أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حمدى السعيد سالم - الاخوان ومحاولات اغتيال عبدالناصر















المزيد.....


الاخوان ومحاولات اغتيال عبدالناصر


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 4059 - 2013 / 4 / 11 - 17:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يستعمل مصطلح الاغتيال في بعض الأحيان في إطار أدبي لوصف حالة من الظلم والقهر وليس القتل الفعلي، كاستعمال تعبير "اغتيال الفكر" أو "اغتيال قضية" أو "اغتيال وطن" أو "اغتيال البراءة" وغيرها من التعابير المجازية....الاغتيال مصطلح يستعمل لوصف عملية قتل منظمة ومتعمدة تستهدف شخصية مهمة ذات تأثير فكري أو سياسي أو عسكري أو قيادي ويكون مرتكز عملية الاغتيال عادة أسباب عقائدية أو سياسية أو اقتصادية أو انتقامية تستهدف شخصاً معيناً يعتبره منظموا عملية الاغتيال عائقاً لهم في طريق انتشار أوسع لأفكارهم أو أهدافهم....الكلمة الإنجليزية لمصطلح الاغتيال ( Assassination) مشتقة من جماعة الدعوة الجديدة أو ماذاع صيتهم بالحشاشين ( Hashshashin) الذين كانوا طائفة إسماعيلية نزارية نشيطة استمرت قائمة من القرن الثامن إلى القرن الرابع عشر وهناك الكثير من الجدل حول هذه المجموعة، فاستناداً إلى بعض المصادر فإن الرحالة الإيطالي ماركو بولو (1254 - 1324) هو أول من أطلق تسمية الحشاشين على هذه المجموعة عند زيارته لمعقلهم المشهور بقلعة ألموت (Alamut) التي تبعد 100 كلم عن طهران...... وذكر إن هذه الجماعة كانوا يقومون بعمليات انتحارية واغتيالات تحت تأثير تعاطيهم الحشيش بينما يرى البعض أن في هذه القصة تلفيقاً وسوء ترجمة لاسم زعيم القلعة حسن بن صباح الملقب بشيخ الجبل..... بغض النظر عن هذه التناقضات التاريخية فإن هذه المجموعة قامت بعمليات اغتيال في غاية التنظيم والدقة ضد الصليبيين والعباسيين والسلاجقة واستمروا على هذا المنوال حتى قضى عليهم المغول..... يعود أقدم استخدام أدبي لكلمة اغتيال بالإنجليزية Assassination إلى سنة 1605، عندما ظهرت في مسرحية مكبث لويليام شيكسبير....

يتراوح حجم الجهة المنظمة لعملية الاغتيال من شخص واحد فقط إلى مؤسسات عملاقة وحكومات، ولايوجد إجماع على استعمال مصطلح الاغتيال فالذي يعتبره المتعاطفون مع الضحية عملية اغتيال قد يعتبره الجهة المنظمة لها عملاً بطولياً.. لذلك الاغتيالات الاستهدافية للمعارضين اصبحت الوسيلة الشائعة لتصفية الخصوم السياسيين !!..عملية الاغتيال عادة تتم بعد تخطيط وتحضير ويتراوح مدى تعقيد خطة الاغتيال من بسيطة إلى غاية في التعقيد نسبة إلى مدى صعوبة الوصول إلى الشخص المستهدف.... كانت اغتيالات العصر القديم بدائية في تخطيطها وتنفيذها وكان الاغتيال يتم على الأغلب بواسطة العصا أو الهراوة أو طعنة الخنجر ولكن حتى الهراوة القديمة قدم الإنسانية تم تطويرها في العصر الحديث بتحويلها إلى هراوات قادرة على أحداث صعقات كهربائية والتي تسببت في مقتل 73 شخصا من عام 1999 إلى 2004مثلا...بالنسبة للطعن بالخنجر فقد تم اغتيال العديد من القادة المهمين في التاريخ باستعمال هذه الطريقة البسيطة ومنهم يوليوس قيصر ونيرون وعلي بن أبي طالب وعمر بن الخطاب... وكانت هذه الطرق البدائية فعالة بسبب عدم وجود حماية محكمة ومتطورة لهؤلاء القادة وكان من السهولة الوصول إليهم والاحتكاك بهم بصورة مباشرة، لكن مع التطور أصبح وصول المحكوم إلى الحاكم أكثر صعوبة مما أدى إلى تخطيط أكثر تعقيداً لعملية الاغتيال....ومع ازدياد الحماية للاشخاص المهمين أصبح وسيلة اختراق ذلك الطوق أهم خطوة في الوصول إلى الهدف وأصبح استعمال السموم الوسيلة المفضلة في هذه المرحلة التاريخية ومن أشهر الذين تم اغتيالهم بهذه الطريقة:إمبراطور الصين Chin Hui-ti جين هوي تي (259 - 307) في 8 يناير 307...واغتيال موسى الكاظم باستعمال السم بتوجيه من هارون الرشيد... واغتيال ملك السويد أريك السادس عشر وهو في السجن بتوجيه من شقيقه جون الثالث الذي أزاله عن العرش ثم قام بسجنه وتسميمه... و إرفين رومل الذي كان يلقب بثعلب الصحراء حيث خيره أدولف هتلر بين تناول السم أو المثول للمحكمة بتهمة محاولة التآمر عليه...ومن محاولات الاغتيال الحديثة باستعمال السم هو محاولة اغتيال خالد مشعل قائد الجناح السياسي لحركة حماس من قبل الموساد الإسرائيلي، ولكن المخابرات الأردنية إكتشفت محاولة الاغتيال وقامت بالقاء القبض على اثنين من عناصر الموساد المتورطين، وطالب الملك الحسين بن طلال من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المصل المضاد للمادة السامة التي حقن بها خالد مشعل....فالقتل الاستهدافى او الاغتيال السياسى قد يحدث كنتيجة للتوظيف السياسى للدين او ما يعرف ب(السياسديني)على كافة المستويات(الملّية،والمذهبية،والفرقية)...

لذلك ينسى البعض أو يتناسى في عملية التوظيف السياسي للخطاب الديني أنها تقوم على مراعاة مصلحة السلطان او الجماعة دونما سواه فيتم القتل الاستهدافى او الاغتيال السياسى الذى قد يحدث كنتيجة للتوظيف السياسى للدين او ما يعرف ب(السياسديني)على كافة المستويات(الملّية،والمذهبية،والفرقية).. على صعيد اخر يعتبر عبد الناصر من أهم الشخصيات السياسية في الوطن العربي وفي العالم النامي للقرن العشرين والتي أثرت تأثيرا كبيرا في المسار السياسي العالمي... عرف عن عبد الناصر قوميته وانتماؤه للوطن العربي، وأصبحت أفكاره مذهبا سياسيا سمي تيمنا باسمه وهو "الفكر الناصري" والذي اكتسب الكثير من المؤيدين في الوطن العربي خلال فترة الخمسينيات والستينيات !!..الجدير بالذكر ان خلاف عبد الناصر مع الإخوان، وخلاف الجماعات الإسلامية بين بعضها بعضا وبخاصة في أمور العمل العام والسياسي، هو خلاف في الوسائل والأدوات والمراحل والأهداف، وليس خلافا على الإسلام ذاته، فلو أن إنسانا اختار صف فريق من الفريقين في الصراع والنزاع ليس معناه أنه اختار دينا على دين، أو هو مخير بين الإسلام ونقيضه؟!..فكفار قريش تعلم أن محمدا صلى الله عليه وسلم صادق، وليس متهما في صدقه، وصدق ما يقول به، ولكن هناك أسباب أخرى تدفع الكافر للكفر بالإسلام، ليست كلها أسباب دينية، أو بغض لهذا الدين، فمنها ما يكون دافعه: الحقد والغيرة في التنافس على الرياسة، وهذا ما يوضحه كفر رجل كأبي جهل، ويتضح في قوله مقارنا بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم كعائلات متنافسة في الشرف والرياسة في قريش: "كنا وبني هاشم كفرسي رهان، سقوا فسقينا، وأطعموا فأطعمنا، قالوا: منا نبي، فأنى لنا بهذا؟!".....هذا مع الكافر الواضح الكفر، أما مع مسلم ليس عندنا دليل على تخليه عن دينه وفي خلاف سياسي، وتصارع على من يصل إلى سدة الحكم ـ بغض النظر عن هدفه من الحكم - بأن نجعله خلافا بين مسلم متمسك بدينه، وعدو محارب له يبغي محو دينه، فهو خطأ منهجي ينبغي الحذر منه !!..

جماعة الإخوان زورت تاريخ جمال عبد الناصر وزيفت وعى أجيال من الشعوب العربية عمدا وكذبا وشوهوا عهده زورا وبهتانا ....لو كان الخلاف بين عبد الناصر والإخوان خلافا عقديا، أو خلاف على الإسلام، أو كان طرف منهما يمثل الإسلام والآخر يمثل اللا إسلام لوجب على الإخوان بهذا القول الخروج على عبد الناصر بالسيف، فما دام المستهدف هو الإسلام، واستئصال هذا الدين، فماذا بقي حتى لا يخرج المسلم بسيفه على حاكم يريد القضاء على دينه، ومحوه؟! وهو ما دعا الجماعة وهي في السجن عندما أطلت فتنة التكفير برأسها إلى إصدار وثيقتها المهمة: (دعاة لا قضاة)، مما يدل على أن الخلاف كان خلافا سياسيا، ولم يكن خلافا على الإسلام، وهو ما يتناساه البعض في الكتابة عن الصراع بين عبد الناصر والإخوان...لم يكن صراعهم مع الرئيس عبد الناصر صراعا دينيا أبدا، بل كان صراعا على السلطة وحكم مصر، وعندما فشلوا في محاولاتهم قرروا تديين الصراع ليكون صراعا بين الإسلام الذي يتوهمون أنهم حماته وبين الإلحاد الذى ألصقوه زورا بجمال عبد الناصر ونظام حكمه !!..فهل كان جمال عبد الناصر ملحدا وكارها للاسلام كما وصفته جماعة الاخوان او الخوان المفلسين !!! هل يكون ملحدا من تم في عهده جمع القرآن الكريم مسموعا (مرتلا ومجودا) في ملايين الشرائط و الأسطوانات بأصوات القراء المصريين ....فى عهد جمال عبد الناصر تم زيادة عدد المساجد في مصر من أحد عشر ألف مسجد قبل الثورة إلى واحد وعشرين ألف مسجد عام 1970، أى أنه في فترة حكم 18 سنة للرئيس جمال عبد الناصر تم بناء عدد (عشرة ألاف مسجد) وهو ما يعادل عدد المساجد التى بنيت في مصر منذ الفتح الإسلامى وحتى عهد جمال عبد الناصر؟!!....هل يكون ملحدا من أنشأ منظمة المؤتمر الإسلامى التى جمعت كل الشعوب الإسلامية....وفى عهده تم ترجمة القرآن الكريم إلى كل لغات العالم...وفى عهده ايضا تم إنشاء إذاعة القرآن الكريم التى تذيع القرآن على مدار اليوم و تم تسجيل القرآن كاملا على أسطوانات وشرائط للمرة الأولى في التاريخ وتم توزيع القرآن مسجلا في كل أنحاء العالم......عبد الناصر لم يكن غريبا عن الإسلام، بل كان وارثا ومجددا لصيغة التوفيق الفعال بين الإسلام والعقل الثوري المنفتح على العصر...

لم يترك قادة جماعة الإخوان المسلمين نقيصة إلا وألصقوها بالرئيس جمال عبد الناصر وتعددت اتهاماتهم له فمن الكفر بالله والردة عن الإسلام إلى العمالة للمخابرات الأميركية والشيوعية العالمية في وقت واحد، إلى الإدعاء بأن والدته السيدة / فهيمة محمد حماد يهودية الأصل، رغم أنها من أسرة مصرية مسلمة من مدينة الإسكندرية ووالدها الحاج محمد حماد كان تاجر فحم معروف بالمدينة ومازال هناك أفراد على قيد الحياة من عائلة الحاج محمد حماد من أقارب الرئيس جمال عبد الناصر وهم عرب مصريون ومسلمون، ولكن هذه هى أخلاق الإخوان المسلمين مع خصومهم الكذب والافتراء والتدليس ورمى الناس بالباطل !!!ولم تقف حدود اتهاماتهم وأكاذيبهم عند ذلك الحد بل اتهموا جمال عبد الناصر أيضا بالماسونية والعمالة للصهاينة، رغم أنه هو الذى أصدر قرارا بإغلاق المحافل الماسونية ونوادى الروتارى والليونز في مصر في الستينات، وهو أشرس من تصدوا للصهيونية العالمية وحاربوها على امتداد فترة حكمه !!!....كل تلك الاتهامات الباطلة بسبب صراعهم مع الرئيس عبد الناصر على السلطة بعد الثورة المصرية، وهو الصراع الذى خسروه وأنتصر فيه عبد الناصر....... ولأنهم يتوهمون أنهم هم الإسلام لذا فكل شئ مباح في نقدهم وتشويههم لخصومهم السياسيين،ولكن لأن الحق أحق أن يتبع ولأنه لا يصح إلا الصحيح... وانا هنا ادافع عن عبدالناصر لان الاخوان ظلموا الرجل وشوهوا تاريخه على الرغم من اننى لست ناصرى الفكر او التوجه لاننى ادور مع الحق حيثما دار !!! وامقت الحزبية الضيقة !!! من نافلة القول ان اوضح ان المستشار حسن الهضيبى بادر ثورة1952 بالعداء... قبل قيام الثورة جبن وخاف وعندما طلب منه الرئيس عبد الناصر دعم الثورة عند اندلاعها رفض طلبه، وبعد الثورة طلب الوصاية عليها وأن تحكم جماعة الإخوان المسلمين البلاد،وعندما رفض عبد الناصر سعى الهضيبى لتخريب كل محاولات رأب الصدع بين الثورة والجماعة، حتى انتهت الأمور إلى محاولة الأخوان المسلمين اغتيال الرئيس عبد الناصر في ميدان المنشية بالإسكندرية عام 1954 ورغم إنكار الإخوان لتلك المحاولة لسنين طويلة إلا أنهم عادوا واعترفوا بها مؤخرا في كتبهم وأحاديثهم وإن جاء الاعتراف كعادتهم ملتويا ...كالقول ربما يكون جناحا أو شعبة من الجماعة هو الذى أرتكب العملية وليست الجماعة كلها.... الجدير بالذكر ان عبدالناصر تعرض ل 11محاولة اغتيال !!! 8 محاولات قام بها الاخوان و 3 من المجاذيب !!..

الاخوان خططوا لاغتيال عبدالناصر والتخلص منه ولكن ذراع عبدالناصر الطويلة وقبضتة القوية أصطادتهم فى أوكارهم !!..لم يكن حادث المنشية تمثيلية لان شهر العسل بين ناصر والاخوان كان فى ايامه الاولى لم يختلفوا معه حول البرنامج ولم يطلبوا منه الا ان تغلق دورالسينما ويفرض الحجاب على النساء وأن تحكم الثورة بما انزل الله حكما مطلقا بل لقد أيدوا حل الاحزاب السياسية وطالبوا بقيام ديكتاتورية http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=OWCJnFu9gF0 !!..وبينما كانت كل هذه المطالب فى مرحلة الشد والجذب تصوروا أنه فى أمكانهم الوثوب على السلطة والقضاء على النظام الجديد الذى ما زال هشا وأن جهازهم السرى وخلاياهم النائمة فى الشرطة والقوات المسلحة قادرة على أداء هذة المهمة ...ثم انفجر الصدام المكبوت فى حادث المنشية كان عبد الناصر يقول" أيها المواطنون يأهل الاسكندرية الامجاد أتحدث اليكم ونحن نحتفل بعيد الجلاء "http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=58Q0ARGnbM8 وهنا سمع دوى 9 رصاصات موجهة الى عبد الناصر وانطلق صوته دمى فداء لمصرلن تكون حياة مصر معلقة بحياة عبد الناصر بل هى معلقة بكم فمصر اليوم قد حصلت على عزتها وكرامتها وحريتها...وبعد الحادث بعشر دقائق والقبض على الجانى أصرت الجماهير على رؤية عبدالناصر فخرج الى الشرفة يلوح لهم !!..وكان الصدام مروعا بين ناصر والاخوان فقد صدرت أحكام باعدام سبعة من قادتهم : محمود عبد اللطيف "سمكرى امبابة " .. ويوسف طلعت ,تاجر حبوب اسماعيلية.. و هنداوى دوير محام امبابة ... وابراهيم الطيب محام ..و عبد القادر عودة محام ..ومحمد فرغلى واعظ اسماعيلية ..وحسن الهضيبى المرشد العام للاخوان الذى خفف عليه الحكم الى الاشغال الشاقة المؤبدة ...وطارد عبدالناصر فلول الاخوان حيث بلغ عدد الذين حكمت عليهم محاكم الشعب867 شخصا والمحاكم العسكرية 254 شخصا والمعتقلين 2943 شخصا (معظمهم الجناح العسكرى الخاص الى رفض الاخوان حله بعد الثورة ) ولم يلتقط الاخوان انفاسهم بعد هذة الضربات المؤلمة الا فى عام 65 وبعد الافراج عن مجموعة من قادتهم المحبوسين فى قضية المنشية وعاد تنظيمهم السرى الى الحياة بقيادة خمسة من صقورهم الجارحة هم: سيد قطب ويوسف هواش و عبد الفتاح اسماعيل و احمد عبد المجيد عبد السميع وعلى عبده عشماوى !!..

فى عام 65 كانت الارض ثابتة تحت اقدام عبد الناصر فى الداخل مهتزة بشدة فى الخارج خصوصا فى جبهة اليمن التى تصور عبد الناصر أنه أرسل جزءا من جيشه اليها للمساندة لكنة فوجئ بتورطة فى حرب شرسة وفى هذا التوقيت المباغت
خطط الاخوان للتخلص منه فى ثلاث محاولات الاولى : عن طريق تجنيد أحد عناصر شرطة رئاسة الجمهورية اسمه اسماعيل الفيومى وكان يجيد الاطلاق الذاتى للنيران ويمكنه أصابة الهدف من بعيد او على عينه عصابة سوداء ووصلت معلومات عنه دون أن تعرف اجهزة عبدالناصر اسمه وأنه ينتظر عبد الناصر فى مطارالقاهرة فور وصوله من موسكو!!..كان الموقف صعبا وخطيرا فطائرة الرئيس عبدالناصر فى الجو واجهزته الامنية المعنية بسلامته الشخصية لا تعرف اسم القناص ولا مكانه ...وهداهم التفكير الى مراجعة كشوف الرماية لعناصر الحرس الجمهورى واكتشفوا اسمه وانطلقوا فى سباق مع الزمن يبحثون عنه فى كل مكان حتى عثروا عليه معدا سلاحه فى موقع مستتر بالقرب من مكان هبوط طائرة الرئيس عبدالناصر وبعد 30 دقيقة فقط هبط عبد الناصر ونجا من الاغتيال بمعجزة !!.. اسماعيل الفيومى توفى بالسجن أثناء محاكمته ....المحاولة الثانية التى خطط لها الاخوان كانت هى تفجير القطار الذى يقل عبد الناصر من القاهرة الى الاسكندرية واستخدموا لاول مرة شحنات يتم تفجيرها من بعد باستخدام أجهزة اللاسلكى على بعد اكثر من كيلو متر وتم ضبط المتفجرات والاجهزة والجناة قبل شروعهم فى التنفيذ.. المحاولة الثالثة كانت أغتيال ناصر أثناء مرور موكبه فى المعمورة حيث كان ينزل الى رأس التين بالمكان المخصص للاحتفال بمناسبة خروج الملك من مصر يوم 26 يوليو ... حيث تم وضع مجموعة الاغتيال الاولى فى محل اندريا أمام سرايا المنتزة والمقام مكانه الآن فندق شيراتون الاسكندرية وكان خطة الاغتيال قائمة على اصطياده بالبنادق والمدافع الآلية فى اللحظة التى يسير فيها ركب الرئيس عبدالناصربهدوء !!..ووضعت مجموعة الاغتيال الثانية فى محل بترو فى سيدى بشر حيث تعتبرمنطقة ضيقة ومزدحمة ونموذجية لاصطياد الهدف والذوبان فى الجماهيرالمزدحمة لانها منطقة عنق زجاجة....وقبل ساعة الصفر تم القبض عليهم وقدم أعضاء التنظيم الى المحاكمات التى قضت باعدام سبعة ونفذ الحكم فى ثلاثة هم سيد قطب وعبد الفتاح اسماعيل ومحمد يوسف هواش وتم تخفيف الحكم على الاربعة الاخرين لصغر سنهم وحكم على حسن الهضيبى المرشد العام للاخوان بالسجن 3 سنوات !!..http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=EFvLz4FQ6vE ...


مما لاشك فيه انه بعد يونيو 67 انكسرت شوكة عبدالناصر والاخوان معا عبد الناصر قلم أظافر الاخوان ونزع أنيابهم !! والنكسة كسرت عبد الناصر وأضعفت ذراعه الطويلة والاخوان فقدوا شهيتهم لالتهام عبد الناصر !! الى جانب ان عبدالناصر لم يعد مهموما بأقتفاء أثرهم وأصبحت محاولة الاغتيال مثل لعبة الاستغماية بين عبدالناصر والاخوان !!... وكانت أول محاولة لاصطياد عبدالناصرواغتياله بعد النكسة قادها صقر سليمان ابو بكر مقاول من مدينة السويس لم يكن اخوانيا ولكن كان معروفا عنه التعاطف مع الاخوان ... حبث تم تجنيده بمعرفة سعيد رمضان زوج ابنة حسن البنا وأكبر عناصر الاخوان فى الخارج أثناء أداء فريضة الحج فى السعودية ... حيث اتصل صقر فور عودته باحدى مجموعات الاخوان فى السويس !!.. وقامت اجهزة الأمن عن طريق احد مصادرها بتسجيل اللقاءات باحدى الشقق فى شارع سليمان باشا بالمنزل المجاور لسينما مترو ...وكانت أجهزة التسجيل من النوع البدائى جدا فى ذلك الوقت ووضع الجهاز بطريقة معينة فى احد الكراسى لكنه اصدر صوتا غريبا أثناء التسجيل مما جعل صقر يقلب الغرفة بحثا عنه حتى اكتشفه ... مما لاشك فيه ان جهاز التسجيل هو الذى أفشل محاولة ضبطهم متلبسين... عند ذلك الحد اوقفت اجهزة الأمن العملية وألقت القبض على صقر الذى اعترف تفصيليا بمحاولة شراء المتفجرات من منطقة حلوان لاغتيال عبدالناصر !!..وجاءت محاولة الأغتيال الثانية بعد النكسة سنة 1968 من المانيا عندما نجح الاخوانى السيد سالم المقيم فى المانيا فى تجنيد شاب مصرى مسيحى سافرللتدريب هناك ويدعى (س . أ عبد الملك ) وأقنعه أن النظام فى مصر فاشستى واغراه بسيارة مرسيدس هدية ستنقل الى القاهرة وبداخلها بندقية حديثة مزودة بتلسكوب مخبأة بطريقة سرية فى السيارة !!... وبالفعل وصلت السيارة وبداخلها السلاح وقام باستئجار غرفة فى فندق "افرست" بميدان رمسيس انتظارا لوصول ركب الرئيس عبدالناصر واطلاق النيران عليه بالقرب من محطة كوبرى الليمون وتم تزويده بمدفع منشورات دخل مصر لاول مرة مثل مدافع صواريخ الاحتفالات يقوم باطلاق نافورة من المنشورات على مساحة كيلو متر مربع واستعان باثنين من أصدقائه هما محمود السيد زارع ومحمد ابو الدهب وقبيل ساعة الصفر قبض عليهم وقدموا للمحاكمة !!..

ان تاريخ الاخوان او الخوان كله تزييف وافتراءات وادعاء بطولات زائفة لا اساس لها من الصحة لو استعملنا عقولنا ..وخير مثال على صدق كلامى أحمد رائف احد قادة الأخوان الذى تم القبض عليه في قضية تنظيم الإخوان المسلمين عام 1965 بزعامة سيد قطب،وقد شهد ضد الأخوان المسلمين في التحقيقات، وتبرأ منهم وتعاون مع ضباط المباحث ضدهم....وبعد أن أفرج عنه عام 1971 سافر إلى السعودية وعاد من هناك بعد أن حصل على مبلغ مالى ضخم ليؤسس دار الزهراء للنشر والتى خصص إصدارتها بتوجيه من النظام السعودى ومخابراته للهجوم على جمال عبد الناصر وعهده،وبدأ إصدارات الدار بكتابة مذكراته التى حشاها بأكاذيب ومبالغات مفضوحة و بطولات وهمية لا أساس لها من الصحة وهو بماضيه غير المشرف لا يصلح لأن يؤخذ منه أو عنه ومازال يواصل دوره عبر فضائية الجزيرة بعد أن اعتمدته الجماعة كأحد مؤرخيها الكبار ...إن العلاقة بين عبد الناصر والإخوان المسلمين تمثل واحداً من أكثر الألغاز إثارة فى تاريخ مصر المعاصر، وأن هذه العلاقة طغت الخصومة والعداء بين الفريقين حتى أصبحت هى الأغلب على وصف العلاقة بينهما، رغم ما يجمع عليه المؤرخون من وجود علاقة ارتباط لعبد الناصر بجماعة الإخوان فى مرحلة مبكرة من تاريخه السياسى... مما لاشك فيه ان بداية الصراع السياسى بينهما هى اختلاف عبدالناصر مع الهضيبى وعدم رغبة عبدالناصر فى ان يفرض عليه وعلى الثورة اى نوع من انواع الوصاية باسم الدين ومدى تطابق القرارات مع الدين كما كان يشيع الاخوان !!! واعلمهم انه لن يسمح بتحويلنا الى شعب بدائى يعيش فى ادغال افريقيا مرة اخرى !!.الى جانب ان الصراع بينهم وبين عبدالناصر لم يكن صراعا دينيا أبدا، بل كان صراعا على السلطة وحكم مصر، وعندما فشلوا في محاولاتهم قرروا تديين الصراع ليكون صراعا بين الإسلام الذي يتوهمون أنهم حماته وبين الإلحاد الذى ألصقوه زورا بجمال عبد الناصر ونظام حكمه لذلك ارادوا اغتياله معنويا وتصفيته جسديا !!..

حمدى السعيد سالم



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرسى النائب البرلمانى قال ما لم يفعله وهو رئيس
- الارستقراطية القرشية والاستعلاء الطبقى وسوء ادارة الأزمة هو ...
- الحرب النفسية القذرة
- الساسة ولعبة الفراش
- الى مرسى ابو صباع لا شرعيّة لأيّ سلطة تناقض ميثاق العيش المش ...
- احتاجك كى اكون أنا
- الدور السعودى المشبوه فى دعم ورعاية الارهاب الدينى بكل اطياف ...
- الاخوان لانهم خونة يظنون كل الناس مثلهم ويغيرون رأيهم كما يغ ...
- الاخوان يحاولون بناء السقف قبل بناء الاعمدة
- جريمة كبرى ان يكون الطفل رجلا وجريمة اكبر ان يكون الرجل طفلا
- روشتة علاج الثورة المصرية
- تحليل سياسى للأزمة السورية
- فى دولة الدقون يسقط القانون
- القول باعتدال حركة الاخوان مجرد أسطورة ترمي إلى مخادعة الناخ ...
- العاهرة الاخوانية تضاجع الامريكان واليهود على فراش الخيانة
- لولا دى سيلفا كان اكثر عدلا ورحمة واحساسا بشعبه من مرسى المت ...
- العهر الاخوانى الزائف التمويهى
- اتلم المتعوس على خايب الرجا
- الشارع المصري لم يعد مراهقا وأصبح قادرا علي فرزالمواقف
- مرسى يحمل المعارضة فاتورة فشله السياسى (لقد فقدت شرعيتك)


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حمدى السعيد سالم - الاخوان ومحاولات اغتيال عبدالناصر