أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صباح كنجي - مدخل لتجاوز الوضع الراهن في العراق .. 2















المزيد.....

مدخل لتجاوز الوضع الراهن في العراق .. 2


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 4065 - 2013 / 4 / 17 - 01:57
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مدخل لتجاوز الوضع الراهن في العراق .. 2

تواجه المجتمع العراقي تحديات خطيرة مترافقة بمهمات جسيمة تتطلب المعالجة لا تتحمل التأجيل والتأخير ولا تقبل التأويل، تتمحور حول حقوق المواطنة الانسانية ومتطلبات الخدمات وفرص العمل وحفظ كرامة الانسان..
وبعضها الآخر يتعلق بالمستقبل تحتاج للجدل المعمق والنقاش الطويل والدراسات المتكاملة، متروكة للأجيال القادمة يمكن وصفها وإدراجها بالمهمات الاستراتيجية بعيدة المدى..
بين هذه وتلك ثمة ملامح تنبأ بالأفق المرئي يمكن منها الاستدلال على ما يمكن ان نعتبره البوابة لتجاوز الوضع الراهن المعقد والملتبس في العراق اليوم. الذي اقل ما يمكن ان يقال عنه وفيه.. انه يبعثُ على التشاؤم ولا يدفع بالمرء للتفاؤل .
سأتجاوز هذا المأزق لأطرح تساؤلاً "بريئاً " يهمُ الجميع ..
هل نحن.. اقصد بـ .. نحن العراقيون.. جميع العراقيين دون استثناء بمن فيهم الذين يسكنون فيه لشتى الأسباب.. سأعتبرهم عراقيون يتساوون في المشاعر والحرص والأمنيات بحكم قناعتي بحقوق الانسان بغض النظر عن ألوانهم وقناعاتهم وميولهم واصولهم وانتماءلتهم..
أجل..
هل نحن جادون في تجاوز المرحلة المتأزمة ونتطلع لمستقبل انساني يليق بالعراقيين؟ ..
اكرر تساؤلي.. هل نحن جادون في مسعانا للخلاص من الوضع المبتذل والانتقال الى وضع افضل .. أرقى !..
هل نمتلك مقومات وأسس هذا الخلاص والانتقال ؟...
هل بمقدورنا ان نؤسس للحالة الأفضل التي نطمح اليها ؟
الأهم من هذا كله هل نمتلك الآلية التي تساعدنا على تحقيق هذا التحول والانعطاف؟ ..
والأهم .. الأهم في هذا.. كيف نحقق هذا التحول ..متى؟... ماهي مستلزمات البدء؟.. من أين نبدأ ؟.. بماذا نبدأ ؟ ..
البحث عن "معجزة" هو المعضلة المؤدية لأكتشاف من يحقق التغيير ؟..
لن ادخل في نقاش نظري حول الموضوع.. سأكتفي بالقول إن كنا نريد خلاصاً وحلاً كما نصرح ونردد كل يوم في مئات المواقع عبر الصحافة والاعلام وفي الفضائيات والمنابر ناهيك عن أروقة السياسة ودهاليزها ..
اننا لسنا بحاجة في الخطوة الأولى من طريق الخلاص الا لكلمة واحدة ومفصل واحد .. كلمة واحدة تنقلنا من دهاليز الضلام ودياجير الموت الى النور ومباهج الحياة.. كلمة واحدة لاغير تتطلب منا أن نفك ارتباطنا بالماضي .. الماضي المتوحش .. الماضي العنيف بانهار دمائه وضحاياه .. ابتداء من فك ارتباطنا بالقبيلة وما تحمله من إرث يعيق الحضارة والتمدن .. وإنتهاء بفك ارتباطنا بالدين .. الدين المؤدلج الذي يحول البشر الى عبيد .. دين القبيلة الصحراوي الذي يمجد القتل ويبيح التفرقة بين الناس ويشرذمهم الى مؤمنين وكفار وطوائف تستعدي بعضها البعض .. الدين الهمجي..
ما بين القبيلة والدين ثمة قومجيون.. عروبيون.. كردويون.. يؤمنون بالتفوق والحقوق الخاصة على حساب انسايتهم في هذا العالم العابر للإثنيات والأعراق لكنهم ، ما زالوا يتشبثون بالحقوق الخاصة ، كأننا في عصر المماليك والمانيفاكتورة وبدايات العصور الوسطى..
"ثوريون" مزيفون و"زعماء" اثنيون يتنازعون في المناطق المتنازع عليها على حصص التنازع.. في خطوط التنازع.. من أجل ديمومة التنازع وتواصله كأننا في بين داحس والغبراء في زمن البسوس..
ان فك الاتباط بالماضي .. بالتاريخ الدموي الواهن الذي نعظمه ونجعل من مجرميه ايقونة للتفاخر .. كما نعظم جموع الفئات الانتهازية المتقلبة ونوصفها بالشعب العظيم وننسب اليه تاريخ الحضارات لآلاف السنين غير مدركين ان الهمجية تتناسل وتتوارث وتنتج ديناً ارهابياً يُقرُ بذبح البشر على امتداد قرون تواصلت فيها امبراطوريات لسلاطين الدين ، قبل ان يتسلم الراية منهم المستبدون العروبيون الشوفينيون الذي جعلوا من البلدان والأوطان مضارب للقبائل والعشائر البدوية التي تمجد العداوة وتتفاخر بالغزو ومسخوا فكرة المواطنة ومفهوم الدولة وجعلوا من مكونات البشر الجوعى والمحرومين رعاعاً واتباعاً يساقون للمسالخ والحروب، كأن الكون قد خلق لهم وحدهم ما زالوا يتباكون على الاندلس، ويسكبون انهار الدماء على اهداف وهمية خيالية يعتقدون انهم ورثة للدين واصحاب رسالة لاحياء الامة وبعثها بالانقلابات والتآمر، لا فرق هنا بين ناصري يعبث بأرض الكنانة ، وعفلقي صدامي يدمر العراق، واسداً يحول سوريا الى انقاض او فهدٍ جعل من السعودية مزبلة أو نمر افرط بالعدوان والاجرام في ارجاء السودان..
الامتداد العروبي لما وراءَ الحدود، المناهض للمواطنة في تربة الرافدين، الناقل لجرثومة التشضي في المحنة الراهنة المستفحلة هو اساس الأزمة المستحكمة المستعصية على الحل.. المشهد اليومي المعبأ بالفحيح عبر حناجر تسعى للعنف من زعماء قبائل مازالوا في مرحلة البداوة ومعممين يستمدون فكرهم وقناعاتهم من جذور ابن تيمية يفصح عن نفسه بشعارات تدعو للموت وتمجد العنف ..لا تقبل الآخر، وترفض العيش معه بسلام ، الا اذا اصبح تابعاً لنقاوة العنصر والدين الذي تتداخل مفاهيمة مع محتوى ثقافة بدو الصحراء المتحجرة، المستندة للقوة ومنطق الغلبة، المنتجة للعنف..
من دون القطيعة مع هذا الماضي .. مع الارث الدامي .. من دون قطع حبل التواصل مع كل هذا العنف الديني .. والفكر القومجي لا يمكن ان نخطو خطوة للامام.. سيظهر لنا شئنا أم أبينا العشرات من الأسماء التي توظف المفاهيم الدينية والإثنية لعرقلة واعاقة التقدم ..
ان الخلاص من هذا الماضي .. قطع حبل السرة مع العنف.. هو الخطوة المطلوبة للدخول في طريق الخلاص ..
الخطوة التي تجعلنا نواجه مشاكلنا الحقيقية ونعالجها بدلا من الهروب منها والاحتماء بمخلفات ما قبل الدولة وثقافة الصحراء .. المواطنة .. تأصيل فكرة المواطنة .. حقوق المواطنة هي الخطوة التالية التي تستحق ان نتوقف عندها لنستكشف المزيد من الضوء في النفق المظلم ..
دعونا نشعل شمعة تنير طريق احلامنا المشروعة بدلاً من هذا الموت المجاني الرخيص .. الحياة هي اجمل من الموت ..
دعونا نقف بوجه رجل الدين الكاذب الذي يجرنا لطريق الموت..
لا لدين يقلل من شأن الأنسان ..
دعونا نقف بوجه القومجيين من شتى الالوان والاصناف.. نقول لهم كفى عبثاً بمصيرنا.. بمستقبلنا .. كفى خداعاً لنا .. انتهى زمن المفاهيم العنصرية.. لندحر العنصريين ونمنع فحيحهم ..
حان موعد انسايتنا ..
لترتفع اصواتنا وتتضافر جهودنا من أجل البديل الأفضل.. إن خلق الأفضل ممكن ومطلوب ان كنا فعلا نرغب في الخلاص ..
دعونا نتفاءل بخطوتكم القادمة .. لا تنسوا ان تقطعوا الصلة بمن تسبب بالمصائب التي نسعى لتجاوزها .. من خلال احزاب ومنظمات ومؤسسات تجعل من المواطنة الحقيقية هدفها وغايتها ووسيلة لضمان المستقبل الديمقراطي المنشود ..
لسنا بحاجة للدين
لسنا بحاجة للقومجيين
لسنا بحاجة لأيديولوجيات تؤجج الصراع وتعمق مشاعر الحقد بين فئات المجتمع ..
لسنا بحاجة لهذا الكم الهائل من اللصوص و الحرامية السارقين للمال العام المغتصبين للسلطة باسم السياسة والأحزاب ..
لسنا بحاجة الى هذه الأعداد الهائلة من رجال الدين الذين لا يجلبون إلا الخراب و الدمار للناس كل الناس ..
لسنا بحاجة لكل هذه العساكر والجنود والشرطة ..
لسنا بحاجة الى كل هذه المهاترات والمنازعات في الليل والنهار
لسنا بحاجة لهدر المزيد من الوقت والجهد وإضاعة المزيد من الفرص ..
نحن بحاجة لكلمة واحدة .. كلمة واحد فقط .. كلمة واحدة لا غيرها تغير المعادلة وتضعنا على الطريق الصحيح ..
هي كلمة لا .. نقولها مرة واحدة .. نمسح بها هؤلاء جميعهم في الانتخابات القادمة ..
المواطنة التي نتشبث بها .. المستقبل الذي ننشده .. يتطلب منا ان ننتج ونختار البديل الأفضل ..
كيف نفعل هذا؟ .. كيف نحقق الحلم ؟ .. نحن مطالبون بإيجاد الحل ..
لنشترك معاً بفاعلية في صناعة واختيار مستقبلنا ..
لنجرد خصومنا من سلطتهم ..
لننتزع منهم سلطتنا المفقودة ..
القرار بيدنا ..
لا تيأسوا ..
اليأس حليف الضعفاء ..
هبوا يا فقراء ..
لإزاحة السفهاء ..
كلمة تؤسس للمواطنة
كلمة تؤكد تصرخ ..
ان لا قدسية في هذا البلد إلا للإنسان والمواطنة والحرية
كلمة تجعل التاريخ خلفنا والمستقبل امامنا
كلمة تهز وتزلزل .. الركود.. الوجود.. الكون
كلمة تفصل الدين عن الدولة
كلمة تضع حدا لكل هذا الزيف والرياء والفساد والخرافة
كلمة واحدة هي .. لا عاقلة .. و .. نعم ضرورية .. تتطلب معرفتها واكتشافها علينا ادراكها

ـــــــــــ
صباح كنجي
منتصف نيسان 2013



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فواز قادري وهذه القصيدة ..
- القرآن وسيلة للتحرش الجنسي ..
- عدنان اللبّان في صفحات انصارية..
- المُتلصصُ على الموتِ في قوقعةِ خليفة ..
- مدخل لتجاوز الوضع الراهن في العراق ..
- سرحان يْكولْ ..الى الصديق فواز فرحان
- لا لدينٍ يُبيحُ إختطاف الأطفال..
- تقرير عن اوضاع حقوق الانسان في العراق
- المهرجان الثامن لأيام الرافدين الثقافية في برلين ..
- الوهم الإسلامي كتاب يقدم الدين ويختصر التاريخ بلا رتوش
- البلم والعبَارة ..
- حول الإلتباس في تحديد الموقف..
- العجل ..
- الطريق الى نورم بيرك ..
- بدايات الفكر الماركسي بين الإيزيدية في العراق ..
- السَجين لازار ميخو ..
- نصيحة مدني للفريق بشار الأسد ..
- خلدون جاويد ابداع شاعر وغضب ثائر عنيد ..
- رسالة مفتوحة لسيمرسي ..
- صبري هاشم يطير بأجنحة القصيدة


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صباح كنجي - مدخل لتجاوز الوضع الراهن في العراق .. 2