أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عصام شكري - بالمرصاد لمن يتاجر بأرواح العراقيين















المزيد.....

بالمرصاد لمن يتاجر بأرواح العراقيين


عصام شكري

الحوار المتمدن-العدد: 284 - 2002 / 10 / 22 - 04:03
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ما حدث يوم 12 اكتوبر في قاعة سكاربورو العامة في تورونتو يؤشر على احتدام صراع سياسي بين من يسعى الى الرهان على الوحشية الامريكية وتحديداً احمد الجلبي ومؤتمره الوطني الامريكي من جهة وبين القوى الانسانية الاشتراكية العمالية والنسوية العراقية المناهضة للوحشية الامريكية بحصارها وتهديداتها العسكرية.

 

ما حدث لم يكن كما يصفه عملاء امريكا حاليا ( عملاء البعث العراقي ونظام صدام سابقا!!ً) من ان افراد لا يتجاوز عددهم اصابع اليد من الحزب الشيوعي العمالي العراقي قد قاموا باعمال شغب ( يبدوا ان عدد اصابع ايادي اعوان الجلبي تتجاوز ال 30 من كثرة مدها للامريكان!!).  ما حدث هو هزيمة سياسية منكرة لعملاء امريكا العراقيين في تورونتو.

 

ان ما حدث في الندوة وببساطة شديدة هو محاولة فرض قمع سافر لحرية التعبير من قبل اللجنة المنظمة للندوة خوفا من افتضاح الجلبي وتعرية ميكافيلليته (الغاية عنده تبرر الوسيلة – الصعود الى كرسي الحكم يبرر قتل الالاف من العراقيين على يد امريكا!!!). خصوصاً بعد كل الجرائم التي ارتكبتها الاخيرة ليس ضد جماهير العراق فقط وانما ضد الشعب الفلسطيني بمساندة وحشية شارون السفاح صديق بوش الحميم بلا تردد.  لقد استمع نشطاء الحزب الشيوعي العمالي العراقي لمحاضرة الجلبي المحرضة بوقاحة على شن الحرب على العراقيين بحجة قلب نظام صدام الاجرامي لمدة 45 دقيقة دون اي اعتراض.  ولكن حالما اتضحت رغبة اللجنة المشرفة بعدم فسح المجال للحوار والرد والنقاش وانما الاكتفاء باوراق مكتوبة (سرعان ما تجد طريقها الى سلة المهملات طبعا- لتشابه الاسئلة!!) حتى طالب اعضاء ومؤيدوا الحزب بحق الحوار والسؤال الشفهي وكما يحدث في جميع التجمعات في الغرب بل وحتى في اكثر الدول استيداداً و كبتا للحريات.  لقد حضرت انا شخصيا العشرات من هذه الندوات التي يفوق عدد حضورها المئات و في جميعها على الاطلاق كان حق الحوار والنقاش على المايكروفون مصانا للجميع.  الا ان الجواب كان جاهزا لدى هيثم الحسني الذي غير كلامه للانكليزية فوراً لتحريض الشرطة الكندية على اعتقال المعترضين فورا ورميهم خارج القاعة (كما ظهر على شاشات التلفزيون) ليخلوا له الجو متصورا وبسذاجة مضحكة انه باعتقال بعض قادة التنظيم فانما يكون قد قضى على الاعتراض تماماً وطابت له (الكعدة) كما يقال باللهجة العراقية. ولكن الرياح لم تجر بما تشته سفن الجلبي.!!! يقول خدم امريكا ان احتجاجنا لم يكن متحضرا او ديمقراطياً. سمعناها كثيراً من امثالكم. نعم ليس متحضراً ان كانت الحضارية تقضي بقتل العراقيين بالصواريخ الامريكية المتحضرة جداً!! وليس ديمقراطيا ان كانت الديمقراطية تعني كم الافواه واستعمال الاوباش و قوات القمع البوليسية.

 

ان ما حدث داخل القاعة بعد الاحتجاج يدل على مدى ديمقراطية خدم امريكا واساليبهم القمعية من اعتداء عضو سافل من اصدقاء جورج منصور وهيثم الحسني في (جمعية حقوق الانسان العراقية- فرع ديترويت) على النساء العراقيات في منظمة الدفاع عن حقوق المرأة العراقية ووصفهن بالعاهرات ووضع يده بجيبه لابراز دولاراته الامريكية اشارةً على شرائه لهن لهو اكبر دليل على كون هذه اللجنة تضم بين جنباتها احط انواع البشر واقذرهم واكثرهم احتقارا لقيم الانسان والمرأة على وجه الخصوص. اني اطالب جورج منصور المسؤول عن هذه اللجنة الهزيلة بمعاقبة هذه العضو المنحط علنا بطرده من جمعية حقوق الانسان فورا والاعتذار من النساء اللاتي اهانهن بل واعتدى على احداهن بالضرب على الوجه امام طفلها. والا عليه ان يسمي جمعيته هذه "بجمعية انتهاك حقوق الانسان العراقي" ليحل التناقض ويعبر عن حقيقتها.

 

ان اعضاء الحزب الشيوعي العمالي العراقي لهم كامل الحق القانوني في الاعتراض والاحتجاج على اساليب الغاء حق التعبير السياسي الحر وغير المشروط وخاصة في الوقت الذي ينادي فيه احمد الجلبي باخطر ما تواجهه الانسانية في العراق من كارثة اي الحرب المدمرة.  ولكن ليس لكم الحق في اخراجهم من القاعة بالبوليس وبخطة مسبقة الاعداد. والا لماذا يقف البوليس وباعداد غفيرة داخل قاعة الاجتماع؟.  وهنا اود ان اشير الى حادثة لها مغزاها جرت في الندوة مع احد افراد الشرطة الكندية.  فقد قام هذا الشرطي بمحاولة اخراجي شخصياً  الى خارج القاعة  فقلت له اني ادافع عن حقي في الحديث والاحتجاج على ضرب شعبي وقصفه بالقنابل فقال لي ومن يطلب ذلك أصلاً؟ قلت له احمد الجلبي الذي تحرسوه فقال ولم ذلك؟ فقلت حتى يصل الى السلطة باي ثمن بمعونة الامريكان فما كان منه الا اجابني وبحس انساني اين منه الحس المتبلد لحثالة امريكا قائلا:

Hmmmmanother American Puppet!! ها….قرقوز امريكي اخر!!. حتى الشرطة الكندية اشرف بالف مرة من هؤلاء المتلاعبين بمصير 25 مليون انسان برئ ينتظر الخلاص لا بالقصف وانما برفع المعاناة التي فرضها صدام والامريكان عليه.  ان نظام صدام (كما الجلبي) هو صنيعة الغرب وباعتراف الجلبي نفسه في خطابه, وهو لم ولن يستطيع البقاء يوما واحدا في السلطة لولا الدعم الامريكي الكامل له طوال السنين او بالحصار الاقتصادي الذي اطال من حكم نظامه وقتل قرابة المليون من جماهيرالعراق البريئة. ان رفع الحصار ووقف التهديد الامريكي للجماهير كفيلان بتهديد نظام صدام تمهيدا لازالته من قبل الجماهير بشرط عدم تدخل امريكا لانقاذه من السقوط ومساعدته كما حدث في آذار91.

 

ان امريكا لا تود ازالة صدام بدعواتها للحرب.  ليس هذا مطلبها الاصلي. ان هدفها هو تكريس الزعامة المطلقة والهيمنة عن طريق سياسة البطش العسكري او كما يسميها ساسة واشنطن بسياسة الضربة الوقائية preemptive strike .  وستحاول تحقيق ذلك بقتل الالاف من العراقيين الابرياء وتحطيم العشرات من الجسور والمصانع ومحطات توليد الطاقة الكهربائية والبنى التحتية كشبكات المياه والمجاري وخطوط توزيع الطاقة الكهربائية وتنقية المياه. ستحطم امريكا العراق تماما ولا غرو في استعمالها للسلاح الكيمياوي والبايولوجي على مدينة بغداد واهلها وبمعونة النظام الفاشي المجرم الذي اثبت عدم تورعه عن فعل اي شئ من اجل البقاء على قيد الحياة.  كلنا يتذكر استعمال صدام للسلاح الكيمياوي ضد مدينة حلبجة وعلى مرآى الامريكان وسكوتهم الحقير!!.  ان الولايات المتحدة تتامل في ابقاء الحكم في العراق استبداديا قمعيا, دينياً رجعياً , فاشياً عروبياً قوميا, هذه المرة على يد مرتزقة جدد ووجوه جدد بمحتوى واحد ومتشابه بل ومتطابق مع فاشية البعث. لا غرابة اذن في تعاونها مع هؤلاء وامثالهم من ضباط الانفال وحلبجة والاهوار ومجرمي حمامات الدم في ابو غريب ونقرة السلمان.

 

ولكن....هيهات ان تجتمعوا لتقرروا ضرب شعبنا بالصواريخ والطائرات ولا تسمحوا حتى بالاعتراض. هيهات ان يسكت الحزب الشيوعي العمالي العراقي او المنظمات الاجتماعية الاخرى والشرفاء من المواطنين الذين راوا في احتجاجنا تعبيرا عن غضبهم من خطط اغراق العراق بالدم وراحوا يتذمرون من اسلوب القمع الذي انتهجه منظموا الندوة. هيهات ان يخلى العراق من المدافعين عن الانسانية ضد الاوباش والعملاء الماجورين . العراق منبع للثراء والحرية الانسانية لا للدناءة والعمالة وحكام المندوبين الساميين.

 

للعراقيين وللعرب الشرفاء في كندا وامريكا وكل مكان اقول يريد الجلبي ومؤتمره الوطني تدمير اهلكم وبلدكم  بالصواريخ الامريكية.  وعلى جثث الجوعى والمرضى سيتسلقون كالقردة محاولين حكم المتبقين بالحديد والنار. حديدُ جديد ونارُ جديدة. ولكننا سنظل بالمرصاد لهؤلاء التجار الذين يمتلكون كل شئ الا الشرف والانسانية. ستجدوننا انى ذهبتم. سنظل الصوت القوي للانسانية والمدافعين الجسورين عن حقوقهم في الحياة الامنة والمرفهة والحرة.

 

 

ا



#عصام_شكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احمد الجلبي وهزيمة الباب الخلفي
- سقوط الاقنعةٌ- ردٌ على الكاتب علاء اللامــــي
- ردي على رسالة السيد صاحب الطاهر في موسوعة النهرين بخصوص من ...
- خسرنا البارحة قائدنا الكبير منصور حكمت
- "الرفع الفوري وغير المشروط للحصار عن العراق"


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عصام شكري - بالمرصاد لمن يتاجر بأرواح العراقيين