أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - أحمد رجب - بيشمركة كوردستان وأنصار الحزب الشيوعي العراقي يحرّرون مدينة قره داغ















المزيد.....

بيشمركة كوردستان وأنصار الحزب الشيوعي العراقي يحرّرون مدينة قره داغ


أحمد رجب

الحوار المتمدن-العدد: 1171 - 2005 / 4 / 18 - 10:51
المحور: القضية الكردية
    


في الذكرى الثامنة عشر لمعركة قه ره داغ البطولية :

تمر هذه الأيام الذكرى الثامنة عشر لملحمة بطولية قلّ نظيرها من حيث الإستطلاع والإعداد السريع لها والإنقضاض على قوات العدو الفاشي للنظام الدكتاتوري المقيت التي اكملت إستعدادها لشن حملة عسكرية واسعة وتمشيط منطقة قره داغ والإستيلاء على مقرات الأحزاب المنتشرة فيها، وهذه الملحمة هي معركة قره داغ الباسلة التي خاضها بيشمركة الأحزاب الكوردستانية : الحزب الديموقراطي الكوردستاني والأتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الاشتراكي الكوردستاني وأنصار الحزب الشيوعي العراقي.
لقد واصل النظام الدكتاتوري جرائمه الدموية ضد الشعب العراقي بعربه وكورده وقومياته الأخرى بإستخدام أساليب الإرهاب والإنتهاك السافر للمعايير الأخلاقية والإنسانية بما فيها إستخدام الأسلحة الكيمياوية ضد أبناء الشعب الكوردي وفصائل قوى المعارضة العراقية ومقراتها في المناطق المحررة.
لقد كانت الدكتاتورية هي السبب الأساس في كل ما تعرّض له المجتمع العراقي من هزات داخلية، وتوترات سياسية وعسكرية، وممارسات قمعية، وتقلبات إقتصادية، أدت كلها إلى تكريس التخلف الحضاري العام، ولم تكن الحربان اللتان خاضهما النظام ضد إيران والكويت سوى إفرازات وإنعكاسات ومضاعفات أشد خطورة للنظام الدكتاتوري الفردي.
أن تعرض الشعب الكوردي، منذ سنوات طويلة إلى حملة إبادة جماعية، وحرب شوفينية حقيقية تنطلق خلفيتها من الموقف الشوفيني ازاء حق الشعب الكوردي في ممارسة حقوقه القومية المشروعة. وقد تصاعدت على نحو سافر منذ نيسان 1987، متمثلة في الحملات العسكرية التي شنّتها القوات العراقية النظامية وأفواج الجحوش المرتزقة، وفي تهجير وتدمير آلاف القرى، وتشريد عشرات الألوف من المواطنين المسالمين، وإزهاق أرواح الآلاف منهم سعياً إلى إخلاء كوردستان من سكانها، ومحو الوجود القومي للشعب الكوردي، وإلحاق الأذى والدمار بالقوميات الأخرى التي تعيش جنباً إلى جنب مع الشعب الكوردي، إذ أنّ السلطة الباغية أرادت من حملتها الجنونية لحرب الإبادة الشوفينية أن تسفر عن لوحة جديدة لوضع جديد في كوردستان، وأثمرت عن : أرض محروقة سوداء، وربايا عسكرية في كل مكان.
وممّا لا شك فيه أنَ الأحزاب الكوردستانية والحزب الشيوعي العراقي وازاء تحركات قوات السلطة سارعت، وتدارست الأوضاع المستجدة، فعقد ممثلوا هذه الأحزاب سلسلة من الإجتماعات المشتركة في مقراتها. فعقدوا إجتماعاً في مقر البتاليون ( الفوج ) السابع لحزبنا الشيوعي العراقي في قرية شيوي قازي، وإجتماع أخر في مقر قاطع السليمانية وكركوك للحزب في قرية أستيل العليا، وجرى عقد إجتماعات أخرى في مقر الإتحاد الوطني الكوردستاني في قرية ته كيه، وفي مقر الحزب الديموقراطي الكوردستاني في قرية جافه ران. وبعد دراسة الأوضاع من كل جوانبها، ودراسة القدرات العسكرية لدى الأحزاب وتقيمها، توصلوا إلى قرار تحرير مدينة قره داغ ومهما كانت التضحيات، فبدون تحرير هذه المدينة ذات الموقع الاستراتيجي، يكون عمل قوات البيشمركة والأنصار مشلولاً في هذه المنطقة الحساسة.
تم الإتفاق على خطة الهجوم وخطة الدفاع عن الطريق بين السليمانية وقره داغ إذ من الممكن والمتوقع ان يرسل العدو تعزيزات عسكرية لمساعدة أفرادها في حالة عدم تمكن قوات البيشمركة السيطرة على الوضع، أو محاولة إسترداد المدينة في حالة سقوطها بيد قوات البيشمركة والأنصار المهاجمة، كما تم بحث تقسيم الغنائم من أسلحة ومعدات ومواد غذائية، وأمّا الأسرى يكونون من نصيب كل طرف دون أن يجري توزيعهم بين الجميع بشرط المحافظة على حياتهم وعدم الإساءة لهم، كما تمّ تحديد ساعة الصفر والإشارة بالشروع في الهجوم.
ووفق الخطة العسكرية تم توزيع عملية الهجوم على المدينة إلى جبهتين : شرقية وغربية، وكانت الجبهة الشرقية من نصيب الأتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الاشتراكي الكوردستاني، وأمّا الجبهة الغربية فكانت من نصيب الحزب الديموقراطي الكوردستاني والحزب الشيوعي العراقي، كما جرى بحث الدفاع عن الطريق بين مدينتي السليمانية وقره داغ وتوزيع المهام إلى شرقية وغربية أيضاً، ويتم الدفاع عن كل جانب من قبل الأحزاب وفق خطة الهجوم على المدينة.
في نيسان عام 1987 بدأت قوات الأحزاب الكوردستانية والحزب الشيوعي العراقي بالقدوم والتجمع في القرى المحيطة بمدينة قره داغ، ففي الجبهة الشرقية كانت قرية داري زاين والقرى المجاورة لها مكان تجمع قوات الإتحاد الوطني والحزب الاشتراكي الكوردستاني، وفي الجبهة الغربية قريتى هركينة ودرويان والقرى القريبة منهما محل تجمع قوات الحزب الديموقراطي الكوردستاني والحزب الشيوعي العراقي، وأصبحت قرية تافان مشتركة بين الطرفين لقيادة العمليات.
في الساعات الأولى من الليل أخذت قوات البيشمركة تتوزع على الطريق بين مدينة السليمانية ومدينة قره داغ حسب الخطة المرسومة والمتفقة عليها من قبل الأحزاب. كما تحركت القوات إلى أطراف مدينة قره داغ، وفي منتصف الليل كان الموعد مع ساعة الصفر والإيعاز بالهجوم، وبدأ إطلاق النار بصورة مكثفة من كل صوب، وخلال أقل من ساعتين انهارت قوات العدو الدكتاتوري وسقطت المدينة، وتم الإستيلاء على سرايا الجيش العراقي وسرايا الجحوش المرتزقة بالكامل، وفي الحال بدأت التراكتورات والأليات التي جهزت من قبل دخول إلمدينة لنقل المعدات العسكرية الثقيلة والأسلحة المختلفة مع الحاجات الضرورية والمواد الغذائية، كما تمّ إجلاء الأسرى بأعدادهم الكبيرة : من ضباط ورؤساء جحوش وجنود وجحوش إلى الخلف بغية نقلهم إلى مقرات الأحزاب.
وفي الصباح الباكر وعند الفجر دفع العدو الجبان بسمتياته وطائرات الهليكوبتر وطائرات البيلاتوز إلى أجواء المدينة، حيث بدأ القصف العشوائي المكثف للمدينة والطريق بين السليمانية وقره داغ، وركز العدو فيما بعد على قصف أماكن الربايا حسب معلوماتهم السابقة والإحداثيات المتوفرة لديهم، وأراد العدو زعزعة وضع قوات البيشمركة والأنصار الأبطال التي بسطت سيطرتها الكاملة على المدينة، واستمر العدو في إرسال طائرات الهليكوبتر والبيلاتوز لمدة ثلاثة أيام دون أن يحقق أي تقدم.
أمّا خسائرنا على الجبهتين الشرقية والغربية إستشهاد بيشمركة (1) عند الهجوم داخل مدينة قره داغ، وإستشهاد (5) آخرين عند الدفاع عن الطريق بين مدينتي قره داغ والسليمانية، وجميع الشهداء الخالدين كانوا من بيشمركة الحزب الديموقراطي الأبطال ، ومن خسائرنا الأخرى جرح (6) من البيشمركة، ثلاثة منهم من أنصار الحزب الشيوعي العراقي.
انّ بيشمركة كوردستان الأبطال وأنصار الحزب الشيوعي العراقي البواسل سجّلوا أسمى آيات البطولة والفداء بدماء شهدائهم، وصانوا رايتهم، راية الكفاح المسلح، وعززوها بتوحيد صفوفهم ومواصلة نضالهم المجيد بإبداع دفاعاً عن دماء آلاف الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ من سكنة القرى والمدن التي أحرقها النظام الدموي في كوردستان.
ان تعاون الأحزاب الكوردستانية والحزب الشيوعي العراقي أثمر عن تحرير مدينة قره داغ من براثن الطغمة الدكتاتورية في أيام المحن، وفي الوقت الحاضر ينبغي بذل الجهود من أجل التنسيق بين جميع الأحزاب الوطنية، وأطياف الشعب على اختلاف مشاربها وتلاوينها للخلاص من القوى الإرهابية والعصابات المجرمة التي تقتل الناس الأبرياء، والعمل الجدي والدؤوب على إيقاف نزيف الدم.
لنعمل جميعاً من أجل توحيد الجهود الوطنية المخلصة لبناء مجتمع حضاري متقدم يحترم الإنسان ويقدر التضحيات الجسام للمناضلين الذين ضحّوا بحياتهم في سبيل الشعب والوطن.



#أحمد_رجب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف ينظر الوطنيون والتقدميون العرب إلى حقوق الكورد ؟
- في الذكرى 71 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي : سيبقى صوت الشعب ...
- صديق - للشعب الكوردي ينحاز إلى صدام حسين بحثاً عن الشهر
- في الذكرى 25 لمعركة قزلر الباسلة. - أيام النضال تشهد على تضح ...
- إلى متى يستمر الهجوم الشرس على حقوق الكورد ؟
- أين يقف الكورد من تصريحات الشواذ ؟
- هل تؤّدي الإنتخابات إلى ترسيخ الإستقرار السياسي في العراق
- سأنتخب قائمة إتحاد الشعب للتآخي القومي واحترام المعتقدات الد ...
- من يقف وراء الهزيمة المنكرة للجيش العراقي
- إلى متى يستمر قتل المسيحيين وحرق الكنائس ؟
- الحوار المتمدن شمعة تنير الدرب لوصول الإنسان إلى غاياته السا ...
- الجبناء يشنّون من جديد هجوماً على قوى الشعب الوطنية
- حفل تأبيني كبير في ستوكهولم للشهيد البطل وضاح ورفيقيه
- المجرمون القتلة من أيتام وبقايا الدكتاتورية المنهارة يغتالون ...
- لماذا يدعو حسن الطائي إلى رجم الشاعرة الكوردية فينوس فائق ؟
- عملاء وأيتام الجرذ القذر يشنون هجوماً شرساً على الشخصيات الو ...
- القوميّون العروبيّون يزعمون بأنّ - بني صهيون - يتواجدون في ك ...
- متى تستطيع تركيا دخول الاتحاد الأوروبي ؟
- محمد رشدان يدافع عن ولي نعمته المنبوذ صدام حسين
- هل يوافق الكورد على حل البيشمه ركة ؟


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - أحمد رجب - بيشمركة كوردستان وأنصار الحزب الشيوعي العراقي يحرّرون مدينة قره داغ