أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جقل الواوي - مسيح الحميدية ....البيت بيتكن















المزيد.....

مسيح الحميدية ....البيت بيتكن


جقل الواوي

الحوار المتمدن-العدد: 3736 - 2012 / 5 / 24 - 01:26
المحور: كتابات ساخرة
    


مسيح الحميدية....البيت بيتكن
الظلام المخضب بألوان ما بعد العصر يعطي صوت القذائف المنفجرة أثرا مضاعفا و مع كل قذيفة تتمسك ايدي عائلة نوري الحلو بكراسيها المتلاصقة،يسود صمت إرتوازي بين القذيفة و التي تليها، يخرق نوري جدار الصمت محاولا تبديد الأثر المخيف الذي ينثرة صوت الإنفجار

كم انفجار صارو .... تمانوسبعين...مو هيك

الحلوق يابسة و الألسنة عاطلة عن الحركة الأيدي وحدها تعمل بالشد المحكم على الكراسي يخاف الجالسون عليها أن تهرب من تحتهم فيبقون عراة أمام اصوات القنابل التي تنهش صيوان الأذن، لم يشجع صمتهم نوري للمتابعة سلم هو الآخر نفسه لكرسية منتظرا القذيفة رقم تسعة و سبعين.

مسحت عينا أمل زوجة نوري الحلو جدارن الغرفة بحثا عن صورة المسيح المجنح التي تتصدر جدار الغرفة، شهادة نوري واضحة و كبيرة بإطار ثقيل تشهد فيها جامعة البعث بأن نوري تخرج من كلية الطب بمرتبة جيد جدا و شهادة أخرى من ذات الجامعة بجوارها تقول بأنه أكمل دبلوم في التخدير، على اليمين قليلا تقبع بخجل شهادة لأمل تقول أن أمل تخرجت من معهد التربية الرياضيه بحلب، حملقت في الورق المقوى المحمي بالزجاج و تفرست في الأسم المكتوب بحروف كبيرة و لون اسود قرأت اسمها ، أنتقلت الى الأعلى حيث يقف المسيح بجناح ابيض و تحت قدمية رأس المعمدان داخل إطار ذهبي كبير، توقفت عند وجه المسيح خيل لها بأنه شاحب قليلا نظرت مباشرة في عينية ضارعة أن يطير عبر النافذه و يفعل شيئا يسكت صوت القذائف ، بقي المسيح داخل إطاره محتفظا بهدوئه القلق.

صوت الإنفجار التالي جعل الأسرة تقفز عن كراسيها،تمالكت أمل نفسها عندما أدركت بأن الصوت المرعب مجرد رنين الهاتف رددت بصوت مسموع:

اسم الصليب.....

تناول نوري السماعة و بما يشبه الهمس تحدث،كانت أخته تطمئن على العائلة طمئنها بكلمات قليلة و عاد بسرعة ليمسك بكرسية، صوت القذيفة التالية أخرج كل مشاعر أمل الدينية فتمتمت بYستسلام تام و هي تتمسك بعيني المسيح

السلام عليك يامريم..

تابع نوري القراءة بعينية و دون أن يخطىء بعد القذائف “يا ممتلئة نعمة، الرب معك”طوى نوري خنصرة كي لا تفلت منه قذيفة “و مباركة ثمرة بطنك يسوع، يا قديسة مريم، يا والدة الله” رمقت امل المسيح نظرة اخرى مليئة بالإنكسار و تابعت”صلي لأجلنا نحن الخطاة” توقف اصوات الصلوات لحظة لتفسح المجال لصوت قذيفة يعوي مخلفا دويا مرعبا و أختلط الدوي مع صوت الصلاة التي ارتفعت من جديد "الآن و في ساعة موتنا"، موتنا ردد سمعان دون أن يقول آمين لم يكن ذكر الموت جيدا وسط هذه الفوضى ولو في صلاة.

لم تتوقف امل فتابعت و كأنها تتم صلاتها

ما بقا الي قعدة هون...

ثم نظرت الى وجه زوجها و عادت لتصيح

اذ بدك تضل ضل لحالك انا بدي أطلع أنا و ولادي ...

صوت قذيفة جديدة أعطى المجال لنوري أن يملأ رئتيه هواءا هو بحاجة أليه ليدافع عن موقف ميئوس منه

واحد و سبعين ….إذا وصل الرقم للمية قبل نص الليل منطلع

شو عم تمزح.. العمى ما أبرد دمك.

لفحت برودة النكته الجو فلزم الولدان الصمت، تحرك نوري من مقعدة صوب النافذه شاهد مجموعة من الشبان يتحركون بسرعة و حذر و هم يحملون بنادق و رشاشات، كان المنظر مألوفا لذلك اشاح بوجهه و نظر الى الجدار المقابل حيث يقف المسيح ، لم يتحرك لصوت القذيفة الذي بدا قريبا جدا و ما أن تبدد صوت دويها حتى صاح نوري بصوت قوي

مية.

تباعد صوت القذائف في اليوم التالي و ترك نوري العد و قد أنهمك في لف بعض الحاجيات .سيارته الصغيرة لا تتسع للكثير و زوجته أمل تدور في أرجاء المنزل لا تعرف ماذا تأخذ معها تفتح خزانة و تغلق درجا تقلب الأشياء و تعيدها و تتجاهل صوت نوري الذي يصيح

خلصونا بقا

هلق استعجلت

اشياء قليلة تضعها أمل في حقيبتين و دون أن تلقي نظرة اخيرة على وجه المسيح شدها أكثر رأس المعمدان المقطوع و الملقى على الأرض لم يفقد نظارته بدا جميلا بشره المنسدل في الفراغ.فتح نوري أحدى الحقيبتن و رمى فيها نصف علبة المته الباقية.

الحارة فارغة هجرت الكثير العائلات المكان مع تكاثر أعداد المسلحين، وجوهه فتيه و يعضعا معروف حلاقة الذقن لم تعد نعد من أولوياتها، ساعدهم مجموعة من الشبان يجلسون على راس الشارع خلف كومة من أكياس الرمل. تناول أحدهم الحقيبة الكبيرة من أمل و خاطب الآخر نوري

خليكن ....الي بيصير علينا بيصير عليكن

لم يلتفت نوري الى وجه المتحدث و أجابه و هو يسرع الخطا

ما بقا نقدر نتحمل بدنا نطلع..

لم يعرف نوري كيف تحولت حارته التي ولد فيها الى مجموعة متاريس و عدة مقالب من القمامه من اين جاء الرمل و من هو الذي ينتج هذا القدر من الأوساخ، و الأسلحة كيف ظهرت .

خالد رح يسبقكن حتى يمرقكن الحاجز....

كان رئيس المجموعة يخاطب نوري

بس نحنا مسؤلين لعند الحاجز تبعنا...من هونيك و لقدام دير بالك..هدول كلاب و غدارين

خلي خالد يطلع معنا بالسيارة.

كان نوري يريد أن يضيف جرعة أمان لعائلته بصعود احد المسلحين في السيارة

لأ ما بيصير أنت معك عيله..الله يسهل عليكن...

تداركت أمل شيئا فقالت بصوت مرتفع ليسمع الجميع

الله يخليك..دير بالك عالبيت

لا تخافي...بعيونا...دكتور...خليك يا دكنور و الله ما بيهون علينا تترك بيتك و حارتك

كان رئيس المجموعة يخاطب نوري و هو يغلق حقيبة السيارة الخلفية، رمقت أمل بيتها بنظرة أخيرة و ركبت الى جوار زوجها و أنطلق نوري خلف السيارة التي تقوده للخروج.

السيارة تسرع و تبطىء و تقطع المسافة عبر طرقات ضيقة ملئية بأكياس الرمل و أكياس القمامه، يرفع نوري يده بالتحية فيرفع الشبان الذي يجلسون خلف السواتر بنادقهم ملوحين.

توقف خالد أمام ساتر كبير يحتمي خلفة مجموعة كبيرة من الشبان بعضهم بلباس و عسكري و جميعهم يحملون البنادق يتمشون أو يسترقون النظر تجمهروا قليلا حول السيارة ثم تفرقوا سريعا اقترب احدهم من سيارة نوري و ابتسم في وجهه:

خليك هون يا دكتور...

ابتسم نوري معتذرا و لم يجد كلاما مناسبا فانقذه المسلح الذي يكلمه

ألله معكن...كان نوري ينتظر هذه الكلمة نظر الى الخلف حيث ولدية و نظر الى زوجته و أنطلق بسرعة مخترقا الشارع لاحقته الأصوات المودعة

اوقفه حاجز الجيش بعد مسير قصير تفرس الضابط في وجهه و يطلب الهوية قرأ الأسم و أبتسم ثم سمح له بالمرور، لوح نوري بيديه لمجموعة من الجنود ذوي الذقون الحلقية ، عيونهم خائفة و قاماتهم نحيلة و كأنهم يعانون من سوء التغذية أبتسم له الجميع و رفعوا بنادقهم عاليا تجاوزهم بسرعة و هو يمر بلافته كبيرة مرفوعة فوق الحاجز مكتوبة بخط ردىء

جنود الأسد.

أستسلم نوري لنشرات الأخبار على كل القنوات و لجلسات المتة الطويلة التي يتم فيها تحليل الوضع السياسي و العسكري و كذلك المالي و يتم تناقل أخبار الحارة و البيت، خسرت أمل بضع كيلوغرامات و هو ما جاهدت من أجله منذ أمد بعيد و لكن ما خسرته من دهون جعل وجهها يتحول الى خرقة معلوكة، فقدت املها بمسيح يحمل جناحي رحمة يحملها و زوجها وولديها الى الحميدية مرة أخرى، يغمرها الأسى عندما تمر صور الحارة و البيت بغرفة الثلاث صور الشهادات على الجدار وفوقها تماما صورة المسيح المجنح، تمسح دمعة مفردة تسقط من عينها و هي تنظر الى زوجها الذي يتحرك قلقا بعد أن نفذ مخزون المته. .

طلب نوري بعفوية رقم منزله في الحميدية عندما قيل له بأن قذيفة سقطت في منتصفه، رن الجرس في الطرف الآخر تنفس براحة لأنه شعر بأن الخبر كاذب و قبل ان يغلق الخط رفعت السماعة و جائه صوت طفل

ألو...

تغيرت ملامح نوري لا يعرف هذه الألو و لا صاحبها صاح بقوه..

مين..مين أنت...

لم يبدو أن صوت الطفل في الطرف الآخر يهتم بصراخة لأنه بدأ يغني

يلعن روحك يا حافظ...يلعن روحك يا حافظ..

توقفت اللعنات المصبوبة على حافظ و تغير الصوت من طفل الى صوت إمرأة..

مين...مين أنت يا أخي؟!

أجاب نوري:

أنا صاحب البيت يا أختي....شو عمتعملو عندكن....

نحنا ساكنين هون....دخيلك لا تواخذنا....أحكي بعد شي ساعة بيكون اجا جوزي

جوزك....أنتي و جوزك ساكنين بالبيت

أي و معنا و لدين.....عمر و محمد..

أختطفت أمل السماعة من يد زوجها و دخلت في موجة غضب على شكل صراخ

مين سمحلكن تفوتو عالبيب...هلق بتحملي حالك و بتطلعي....يا أما بجي أنا و جوزي منجرك من شعرك

تراجع نوري خطوة الى الوراء عندما سمع بأنه سيعود الى الحميدية ليجر سيدة من شعرها، لم تعجبه الفكرة و خاصة بأن المكان يعج بالسلاح و الفتية الغاضبون
طولي بالك....فهمي منها ليش قاعدين بالبيبت و ايمتا رح يطلعو؟؟

زاد الطعم المر في فم امل و هي تتخيل اسرة رجل و أمرأة مع عمر و محمد يحتلان بيتها تستعمل المرأة طناجرها و صحنونها و ربما تنام في سريرها، بكت و التصقت بزوجها شعرت بأنها مستباحة و منتهكة، لم تفعل بها اصوات القذائف و صراخ المسلحين و شتائمهم ما فعل بها إحتلال أحدهم لمنزلها.

ألو..يعني ما لقيتو غير بيتنا تسكنو فيه..

تغير صوت أمل أختفت الحدة من صوتها و تحول الى ما يشبه الرجاء

الحارة كلها بيوت فاضية..ليش بيتنا بالزات؟؟

دخيلك لا واخذيني....هنن قالولنا سكنوا هون...

شعرت أمل بألفة الصوت كانت تتكلم يوميا بالهاتف مع ساكنة المنزل، خف شعورها بالإنتهاك و حل محله غيظ و بعض الغيرة لا تنطفىء إلا عندما تتكلم مع السيدة الأخرى على الهاتف و التي لا توقف عن الأسف و الإعتذار

...أجينا من الخالدية...عينك تشوفي.. ما ضل فيها حجر على حجر...و ين بدنا نروح جوزي مطلوب و عندي ولدين...أخدت بكالوريا و تركت المدرسة و جوزي معو تاسع..تطوع بالجيش الحر شو بدو يعمل استشهد ابوه و اخوه..ما رح نتراجع... يا نحنا يا هنن ماحدا بيقلي أم خالد كلن بيقولو آمنه..

كانت أمل تضع جملة "ديري بالك على البيت" بين العبارة و التي تليها و كانت آمنة ترد لا تخافي رح تلاقي كل شي بمطرحو ، و لتبرهم آمنه على جديتها بدأت تستأذن عندما تريد شيئا من موجودات المنزل...

معلش نشف بالبشكير الأخضر الكبير......غسالتك وسيعة كتير بقديش اشتريتيها......تتهني على هالبيت شو وسيع...عندك هاون؟؟...دخيلك لا تزعلي مبارح جوزي شاف قنينة فيها عرق قام كبها بالبالوعة...منشان الله لا تزعلي.

قلب امل كان يقفز عند ذكر اي أداة من ادواتها بشكيرها الأخر و غسالتها و زجاجة عرق وحيدة كانت تشرب و نوري منها قليلا في آماسي الخميس، لا تجد أمل غير كلمة واحدة تودعها اكبر قدر من الرجاء و الأسى

ديري بالك عالبيت

و لا يتأ خر الرد

بعيوني..لا تاكلي هم.

لم يكن طريق العودة الى الحميدية سهلا التضاريس بدت غريبة، بعض الحطام مضحك حقا. منزل منهار كليا بقي فيه جزء من الجدار الأمامي الذي يحتوي الباب الخارجي الباب مثبت في مكانه و مقفل بإحكام،و عبارة بلون اسود مكتوبة بجانبه "عين الحسود فيها عود"، كان نوري ينظر من نافذة السيارة بمشاعر باردة و قد ألتصقت به أمل بشدة لا تكاد تكتم ضربات قلبها. تسير السيارة ببطىء فهي جزء من قافلة مكونة من ست سيارات تركب فيها عائلات تركت الحي و رجعت تتفقد منازلها.الأب جورج يقوم بهذا العمل يتصل بكل الأطراف و ينظم مثل تلك الرحلات يركب في السيارة الأمامية بزيه الكهنوتي تتوقف سيارته قليلا يحية الجميع و هو مسلح بإبتسامة بسيطة يمنحها لكل من ينظر إليه.

شارع الأوزن سليم و لكنه شديد القذارة و الصمت يلفحة و كذلك دشم المقاتلين وزعت بلا خبره في كل مكان صفوف عالية من اكياس الرمل في وسطها فتحات تطل منها وجوه و عيون و فوهات سوداء، ترمق عيون المقاتلين السيارات بقله أكتراث و يلوح الجميع ببنادقهم للأب الذي يكتفي بهز راسة بطريقة الواثق العارف طريقه. تتوقف القافلة عند التقاطع مع شارع الحميدية يعلو صوت القس ليسمع الجميع تحركو بسرعة على التقاطع يمكن في قناص

اصيب نوري بالرعب و أنكمشت زوجته

قناص لمين تابع هادا القناص....؟!!

لم يجد نوري جوابا لسؤاله لأن كل من كان في السيارة كان مصابا بالصدمة و يحيره ذات السؤال عن القناص. توقفت السيارة لحظة و أنطلقت بأقصى سرعة مخترقة التقاطع لم يكن ثمة إطلاق نار. ذات الصمت القذر الذي يلوثة صوت صرير عجلات السيارة المسرع على الأسفلت، تتابع السيارات طريقها في شارع الملجأ يبدو الدمار هنا كبيرا ينزل رجل من إحدى السيارات و تتابع البقية، يرمق نوري قصر بيت زيتون نظرة سريعة و قلبه مازال يخفق رعبا من كلمة قناص و في نهاية الزقاق طلب من السائق التوقف.

باب المنزل مفتوحا و صبيين يقفان عنده في يد احدهم شيء يأكلة يقترب نوري و أمل يقفان أمام الباب المفتوح لا يدري ماذا يفعل هل يدخل مباشرة بلا أحم و لا دستور أم يطرق الباب، اقتربت امل من أحد الصغيرين و سألته

أنت عمر و لا محمد

ركض الصبي الى الداخل و خرج سريعا و أمه تلحق به، وقفت بمواجهة أمل،

مين أنتو....

أنا أمل..نحنا صحاب البيت

تغير وجه آمنة و هجمت على أمل محتضنة

أهلا و سلا الحمد الله على السلامة...فوتو ليش واقفيت برا...

لم تلتفت الى نوري و،كان كل كلامها و ترحيبها موجه الى امل وحدها، تسمر نوري وحيدا وواقفا أمام الباب، لم يلبث أن خرج رجل كث اللحية بلباس الجيش يحمل بيده بندقية ابتسم في وجه نوري و رحب به أمسكه من يده و جره الى الداخل مرحبا.

لم تعرف أمل كيف ستجلس غيرت طريقة جلوسها و حركت رجليها و عينيها تمسح المكان الغرفة نظيفة و مرتبه و كل شيء في مكانه المعتاد الكراسي و التلفزيون و الهاتف في مكانه المعتاد، شهادات نوري و شهادتها مازالت مكانها على الحائط. توقفت نظرتها في المكان الفارغ لصورة المسيح المجنح أزيلت من مكانها و ترك المكان فارغا،كان المسمار ظاهرا في الجدار علاه الصدآ و مال الى الأسفل،حركت أمل لسانها داخل فمها لترطيب أي كلمة تخرج منه.

جلس المقاتل على الأرض ووضع بندقيته الى جواره و أحتضن أحد طفليه، كان يعتذر عن إحتلال المنزل لم يكن قادرا على إخفاء اسفه، و لكنه تحمس و استوى في جلسته و ترك صغيره بعيدا عنه عندما بدأ يتحدث عن حارته و منزله المدمر في الخالدية كان يتكلم بسرعة و عمق ، نبرة صوته ترفع بشدة و ينثر في حديثة الكثير من الشتائم و الكثير من التهديد و الوعيد، تلقى نوري ما يقوله المقاتل بصمت و ربع إبتسامة و هزات من رأسه توافق أو تحث على المتابعة لم يكن نوري فضوليا كان يكتفي بالقدر الذي يحكية المقاتل لم يستفسر و لم يدافع عن أحد، كانت زوجة المقاتل تتدخل بين الحين و الآخر تركض لمنع الصغير عن مد يده الى الأغراض الموزعة على الطاولة و تصرخ فيه لا تكسر شي و تبالغ كثيرا في منعه من الحركة كي لا يلمس شيئا،ثم تعود لتزيد من توكيد أحاديث زوجها بقصص كثيرة.

لم يكن لدى أمل و نوري الكثير ليقولاه لم يتحدثا عن القذائف اليليلة و الخوف و لا عن الخروج الإلزامي، كانت أمل تسترق بضع نظرات الى مكان المسيح الخالي و تنظر في عيني آمنة مستفسرة، لعلهم أنزلوا المسيح من مكانه و كسروا الصورة، ربما أحتفظوا بها في مكان ما من المنزل، المسيح ليس كالعرق لم يمكن سكبه في البالوعة.

بخجل و تردد استاذنت أمل في آخذ بعض الأغراض المهمة، بيجامات و غيارات داخلية للأولاد و بعض الكتب، ساعدتها آمنة في لملمة ما تريد ، كانت تؤكد على أن البيت لن يمس باذى و كانت تدعو بلكنة صادقة بالتوفيق لها و لزوجها و تدعو بحرقة على كل ظالم و جبار .

تجولت أمل في البيت كان كل شيء على مايرام تفقدت سريرها و ثيابها و أخذت أوراقها و صور العائلة كانت تحاول أن تكتشف اين خبأت آمنة صورة المسيح و لكنها لم تجد شيئا تحت الأسره أو بين الأغطية، نجحت في كتم السؤال الفضولي الذي الح عليها و كتمته في صدرها فلم تعرف اين ذهب المسيح.

حدد وقت الزيارة بساعتين قضاها نوري و زوجته بالإستماع الى المقاتل و زوجته صنعت لهم طعاما أكلوا قليلا لمجاملة الزوجين و خرجوا. توقفت أمل عند الباب الخارجي و قالت محدثة آمنه:

بيجوز نرجع مرة تانية بعد شي اسبوع منشان ناخد بقية غراضنا

ردت آمنه بسرعة و تلقائية الكريم

اهلا و سهلا "البيت بيتكن"

أغلقت أمل عينيها على الكلمتين الأخيرتين و حبست دمعة فيما كتم نوري ضحكة كادت تخرج قوية مجلجلة.



#جقل_الواوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجلس الوطني و المناطق المنكوبة
- كتاب مسموع
- قائمة ....قاعدة
- قربا مربط النعامة مني ...
- جساس
- غزوة جامعة حلب
- عادل إمام ... -المشبوه-
- إنشقاق عازف كلارينيت من فرقة موسيقا الجيش
- من جهز غازيا .. بؤس العناوين
- دروز بلغراد ... دروس في الهوية
- أدب سجن تدمر 3/3
- أدب سجن تدمر - 2 -
- مات خالد تاجا ...
- أدب سجن تدمر - 1 -
- حراسة الهواء و حراثته .... روزا ياسين حسن ما زالت تحمل صليبه ...
- النادي الأهلي و النادي المصري نتيجة بائسة
- الولادة من الخاصرة.....فانتازيا -نفسية- بطعم السفرجل
- سياسة الإنفعال
- فيلم و هلأ لوين.... يا ويلي ملا -لبكي-
- مناع أم غليون. المكان لا يتسع للجميع


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جقل الواوي - مسيح الحميدية ....البيت بيتكن