أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى نجيب وهبة - -الفيلم الهندى- .. عودة الطفل -أبانوب- !!!















المزيد.....

-الفيلم الهندى- .. عودة الطفل -أبانوب- !!!


مجدى نجيب وهبة

الحوار المتمدن-العدد: 4053 - 2013 / 4 / 5 - 15:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


** فى معظم الأفلام الهندية .. تظهر شخصية البطل الجدع الذى يظهر فجأة لينقذ الضحية .. ربما تكون حبيبته أو طفل مختطف أو زوجته .. ولأن الفيلم هندى ، فلا مانع من أن يقفز البطل من الطائرة وهى فى الجو على سطح بناية شاهقة ، أو يتشبث بطائرة أخرى .. المهم أن ينتهى المشهد بإنقاذ الضحية .. وعلى طريقة هذه الأفلام .. قرر مكتب الإرشاد بالمقطم إخراج الفيلم الفكاهى الدرامى "عودة الطفل أبانوب" ..

** القصة ببساطة .. أن الطفل "أبانوب" الذى يبلغ من العمر 13 عاما بالسنة الأولى بالمرحلة الإعدادية .. يبدو أن والده المقدس "أشرف" يتمتع ببعض الثراء .. فقرر بعض الأشقياء الهجوم على كنيسة الأنبا بولا بمنطقة شبرا الخيمة ، وخطف الطفل "أبانوب" لإبتزاز والده وطلب الفدية المناسبة ..

** ولأنه فيلم هندى .. فقد قرر المختطفين إختيار هذه الكنيسة .. وهم يعلمون أنها تقع فى شارع ضيق لا يسمح بهروب سيارة ، والإفلات من ملاحقتها .. وفى تمام الساعة الثامنة والنصف إصطحب الوالد إبنه "أبانوب" ، وإتجه صوب الكنيسة .. وأمام الكنيسة تنشق الأرض ويظهر هؤلاء الأشرار ، وهم يخطفون الإبن من أيدى والده ، ويطلقون بعض الطلقات النارية فى الهواء لإرهاب المصلين ..

** ووفقا لرواية الطفل "أبانوب" .. فقد دفع أحد المتهمين الطفل داخل السيارة ، وكتم أنفاسه ، وطلب منه النزول فى الدواسة حتى لا يصاب بالرصاص .. وهددوه وألزموه بالصمت .. وقال الطفل أبانوب "شعرت بالرعب خاصة بعد أن أطلق المتهمين الأعيرة النارية فى الهواء ، وتحركوا بالسيارة .. وعندما وصلوا إلى مكان ما .. قالوا "إننا على بعد كيلو مترات من فلسطين" ..

** ولأن هذه الواقعة هى الأولى من نوعها .. وحدثت أمام كنيسة الأنبا بولا .. فقد تناولتها وسائل الإعلام العديدة .. وإهتمت الكنائس بها ، وإعتبرها البعض مؤشر ورسالة خطيرة ..

** لذلك .. فكان لا بد أن يظهر البطل الذى ينقذ الطفل "أبانوب" على طريقة الأفلام الهندية .. وفى خلال بضعة ساعات قليلة ، بدأ يتداول خبر على مواقع التواصل الإجتماعى والصحف الإلكترونية يقول "بشرى سارة .. الشرطة تصل إلى الجناة ، وتم تحرير الطفل أبانوب" .. وكان من المتوقع شغف الكثيرين لمتابعة ومعرفة الحقيقة .. لذلك فقد قامت قناة "سى تى فى" وبرنامج "فى النور" بإستضافة الطفل أبانوب بعد تحريره على حد قولهم ، ونيافة الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة وتوابعها .. وإستضافوا أيضا عم الطفل ، ومحامى الأسرة الذى ينتمى إحدى منظمات حقوق الإنسان ..

** وحتى هذا المشهد .. يبدو أن الفيلم عادى جدا .. ولكن الحبكة الدرامية كانت فكاهية .. ولم يستطع المخرج مسايرة الأفلام الهندية .. فبدأ الكذب فاضحا وواضحا .. وهنا السؤال الذى يتبادر إلى ذهن البعض ، لماذا هذا الفيلم الهندى من الأصل؟ .. وحتى تكون تساؤلاتنا موضوعية .. إليكم بعض الحقائق !!

** فى حوار الطفل .. والأنبا مرقس على قناة "سى تى فى" .. بدأ الأستاذ "إيهاب صبحى" بتوجيه التحية للجميع .. وقال لنيافة الأنبا مرقس "إسمح لى ياسيدنا أن أبدأ حوارى مع الطفل أبانوب" .. فأخرج نيافة الأنبا مرقس ورقة من جيبه وقال "لا مانع ولكن قبل بداية الحوار أريد أن أوجه الشكر للسيد وزير الداخلية والسيد اللواء مدير أمن القليوبية ، والسيد اللواء مدير المباحث ، ومفتش الأمن العام ، ورئيس مباحث شبرا الخيمة ، ومدير أمن الشرقية لتعاونهم وتعقب الجناة والكشف عنهم" .. وقال نيافة الأنبا مرقس "إن الداخلية بدأت تتعافى وتعود كما يريدها الشعب المصرى" .. وكرر أكثر من مرة الشكر للسيد اللواء وزير الداخلية على إهتمامه الفائق بالواقعة ، وتعهده بإحضار الطفل وقد وفى بتعهده ، ولم تمضى بضعة ساعات إلا وكان الطفل "أبانوب" فى حضن والده ...

** عندما بدأ الحوار مع الطفل "أبانوب" .. سأله مقدم البرنامج "ماذا حدث معك .. وكيف تعاملت مع هذا الموقف" .. قال "أبانوب" .. "إنه عقب إختطافى ضربنى أحدهم على رأسى وفقدت الوعى مدة طويلة أكثر من ساعتين" .. وكانت هناك قصة أخرى على لسان الطفل إنهم أجبروه على النزول فى الدواسة ، وهددوه .. وأن المتهم الأول أخذه عنوة من والده .. وقال الطفل "إنهم لم يسيئوا معاملتى وأحضروا لى بسكويت ، وكنت أذهب إلى الحمام" .. وقال "لقد إستطعت أن أستدرج أحدهم الذى أخبرنى إنهم كانوا يراقبوننى منذ أكثر من شهر ، حتى تاريخ إختطافى ، بل وأبلغنى أننى المستهدف ومطلوب دفع الفدية ..

** وسؤالنا هنا .. والد الطفل "أبانوب" ثرى .. والطفل المختطف فى السنة الأولى بالمرحلة الإعدادية .. والهدف من خطفه هو دفع الفدية .. فهل يعقل أن يلجأ المختطفين إلى شارع ضيق جدا مثل الذى يوجد به كنيسة الأنبا بولا .. وعندما يصل الطفل أمام باب الكنيسة يتم إطلاق النار وإختطاف الطفل ؟

** هل كان الهدف من هذه الواقعة هو عمل شو إعلامى لإحداث فرقعة ما .. أم الهدف هو خطف الطفل والحصول على الفدية المطلوبة ؟ .. الواضح أمامنا أن الهدف هو عمل فيلم هندى وليس الحصول على فدية .. وما يؤكد ذلك هو ظهور "محمد البلتاجى" فى الفيلم ، وقد قام بالإتصال بأسرة الطفل ، ووعدهم بعودته .. وقام عم الطفل بتوجيه الشكر للسيد "محمد البلتاجى" أحد الأعضاء البارزين بجماعة الإخوان المسلمين ..

** هناك ألاف المختطفين يوميا .. سواء كانوا أقباطا أو مسلمين .. وأكثرهم أقباط .. وهناك فتيات أيضا تختفى ثم تظهر لأهلها بعد فترة ، وقد إرتدت الحجاب وأشهرت إسلامها .. وتخرج علينا فى وسائل الإعلام تطالب أهلها بإحترام عقيدتها وحريتها الشخصية ، وأخذ تعهد على الأسرة بعدم التعرض لها .. ولم نسمع عن تدخل أى جهات أمنية أو أى من المسئولين فى حزب الحرية والعدالة ، رغم أن الإختطاف واضح ومعلن .. ووجود قهر تم ممارسته ضد الشخص المخطوف ..

** نأتى إلى سيناريو أخر من الفيلم الهندى الهابط . وهو صورة الطفل أبانوب الذى إتضح من خلال حواره فى البرنامج إنه لم يكن يبدو عليه أى نوع من الإنزعاج .. بل كان هادئا متماسكا .. كأنه كان يلهو مع بعض الصبية ، وليس جماعة مجرمين !!! ...

** جزء أخر من سيناريو الفيلم الهابط .. إن المختطفين قاموا بحرق السيارة والمفروض أنها مسروقة .. حتى يضمنوا عدم تتبع الجهات الأمنية للسيارة والإبلاغ عنهم ..

** هل رأيتم سذاجة بهذه الصورة .. سيارة مسروقة يتم إستخدامها فى خطف طفل ، وطلب فدية .. فالحل الأمثل هو تركها فى أى شارع بعد تنفيذ المهمة .. ولكن حرقها لعدم الإستدلال على أرقامها .. فهل الداخلية تستعين بالمفتش كرومبو ، أم بضاربى الودع وفتح المندل للكشف عن صاحب أرقام هذه السيارة ..

** الطبيعى والمنطقى أن السيارة يتم الإستدلال على صاحبها من خلال مرور القاهرة .. وذلك لا يستغرق دقائق .. رغم أن السيارة مسروقة ..

** نعود للفيلم الهندى والسيناريو الفاشل .. فالهدف الأول من هذا الفيلم هو التصفيق الحاد للسيد وزير الداخلية والسادة مديرين الأمن على هذا المجهود الرائع ، وتقديم الشكر لهم .. والهدف الثانى هو توجيه الشكر لأحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بعد سلسلة الإنتقادات العنيفة التى وجهت للجماعة .. وتحديدا عضو الجماعة البارز "محمد البلتاجى" لأنه يحتاج فى هذه الأيام لتحسين صورته أمام الشعب القبطى لعمل دعاية للإنتخابات البرلمانية القادمة ..

** والهدف الثالث .. هو توصيل رسالة هامة جدا لأمريكا وأقباط المهجر والعالم الخارجى .. وهى أن مصر بها أمن وأمان وداخلية وقانون وجماعة إخوان مسلمين تسعى لملاحقة العناصر المخربة فى مصر !!!.

** أما الشئ المثير للدهشة ، هو تصريح السيد اللواء مدير أمن قليوب .. بأن خطورة واقعة قيام مجهولين بإختطاف طفل أمام كنيسة الأنبا بولا تكمن فى أن مرتكبيها من الصبية وجميعهم غير مسجلين .. وهذا له دلالة واضحة ، هو أولا عدم محاكمة مرتكبى الواقعة .. وثانيا سوف يتم تنازل أهل الطفل عن البلاغ المقدم ضد المختطفين ، بعد الضغوط التى سيتعرض بها أهل الطفل ، للتنازل والتصالح ، وإظهار ما حدث بإنه شئ من اللهو وعدم الإدراك .. وسيتم مصادرة الأسلحة المضبوطة وتوقيع العقوبة مع وقف التنفيذ .. وطبعا الثمن معلوم وتم دفعه مقدما ..

** وفى النهاية .. أقول للأقباط أن الأيام القادمة سوف تشهد هدوء كبير فى الهجوم على الكنائس .. ولن نسمع عن إختطاف أى فتاة تحت أى ظرف ... حتى تمر مرحلة الإنتخابات .. ويبدأ سيناريو أخر الجميع يعلمه .. وأمريكا تدبره وتحرك كل خيوطه .. والأقباط مغيبين .. فبعضهم يتحالف مع الشيطان لمحاولة دخول البرلمان القادم ، والبعض الأخر يدعى المعرفة ببواطن الأمور ، وينضم لحزب الحرية والعدالة ، والبعض الأخر يتم شراءه لعمل شو إعلامى فى مجلس الشورى ، لسلق القوانين الغير دستورية .. والدليل على ذلك .. هو أن بعض القنوات القبطية بدأت بإستضافة بعض الشخصيات المنتمية لجماعة الإخوان المسلمين ، لحث الأقباط على خوض الإنتخابات البرلمانية القادمة

** أخيرا ... الأقباط هم الذين يجنون على أنفسهم .. ربما بسبب أنانية البعض وحب الذات والخبث والدهاء .. وإستخدام مصطلح "خلينا فى حالنا" .. و"أنا مالى" .. و"إن جالك الطوفان حط إبنك تحت رجليك" .. والكثير .. والكثير مما يخجلنا الحديث فيه .. وكل شخص يعلم حقيقته .. فالكثيرين يسعون لمصلحتهم الشخصية أولا والهرولة وراء كاميرات الإعلام .. حتى لو كان الثمن هو بيع الوطن ..

** هذا ما لدىّ لتوضيح ما نعيش فيه من قصص وأساطير مفبركة .. والجميع يصفقون .. فهل نفيق أم نظل فى غيبوبة ومصر تضيع من أمامنا والجميع صامتون حتى الأن .. سواء كانوا أقباط الداخل أو الخارج .. وخاصة أقباط الخارج !!! ...



#مجدى_نجيب_وهبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -مصر العار 2013- .. تسقط -مصر الحرة 1952- !!!
- -عادل إمام- .. النوم فى العسل !!
- -الشرطة- و-النائب العام- فى خدمة البلطجية !!
- -القرد- .. و-القرداتى- .. و-جراب الحاوى- !!!
- متى يحاكم الرئيس ؟!!!
- -الكوميديا السوداء- .. المصريون يحرقون -مصر- !!!
- -للصبر حدود- .. علقة ساخنة لبلطجية الجماعة فى المقطم وكل أنح ...
- خطة -الإخوان- .. للقبض عن القادة العسكريين !!!!
- مليونية -رد مصر- .. وليس -رد الكرامة- !!!
- قبل أن نسير فى جنازة -مصر- التى أحببناها !!
- لعن الله قوم .. ضاع الحق بينهم !!!
- عذرا عزيزى الأستاذ -نبيل شرف الدين- !!!
- -السيسى- .. وذئاب المقطم !!!!
- الفيلم الأمريكى .. -الندل .. والحرباء .. والمتسول- !!
- -الجيش- يرفض الإستجابة للشعب !!!
- ما أحوجنا إلى قديس العصر -البابا كيرلس- !!!
- -السفاح- الذى فقد عقله !!
- كارثة إسمها -القضاء المصرى- !!!!
- -نبيل شرف الدين- .. بغبغان مضلل فى النور !!!
- الشعب يستغيث بالجيش .. لإنقاذ مصر !!!


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى نجيب وهبة - -الفيلم الهندى- .. عودة الطفل -أبانوب- !!!