أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حزبون - البعد القومي في انتفاضات العرب















المزيد.....

البعد القومي في انتفاضات العرب


جورج حزبون

الحوار المتمدن-العدد: 4055 - 2013 / 4 / 7 - 01:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


البعد القومي في انتفاضات العرب

بات واضحاً ان المنطقة مستهدفة بالقوى المحلية والدولية ، وكانت قد جرت محاولات متعددة لاعادة صياغة المنطقة منذ نهاية الحرب العالمية الاولى ،وبعد ان لم تفلح نتائج اتفاقات سايكس بيكو كما توقعوا، لكنها لم تفلح جميعها ، وقد تمحورت الامور حول اسرائيل ومحاولة توطينها سياسيا ، فالحركا الوطنية والقومية ، بنت ايدلوجيتها على معاداة اسرائيل ، وقد وجدت فيها خطراً جدياً على الامن القومي وسبيلا لتقسيم الوطن الى دويلات ، وظلت اسرائيل تستخدم اساليب مختلفة لتفكيك الموقف القومي ، سواء عبر الحروب المتواصلة ، او عبر شبكات التجسس ، او التخريب والفتنة الطائفية والاثنية .
ومعروف تماماً ان عدد من انظمة الدول العربية اقامت صلات مع اسرائيل ، منذ نشوئها ، وكانت التقت معها في معاداة حركات التحرر والاستقلال والديمقراطية وشكل هذا قاسم مشتك معها ، واسرائيل وجدت في ضرب الحركة الوطنية العربية ، طريقها لانهاء القضية الفلسطينية واقامة علاقات صريحة مع الانظمة العربية ، وفي ذات الوقت وجدت الانظمة العربية في ضرب حركة التحرر والتقدم ، مناسبة لابقاء انظمتها مسترخية في حكمها الرجعي المعادي للحرية و الديمقراطية ، وانهاء اية معارضة لها وابقاء شعوبها غير متيقظة لامرها ، وحتى يكون ذلك ممكنا كان لا بد من توفير البديل ، واتجهت لاستخدام الدين كبديل للوطنية ، باعتباره لا يعترف سوى بالاممية الاسلامية ، فكان ان اغدقت عليه اموال البترودولار ، خاصة وان هذه التوجهات جاءت بعد حرب تشرين لعام 1973.
وفيما بعد استخدمت اميركا ذات الاسلوب ، وان ادى الى احتراق اصابعها في احداث ايلول 11 ، الا انها وجدت في هذا النهج خطوة مناسبة دون ان تتدخل مباشرة ، كما حاولت سابقا اثناء الانزال في بيروت 1958 ، وعبر مشاريعها الاحتوائية المختلفة من ( اوميغا ) ( الى ملئ الفراغ ) الى حلف بغداد ، والتي جميعها اخفقت فيها ، وكان ان وجدت ضالتها في قوى لا تحتاج اكثر من تسليح وهو متوفر ، والى المال وتصرف السعودية ودخلت قطر حديثاً على الخط . ويتم تحريك هذه الفئات تحت مسميات الجهاد ، وقد اخذت ايضاً مجموعات الاسلام السياسي بعداً اممياً ، كما يتضح من المقاتلين المختلفين في سوريا ، والتعدد مفيد لصاحب المشروع ، لانه يساعده على السيطرة خلافاً لما ظهر مع بن لادن ، وهكذا تبلورت خطة منهجية يستخدم فيها الاسلام في الوجهة الخطاء، عبر تلك الفتاوى التي يقدمها ائمة السلاطين للمجاهدين دون ان يكونوا امتلوا من المعرفة الفقهية ما يؤهلهم لذلك ولو النزر اليسير ، حتى جاءت فتاواهم سخيفة ومهينة للدين وسموه عن نهجهم .
كل هذا واضح لاوباما ، وجاءت زيارته لفلسطين لتعلن تغيراً في الاساليب ، فان استمرت السلطة الوطنية الفلسطينية على مواقفها ، ستستمر اسرائيل في الاستيطان حيث وصل 21% من سكان الضفة الغربية ، وستقوم قطر بتشجيع ( حماس ) ودعمها المالي السخي ، لتستمر في الانقسام والحضور السياسي، وتواصل الزيارات الدولية والعربية والدبلوماسية لقطاع غزة ، الى جانب توسيع دورها في الضفة الغربية لانهاك السلطة الوطنية وضرب وحدانية التمثيل، ويمكن التوصل الى توافق مع اسرائيل لغض البصر عن انشطة حماس ، التي تتعهد بالتخلي عن التفجيرات والتوقف عن اطلاق الصواريخ بل ومنع الاخرين من اطلاقها كما هو جار هذه الايام ، وتبديد عدائية التمثيل السياسي الفلسطيني.
لذلك تحركت الادارة الاميركية لتنظيم وضعية الكتل المستنده اليها لعملية التغير ، وبدأت باعادة العلاقات التركية الاسرائيلية لما للطرفين من مصالح مشتركة في تغيرات المنطقة ، وتطمين اسرائيل حول الملف الايراني ، وان عليها الانتباه لما يجري حولها ، وان امر ايران تتكفل به اميركا ، واهتم الرئيس الاميريكي في زيارته للمنطقة بتطمين ابو مازن ايضاً ، وان وزير خارجيته سيعمل لاعادة المفاوضات مع اعلانه حق الفسطيني في دولة وضرورة وقف الاستيطان ، في خطوة لتهدءة الوضع الفلسطيني وتوقف حرج الانظمة الداعمة للاسلام السياسي لتواصل عملها دون احراج ودون تأثر ، خاصة وان فلسطين تحتضن المسجد الاقصى وهو ثالث الحرمين ولا يمكن لمجموعات الاسلام السياسي تجاهله ، ولذلك جاءت خطوة الملك عبدالله بارسال طائرة خاصة عاجلة لنقل الرئيس الفلسطيني لتوقيع اتفاقية حماية المقدسات في القدس ورعايتها من طرف الحكومة الاردنية ، علماً ان امر الاوقاف الاسلامية في القدس بقي منذ 1967 تحت الرعاية الاردنية ، وليس التوقيت الا رساله تطمين وجزء من عملية الحراك السياسي الجاري بالرعاية الاميركية وتهدئة فطر والسعودية.
وبقرأة ذلك التحرك وارتباطه بما هو جار في المنطقة وخاصة سوريا ، وتوافد قطاعات الاسلام السياسي لتدميرها وتمزيقها ، وعدم قدرة الاخوان في مصر وتونس على ادارة الدولة رغم وصولهم للسلطة ، حت اخذوا بالتوجه نحو الارهاب بالاغتيالات والقمع خاصة اصحاب الرأيلتثبيت حكمهم ،وبالنتيجة فان هذه التحركات كلها تشير الى ان الغاية أنهاء مقولة العروبة،والامن القومي العربي ، وضرب حركات التحرر العربي بكل اشكالها واستبدالها بالاسلمة لتكون حاضنة للمشروع التقسيمي المراد ترسيمه، ولتكون تركيا فيه رقماًَ اسياسياً بمختلف المسمياتـ، منها القدرة على مواجهة الشيعة والتشيع وقيادة هذا التيار ، وانهاء الصراع الاسرائيلي على قاعدة اقتصادية تنموية تديرها تركيا واسرائيل، وتنتهي شعارات العداء والرفض لاسرائيل لتصبح دولة جارة ،تسهم في التنمية الاسلامية وليس ( العربية ) ، والامر بسيط وله سوابق في التاريخ العربي، فقد كان هناك تحالف في الاندلس وساهم اليهود في عملية الاستثمار والتنمية مع دولة الخلافة الاموية هناك !!
هنا يصبح العداء والصراع الداخلي ( سني شيعي ) وربما طائفي مع اخرين مسيحين وبهائين وحتى صابئة، ثم اثني عربي كردي علوي ، لتدخل المنطقة الى صيغة جديدة ، تؤسس شرق اوسط جديد ، بعد ان تتدخل القوى الدولية لحماية الاقليات ، ليتكرر السيناريو العثماني ، وتبدد قدرات الشعوب العربية وتهدر طاقتها في هذا السيناريو الجاري تنفيذه، والذي يعيد صياغة جيوسياسية ، ويحاول تحقيق انتصار استراتجي بالمنطقة سعى له طويلا وبدا له افق عبر تحلفه مع معادلة الاسلام السياسي .



#جورج_حزبون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تتجه المنطقة الى المجهول
- مستقبل العلاقة الاردنية الفلسطينية
- الثامن من اذار معيار للتضامن مع المراءة
- النضال لا يحتاج الى اعلانات ومواقيت
- لمصلحة من تجري عملية اهدار الربيع العربي
- منهج الحوار الفلسطيني والواقع
- تحالف غير مقدس!
- حول حركة التحرر العربي
- المرحلة التالية وليس اليوم التالي
- اليمين متعدد ومتناقض والدين وسيلته
- حتى ينتهي التامر
- المصالحة الفلسطينية والربيع الاسلامي
- لماذ يغيب دور حركة التحرر العربي ؟
- ماذا بعد قرار الاعتراف ؟
- ماذا عن سوريا الكبرى!؟
- قراءة للانتخابات المحلية الفلسطينية
- لمصلحة من اجهض الربيع العربي
- الامم المتحدة والخيارات الاخرى
- طريق الشعب بدل طريق اوسلو
- الراهن الفلسطيني والانتخابات المحلية


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حزبون - البعد القومي في انتفاضات العرب