أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايام رشيد - قصة حرب














المزيد.....

قصة حرب


ايام رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 4069 - 2013 / 4 / 21 - 21:33
المحور: الادب والفن
    



كلما ضاقت بي الحياة اجد نفسي اسير في طرقات سرنا فيها معا بعيدا عن اعين الناس كاني اراك هناك واحس بك واشعر بلمسة يديك ولسعة قبلتك الاولى من جديد والومك لانك لو طاوعتني لكنا الان معا لكنك بقيت متعلق بحياة الحدود هارب من الناس
لاتزال تلك الايام عالقة في ذهني وكلمات خالي الحجي اسماعيل بعد كل خلاف بيننا للعودة الى بغداد (بنتي لاشي يضاهي الحياة في الغربية يكفي اننا نشرب من راس الفرات )
كان كانه يتحدث عن جنة الله في الارض لكني كنت ارى الصبات والاسلاك الشائكة وحرس الحدود كانها خبشات على لوحة
حياتنا هناك تختلف عن اي حياة في الارض نخدم المارة في استراحة صغيرة وننام على اضواء الابراج
الحياة هناك كانت تخنقني والرمل الاصفر والاتساع كان يشعرني بالغثيان كنت اتوسل اليك ان نرحل لان الحرب على الابواب
-عبد الرحمن الحرب على الابواب والعاصمة اكثر امانا من الحدود
-حبيبتي لايوجد هنا غير الرمل العاصمة مرادهم الناس تهرب الى هنا لاتخافي
الغربية افضل مكان للحياة
اوينا في ذاك اليوم الى الفراش لاخر مرة معا
-تعرفين احب رائحة شعرك المبلل
-غدا اذهب الى شيماء فقد انجب صبي اخر
-شيماء؟؟؟؟
-زوجة محمد الذي ياتينا بالوقود كل يوم
-ارنبة هذه المراءة كل عام تلد
-قلت في استنكار-
ماالضير في وجود طفل اخر؟؟
-هل نبدء شجار جديد الان ؟
-لست افهم رفضك
-نامي الان للصباح حديث اخر
ادرت وجهك ونمت وبقيت انا سارحة الى متى وانت ترفض ان نذهب الى طبيب لنجد الحل لمشكلة عمرها ثلاث اعوام غفوت وايقظني صوت انفجار وماهي الالحظة حتى انهار جزء من السقف علينا كنت قد تجاوزت الباب وكنت خلفي لكنك علقت تحت الركام كان الحجي اسماعيل وبعض الناس معه يركضون الى سيارته البكم سحبني معه فاخبرته انك عالق اخرجناك من تحت الانقاض صعدنا السيارة كنا اكثر من عشرين شخص محيت ملامحهم ولم تبقى سوى العيون الخائفة شيماء قربي تحتضن ولديها
-اين محمد ؟؟
اشارت اليه وهو ملقى على الارض يجلس قربه كلب الحراسة وهوينظر الينا كان كانه يعاتب اويسال كيف نترك اولادنا على الارض دون كفن ولادفن توجهت الى خالي الحجي اطلب منه ان ناخذ الجثة معنا وفوجئت انه يخبرني ان من الافضل ان ناخذ الاحياء منا ونوفرلهم المكان
احتظنت عبد الرحمن ولم اكن ارى مكان النزف
-عبد الرحمن ....اتسمعني انت تنزف ولست ارى مكان النزف اين هو موضع الالم عبد الرحمن ....كلمني
-ضميني ....
-اين الالم ؟؟؟؟كلمني
-انا لست اشعر بشئ ضميني اليك
احتظنتك وغفوت اوهكذا خيل الي وصلنا منطقة عسكرية بحثا عن الحماية والعناية الطبية عالجنا طبيب الوحدة لكنه حين وصل اليك اوما الى الحجي ففهمت انك مت بقيت في ذهول توجه احد العسكرين قام بنزع سترة احد الجثث وحذائها واعطاني اياها لالبسها وذهب بعض الصبية والعسكرين الى محلات تجارية مجاورة نقلتنا سيارة عسكرية الى المخيمات كنا بعض اشخاص عدنا الى بغداد وصلنا انا وحجي اسماعيل الى بيت اختي واول مارائتا بكت وحضنتني
واستدركت كلماتها
- اين عبد الرحمن ؟؟؟
بكيت في حظنها وفهمت هي
ادخلتني الى الحمام وغسلت جسمي وبدلت ظمادات جراحي ادخلتني في الفراش واول كلمات نطقتها كانت عنك وكيف لم يسمح الحجي ان ناخذ الجثث معنا بقيت اتحدث عن منظر البشرية االانانية عندنا كيف اننا حين يحل الموت ننسى كل الناس ونهتم فقط بان نبقى على قيد الحياة وكيف لبسنا ملابس الموتى لنستر اجسادنا وكسرنا محلات واكلنا مافيها لنبقى على قيد الحياة وبقيت اتحدث الى ان غفوت ......
بعد الذي حدث اصبحت انتقل من يوم لاخر وانا احاول ان اتلائم مع الذي حدث احاول ان انظر الى السقف ولا اشعر انه يهوي علي واحاول ان اغتسل ولااشم رائحة دمك في الماء بعد عدة اسابيع انتهت الحرب وعاد الناس الى منازلهم الا اني خسرتك وخسرت الحب الذي عشت له اعوام اكتشفت بعد ذلك انني احمل طفلك في داخلي انجبته واعيش اليوم من اجله كما كنت اعيش لاجلك في الماضي لايزال صوتك وانت تطلب مني ان احظنك يرن في اذني وحبك يملا اصداء روحي
وكلما اشتقت اليك اسير في طرقات سرنا فيها معا واعود لاحلم بك من جديد وحين استيقض كل صباح وارى طفلك نائم اخبره ان لاشي يضاهي الحياة معه يكفي انه ابن عبد الرحمن

2013/4/15



#ايام_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ومضة حب صامتة
- احلام من الرماد
- قهوة مرة


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايام رشيد - قصة حرب