أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - جقل الواوي - -بالخلاص يا شباب- عرضحال يا سين الحاج صالح















المزيد.....

-بالخلاص يا شباب- عرضحال يا سين الحاج صالح


جقل الواوي

الحوار المتمدن-العدد: 4045 - 2013 / 3 / 28 - 01:05
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


تحمل مواد هذا الكتاب هم السجين و تذكر السجن بما هو مكان يقيم فيه السجين يقلب ياسين الحاج صالح السجين و يقلبه ليستخرج نصوص كتابه، لا يعتمد فيه على على مشاهد التعذيب ووقائع الإعتقال و حيثيات السجن إنما يركز على الكتلة البشرية التي تحولت كيان محجوز الحرية رهين برقعة مكانية محددة فيعبر ببساطة شديدة تكاد تشابه "الحكي" العادي بدون تعالي في اللغة ولا الإيغال التحليل لدرجة الوقوع في فخ السطحية وهو تفريط غير مقصود فرضته طبيعة النصوص و مناسباتها .

يبدأ الكتاب باخذ القارىء من يده الى سجن تدمر و هي رحلة قام بها الكاتب في آخر سنة من سنوات سجنه و يتحول الى ما يشبه الدليل السياحي الحريص على "زبائنه" فيتحدث من الطريق و و زملاء السجن و السجان بعفوية و دون اثر للحقد أو الضغينة، و يصف بهدوء لحظات خوفة عند وقوفة أمام لجنة من عتاة ضباط الأمن، يحرص على القارىء أن لا يشاركة مشاعر الخوف و يبقية على بعد كاف من "كاونتر" اللجنة، و ينتقل الى سرد وقائع تدمر اليومية ذات الطبيعة "المعيارية" الثابته. في المقالة الثانية يسرد الوقائع النفسية للسجين بذات الطريقة يبقي الكاتب يده على يد القارىء و يسحبه بخفة الى تلافيف السجين و هنا يضطر الكاتب الى إستعارة لغة مختلفة قليلا فيحول "الحكي" الى سرد سريع يبدأ سلسا ثم تنقلب السلاسة الى ما يشبه الدرس في علم مجتمع السجن فيه كل جفاف الحصص المدرسية فيعدد عوامل مقاومة السجين و يبسطها الى ماديات القراءة و الزيارة و الأعمال اليدوية ، و عندما يصل الى "الزمن" بالمعنى الذي يعيه السجين يقرر بأن معركة تنشأ "لترويض الوحش" و يباري السجين نفسه في "قتل" الوقت أو "كسبه".

المقالة الثالثة "وجوه السنوات و الأمكنة" و دون أن يبتعد كثيرا عن دور الدليل يبدو و كأن الكاتب يتحدث الى جمهور مغمض العينين فيصف بتفاصيل دقيقة سجن المسلمية دهاليزة و قواويشه و سجانية اسمائهم و اشكالهم و فساد بعضهم و عدد المساجين و اتجاهاتهم و صراعات السجن التافهة و العميقة، و يفصل في تحالفات السجناء و مللهم و نحلهم، المادة الرابعة في الكتاب حوار أجرته رزان زيتونة مع الكاتب لم تكن أسئلة القسم الأول تقليدية و تبدو رزان زيتونه متفوقة على الكاتب بأسئلتها عندما أطنب في "مدح " السجن و أعترف بدوره في تكوين المثقف السجين" فقبضت عليه بسؤال ذكي يقول "إما أنك سوبر سجين أو انك في مقابل ترويضك للوحش فقد روضك على إحترامه و ذم الحرية" و في معرض مرافعته الدفاعية أعترف بدون أن يقصد "بأخلاقية السجان" عندما قال بأنهم كمساجين استطاعوا أن يحصلوا على بعض المميزات كالكتب و أدوات الطبخ و الفضل يرجع الى سمعتهم "المساجين" الحسنة كمعارضين "محترمين" و "متعلمين" و "سلميين" و قد أراد الكاتب ان يثني على نفسه فوقع في مطب مدح السجان، يحس الكاتب بما اقترف فيعود ليقول و لكن النظام كان حريصا على هزيمتنا أخلاقيا و هي عبارات غير كافيه لمحي الأثر الأخلاقي الذي اسبغة على نظام السجن.

في مقالة الحنين الى السجن و هي الخامسة يحدثنا الكاتب عن شعور ينتابه بالرغبة في إستعادة يوميات السجن و قد تكون هذه المقالة توكيدا على إكتشاف رزان زيتونه في أن الكاتب يرى من حيث لا يشعر بأن للسجن فضلا ، يبرر الكاتب شعورة ذات بالتوق الى التحرر من الحرية التي تعني تعدد الخيارات و التي يجب ان ينتقي احدها. ينتقل الكاتب في مقالته التالية الى وصف تسجيلي لحياة بعض السجناء السابقين و يستعرض بشكل "وثائقي" الصعوبات التي واجهها بعضهم مع أسرهم أو زوجاتهم أو مع النظام و مع أنفسهم ايضا، لم يبدو الكاتب مهتما بسجين بعينه بقدر ماكان حريصا على نمذجة عرضع و ذلك بذكر الأحرف الأولى من اسم السجين أو السجينة السابقة شذ مرة واحدة عن هذه القاعدة عندما ذكر اسم سجين سابق كتب رسالة مذلة الى رئيس النظام يطلب فيها مساعدته و قد ظهرت هذه القصة شاذه في سياق قصصه المتعددة و بدت و كأنها "تسخر" من بطلها بطريقة عرضها المبتذلة، كانت هذه المقالة المطولة جافة تحدثت عن السجناء السابقين بعاطفة باردة و كأنهم كائنات فارتة تخضع للتجربة للحصول على النتائج

المقالان التاليان قصيران و يتحدثان عن مواضيع مختلفة أولها عن الدور "التثقيفي" للسجن، و ثانيها عن السجين السابق صاحب الرصيد الإفتراضي و هو سنوات سجنه الذي تم إستثماره فيما بعد سنة 2000 عندما زاد الإقبال على هؤلاء ليتحدثوا الى الإذاعات الخارجية عن أرائهم،أو ليكتبوا في جرائد البلدان المجاورة، مقالان متشابهان رغم إختلاف النبره لأنهما يتحدثان مرة أخرى عن "فضيلة" سجنية أخرى. آخر مواد الكتاب مقابلة أجراها صحفي في منتصف عام 2011 لصالح صحيفة الجريدة الكويتية، و هي مقابلة تعامل ياسين الحاج صالح "كستار" تنخفض فيها سوية الأسئلة الى حضيض، و رغم محاولات الكاتب برفع سوريهت بأجوبته الرصينة و لكن الصحفي المحاور يصر على ذات الاسئلة عندما يستفسر ما إذا كان السجين يحلم بالمرأة، و يسال ياسين الحاج صالح عن نوعية الأحلام التي يشاهدها و كان يجدر بالكاتب أن يحذب هذه المقابلة من الكتاب لأنها عديمة القيمة و يبدو من توقيتها بأنها استغلت الإنتفاضة السورية و اسم الكاتب.

لا يحمل الكتاب اية قيمة أدبية أو توثيقية وقد لا يخطر على بال من يقرأه مرة أن يعود أليه ثانية فهو من ذلك النوع الذي ينتمي الى الصحافة قليلة العميق و التي يتم إستهلاكها من القراءة الأولى، و قد يبدو على معظمها أنها مقالات "مستكتبة" اي طلب من الكاتب أن يقدمها الى صحيفة أو ان يكون قد شعر بحاجة أن يضع مشاركة في ذكرى سنوية ما.يغلب عليها الإرتجال و العجلة و لا يبدو بأن الكاتب قد بذل جهدا كبيرا عندما جمعها مرة آخرى فقد اكتفى بإضافة هوامش قليلة تفيد بتاريخ و مناسبة كتابتها و يبدو لي غريبا ان يذكر في هوامشه اسم عميد في الجيش ساوم الكاتب و تحول بعد ذلك الى وزير و هو لم يكتب اسمه في مقالته الأصلية.و قد كانت سياسة عدم ذكر السماء سياسة واضحة في هذا الكتاب.

يظهر تعاطف الكاتب مع الإسلاميين و هو تعاطف مشروع تم تبريره، و رغم ذلك لم يأخذ السجناء الإسلاميين حيزا لائقا في الكتاب رغم إعتراف الكاتب بأنهم تعرضوا لأضعاف ما تعرض له غيرهم، فتحدث عنهم من بعيد كمن يطل من شرفة.و هو بكل الأحوال لم يكن عدائيا تجاه أحد فوصف سجانية بحيادية مثالية و تحلى بصبر مثير للإعجاب و هو يتحدث عن سنته التدمرية،و كان أقرب الى الجفاف و هو يتحدث عن زملائه فلم يظهر بينهم صديق له و هو رغم إهدائه المقالة الثانية الى القاص هيثم الخوجة" لم يبدو من سياق النص بأن الخوجة كان ذلك الصديق المقرب و المييز.

بالخلاص يا شباب كتاب عادي يتحدث عن وقائع عامة و ردات فعل نفسية اكثر عمومية حدثت في سجن طاغية، و رغم زيادة الكاتب في نهاية الكتاب فهارس بالأسماء و الأماكن و لكن هذه الفهارس لم تزيد من قيمته حبة خردل.



#جقل_الواوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خالد العظم و الجماهير
- قناص
- بنات العيلة دمى كلاسيكية
- الولادة من الخاصرة 2 ، فقر الدراما
- عمر الدراما و التاريخ
- رمضان الدراما و السياسة و الثورة
- قراءة في فكر شريف شحادة
- يلعن أبو هالدولة
- تقتلك الفئة الباغية
- أسقطت دمشق طائرة
- الطريق الى الحفة -حرق نفوس-
- طائفة بدل ضائع
- المتجرده
- مسيح الحميدية ....البيت بيتكن
- المجلس الوطني و المناطق المنكوبة
- كتاب مسموع
- قائمة ....قاعدة
- قربا مربط النعامة مني ...
- جساس
- غزوة جامعة حلب


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - جقل الواوي - -بالخلاص يا شباب- عرضحال يا سين الحاج صالح