أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز باكوش - الشبابيك السبعة














المزيد.....

الشبابيك السبعة


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 4063 - 2013 / 4 / 15 - 15:02
المحور: الادب والفن
    


الشبابيك السبعة
قصة
طاف" م أ " مياوم ينحدر من منطقة تيسة بإقليم تاونات أكثر من شباك أوتوماتيكي بأرجاء المدينة قبل أن يظفر بمائة درهم ظل يخطط لها كمصروف نظيف لتدبير حاجيات نهاية الأسبوع مايفوق 60 ساعة من العمل الشاق والمضني بأحد المشاغل السرية لصناعة الأحذية
انطلق هذا الشاب العشريني السبت صباحا من أحد شبابيك البنك الشعبي الأوتوماتيكية غير بعيد محل سكناه بحي تغات بمنطقة واد فاس . كانت ذاكرته تنتج عشرات الأشرطة من وحي الخيال تسبح في مستوى التطور التكنولوجي الذي وصل إليه الإنسان إذ بمجرد ما تقف أمام العتبة ذات السقيفة المميزة والأضواء الملونة ، وتنقر في ارتباك بضع رموز حتى تسارع الأوراق النقدية متدفقة وفق الطلب. الأمر لا يقف عند هذا الحد يا صاح بل لولا حرج الآلة لانطلق عفريت يقدم لك التحية ويشكرالزبون بكل لغات العالم .
وبدت خيبة أمل أكيدة على محياه بعد أن تأكد أن لا رصيد في خزان شباك حيه وفق ما صرح كشف حسابي ، قبل أن ينط مثل كلب مذعور محدثا نفسه بصوت مسموع ، ملعونة هذه الشبابيك ، رغم انتشارها الواسع مثل الكلاب الضالة في شوارع المدينة وفي أحيائها وتجمعاتها الآهلة فهي بالتأكيد لا تنجب مثل امرأة عاقر . أي شيطان ألزمها أن لا تقوم فقط بأداء خدمة مؤدى عنها؟ زعيق السيارات وأصوات سائقي الدراجات الثلاثية يملأ الآفاق صخبا والعشريني يناجي نفسه ، إذا كان ما تقوم به هذه العفاريت المثبتة في الحيطان هو في حد ذاته عمل رأسمالي نبيل فهي لا تجود على أحد منا بصدقة ، لذلك سيقرر العشريني مغادرة حي الحديقة بواد فاس وهو يلعن الشبابيك والأبناك أجمعين في تجاه معلوم .وقبل أن يعرج خائبا على مثيلاتها بحي المصلى وأكادير ثم بن دباب مرورا بمدارة عين هارون كانت خيبته تكبر شيئا فشيئا ، قبل أن يمتطي سيارة أجرة صغيرة قاصدا منطقة المرينيين، هناك بشباك ابن سليمان انفجرت مرارته، كان الشباك الأوتوماتيكي لهذه الوكالة دون حرارة
هل صدفة أن تعطل 6 شبابيك للبنك الشعبي في مناطق متباعدة نهاية الأسبوع من نهاية شهر مارس 2013 تساءل العشريني عبثا ؟ مضيفا ليس الأمر كذبة أبريل حتى لا نصدقها إنه الواقع الذي لا يرتفع .. ثم أن بطاقة السحب الأوتوماتيكية أنشأت كخدمة لمثل هذه الحالات الطارئة ، وهي فضلا عن كونها ليست مجانية ، فهي تشكل عبئا إضافيا من حيث اقتطاعات واجب الخدمة. فإلى متى يستمر هذا الاستهتار بحقوق المواطنة والخرق السافر للتعاقد بين المواطن والمؤسسة البنكية ؟ تابع موجها كلامه لسائق التاكسي الصغير الذي بدا متجاوبا حد الانفعال .سكت برهة ثم نطق بنبرة حزينة " ألم تلتزم الوكالة والبطاقة معا بتوفير المال لصاحبة ووضعه رهن إشارتي في أكثر من 2500 وكالة بمجرد كبسة زر ؟
لقد أضحت هذه الشبابيك الأوتوماتيكية ممعنة في العطب فهي تسمح للعطب باحتلالها دفعة واحدة ، ولما فرغ الشاب من كلامه استمع إلى محدثه بخبرة قال الراوي
إن مدير الوكالة بحينا أسر له ذات لقاء أنه يحرص على وضع مبالغ زهيدة في جوف الشباك ، وهو يدرك أن المبالغ المرصودة لا تغطي احتياجات الزبناء ، لكن نسبة عمولته تكبر بحفاظه على قدر من السيولة بناء على رغبة مالية للبنك ، لكن سحب هذه المبالغ مبكرا نهاية الشهر تطرح أسئلة حقيقية حول جدية الادخار وخدمات البنك الذي يدعي امتلاكه لقاعدة شعبية عريضة ليس داخل الوطن ولكن خارجه .
قبل أن يحصل الشاب العشريني على ورقة من فئة 100 درهم بالشباك الرئيسي بالمدينة الجديدة كان قد تفقد 7 شبابيك اوتوماتيكية تابعة لنفس المؤسسة البنكية وصرف منها للتو لعداد التاكسي 30 درهما ، ويبدو أن لا أحد من المسؤولين البنكيين سيصدم عند الرجوع إلى أرشيف الكاميرات التي تحرس عدد الولوجيات الفاشلة إلى مختلف هذه الشبابيك الفارغة إلا من السيليكون ، لسبب بسيط هو انهم يدركون ما يفعلون . فالشريط يؤكد خيبة أمل العشرات من الزبناء الذي يظهر بعضهم في حالة غضب قد تجهز على منطق اشتغال الشباك ، ليس صدقة أو مساعدة ما يطلبون ، فقط أرصدتهم التي أودعوها للحاجة مهما صغر حجمها يجب أن تكون رهن إشارتهم وليس الحسرة والأسى أينما حلوا وارتحلوا



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحماية القانونية للصحفي المغربي الواقع والآفاق
- السيناريو البيداغوجي كمورد الرقمي لبرنامج جيني قيمة إضافية ح ...
- رب دعم للصحافة منعه أفضل من منحه: بعد خمس سنوات من الانتظار ...
- برنامج - جيني - تحت المجهر
- فاس والكل في فاس 274
- إصلاح المنظومة التربوية بالمغرب بين الاستمرارية والقطيعة “
- تغطية جرائم الاغتصاب على التلفزيون أو الاغتصاب الثاني
- فاس والكل في فاس 273
- نحو تأسيس فقه مالي مغربي
- فاس والكل في فاس 272
- جمعية مديري التعليم الابتدائي بالمغرب تدعو إلى الاكتتاب لفائ ...
- ثقافة حقوق الإنسان بالمؤسسات التربوية بالجهة محور لقاء تفاعل ...
- فاس والكل في فاس 271
- فاس والكل في فاس 270
- فاس والكل في فاس 269
- لتسريع وتيرة تعميم تدريس الأمازيغية بجهة فاس بولمان
- فاس والكل في فاس 268
- فاس والكل في فاس 267
- مكاتب الاتصال بجهة فاس بولمان تتداول في تنزيل - التواصل من أ ...
- إبرام شراكة لتطوير أداء الإدارة التربوية عن طريق إدماج تكنول ...


المزيد.....




- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز باكوش - الشبابيك السبعة