أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - صباح كنجي - عدنان اللبّان في صفحات انصارية..














المزيد.....

عدنان اللبّان في صفحات انصارية..


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 4043 - 2013 / 3 / 26 - 14:45
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


عدنان اللبّان في صفحات انصارية..

صفحات انصارية هو عنوان مطبوع (عدنان اللبان ـ تقي الوزان) في الحوار المتمدن / ينابيع الأنصار / الناس وغيرها من المواقع كما كان يوقع كتاباته النصير والفنان المسرحي المعروف (ابو عجو).. الذي انتخبَ 30 مادة من نصوصه الجميلة المنشورة على النيت لتكون في قوام (صفحات انصارية) كما عنونها بدعم من جمعية عجاعيج الثقافية ..
نصوص اللبان تحير القارئ .. تجعله صفحاتها وهو يقرأ بشغف صفحة بعد اخرى متابعاً غير مُدرك أهي قصص؟ أم فصول في رواية؟.. أو هي نصوص مسرحية صُبت ودغمت فيها تداعيات الكاتب بمقال سردي ينضحُ بالألم والقهر تارة وبالنكتة والسخرية تارة اخرى ..
تتشابك خيوطه بين الجدية والمهزلة في لحظات حرجة تتطلب صبراً ودهاءً لتجاوز مخاطر حلقات الموت في السيطرات ومخافر الحدود التي أودع فيها المستبدون (من زمن الطاعون) المئات من عسس الشرطة والمخابرات لمراقبة ومتابعة من نجا وفلت من ايديهم، اثناء مطاردتهم للشيوعيين واليساريين قبل الحرب، بعد أنْ حولوا العراق الى جحيم ينأى به ابناؤه عن انفسهم بشتى الحيل والطرق لتجاوز الحدود بحثاً عن الأمان.
هذا ما جسده اللبّان في واحدة من حكاياهُ (عند الجسر) التي صورت بدقة أجواء مرور الشيوعيين من معبر ابراهيم الخليل نحو تركيا بجوازات مصرية مزورة، بالرغم من تدقيق الضابط باسماء المصريين واتصاله بمديرية الأمن العامة في بغداد للتأكد منهم قبل السماح للباص بالحركة والعبور الى تركيا ، ليكتشفَ اللبان الهارب من جحيم الفاشية.. إنّ المصريين المزيفين ماهم الا عراقيون من رفاقه اليساريين المطاردين يسعون مثله للوصول الى ذات الفندق المتفق عليه في بلغاريا، يتجددُ اللقاء بهم بعد حين في كردستان بين الانصار المكافحين..
صور اللبان لحظات الخوف والقلق التي انتابت المطاردين في اجواء الانتظار القاتل ببراعة لا تقل عن رصده الساخر لما تلاها في اجواء الحرية من لحظة تأدية أحد "المصريين " المزيفين لرقصة وهو يردح بالجوبي البصراوية مشفوعة بتعبيرات شعبية يدرجها العراقيون في احاديثهم لا يفقهها المصريون أو غيرهم من العرب ..
اللبان بحكم المامه الفني بخبايا وخفايا المسرح وبقية مستلزمات النشاطات الفنية يستثمر قدراته الفنية لأقصى حدٍ ممكن لاقتناص الفرصة ويسدد نحو الهدف كمحارب خبير يتقن استخدام سلاحه للنيل من خصمه ـ القارئ ـ يأسره ليتابع بقية المشهد عبر تقليب بقية الصفحات بشغف ورغبة لا تخفتُ الا مع انتهاء صفحات كتابه ، الذي لا يحكي إلاّ جزء مما خزنته ذاكرته في تلك الأيام السوداء ، ليسجله بأسلوب كوميدي ساخر يحول المأساة الى ملهاة.
هذا سر نجاح اللبان في غور ساحة الإبداع بلا وجل كخبير يتقن صنعة الحرف ويدرك أهمية الكلمة وامتدادها المعرفي في خلق وتكوين وسيلة التغيير التي تتطلب التدوين والتوثيق.. هذا ما حققه بالفعل بحكم ابداعه في نقل الواقع بتلك الصور التي التقطها وثبتها بدقة تتجاوز التدوين الى خلق الصورة الذهنية في شريط الذاكرة لدى القاري المتابع لصفحات انصارية بما احتواه من حكايا وقصص عن حالات انسانية ومواقف مرّ بها المناضلون المكافحون ، وهم ينتقلون من مدينة لأخرى في العهد الدكتاتوري المقبور .
تشكل صفحاتها وثيقة حية عن عمق المعاناة التي مر بها العراقيون.. طبيعة خصالهم .. حيويتهم.. هم رغم القسوة الشديدة.. العنف المنفلت المحيط بهم .. ظروف التمرد .. المقاومة التي تفرض سماتها وشروطها.. لا يرضخون لحالة التجلد والموت.. يرفضون الذل والإنكسار .. يتشبثون بالفرح والأمل.. لا تبارحم البسمة في اصعب الاوقات .. يتجاوزون محنة تلوى الاخرى بروح ساخرة تنتصر للحياة على الموت ..
صفحات انصارية رغم الآلام الموجعة لحكاياها بين بغداد والكوت وزيوه ودهوك والسليمانية وبشتاشان والعديد من المقرات الانصارية وما ورد فيها من اسماء وشخوص نزت بهم ذاكرة اللبان.. ابو نبأ .. عمودي.. ابو شروق.. حجي بابونك وغيرهم.. تتدفق عبر سطورها بالدفء لتمد القارئ بطاقة ثورية تعينه في تجاوز جليد الزمن المستكين المنتج للخنوع والذل والقهر الانساني .. انه دفء عشاق الحرية المستمد من نقاء الأنصار ومآثرهم وأحلامهم الجميلة ..

ــــــــــــــــــــــــ
صباح كنجي
منتصف آذار 2013
ـ صفحات انصارية .. الطبعة الاولى (بدعم من جمعية عجاعيع الثقافية) العالم للطباعة والنشر والتوزيع بغداد / البتاوين 2012..
ـ لوحة الغلاف نصب الشهيدين معتصم عبدالكريم وشهيد عبد الرضا من تصميم الفنان النصير مكي حسين مكي



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المُتلصصُ على الموتِ في قوقعةِ خليفة ..
- مدخل لتجاوز الوضع الراهن في العراق ..
- سرحان يْكولْ ..الى الصديق فواز فرحان
- لا لدينٍ يُبيحُ إختطاف الأطفال..
- تقرير عن اوضاع حقوق الانسان في العراق
- المهرجان الثامن لأيام الرافدين الثقافية في برلين ..
- الوهم الإسلامي كتاب يقدم الدين ويختصر التاريخ بلا رتوش
- البلم والعبَارة ..
- حول الإلتباس في تحديد الموقف..
- العجل ..
- الطريق الى نورم بيرك ..
- بدايات الفكر الماركسي بين الإيزيدية في العراق ..
- السَجين لازار ميخو ..
- نصيحة مدني للفريق بشار الأسد ..
- خلدون جاويد ابداع شاعر وغضب ثائر عنيد ..
- رسالة مفتوحة لسيمرسي ..
- صبري هاشم يطير بأجنحة القصيدة
- ثانية عن الفيلم الخاص داستانا ركافا ..
- مرة أخرى ملحمة أم كارثة ركاڤا!؟
- دعاء في زمن المحنة و التغيير..


المزيد.....




- سيارة تقتحم حشدًا من محتجين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة أمري ...
- ما هي -البيوفيليا- التي يجب أن تحظى باهتمامك عندما تقضي عطلت ...
- بينهم بيلوسي وكيري.. بايدن يكرم شخصيات ديمقراطية في حفل خيم ...
- لندن تفرض عقوبات على مستوطنين بسبب أعمال عنف في الضفة الغربي ...
- السلطات الكندية تلقي القبض على 3 هنود بتهمة قتل -زعيم سيخي- ...
- هبوط اضطراري لطائرة ألمانية بعد إصابة العشرات على متنها بحال ...
- وسائل إعلام تقدم تفسيرا لـ-اختفاء- وزير الدفاع الأوكراني
- اكتشاف رهيب في مقر هتلر الرئيسي في بولندا
- بلينكن: -العقبة الوحيدة- بين سكان غزة ووقف إطلاق النار هي -ح ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق شبه جزيرة ال ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - صباح كنجي - عدنان اللبّان في صفحات انصارية..