تدخل السفير

علي صالح

الحوار المتمدن-العدد: 1164 - 2005 / 4 / 11 - 10:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    

ألا يعتقد سعادة السفير الكويتي الأستاذ جاسم المباركي ان تصريحاته حول المسيرة الدستورية التي نظمت يوم الجمعة الماضي هي تدخل منه في الشئون الداخلية للبحرين، و انها جاءت مخالفة للاعراف الدبلوماسية التي تفرض على السفراء بدون استثناء الا يدلوا بأي تصريحات تتضمن آراء السفير او الدولة التي ينتمي لها حول أمور تجري في الدولة التي تستضيف السفير، و تعتبر تدخلاً من السفير في شئون تلك الدولة.

صحيح ان سعادة السفير الكويتي قد قال في صريحاته ان "المسيرة التي حدثت يوم الجمعة شأن من الشئون الداخلية للبحرين، و يترك الى ولاة الأمر ان يتخذوا القرار المناسب بشأنها و ليس من شأني ان اتعاطى في ذلك"، لكن الصحيح ايضاً ان سعادته قد قال ايضاً "من قلب مخلص اؤكد على ان مثل هذه المسيرات تترك اثراً سلبياً على المستثمر و السائح و تضر بالمصلحة العامة في البلد، و ان المضي فيها بالرغم من عدم التصريح لها هي دعوة صريحه للفوضى"، و القول الثاني قد نسف الاول، و جاء بنقيضه. اي ان سعادة السفير الكويني كان صائباً عندما اعتبر مسألة المسيرة شأناً داخلياً للبحرين لا يحق له التدخل فيه، و كان على خطأ عندما سمح لنفسه اعطاء رأياً في تلك المسيرة، ووصفها بالفوضى، فهل كانت الكويت ستسمح للسفير البحريني هناك التدخل مثلاً في شأن داخلي كويتي مثل منح المرأة الكويتية حقوقها السياسية، و هل ستسمح البحرين لسفيرها بالكويت بمثل هذا التدخل، حتى لو كان ايجابياً لصالح الحكومة الكويتية و ليس في صالح اعضاء مجلس الأمة الذين يعارضون منح المرأة ذلك الحق.

من الواضح ان السفير الكويتي بهذه التصريحات قد تجاوز حدود صلاحياته و مسئولياته كسفير، و ان العلاقة الوثيقة بين الشعبين الشقيقين في البحرين و الكويت، و كذلك بين حكومتي البلدين، هذه العلاقات و الصلات الحميمة لا تعطى الحق للسفير لكي يتجاوز مركزه كسفير لدولة اخرى لا يحق له الادلاء بدلوه في مسألة هي موضع نقاش، او حتى اختلاف بين الشعب و الحكومة، او بين اي جهة و اخرى في المملكة.


و انه بغض النظر عن سلبية او ايجابية هذه التصريحات، فالمفروض من الحكومتين البحرينية و الكويتية ان تضعها في هذا الميزان، ميزان العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين، و التي تطبق على كل دولة تقيم معها البحرين علاقات دبلوماسية بما فيها الكويت، فإلاستثناء يسمح للآخرين بالتدخل ايضاً.

#علي_صالح (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات