ماذا عن وئام ؟ أنا أريد أن أفهم

جوري الخيام

الحوار المتمدن-العدد: 4073 - 2013 / 4 / 25 - 09:05
المحور: حقوق الانسان
    

هل سيسكت الأشراف المغاربة الى أن تموت الطفلة وئام كما تعودوا أن يسكتوا "ويدخلوا سوق راسهم" أم أن بعض النخوة لازال ترقد فيك يا وطني؟ وستفيق ولو مرة لإنقاذ الطفولة وعتق شباب الغد من هذا الواقع المرير الذي يحكم على واقعهم في المستقبل بأن يكون أمرَّ منه ... هل سيأتي يوم يحس فيه المغاربة بكل الظلم الذي يلحق بهم وبالمغرب بسبب سكوتهم على كل ما لا يسكت عليه؟ هل سيتعلمون يوما أن يتكلموا عن حقوقهم وأن يآزروا من يطالب بها بدل مباركة أفعال الملك بمساعدة المخزن لإسكات أصوات الحق؟

وئام...

طفلة تعرضت لمحاولة اغتصاب لا أحد مهم فقط ضحية اخرى من ضحايا العنف والبيدوفيليا في المغرب ولكن كما نقول "إذا كنت في المغرب فلا تستعجب" وذلك يشمل البيدوفيليا فهي لم تفاجئنا أبدا لأنهاجزء من العقلية ...
لكن محاولة الإغتصاب هذه المرة هو فقط بداية الجرائم فبالإضافة الى محاولة الإعتداء الجنسي عليها قام الجاني ميت الروح بتشويه وجهها بالمنجل استوجبت 50غرزة فقط في وجهها الصغير مركزة في الجانب الأيمن وتطال عينها ويديها....في الفيديو الذي أثار ضجة, ولكن فقط على الانترنيت, تحكي الطفلة وئام ببراءة ما عرفت تحكيه من قصتها المؤلمة و تقول أنها خرجت من دارهم لتلعب جانب البئر في قريتهم المتواجدة في نواحي مدينة سيدي قاسم كما تعودت وإذا بذلك المجرم ينقض عليها محاولا اغتصابها وممزقا لحمها وجهها الملائكي الفتي .....

اغتصاب "واخا أسيدي مولاي" سنقول مريض ازهق روح رب ضميره الكبث ولكن المنجل لماذا؟... لما المنجل؟ ما الداعي لتشويهها؟ لم صببت كل هذه الوحشية على وجه طفلة؟ أكنت يريد قتلها؟ألا يكفي لو ضربتها ببونية ؟ أنا أريد أن أفهم ....
تطلب وئام المساعدة بين الوجع وصعوبة الكلام وتقول متوسلة أنها تتمنى أن ترجع جميلة كما كانت ,تريد ان تضحك وتأكل دون ألم... تطلب من القادرين الرحماء ذوي الضمائر الصاحية مساعدتها لأنها تريد ان تعود إلى مدرستها وإخوتها لأنها اشتاقت إليهم وإلى بيتها كثيرا....

قولوا لي كيف ولماذا تتضرع طفلة لأجل مساعدة في ثمن العلاج في بلد يخصص ميزانيات خرافية لإستقبال المغنين و المشاهير العالميين الذين لم يضيفوا للبلد شيئا سوى ضعفا في الميزانة؟ أليس من حق شعب فقير لا يثقف من جهله, لا يشبع من جوعه. ولا يعالج من مرضه أن يقرر فيما يصرف ماله؟ أنا أريد أن أفهم..

قالت والدة وئام أنه ربما كان من الأرحم أن تأخذها لتموت وتتوجع في البيت لأن الإهمال سيقتلها على أي حال في مشتشفى القنيطرة الحكومي حيث ترقد بلا رعاية طبية بعد أن انتقلت إليه من مستشفى آخر في مدينة سيدي قاسم لأن إمكانيته متواضعة جدا لا تسمح بالعناية بحالة صعبة كحالة وئام التي ظلت تحمل نفس الضماد الذي دخلت به إلى مشتشفى القنيطرة لأن لا طبيب من المسؤولين هناك زارها منذ دخلت ...فقد رمتها ملائكة الرحمة في غرفة و أعطوها سريرا لتموت عليه وهي تتلوى من الألم ....

حسنا إذا فهمنا الأطباء في مستشفى القنيطرة لا ضمير لهم و لا عجب ! والممرضون والممرضات ورؤسائهم ففيما يا ترى انشغلوا ؟؟؟؟؟ لما لم يغيروا ضمادت وتركوها بلا أدوية تتألم ؟ لن أسئلكم أين الرحمة لأنه واجبكم أن تعافى هذه الطفلة وأن تعاني أقل مايمكن...فأين ضمائركم يا أصنام؟ أنا أريد أن أفهم ...

نحن نعلم تمام العلم ان هذه الطفلة لو كانت كريمة شخص مرموق المكانة في المغرب لعولج الأمر بطريقة أخرى ولصارت القضية قضية رأي عام و من أولويات الحكومة حتى وزارة المواصلات ولتحركت كل قوى المخزن والأمن لوضع يدهم على المجرم في ساعات قليلة ولما توقفت وسائل الإعلام تمضغ القصة كاللبانة...

أما وئام هذه فمن تكون ليذكروا إسمها كاملا أو ليهتموا بها وبجرائم الإعتداء و الإهمال التي تعرضت لها؟ من تكون هذه الأسرة التي طعنت في نخاعها أمام دارها ليعطوها حق طفلتها من العلاج و العدالة ومن ذاك "العاهرأبو منجل"؟ من أبوك يا وئام ليتكرم طبيب ويتنازل ليعالجك؟أنا أريد أن افهم...

#جوري_الخيام (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل