعلّموا العربية وعلِّموها للنّاس - ألحلقة الأولى (1)


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - شوقي إبراهيم قسيس - تعلّموا العربية وعلِّموها للناس - ألحلقة السابعة (7) - ردود على اقتراحات القراء